05-11-15, 02:15 AM
|
#142 |
•~ رونق التوليب ~• | | | | | | | | | | | | | | | | |
،،، البارت العشـــرين ،،،
بعد ساعتين ، توقفت السيارة عند الفيلا .. نزل منها "سام" ودخل إلى المنزل ، أما "ستيف" فلقد تحرك بسيارته ليعيد "صوفي" إلى منزلها.
صعد "سام" غرفته وبدأ يتفحص حاجياته مستمتعاً ، بعد خمس دقائق طرق باب غرفته ، تكلمَ "سام"
:: تفضل ::
فتح الباب ودخلت منه السيدة "سارة" .. التفت "سام" نحوها والدهشة علت محياه .. قال مستغرباً وسعيداً في الوقت نفسه
:: أمي!!؟ .. أهلا بكِ ::
إقتربت منه قائلة بصوت فاتر وهي تعبث بشعره
:: جئت منذ قليل؟ .. أين "ستيف"؟ ::
ابتسم وهو يجيب
:: يوصل "صوفي" إلى منزلها ::
:: امم ::
صمتت وهي ما زالت تعبث بشعره وهي تفكر ، قال "سام"
:: تفضلي يا أمي! .. لما أنتِ واقفة؟ ::
ابعدت يدها عنه ومشت نحو النافذة وهي تقول بهدوء
:: لا داعي لذلك ::
كانت تنظر من خلال النافذة وهي تفكر ، ثم قالت وعيناها لا تزالان على النافذة
:: هل تتذكر يوم وفاةِ أبيكَ يا "سام"؟ ::
فاجأه السؤال .. وقال وهو يفكر
:: لا ::
:: لا تتذكر ما حدث ذلك اليومَ إذاً ::
صمت "سام" والقلق قد تسلل في قلبه ، إستدارت له السيدة وقالت وهي لا تزال تحافظ على هدوئها المريب
:: كنتَ حزيناً عندما علمتَ بوفات أبيك ، حزيناً جداً .. لم تكف عيناك عن البكاء ::
انكس "سام" رأسه وقال
:: كان يوماً صعباً بالتأكيد ::
:: كان ذاهباً لاختيار هدية يوم ميلادكَ عندما أصابه الحادث ، كان يريد شراء سيارةً لك ، أخبرني قبل خروجه والفرحة تملأ عينيه ، خطط للحفلة بنفسه كما هي العادة ، كان يحبكَ كثيراً ، أحبكَ أكثر مني ومن "ستيف" ، دللكَ بشكلٍ يفوق الوصف ::
غرورقت عيناه بالدمع ، ولزم الصمت .. أقتربت منه السيدة ببطء .. ثم قالت بحدة
:: أحبكَ حباً حقيقياً ، رغم أنكَ لستَ ابنه ::
رفع "سام" عينيه الغارقتين نحو أمه في ذهول ، وهمس والدموع منحدرة على خديه
:: مالذي تقلينه يا أمي!؟ ::
:: ما سمعت ، أنت لستَ ابني ولا ابن جورج ، أنتَ ابن الشارع ::
وشددت على كلمتها الأخيرة
:: ابن الشارع يا "سام" ::
وضع "سام" رأسه في كفيه وأجهش باكياً بصوتٍ رفيع ، اقتربت منه أكثر وتوقفت بجانبه قائلة
:: لو كنتَ استعدت ذاكرتك لكنتَ علمتَ بحقيقتكَ بطريقةٍ أفضل ، لكن نفذ صبري ::
وأضافت بحدة
:: نفذ صبري كثيراً ، دخلتَ إلى منزلي وأنتَ في المهد ، لكنك كنتَ قوياً إذ استطعت أن تغير علي زوجي ، كم كرهتكَ يا "سام" ::
قالت هذا وغادرت الغرفة تاركة "سام" بدموعه ، دفع بعصبية ما كان على سريره ورمى بنفسه عليه ، شد على لحاف السرير ، لاحت في ذاكرته أحداث ذاك اليوم ، تذكر كيف صرخت السيدة "سارة" في وجهه بعدما علمت بوفاة زوجها قائلة وهي توجه إليه إصبع الإتهام
:: أنتَ السبب ، ما حدث كان بسببكَ أيها البغيض ، ابتعد عني ، غادر منزلي لا أريد أن أراك ::
