الموضوع: رواية بقلمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-26-15, 02:37 PM   #15
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  يوم أمس (01:44 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



"البارت الثاني"


في صباح اليوم التالي .. وعند الساعة السابعة .. استيقظت "آن" واستعدت لعملها
فارتدت ثيابها وسرحت شعرها ووضعت قليلا من مساحيق التجميل فاتحة اللون
خرجت من غرفتها واتجهت نحو غرفة "سام"

فتحت الباب بهدوء .. دخلت واقتربت من سريره .. فوجدته يغط في نومٍ عميق

ابتسمت وقررت النزول .
فنزلت الدرج إلى الأسفل .. ووقعت عيناها على السيدة "ميري" التي نظرت إليها بصمت

تكلمت "آن" :: صباح الخير ::
:: صباح الخير .. هل استيقظ السيد "سام"؟ ::
:: ليس بعد ::

هزت رأسها وعبرت إلى الداخل ..
سمعت "آن" صوت خطواتٍ على الدرج خلفها .. ألتفتت .. فإذا هو "ستيف" .
كان يرتدي بدلة ويمسك بحقيبة كبيرة بعض الشيء .
تنحت "آن" عن طريقه ثم قالت

:: صباح الخير ::
وتابع نزول الدرجات قائلا:: صباح الخير .. كيف حالكِ؟ ::
:: بخير .. أرجو أنت تكون كذلك يا سيدي ::
ابتسم "ستيف" ثم قال :: شكراً لك ::

احست "آن" أن في ابتسامته شيء غريب .. بدى لها انها ابتسامة ساخرة .. أو شيء كهذا .
فظهرت على وجهها ملامح الانزعاج
سألها :: كيف "سام"؟ ::
أجابت بسرعة وبانفعال :: لم يستيقظ بعد ::
لاحظ ذلك .. فحدق في وجهها بينما كانت تنظر هي الى الجانب الآخر منزعجة
ثم قال
:: تبدين منزعجة .. أم أنني اتوهم؟ ::
نظرت إليه وقالت :: لا أبداً ::
وافتعلت ابتسامة وتابعت :: لست كذلك ::
:: جميل ::

تقدمت في هذه اللحظة السيدة "ميري" قائلة لـ"ستيف"

:: سيدي .. الفطور جاهز .. هللا تناولته قبل مغادرتك ::
:: شكراً "ميري" .. سأحضر حالا ::
ثم نظر إلى "آن" وقال :: هل تناولت إفطاركِ؟ ::
صمتت قليلا .. ثم قالت :: ليس بعد ::
:: تناوليه إذا بعد ذلك أصعدي بالفطور لـ"سام" وأيقظيه .. يجب عليه أن يتناول دواءه في موعده .. الساعة الثامنة والنصف ::
:: سأفعل ذلك ::

ومشى "ستيف" متجها إلى غرفة الطعام .. ومشت "آن" متجهة إلى المطبخ ..
ابتسمت فور دخولها استحسانا لما رأت .. فالمطبخ كبير و منظم بشكل جميل
القت "آن" التحية على الجميع :: مرحبا ::
أجبن :: مرحبا ::

وقفت حائرة ولم تعرف كيف تطلب الفطور .
جاءت من خلفها "ميري" قائلة :: "آن" .. هل ستتناولين الإفطار هنا؟ ::
ابتسمت "آن" وأجابت :: نعم .. أرغب بذلك .. وبعدها سأؤخذ الإفطار بنفسي للسيد "سام" ::
:: حسنا إذاً تفضلي ::

جلست "آن" على الطاولة .. وأمرت "ميري" من أحدى الخادمات أن تحضر الفطور لـ"آن" وللسيد "سام" أيضاً .
بعد أن أنهت "آن" تناول إفطارها .. صعدت بفطور "سام" وأخذته إلى غرفته
فتحت الباب ودخلت .. بعدها وضعت الفطور على الطاولة .. واتجهت نحو السرير لتوقظ "سام"
لكنها تفاجأت .. فلم تجده في سريره .

