قصيدة (الأنسان) للشاعر التونسي (أنيس شوشان)
سلام عليكم... وعلينا سلام...سلام إليكم وإلينا سلام...
سلام على من رد .. وسلام على حتى على من لم يرد...السلام...
سلام ترعرعنا فيه...سلام معجون بأرض هذا البلد...
سلام ما عدنا نسكن فيه...سلام ما عاد يسكن فينا...
سلام نراقبه... وهو يحزم حقائبه...ليهجر رويدا رويدا أراضينا...
ويحل محله تسليم وإستسلام لتأسلم لا إسلام فيه...
و كأن إسلام أجدادنا ما عاد يعنيه...
.
أتدرون لمَ يهاجر منا السلام..؟؟
أتدرون لمَ يعم فينا الظلام..؟؟
ببساطة لاننا مجتمع يخاف...نحن مجتمع يخاف الاختلاف..
كلماتي.. لن تعجب بعضكم.. او جلكم أو كلكم.. أعرف..
ولكني سأقولها .. لاني رافض أن أكون من الخراف...
نحن مجتمع يرفض الاعتراف أنه مجتمع يعيش التخلف...
نحن مجتمع يصيح بكل صفاقه...ويدعي انه حامل لفكر مختلف..
نحن مجتمع يهوى التعالي من فراغ .. ويدعي أنه مجتمع مثقف..
.
يا ويلي ما هذا القرف...
فقبول الاختلاف عندنا ليس إلا غلاف...
إختلاف اللون يؤذينا...
إختلاف الشكل يؤذينا...
إختلاف الفكر يؤذينا...
إختلاف الدين يؤذينا..
و حتى إختلاف الجنس يؤذينا...
لذا نحاول إغتيال كل إختلاف فينا...
.
تحولنا لبعضنا .. سم زعاف...
نحن مجتمع أحمق من الحمق...
نتنازع على التفاهات والترهات والخرافات.. ونرفض دوما أن نغوض في العمق..
ولا أبرأ أحدا... لا مدنيين ولا ساسة...
لا من يستكين لبلادة الصمت.. ولا من يدعي فينا القداسة...
لا من يتبع الغرب كالاعمى... ولا من يريد إعاده أمجاد الخلافة والنخاسة...
دعونا نغوص في الحلم...لنرسي ثقافة بلا سخافة..
ليكون الرقي فينا هو أسمى خلافة..
.
دعونا نذوب الاعراف والاجناس والاطياف والافكار والالوان والاديان...
ولا نرى سوى الانسان.
.
من أراد أن مشاهدة القصيدة عبر اليوتيوب
يكتب
قصيدة (الأنسان) للشاعر التونسي (أنيس شوشان)