05-13-15, 04:54 AM
|
#162 |
•~ رونق التوليب ~• | | | | | | | | | | | | | | | | |
،،، البارت الرابع والعشرين ،،،
في المساء وبعد العشاء ، أمسكت السيدة ب "ستيف" قائلة وهي تعاتبه
:: لقد شكتكَ "صوفي" يا بني ، لما لا تهتم بخطيبتكَ أكثر يا عزيزي؟! ::
صمت للحظة ، ثم نظر لوالدته قائلاً
:: ماذا يجب علي أن أفعل؟ ، أنا لم أقصر معها .. وآخذها إلى حيث تريد حتى لو كنت منشغلاً! ::
:: الفتاة تريد اهتماماً وحباً ، لا أن تلبي رغباتها فقط! ::
ابعد "ستيف" عينيه عن والدته ولزم الصمت ، فسألت السيدة
:: لم تبت مع "صوفي" الأسبوع الماضي ذلك المساء ، أليس كذلك؟ ::
نظر "ستيف" إلى أمه مرتبكاً ، فتابعت
:: لم تقل لي أين كنتَ إذاً؟ ::
:: كنت عند صديق ::
رفعت السيدة حاجباً وهي تقول
:: صديق ، أو صديقة؟! ::
اتسعت عينا "ستيف" وهو يحدق في وجه أمه ، ثم قال بارتباك
:: مالذي تقولينه يا أمي!؟ ::
:: لا تحاول خداعي ، فأنا أعرف أن علاقاتك مع الأشخاص محدوده وليس لك صديقاً تتجرأ للمبيت عنده ، واهمالك ل "صوفي" لا يفسره إلا أمرٌ واحد! ، اسمعني يا "ستيف" ، عامل "صوفي" بلطفٍ وحنانٍ أكثر بدلاً من قضاء الوقت مع الفتيات ، إنها تحبك وتهتم بك بعكسك تماماً ، إياك أن تكسر قلبها يا عزيزي ::
قال "ستيف" بتذمر
:: لا أريد كسر قلبها ، لكنها تلتصق بي كالغراء!! ، صرت أمل من وجودها في حياتي ::
اندهشت السيدة من كلام "ستيف" وقالت بانفعال
:: ما الذي تقوله؟!! ، ألم تكن "صوفي" اختيارك؟ ، كنتَ مقتنعاً بها ، وأخبرتني بأنكَ أحببتها ، أهكذا تقول عنها الآن؟!! ::
:: يبدو أني تسرعت كثيراً حينما تقدمت لها ::
قالت السيدة بعصبية
:: انتبه على تصرفاتك معها يا "ستيف" ، امنحها قليلاً من الاهتمام والوقت ، سترى أن علاقتكَ بها ستكون بخير وبحالٍ أفضل ، ولا تبت خارجاً مع الفتيات بينما تتعذر لخطيبتك للهروب منها ::
قال "ستيف" بامتعاض
:: تحاسبيني كما لو أني طفل أو مراهق يا أمي ، كبرت بما يكفي وأنا أدرك وأعلم ما أفعله ::
اتسعت عيناها وهي تقول باستغراب
:: أعهدكَ شاباً رزيناً ومستقيماً يا عزيزي! .. لمَ تفعل ذلك وتدمر صورتك الجميلة في نظري؟!! ::
ابتسم وهو يمسك بكف والدته يقبلها ثم قال
:: أمي العزيزة ، لا تشغلي نفسكِ بذلك ، أنا دائماً كما تعهديني ، كانت ليلةً واحدة فقط ولن تتكرر ::
:: يجب أن لا تتكرر ، سوف لن يعجب "صوفي" ذلك كما أنه لم يعجبني أبداً ::
:: بأمركِ يا والدتي العزيزة ::
***
في اليوم التالي ، وعند الساعة السادسة صباحاً، كانت "آن" قد جلست من نومها منذ دقائق ، أخذت حماماً دافئً وارتدت ثيابها ولفت رأسها بالمنشفه ، ثم التقطت هاتفها وجلست على الكنبة وهي تطلب رقم "ستيف" ، أجابها بعد ثوانٍ
:: مرحباً "آن" ::
:: أهلاً "ستيف" ، أستيقظت؟ ::
:: نعم منذ قليل ::
لاحظت "آن" صوتَ "ستيف" ، كان متغيراً قليلاً وكأنه أصاب بالزكام
:: "ستيف" هل أنتَ مريض؟! .. يبدو صوتك مختلفاً ::
:: يبدو أني أصبت بالزكام ، تركت النافذة مفتوحةً مساء البارحة ، فاستيقظت وأنا أشعر باحتقانٍ شديد في أنفي وحلقي ::
:: آه عزيزي! ، أرجو أن تكون بخير ::