تذكر أنه اندهش كثيراً من طردها له ، وتذكر كيف جاءت السيدة "ميري" إلى السيدة تحاول تهدئتها .. اقتربَ منها هو أيضاً وهو يقول
:: ماذا أصابكِ يا أمي؟ ، لما تقولينَ أني السببَ في موت أبي؟ ::
تذكر صراخها عليه وعينيها التي جحظت من الغضب
:: لا تقل أمي! .. لا تقل أبي! .. أنتَ لستَ ابننا .. أنتَ نزلتَ علي مصيبة يا "سام" ، أنتَ مجرد لقيط لا أصلَ له! ::
أغمض عينيه بقوة وهو يتذكر كلامها ، ضرب بقبضته على السرير وهو يقول
:: لا أصدق ذلك .. لا أستطيع أن أصدق ذلك! ::
***
عاد "ستيف" بعد دقائق إلى المنزل ، دخل وتوقف عندما وجد "ميري" تستقبله مرحبة ، سألها عن والدته فأجابته
:: صعدت منذ نصف ساعة او أقل الى غرفتها ::
:: حسناً ::
صعد الدرج وهو يفكر في الذهاب ل"سام" حتى يخبره عن "آن" ، توقف عند غرفة "سام" وطرق الباب ، ولما لم يسمع جواباً ، فتح الباب بهدوء
:: "سام"؟ ::
دخل وسط الغرفة ، واستغرب فور وقوع نظره على أخيه .. كان منكباً على فراشه وغطاء السرير قد عفر ومشتريات "سام" مبعثرة على الأرض
أقترب منه وجلس على ركبته عنده ، وضع يده على كتفه يهزه بهدوء وهو يناديه بقلق
:: "سام" استيقظ ، مابك ولما أحدثت هذه الفوضى؟ ، "سام"؟ ::
لم يحرك "سام" ساكناً ، فانتاب "ستيف" الخوف ، نظر في وجهه جيداً .. كانت على أهداب عينيه أثار الدموع وكذلك على وجنتيه
عقد "ستيف" حاجبيه .. وبدأ يحرك أخاه بقوةٍ أكثر وقد على صوته
:: "سام"! .. "سام" عزيزي استيقظ!! .. يا إلهي ::
وقف فزعاً واتجه نحو الهاتف .. رفعت على الخط السيدة "ميري"
:: ألو؟ ::
:: "ميري"؟ ::
:: اه هذا أنتَ سيدي؟ ::
:: ارسلي إحدى الخادمات لغرفة "سام" واستدعي الطبيب إليه فوراً ::
قالت "ميري" بقلق
:: هل أصاب السيد "سام" أي مكروه؟! ::
:: رأيته فاقداً وعيه ، هيا "ميري" أسرعي ::
وضع الهاتف من يده ، وعاد لأخيه يحاول محاولةً أخيره لإفاقته وهو يربت على وجنته
:: "سام" عزيزي ألا تسمعني؟ .. "سام"؟ ::
بعد خمسة عشر دقيقة حضر الطبيب .. صعدت به "ميري" إلى غرفة "سام"
وقف الطبيب عند "سام" وقام بفحصه ، سأله "ستيف" بقلق
:: هل به مكروه؟ ::
لم يقل الطبيب شيء .. بعد ان انهى فحصه تماماً طلب من "ميري" أن تأتي بقنينة عطر ، ثم نظر ل "ستيف" سائلاً
:: منذ متى فقد وعيه؟ ::
:: جئت منذ 20 دقيقة ووجدته فاقداً وعيه ، أرجوكَ أخبرني ما به ::
قال الطبيب وهو يأخذ العطر من يد "ميري"
:: لا يبدو أن به أي سوء ، حالته مستقره ، ألم يكن يشكو من شيء؟ ::
هز "ستيف" برأسه قائلاً
:: لا كان بصحةٍ جيدة ::
رش الطبيب من زجاجة العطر على يده وقربها من أنف "سام" ، قضب "سام" جبينه وحرك رأسه ، هتف "ستيف"
:: لقد أفاق! ::
فتح "سام" عينيه بصعوبة ، تكلم الطبيب
:: أرى أنه بخير ، لكن إن تكرر معه ذلك فمن الأفضل أخذه إلى المستشفى ::
قال "ستيف" بامتنان
:: شكراً لك ::
غادرت "ميري" والطبيب الغرفة ، وجلس "ستيف" عند "سام" قائلاً
