عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-15, 08:42 PM   #1
الســاهر

الصورة الرمزية الســاهر
عزيز نفس وعزتي مالها حد

آخر زيارة »  02-10-19 (02:23 PM)
المكان »  في قلب روعة الســاهر
الهوايه »  القراءة وخاصة الشعر
سأظل احبك ولو طال انتظـاري
فإن لم تكن قدري فقد كنت اختياري
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عندما تكون زهرة الحب عاجزة عن النمو ..




الحب الكبير !!
اذا كان محكوما عليك بالحب , وأدركت بأن الزهرة التي سقطت في شراكها عاجزة عن النمو وغير قادرة على التحول الى ثمرة فتجاوزها بلا تردد
دعها تعيش جمودها تتكور على نفسها , وتنطوي على تخثرها لأنها لا تعرف العطاء..
وبما ان الحب عطاء فهذا يعني أنها لا تستحق حبا ساميا , ولأنك مفطور على الحب والعطاء , فخير لك ان تضفي حبك على الكون الكبير ..
ومن يجعل الحب في غير موضعه كمن يفّرغ زجاجة عطر في قمامة أو يضع قطرة ماء عذب في مستنقع آسن
حينما تزرع مصابيح الحب في صحارى ليل قارص فقد تضيء زاوية ما وتبدد بعض ظلماتها , لكنك لن توّلد نهارا, لأن الليل محكوم عليه بالظلمة مالم تشرق شمس النهار كما ان
القلوب المشحونة بمرض الكبرياء محكوم عليها بالخواء..
لذا يصعب عليها استنشاق اكسير الحب الكبير .‏
عندما تبحر في فردوس الحب , فهذا يعني انك تضفي على من تحب أنواعا من الكمالات لا يمتلكها مطلقا وقد لا يطالها أبدا ..
وفجأة تكتشف بأن المحبوب كثيرا ما يخطئ في إدراك توجهاتك بل قد يأتي يوم يتضح لك فيه انه هو الخطأ نفسه وبالتالي تجد نفسك في دوامة الخطأ لأنك منحته حبا كبيرا يملأ العالم كله .‏
اذا أردت التحليق في عوالم الحب الكبير أو استهدفت السباحة في محيطاته فابحث عما تريد في الطبيعة البكر فقد تجد ضالتك في الورود أو الينابيع ..
في الفراشات أو العصافير .. كما قد تجده في شرايين القلب الكبير .
ولكن أين تجد مثل هذا الموشح /القلب / بظلال النور ؟‏
هذا ما كانت تردده أصداء ليلة مقمرة وتعزفه موسيقى شلالات عذراء مازالت صامدة في وجه العصفور وكي تحكي لزوارها قصة قلوب احترقت في بيداء قلوب عجزت عن استقبال أريج المحبوب كما عجزت الرمال عن التحول إلى ربيع ..‏
وهنا حدثني الكون قائلا :‏
ان مفردات الليل لا يسعها توصيف بهاء الصباح كما ان كلمات الضمير لا يمكنها استيعاب أبجدية الحياة , وكذلك الأمر بالنسبة للقلوب المريضة ..
فهي عاجزة أبدا عن اختراق عوالم الفردوس لأنها حكمت على نفسها بالعزلة عن صبوة الحياة ..‏
وصمت الكون قليلا ثم استدرك قائلا : اذا كنت لا تصنع المعروف الاّ لمن تزاوجوا مع المعروف فكيف تحب من صاغ وجوده بعيدا عن كل لغات الحب !‏
وهكذا صمـتت الأصداء وصمت الزمان وتخثرت حكايا الأيام الماضيات معلنة انفتاح القلب الكبير عن نوافذ الغد الزاهر فلعل ما هو آت خير من كل ما فات لأنه رهين آمال تتطلع إلى الولادة , وأسير أزمنة وردية لم تحط رحالها بعد , ونسيج أرواح سكرى بالنور .. وبالنور وحده يحيا الحب الكبير ..