:: شكراً لكِ ::
:: إذاً .. هل ستأتي لأخذي معكَ إلى الشركة ؟ ، أم أنكَ متعب ولن تذهب؟ ::
ابتسم وهو يقول بإعجاب
:: حبيبتي مثابرة ونشيطة! ، هل جهزتي أوراقكِ؟ ::
ابتسمت قائلة
:: بالطبع ::
:: سآتيكِ بعد نصف ساعة إذاً ::
:: أنا أنتظرك ::
***
عند السابعة والنصف كان "ستيف" و "آن" في الشركة في مكتبه ، تكلم "ستيف" وهو يوقع على بعض الأوراق أمامه
:: يمكنك العمل منذ الغد يا عزيزتي ، سيكون مكتبكِ جاهزاً ::
ابتسمت بسعادة غامرة
:: شكراً لكَ يا "ستيف" ، أنا حقاً لا أعرف ماذا أقول ، عاجزة عن شكرك فلقد منحتني وظيفةً جيدة واختصرت علي الكثير من البحث والجهد ::
ابتسم وهو ينظر إلى عينيها المشرقتين بالسعادة وقال
:: يكفيني أن أرى الفرحةَ في عينيكِ ، ستكونين بقربي دائماً و هذه منحة عظيمة منكِ أن وافقتي على العمل هنا ::
انكست رأسها بخجلٍ ثم قالت
:: إن لم يكن لدي ما أفعله فسأذهب ::
وقف من مقعده ومشى إليها ليجلس بجانبها قائلاً وهو يلف ذراعه حولها
:: أبقي معي هنا ، وجودكِ يؤنسني كثيراً ::
نظرت إليه تحدق في وجهه ، كانت تشعر بحرارة شديدة تنبعث من جسده ، وعيناه ذابلتان ومرهقتان ، وضعت يدها على جبينه ، ثم قالت بقلق
:: "ستيف" أنتَ محموم! ، ولا تبدو بخيرٍ أبداً .. من الأفضل أن تذهبَ إلى المستشفى يا عزيزي ::
قال وهو يضع رأسه على كتفها
:: أشعر بأن رأسي سينفجر ::
أمسكت بذراعه ووقفت قائلة
:: هيا انهض ، يجب أن تذهب للمستشفى قبل أن يسوء حالك أكثر ::
:: ستكونين معي؟ ::
:: بالطبع! ، هيا انهض ::
***
عند التاسعة كانا قد خرجا من المستشفى ، ركبا السيارة وانطلقا نحو منزل "آن" ، وعند وصولهما .. التفتت "آن" نحو "ستيف" قائلة
:: انتبه لنفسك ، ولا تنسى أن تأخذ الدواء فور وصولك للمنزل ، ولا ترهق نفسك أبداً ، حسناً ::
أمسك بيدها قائلاً
:: أيمكنني أن أحل ضيفاً عليكِ هذا النهار؟ ::
حدقت في وجهه بصمت ، ثم قالت
:: سيسعدني ذلك ، لكن من الأفضل لكَ أن تذهبَ إلى منزلكَ وترتاح ::
:: أحب أن أكون بجانبكِ يا "آن" ، أنا بحاجةٍ إليك ::
ترددت قبل أن تقول
:: حسناً إن أحببت ::
نزل الإثنان من السيارة وصعدا إلى الشقة ، فور دخولهما جلسَ "ستيف" على الكنبة وهو يضع يده على رأسه ، بينما ظلت "آن" واقفةً تنظر إليه قائلة
:: من الأفضل أن تستلقي قليلاً وترتاح بينما أعد لكَ حساءً ساخناً ::
:: لا تزعجي نفسكِ ، لا أريد حساءً ::
اقتربت منه وشدت ذراعه تعينه على الوقوف
:: هيا لتذهب إلى السرير حتى تتمدد وترتاح ::
مشى معها حيث قادته ، أخذته إلى غرفة "جيني" وقادته للسرير ، استلقى وغطى نفسه باللحاف بعد أن خلع معطفه ، ثم نظر إليها قائلاً
:: هذه ليست غرفتكِ أليسَ كذلك؟ ::
أجابته وهي تزيح الستارة عن النافذة
:: نعم ، كانت هذه ل "جيني" ::
ثم استدارت تنظر إليه ، كان يحدق فيها بنظراتٍ لم تفهم معناها ، عقدت حاجبيها وهي تقترب منه قائلة
:: مابك؟! ::
:: ألن تأتي بجانبي؟ ، ستضعيني في غرفة "جيني" وتتركيني لوحدي؟! ::
هزت رأسها قائلة
:: أنت تتدلل كثيراً ، أغمض عينيك ريثما آتيك بالحساء ، حتى تأخذ دواءك ::