:: حمداً لله على سلامتك ، كاد قلبي أن يتوقف خوفاً عليك ، مالذي أصابك يا عزيزي؟ ::
حدق "سام" في وجه "ستيف" وهو يعقد حاجبيه ، ثم أشاح بوجهه عنه ، أستغرب "ستيف" ذلك من أخيه ، فسأله وهو يضع يده على رأس "سام"
:: ماذا بك؟ .. ماذا حدث لك يا أخي لما أنت منزعج؟ ::
تسارعت أنفاس "سام" الذي عاوده البكاء ، ثم قال دون أن يدير وجهه ل "ستيف"
:: عرفت كل شيء ، عرفت أني لست "سام" ابن السيد "جورج" ، ولست ابن السيدة "سارة" ، ولست شقيق "ستيف" ::
اتسعت عينا "ستيف" ، وقال محاولاً أن يكون على طبيعته
:: بما تهذي يا "سام"؟! ::
التفت إليه "سام" وقال بصوتٍ تمكن منه الحزن
:: تذكرت كل شيء ، لقد أخبرتني أمي في يوم وفاة أبي بالحقيقة ::
ثم اشاح بوجهه ثانية وهو يصدر ضحكة تعيسة وقال
:: ما زلت أقول أمي وأبي ، لا أعتقد أنه يحق لي قول ذلك صحيح؟.. إنما هو الإعتياد ::
تجمعت الدموع في عيني "ستيف" ، وقال وهو يخرج صوته بصعوبة بالغة
:: ماهذا الهراء! ::
أصدر "سام" تنهيدة والتفت ل "ستيف"
:: ألم تكن تعرف؟! .. أم أنك لا زلت تمثل علي دور الشقيق المخلص؟ .. لم تعد بحاجة إلى ذلك ::
أمسك "ستيف" بيد "سام" وقال وقد غلبته دموعه المتساقطه على خديه
:: أنتَ أخي يا "سام" ، مهما كانت الحقيقة ، لقد نشأت وسط عائلتكَ هذه ، انت تنتمي لهذه العائلة هل تفهم؟ ::
سحب "سام" يده وصرخ باكياً
:: أتركني يا "ستيف" .. أتركني ::
قال هذا و وضع ذراعه على جبينه وأخذ نفساً محاولاً السيطرة على أعصابه وقال بصوتٍ هادئ
:: أتركني .. أنا متعب ، أريد أن أنام ::
هز "ستيف" رأسه وقال
:: لك ذلك ، أنت بحاجة إلى الراحة ::
قال هذا ثم قبل رأس أخيه و استدار ليغادر الغرفة
***
اتجه بسرعة إلى غرفة والدته والغضب سيطر على عقله وقلبه ، طرق باب غرفتها طرقاً قوياً ، جاءه صوت والدته
:: تفضل ::
فتح "ستيف" الباب ومشى نحو أمه قائلاً بغضب
:: مالذي فعلتيه يا أمي؟! .. هل إرتحتي الآن؟!! .. هل ترين أن ما فعلتيه كان صائباً؟ ::
كانت السيدة تجلس على تسريحتها تمشط شعرها ، التفتت إليه بهدوء وقالت
:: إهدأ يا عزيزي ، لما كل هذا الإنفعال؟ ::
اتسعت عيناه الزرقاوين وقال مندهشاً
:: ليتكِ رأيتيه الآن ، استعاد "سام" ذاكرته وقال أنكِ أخبرتيه بكل شيء في يوم الحادث ، بأي قلبٍ أخبرتيه؟! ::
وقفت وتقدمت نحوه وقالت وهي ترفع حاجبيها
:: إستعاد ذاكرته!؟ .. جميل ، يبدو أن حديثي معه ساعده كثيراً ، ليتني تحدثت معه منذ مدة طويلة ::
قضب "ستيف" جبينه وقال متسائلاً
:: ماذا تعنين؟! ::
:: كنت عند "سام" منذ ساعة ، تحدثنا عن أبيك ، وعن وفاته ، أخبرته أيضا بمدى حب "جورج" له رغم انه ليس ابنه ، ولا تربطه به علاقة دم ::
أقترب منها "ستيف" وقال
:: قلتي له ذلك!!؟ ::
علا واحتد صوتها وهي تقول
:: كان عليه أن يعرف من هو عاجلاً أو آجلاً ، لاتخف ، لم أكن قاسيةً معه حينما أخبرته بحقيقته ، سيصاب بصدمة وسرعان ما يتجاوزها ::
