عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-15, 03:14 PM   #1
قيس

الصورة الرمزية قيس
Ensan 3aDy

آخر زيارة »  06-12-16 (02:56 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قصيدة ونثر من مقام العراق



تميم البرغوثي
كفوا لسان المراثي إنها ترف *** عن سائر الموت هذا الموت يختلف

يا من تصيحون يا ويلي و يا لهفي *** و الله لم يأت بعد الويل و اللهف

***

ضل الكلام و ضل المهتدون به *** إن الصفات خيانات لما تصف

فالمرء سر و وجه المرء يكتمه *** تحتار هل عرفوا أم بعد ما عرفوا

تخبرهم فترى في صمتهم خدرا *** كالشيخ عزاه عن موت ابنه الخرف

فان يصبروا لا تصدق أنهم صبروا *** أو يضعفوا لا تصدق أنهم ضعفوا

أنظر إليهم ... أقام الليل في شغل *** تحت هلال لغير الخوف يرتجف

يضمدون نخيل الله في زمن *** للحرب لا السلم فيه يرفع السعف

تعانق الموت فيهم و الحياة كما *** تعانقت في الحروف اللام و الألف

***

يا هلال ... يا بتسامة ليل عليل يجامل أمثالنا الزائرين

يا استدارة نون بخط ابن مقلة ... يقسم قارؤها أنها النون في قول ربك كن

يتفرع من حبرها شجر يثمر الخلق كلهم يا سيدي أجمعين

***

شهدت تفرع تاريخنا كغصون الخيال ... و شهدت وداعته حين كان بريئا كعين الغزال

و شهدت تيبسه كقرون الوعول ... تشاركنا كل ليل قصير و تسهر وحدك في كل ليل يطول

و أنت اللذي نام بين المقابر كي لا يراه المغول ببغداد يا صاحبي

ثم عدت كما يصف ابن الأثير تعانق من عاش من أهلها ... كي تتدبر أمر المعايش لا بد من قمر يسهر الليل حتى و إن كان فيها مغول

***
يا جليل النحول ... يا خفي الكمال ... يا رفيق الرفاق إليك السؤال:

هل سألت و أنت تعد خطانا منذ الهجرة النبوية حتى احتلال العراق .. هل رفقت بنا يا رفيق الرفاق؟؟؟

فقال الهلال: أنا الحتمال ... أنا الزعم أن الإضاءة في الليل ممكنة دون أن تظلم النار زيتا و دون افتخار الدخان بلا وجه حق على العالمين

أنا الليل حين يخالف فطرته و يضيء ... أنا الإحتمال الضئيل ...

أقول لكم إن شمسا و إن فارقت ما تزال هنا في زوايا السماء و وجهي عليها الدليل... أنا الإحتمال الخفيف الثقيل

أنا كلما أضعف الله ضوئ طالبتكم أن تروني أكثر ... هاتوا مناظيركم و استعدوا ... أنا الأمل المستغل الذي دائما يطلب المستحيل.

يوقن الراصدون بأن لا صباح سيطلع مني ... لأني ضعيف نحيف هزيل ...

و لكنهم يذهلون إذا ما أطل عليكم بوجهي صباح جديد ...

لم أغب كنت أحضره من مكامنه ... أي نعم مت حتى أتيت به ... فأنا الميت الحي فيه

اذكروني اذكروني إذا جاء صبح ... ففي كل صبح هلال شهيد ...

***

قال الهلال ينادي كل من قتلوا :


الموت محتمل ضيفا به ثقل *** كذا قيامي بعد الموت محتمل

يا قائمي الليل لا خوف ولا وجل *** أنا لكم ولد إن شئت أو سلف

قال الهلال:


أنا المولى المولى ... يا أهل *** ودي أنا مولى دم القتلى

تحت القنابل أتلو سورة الأعلى *** و لن ترد المنايا سورة تتلى

لكن نموت و في أسماعنا شرف *** حيي المآذن تحت القصف تنتصب

حتى الطيور التي من حولها عرب *** تطمئن الأهل إذ يجتاحها اللهب

أنا بخير فلا خوف ولا رهب *** ما زلت أقصف لكن لست أنقصف

كفوا لسان المراثي إنها ترف