أمسك "ستيف" بيدها وسحبها بقوة نحوه ، جلست على السرير بجانبه رغماً عنها قائلة بانفعال
:: "ستيف" مابك؟! ::
اقترب منها وأمسك بذقنها ، وهمس وهو ينظر في عينيها
:: أريدكِ بقربي يا "آن" ، لما لا تفهميني يا عزيزتي؟ ::
تسارعت دقات قلبها و صعد الدم في وجهها ، أشاحت بوجهها عنه وهمست
:: لا يمكنني ::
مسح بيده على شعرها قائلاً بلطف
:: لماذا؟ ، أمضينا وقتاً ممتعاً معاً تلك الليلة ::
أخذت نفساً ونظرت إليه قائلة
:: ليتك تمحي تلك الليلة من ذاكرتك ، تلكَ كانت غلطةً لن تتكرر ::
ابعد يده عن شعرها متفاجئاً ، وقال وهو يعقد حاجبيه
:: غلطة؟! ، طلبتي مني أن لا أترككِ يا "آن" ، وبقيت بجانبكِ طيلة المساء بناءً على رغبتكِ ، أردتِ أن أكون لكِ وحدكِ ، انتزعتِ هذا الخاتمَ من أصبعي ، سألتكِ إن كنتِ واثقة من ذلك وأجبتني بنعم ، والآن تقولين أن كل ذلك كان غلطة!! ::
نهضت من السرير وقالت محرجة
:: نعم كنتُ مخطئة ، كنتُ أشعر بالإشتياق إليك ، وجدتكَ أمامي بينما كنتُ أبكي خشية أن أخسرك يا "ستيف" ، أعترف أني ضعفت ، وطلبي منكَ بالبقاء تلك الليلة كان ذنباً يأنبني ::
:: هل تتلاعبين بمشاعري يا "آن"؟! ، عندما تكونين بحاجتي تحتضنيني ، وعندما لا تحتاجي إلي ترمين بي بعيداً؟! ::
مسحت على رأسها بتوترٍ ثم قالت
:: الأمر ليسَ كذلك ، كل ما في الأمر أني أدركت خطئي ولا أرغب بالاستمرار فيه ::
صمت وهو يحدق فيها ، ثم قال وهو ينهض من السرير والإنزعاج واضح على وجهه
:: حسناً ، فهمت .. لن أزعجكِ أكثر ::
وضعت أصبعيها على شفتيها وقالت متألمة
:: "ستيف" ، لا تغضب مني ::
ألتقط معطفه ومشى ليغادر الغرفة ، تجاوز "آن" دون أن ينظر إليها ، فلحقت به قائلة
:: "ستيف" أنتظر! ::
استدار نحوها قائلاً بانفعال
:: لا تنزعجي ، أنتِ محقة ، كل ما حدث كان خطأً ، لكنه كان خطأً مني لأني وافقت على البقاء معكِ تلكَ الليلة ، لأنني فكرت فيكِ وجئت للإطمئنان عليكِ ، كان خطأً أني أحببتكِ أكثر من نفسي ، أما أنتِ فقاسية يا "آن" .. لأنكِ منحتيني نفسك وعدت لتمنعيني عنكِ ببساطة هكذا ::
قالت "آن" بعصبية وقد راودها البكاء
:: "ستيف" لا تكن سخيفاً!! ::
حدق فيها بغضبٍ ثم استدار وغادر الشقة وهو يصفع بالباب خلفه ، انحدرت دموع "آن" على وجنتيها وقالت وهي تعض على أصبعها
:: سحقاً لما حدث ، سحقاً لكل ما يحدث! ::
ومشت نحو الكنبة لتجلس ، فانتبهت إلى كيس الدواء على الكنبه ، وضعت يدها على جبينها قائلة
:: آه دواء "ستيف" ، لقد نسي أخذه ::
***
صعد سيارته بغضب وأغلق بابها بقوة ، مسح بيده على وجهه وأخذ نفساً عميقاً ، أحس بحرارة جسده ترتفع وازداد ألم رأسه .. أدار محرك السيارة وصار يقودها على عجل ، وفي أثناء قيادته ، أحس فجأةً بدوار وزغللة في نظره
لم يعد يبصر جيداً فضغط على مكابح السيارة بشكلٍ تلقائي ، توقف في منتصف الطريق وإذا بسيارةٍ خلفه مسرعة أصطدمت بسيارته التي استدارت بقوة من شدة الإصطدام .
أصطدم رأس "ستيف" بالمقود ، وفجأة عم الطريق الزحام وضج برنين السيارات ، فتح "ستيف" عينيه بتثقال ، ثم عاد وأغمضهما بعد أن فقد وعيه .
***
|
| |