:: يا إلهي؟!.. أين ذهب "سام"؟! ::

وإذا بها تسمع صوت باب الحمام قد فتح
التفتت ووجدت الخادم يدفع بالكرسي المتحرك .
نظر "سام" إليها قائلا

:: هذا أنتِ؟ ::
ابتسمت قائلة :: صباح الخير سيدي .. لقد جلبت لك الإفطار ::

تنحت جانبا عن السرير لتسمح للخادم أن يجلس "سام" في سريره .
بعد ذلك قال الخادم :: هل من خدمة أقدمها لك سيدي؟ ::
:: لا شكراً .. يمكنك الذهاب ::

وانصرف الخادم إلى خارج الغرفة .. بينما ذهبت "آن" وقدمت صحن الإفطار لـ"سام"
بدأ "سام" بتناول فطوره .. ومشت "آن" عند النافذة تنظر إلى قطرات المطر .. فلقد هطل المطر منذ فجر هذا اليوم .
سألها "سام"

:: أين "ستيف"؟ ::
ألتفتت إليه "آن" :: لقد غادر منذ قليل إلى عمله ::
صمت "سام" مفكراً .. ثم قال :: "آن"؟ ::
:: نعم؟ ::
:: اقتربي .. أريد التحدث إليك ::

تعجبت "آن" من طلبه .. فاقتربت منه
وقفت بجانبه صامته .. فقال :: اجلسي .. قد يطول بنا الحديث ::
جلست على الكرسي .. فسألها :: "آن" .. ربما أنت تعرفين أنني قد فقدت ذاكرتي .. والجميع هنا يحاول أن يخفي علي بعض الأمور و اجاباتٍ عن تساؤلاتي ::
خاطبت "آن" نفسها :: آه هكذا إذا .. فقدَ ذاكرته!! ::
:: لست أطالب بالكثير .. من حقي أن أعرف ما الذي حدث .. كل ما حولي يثير فضولي .. تصرفات الجميع معي تزعجني .. حتى "ستيف" .. وأمي .. ماذا هناك يا "آن"؟ .. خبريني ::

ترددت "آن" كثيراً قبل أن تتكلم .. فهي لا تعرف شيئا أصلاً

:: أنا آسفة يا سيدي .. لكني لا أعرف شيئا في الحقيقة .. أنا جئت إلى هذا المنزل بالأمس فقط .. ولا أعرف شيئا عما حصل .. فكل ما أعرفه هو أنه علي الاهتمام بك ::
خاب أمل "سام" وقد بان الحزن عليه :: إذا .. لست تعرفين؟ ::
:: بكل أسف يا سيدي ::
وقفت قائلة :: حان موعد دواءك يا سيدي ::
:: حسنا .. خذي الصحن من فضلكِ وأتيني بالدواء ::

أخذت منه الصحن ووضعته على الطاولة .. بعدها احضرت الدواء والماء لـ"سام"
تناول دواءه .. واتجه بنظره إلى النافذة .. وسأل

:: هل المطر غزير؟ ::
:: ليس كثيراً ::
:: أريد أن تخرجيني إلى الحديقة إذاً ::
:: ولكن الجو بارد ::
:: لا يهم .. لن يكون الزكام أشد بأساً علي مما أنا فيه ::
صمتت قليلا .. ثم قالت بهدوء :: حسنا ::

ساعدته على الجلوس على كرسيه المتحرك .. ثم ذهبت نحو دولابه واحضرت معطفا وغطاء .. وضعت المعطف على كتفيه والغطاء على ارجله .. بعدها بدأت بدفعه والتحرك به إلى الخارج .
نزلت به من المصعد .. بعد أن وصلا الى الطابق السفلي .. مشت به نحو الخارج .. وبينما هي متجهة للحديقة .. مرت على الصالة .. وقد كانت السيدة "سارة" جالسة على احد المقاعد تشرب الشاي وتقرأ جريدة .. مازالت ترتدي الأسود
نظرت إلى الاثنين بصمت ..

توقفت "آن" أمامها وقالت :: صباح الخير سيدتي ::
وقال "سام" :: صباح الخير أمي ::
ردت السيدة "سارة" ببرود :: صباح الخير ::
:: كيف حالكِ يا أماه؟ ::
صمتت لبرهة ثم قالت :: جيدة ::
وارتشفت بهدوء من الشاي .. ثم قالت :: ماذا عنك؟ ::
:: أشعر بحالٍ أحسن هذا الصباح ::
اكتفت بهز رأسها ولم تنطق بحرف .
فقال "سام" مبتسما :: سنخرج إلى الحديقة يا أمي .. هل ترافقينا؟ ::
نظرت إليه .. ثم قالت :: الجو بارد .. ربما تمرض ::
:: سئمت الجلوس في الغرفة ::
:: أخرج للحديقة إذاً.. ولا تبقى طويلا خارجاً حتى لا تصاب بالزكام ::
:: حسناً .. عن إذنك ::