:: أمي ، تعرفين أن هذه لم تكن رغبة أبي .. ثم أن "سام" أصبح واحداً وفرداً من العائلة منذ أن تبناه أبي! .. إنه يحمل اسم أبي ، ماكان عليكِ التطرق لهذا الأمر أبداً لأنه لا فائدة من ذكره ::
قالت السيدة بغضب
:: لا يا "ستيف" ، بل كان لازماً .. كان يجب أن يعرف ذلك ، كان يجب أن يعرف أن "جورج" مات بسببه ::
وأضافت وقد بدى عليها الألم والقهر
:: يجب عليه أن يعرفَ مقدار الأذى الذي سببه لي ، لقد أرق "سام" حياتي وأتعسني ، كل شيء تغير منذ أن جاء به "جورج" ::
واشاحت بوجهها حتى لا يلاحظ "ستيف" تلك الدموع التي تجمعت في عينيها
قال "ستيف" وقد هدأ قليلاً
:: لم يكن ذلكَ ذنب "سام" ، وليسَ ذنبكِ وليس ذنبَ أبي ، هكذا سارت الأمور ، وهكذا قدر ل "سام" ، لقد آلمته يا أمي ، ليتكِ لم تقولي له الحقيقة .. ليتكِ لم تفعلي ::
قال هذا واستدار مغادراً الغرفة ، مشت السيدة نحو الأريكة وجلست باكية
وهي تسترجع ماضيها مع زوجها
:: "جورج" ، لا أستطيع أن أنسى لهفتكَ للإحتفاظ ب"سام" ذلك اليوم ، لقد تمزق قلبي وعم الكره صدري منذ تلك اللحظة ::
****
كان "ستيف" يمشي بغضبٍ إلى غرفته ، صادفته الخادمه في طريقها وقالت
:: سيدي العشاء .. ::
قاطعها "ستيف" صارخاً
:: لا أريد عشاءً ::
ثم توقف والتفت إليها قائلاً
:: " هل رئيتي "سام"؟ ::
:: طرقت بابه ولكنه لم يجيب ::
استدار وتابع طريقه إلى غرفته ، استلقى على سريره يسترجع ما حصل مع "سام" و والدته ، ماحدث أشبه بالحلم .. كيف يحدث ذلكَ فجأة؟!
أخرج هاتفه من جيبه وطلب رقم "آن"
كانت "آن" في هذه اللحظة في المطبخ تعد العشاء مع "جيني" ، سمعت صوت هاتفها ، فركضت إليه .. أخذته ونظرت إلى المتصل ، رفعت حاجبيها عندما وجدت رقم "ستيف"
ردت بارتباك
:: نعم؟ ::
جلس على حافة السرير مجيباً
:: أهلاً "آن" .. كيف حالكِ؟ ::
:: اممم ، أعتقد أنكَ رأيت كيف أبدو اليوم! ::
ابتسم وقال وقد تغيرت نبرة صوته
:: نعم ذلك صحيح ، لكن قد يتبدل حال المرء في طرفة عينٍ أليس كذلك؟ ::
لاحظت تغير صوته ، فسألته بقلق
:: ما بكَ يا "ستيف"؟ .. هل حدث معك أمرٌ ما؟! ::
تنهد "ستيف" وقال بحزن
:: "سام" ، لقد استعاد ذاكرته ::
:: حقاً!؟ ::
:: نعم ، ولكن الأمر لم يكن بتلك السهولة ::
:: ماذا تقصد؟ ::
أغمض عينيه متألماً وقد تذكر حال أخيه ، ثم أجاب
:: أخبرته أمي بكل شيء ::
عقدت "آن" حاجبيها وهي تسأل
:: كلَّ شيء! .. ماذا تعني؟ ::
:: أخبرته أنه لقيط ، وأن لا علاقة دمٍ تربطه بنا ::
قالت "آن" بدهشة
:: يا إلهي! .. كيف هو الآن؟! ::
:: ليس بخير ، كان منهاراً جداً عندما تركته ، صرخ علي يا "آن"! ، كان يتألم ويبكي ، حاله سيئ جداً ::
قالت وقد تجمعت الدموع في عينيها
:: آه "سام" المسكين ::
:: ليتكِ تأتين إليه غداً يا "آن" ، قد يشعره مجيئك بقليلٍ من الراحة ، سأكون ممتناً لكِ ::
:: حسناً ، سأحاول المجيء ::
:: شكراً لكِ ::
:: إلى اللقاء ::
:: إلى اللقاء ::
****
|
| |