(الشعرة الفاصلة بين الطِيبة والسذاجة)
قد نختلف مابين صفتين ونخلط بينهما رغم لا يوجد تشابه في المضمون والسبب يا أعزائي في قلة أدرك وجهل المجتمع في تقيم الفرد مما
أدى إلى خلط الأمور بصورة جعلت الأمر رأسا على عقب ..
الطِيبة والساذجة
الطِيبة تعني سلامة القلب بولع البياض من كل حقد وصفاء النفس مما ينعكس على سلوك الفرد في القول والفعل ..
فكل كلمة طيبة وفعل طيب تدل على سلامة قلب الفرد وهذا ما نص عليه الإسلام وخلق المصطفى علية السلام …
قد تنحدر الطيبة إلى سذاجة أن اتخذت
منهج الغير مسئول بمعنى أن يتغاضي الفرد عن كل فعل وقول دون اخذ موقف صحيح …فلإسلام وضع أخلاقيات التعامل مع المُسيء
في باب النصيحة وحث على الخير وقول الحق أينما وجد …
فالطيبة لا تعني أن تسكت وأن تغفل باب حق لكَ أو لغيرك بل يجب عليك أن تكون فردا واعي ويزن الأمور بعقل وحكمة وأن يبني شخصية الفرد على ذلك
فلا يهمش ذاته فالطِيبة في الإسلام مختلفة عن مفهومنا تمامافالرسول عليه السلام حث على التعامل والخلق مع غير المسلمين
كـ جاره اليهودي وغيره من المشركين ولكنه لم يغفل جانب الدعوة لله والجهاد في سبيله على المشركين وكل من أنكر الرسالة الله لنبيه ….
كما أسلفنا سابقا قد تنحدر الطِيبة للسذاجة ولكن السذاجة
لا ترتقي للطِيبة فهي على عكس ذلك…
السذاجة يا أعزائي هو شخص بسيط التفكير تكثر ثرثرته يضع القول في غير مواضعه أهتما ته سطحية
ففي داخله لا يثق بذاته متخبط ومتناقض سهل استدراجه فكثيرا ما يتنازل عن حقوقه …
وفي مواضع كثيرة لا يحكم عقلة يجيد العبث لا يزين الأمور كثير التذمر فشخصيته تبعية ..
البيئة الاجتماعية والتربية وتأثيرها على الفرد
البيئة الاجتماعية والتربية لها أثر على شخصية الساذج وتكوينها يكون من السنوات النشأة الأولى
فالطفل يأتي خالي من كل نقش ما أن يصبح مستعد للتلقين حتى يبدأ في اخذ صفات من المحيط الذي حوله مما يؤثر في تركيب شخصيته سواء في الطباع والفكر
وميوله وانفعالاته العاطفية وغير العاطفة وسائر قواه العقلية ونزعاته الفردية والاجتماعية ….
لذا أن أردنا أفراد أسوياء خالين من كل علة..علينا أن نهتم ونكون جادين
وعلى إطلاع جيد في مفهوم التربية الصحيح ..وخلق بيئة اجتماعية صالحة للأبناء …
فكثير من المجتمعات المتقدمة قامة على ذلك وما تزال تدعم الفرد على أن يعبر عن نفسه وان يتحدث عن انطباعاته
وعن المشاكل التي يعاني منها والأخذ بيده ليكون له دور فعال في بناء مجتمع صحيح .
وفي النهاية
اقدم الشكر الجزيل للأخ الموعود
على أتاحة الفرصة لي
*
*
من كتابة الساحرة