فتحركت "آن" تقود الكرسي .. ومشت به إلى الخارج .
وقفت به تحت المظلة .. ورفع رأسه إلى السماء ينظر لقطرات المطر المتساقطة

نظر إلى "آن" وقال :: تقدمي بي تحت المطر ::
:: امم .. أخشى أن تمرض يا سيدي ::
:: أريد الاستمتاع بالمطر يا "آن" .. أرجوكِ ::
فكرت قليلاً .. ثم قالت :: لكن .. ::
قاطعها :: لا تهتمي .. لن أمرض .. وإن مرضت فسأتحمل أنا مسؤولية مرضي ::
رفعت حاجبيها بحيرة .. ثم قالت :: حسناً إذا ::

وتقدمت به بعيدا عن المظلة .. فتساقطت قطرات المطر على رأسهما .
قالت "آن" فزعه :: بارد ::
ضحك "سام" وقال :: ممتع .. ذلك ممتع يا "آن" ::
ابتسمت "آن" بسعادة .. وقالت في نفسها :: الجميل هو أن أراك تبتسم ::
:: نعم سيدي .. الوقوف تحت المطر ممتع .. لكن الوقوف طويلا تحته يصيب بالزكام ::
نظر إليها قائلا :: فهمت .. لكن دعيني أمضي وقتا أطول يا "آن" .. لدقائق فقط ::
قالت مؤكدة :: حسنا .. دقائق فقط! ::
ابتسم ورجع ببصره للسماء .. رفع يده فلامست القطرات راحة يده
:: كم هذا جميل ::

مرت بعدها دقيقتان .. فأصرت "آن" على دخولهما .. فلم يمانع "سام" ذلك
عادت به الى الداخل .
اتجهت به إلى الصالة .. فوجدا السيدة "سارة" ما برحت هناك .
نظرت إليهما .. واتسعت عيناها غضبا حينما وجدتهما مبللين بماء المطر
نظرت إلى "آن" وقالت بصوتٍ صارم :: ما هذا؟ .. لما "سام" مبلل هكذا؟ ::
اجفلت "آن" من صوتها وصمتت خائفة ومرتبكة .. فتكلم "سام"

:: لقد وددت الوقوف تحت المطر يا أمي .. لهذا طلبت منها أخذي تحت المطر ::
نظرت إليه بحدة وقالت :: وإن مرضت؟ .. لست تحتاج للمزيد من الأمراض يا "سام" ::
ثم وجهت الكلام لـ"آن" زاجرة :: أنتِ هنا للاهتمام بـ"سام" .. فإن مرض سيقع اللوم عليكِ .. أتفهمين؟ ::

قالت هذا ووقفت مغادرة .
شعرت "آن" بالخوف .. واحست بالبرودة في جسدها .. فبدأت ترتجف .
احس "سام" بها .. فنظر إليها قائلا :: هل أنتِ بخير؟ .. لا تهتمي لما قالته أمي ::
:: آه .. لا تقلق سيدي .. سأؤخذك إلى غرفتك ::

صمت "سام" .. ولكنه لم يشعر بالاطمئنان لحال "آن"
مشت به واتجهت نحو المصعد تأخذه إلى غرفته .
***

وصلا إلى غرفة "سام" .. دخلت "آن" به ..وهي تفكر قلقة فيما لو مرض "سام" كيف موقفها سيكون؟
توقفت بـ"سام" قرب سريره .. ثم مشت بهدوء وأحضرت منشفة ووقفت خلفه تنشف شعره .
ابتسم "سام" وقال :: لست طفلا يا "آن" .. يمكنني تجفيف شعري بنفسي ::

ورفع يديه ممسكاً بالمنشفة وأخذ يجفف شعره .
لم تتكلم "آن" .. وظلت صامتة تفكر .
التفت إليها "سام" :: "آن" .. هل أنت بخير؟ ::

ابتسمت وادعت الارتياح :: نعم .. كان الجو منعشاً في الواقع .. لذا أنا بخير ::
ابتسم وقال :: نعم كان كذلك ::

