بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد أمسك بزاهر
من يشتري العبد ؟
قال زاهر : إذاً تجدني كاسداً يارسول الله .
قال صلى الله عليه وسلم : لكنك عندك الله لست بكاسد .
كم من شخص له مكانة ومال وجاه وقيمة ولكنه عند الله كاسد !
وكم من شخص لا قيمة له عند الناس ولا مكانة ولا جاه
ولكنه عند الله ليس بكاسد ؛
فأواه على هذه المكرمة.
وفي إحدى الغزوات سأل صلى الله عليه وسلم أصحابه
بعد الغزوة من تفقدون ؟
قالوا نفقد فلانا وفلانا وفلانا .
ثم قال من تفقدون ؟
قالوا : نفقد فلانا وفلانا وفلانا .
قال لكني : أفقد جليبيب .
فبحثوا عنه فوجودوه قد قتل سبعة وقتلوه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل سبعة
ثم قتلوه هو مني وأنا منه .
بعض الناس لا يُفقد ولا يُعرف ولا يُسئل عنه وله
في الإسلام الأثر البالغ والمنزلة العليه
فأواه على هذه المكرمة !
صعد ابن مسعود شجرة فضحك الصحابة
فقال صلى الله عليه وسلم أتعجبون من دقة ساقيه
لهي في الميزان أثقل من أحد .
بعض الناس بنيته ومظهره قد يجعل الآخرين
ينظرون إليه نظرة معينة وله في ميزان
الأعمال ومكارم الأخلاق أعلى قدر
وأرفع منزلة
فأواه على هذه المكرمة !
خاتمة : الناس يقاسون بآثارهم لا بأشكالهم
وأجسادهم والعبرة بما في القلوب
وليس بالصور والأجسام ،
فالله المستعان .
فإن من علم هذا وتأمل اجتهاد غيره وكسله
حق له أن يبكي ويطيل البكاء
.فاللهم تولنا فيمن توليت.