عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-15, 01:22 PM   #1
إحساس شاعر

الصورة الرمزية إحساس شاعر

آخر زيارة »  04-24-24 (03:41 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي التفحيط ( تميز بقلمك )




بسم الله الرحمن الرحيم



تفوق في دراسته واجتهد وثابر تحت لحاظ وعد مسبق من أبيه أو أمه بمكافأة ثمينة لا تخطر له على بال فلما انتهت الامتحانات وانقضت أيامها , أتته الهدايا ملبية تتفق عن أكمامها . فها هو جهاز آيفون أو جلاكسي آخر الإصدارات وتلك الورود تناثرت بين المسارات .

والمفاجأة الكبرى والهدية العظمي التي لا يمكن إخفاؤها هي (( سيارة العمر )) آخر الموديلات وأفخم الماركات ..

سيارة العمر تقدم لطفل أو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره . إنها للعمر الذي سينتهي على كنباتها وينقضي بنكباتها .

آه من حسرة دائمة وسحابة حزن عاتمة تظل في أفق الأبوين حينما يشاهدون مثل هذه الصورة – لا سمح الله - وقد نقلتهم الذكرى إلى مشهد ذاك اليوم يوم المكافأة الكبرى ..









لن يجدي حينها دموع الندم ولا لوم الذات فقد ذهب كل شي و احتضر الأمل على متن هدية .

ألم تريا أن الملامة نفعها قليل إذا ما الشيء ولّى وأدبرا






إنه التفحيط الذي أودى بحياة الكثير من شباب هذا الوطن .. بل قد يكونون أطفالاً في أعمار الزهور .,

التفحيط سلوك يمارسه فئة من الشباب و آفة تولدت من رحم الترف والغفلة . يتمثل في قيادة السيارة على غير نسق طبيعي والميل إلى المغامرة والتهور أمام مرأى الكثير من الناس تحت سماع تحفيزهم وصفقاتهم .

أسباب ظاهرة التفحيط

1- ضعف الوازع الديني الذي يملي علينا وجوب شكر النعم وحمد الله على هذه الوسائل المتاحة لنا بكل يسر وسهولة . وأن تستخدم فيما يرضي الله سبحانه ونجنّب مخاطرها النفس والمجتمع

2- ضعف شخصية الشاب الذي يسعى لإكمالها من خلال هذا السلوك الذي ينتظر منه ملء فراغ الرضا عن نفسه وإضفاء طابع قوي في نفوس الآخرين ونيل إعجابهم وتقديرهم ( كما يتوهم الكثير )

3- التبعية والتقليد من غير إبصار لنهج ما يقلّد . والسير خلف من اقتدى بهم في هذا الجانب دون أي تمعّن أو تفكر لعواقب الأمور .

4- تفريغ شحنات اجتماعية مكبوتة ناتجة لظروف مصاحبة للشاب منذ النشأة ولّدت لديه الميل إلى التهور والانتقام من ممتلكاته كوسيلة تفريغ لكبت اختنق منه كثيراً .

5- جهل الوالدين بمفهوم التربية وكيفية المحافظة على هذه النعمة التي منحهم الله إياها . ظنا منهم أن التربية الصحيحة هي توفير كافة سبل الراحة والترفيه ووسائل النقل والاتصال لمن يعولون .




ولعل الواقع يمدنا بالكثير من الشواهد والقصص التي يعجز المتصفح عن استيعابها ولولا الرغبة في الاختصار والخوف من إيراد بعض الحوادث البشعة لأوردت هنا صوراً لمآسي محزنة وآمالاً منقطعة . وشباب مزّقت أيامه وفتّت عنفوانه وتعفر رونقه وجماله ..



لغة الصور المأسوية



















علاج التفحيط

كيف يمكننا معالجة هذه الظاهرة السلبية والخلوص بشبابنا من وحل التفحيط وجحيمه ؟

قد يظن الكثير أن التفحيط مازال في طور لم يصل إلى حد الظاهرة , ولكن الناظر إلى الواقع من جهة والمتأمل في أفكار الأطفال والمراهقين منذ الصغر وتبطين أحلامهم والرغبة في التفحيط من جهة أخرى يدرك أن التفحيط قد أصبح هاجساً مؤرقاً وظاهرة خطيرة تساور مجتمعنا لتنتهك أحلامه وتجدد آلامه وتفتك بشبابه الذي هم عماد المستقبل . لذا وجب على الجميع أن يقفوا صفاً واحداً بحزم وقوة لمجابهة هذا العدو الذي أوجدناه من غفلة عارمة وجهل طاغي وسذاجة ماحقة .

وأبرز النقاط والأفكار – في نظري - لمعالجة هذه القضية :

1- توعية أبناء الجيل بخطورة التفحيط وتذكيرهم بأنه ضرب من الإسراف والتبذير والانتحار وقتل النفوس البريئة وأنّ هذه النعمة المخولة ستزول إن لم نحافظ عليها ونشكر الله على ذلك .

2- توعية الوالدين بواجبهم الحقيقي وإعطائهم دروساً تربوية في تعليم النشء وتربيتهم . وتبيين الدور الصحيح المناط بهم في العملية التربوية . وإخبارهم بأن دلال الأبناء قد يكون سبباً وطريقاً لعقوقهم وانحرافهم وعدم تحملهم للمسؤولية في مقتبل أعمارهم .

3- تكثيف الحملات التوعوية لمعالجة السلوك الخاطئة في المجتمع . والمحاضرات حول هذه المواضيع في المساجد.

4- الإرشاد والتوجيه من قبل المعلمين حول هذه الظاهرة وبيان أخطارها وعواقبها .

5- تعزيز الأنظمة حول قيادة الشباب والنظر في منح رخص القيادة لمن تبادر منهم الميل إلى هذا السلوك

6- فتح مراكز وأنشطة رياضية ووسائل ترفيه للشباب لشغل أوقات فراغهم .



وفي الختام نسأل الله العلي العظيم أن يهدينا جميعاً لما يحب ويرضى وأن يهدي شبابنا لما فيه خيرهم وصلاحهم . وأن يجعلهم شباباً صالحين مدافعين ومناضلين دون دينهم ووطنهم وذويهم لا محاربين لأنفسهم مقتلين لشبابهم ..



آمل أن أكون قدمت لكم شيئاً حول هذا الموضوع يرضي ما تطمحون له من مشاركتي هنا



أعذروني وتقبلوا تحيتي



إحساس شاعر