ورفع المعطف من كتفيه ومده إلى "آن" .. فأخذته منه ووضعته في موضعه .
ثم سألته

:: ألن تستبدل ثيابك سيدي؟ .. ستشعر بالبرد إن ظللت بها ::
:: بل سأفعل .. ويجب عليك فعل ذلك أيضا يا "آن" .. فثيابك أكثر بللا ::
:: حسنا سيدي ::
:: هيا أذهبي واستدعي لي خادما لو سمحتي .. ويمكنك الانصراف .. فلن أكون بحاجةٍ إليك حتى الظهر .. شكراً لكِ ::
:: حسنا ::

ومشت مغادرة غرفة "سام"
ففكر مليا وخاطب نفسه :: لا أعرف لما بالغت أمي في ردة فعلها؟ .. أنا على يقين أن "آن" قلقة خوفاً من أمي ::
***
في الساعة الحادية عشرة .. وصل "ستيف" إلى الفيلا عائداً من عمله .
دخل إلى الداخل .. ومشى إلى الصالة باحثاً عن أي أحدٍ في البيت .. وجد مدبرة المنزل "ميري" .. ألقت عليه التحية قائلة

:: أهلا بعودتك سيدي ::
:: أهلا "ميري" .. أين والدتي؟ ::
:: لعلها في الطابق العلوي ::
:: حسنا ::

ومشى صاعدا إلى الطابق العلوي .. اتجه نحو غرفة أمه وطرق الباب
فأجابته :: تفضل ::
فتح الباب ودخل مبتسماً :: مرحبا أمي ::

كانت السيدة "سارة" تجلس على الكنبة تشاهد التلفاز .
ابتسمت حينما رأته وقالت :: أهلا عزيزي .. هل عدت للتو؟ ::
مشى وجلس بجانبها على الكنبة :: نعم .. أخبرتني "ميري" أنك هنا فجأت لرؤيتك ::
أمسكت بيد أبنها "ستيف" وقالت :: أريد أن أتحدث معك يا "ستيف" بشأن الفتاة تلك ::
عقد "ستيف" حاجبيه وقال :: أية فتاة يا أمي؟ ::

التقطت جهاز التحكم واطفأت التلفاز .. ثم نظرت إلى "ستيف" وتكلمت بجدية

:: لقد تغاضيت أولا عن كونها ليست ممرضة يا "ستيف" .. فأجدها اليوم بدلا من الاعتناء بـ"سام" .. أضحت مرافقةً له ::
:: أتعنين الآنسة "آن" يا أمي؟ ::
:: أياً كان أسمها ::
وارتفع صوتها وهي تقول :: أتعرف ما الذي فعلته تلك الفتاة؟ .. لقد خرجت بـ"سام" تحت المطر .. وعادت به مبللا!! ::
سأل "ستيف" :: أفعلت ذلك من تلقاء نفسها؟ ::
:: يقول "سام" أنه هو من طلب منها ذلك .. لكن مهما يكن .. فأنا لست على استعدادٍ في أن أجد "سام" يزداد مرضاً أمامي .. لا تعرف كم ذلك يغيظني ::
:: لن يمرض "سام" .. لا تقلقي ::

انفعلت وقالت :: ذلك لا يقلقني بقدر ما يرهقني و يغيظني يا "ستيف" .. يكفي ما حلت علينا من مصائب .. والمصائب تزداد بوجود "سام" .. بل هو المصيبة عينها ::

غضب "ستيف" من قول أمه ووقف قائلاً

:: أرجوكِ أمي كفي عن قول هذا ::
وقفت هي الأخرى وقالت :: أنتَ السبب .. لا أعرف لما هرعت إليه فوراً لإنقاذ حياته والاهتمام به .. فقدان ذاكرته كانت فرصة جيدة جدا للتخلص منه ::

رفع "ستيف" رأسه محاولا تهدئة نفسه .. ثم نظر إلى أمه وقال :: لن أتخلى عن أخي أبداً يا أمي .. أتفهمين؟ .. وأرجوكِ .. فلننهي هذا الموضوع .. لأنني سئمت من تكراركِ لهذا الكلام يا أمي .. منذ وفاة أبي وأنت لا تفكرين إلا بالتخلص من "سام" .. لماذا أمي؟ .. لماذا بعد كل هذا؟ ::
أرادت التكلم ولكن "ستيف" منعها مقاطعا :: لن أتخلى عن "سام" مهما قلتِ .. ولست أطلب منكِ الاهتمام به .. فأنا أعرف جيدا أن الاهتمام به عبء ثقيل عليك .. عن إذنك ::

ومشى منصرفا بغضب إلى الخارج
***