الموضوع: من اقوال السلف
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-15, 10:03 AM   #1
اول السطر

آخر زيارة »  02-15-23 (10:33 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي من اقوال السلف



درر من أقوال السلف

وقال أبو حفص:«من لم يتهم نفسه على دوام الأوقات ولم يخالفها فى جميع الأحوال، ولم يجرها إلى مكروهها فى سائر أوقاته، كان مغرورا، ومن نظر إليها باستحسان شىء منها فقد أهلكها».
فالنفس داعية إلى المهالك، معينة للأعداء، طامحة إلى كل قبيح، متبعة لكل سوء؛ فهى تجري بطبعها فى ميدان المخالفة.
فالنعمة التى لا خطر لها: الخروج منها، والتخلص من رقها، فإنها أعظم حجاب بين العبد وبين الله تعالى، وأعرف الناس بها أشدهم إزراء عليها، ومقتا لها.
... ومقت النفس فى ذات الله من صفات الصديقين، ويدنو العبد به من الله سبحانه فى لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو به بالعمل

وقال القحطاني –رحمه الله– (المتوفى: 378هـ) :
واللهِ لـو عَـلموا قبيحَ سريرتي ** لأبى السلامَ عليَّ من يلقاني
ولأعرضوا عنِّي وملُّوا صحبتي ** ولبُؤتُ بعد كرامةٍ بهوانِ
لـكـن سـتـرت معايبي ومثالبي ** وحلُمتَ عن سقطي وعن طغياني

وقال الفضيل بن عياض –رحمه الله- يعاتب نفسه :
يا مسكين! أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وتبخل، وترى أنك كريم، وأحمق، وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
سير أعلام النبلاء (8/ 440).

وقال وهب بن منبه -رحمه الله-:
لا يستكمل الرجل العقل حتى يستكمل عشر خصال :
حتى يكون الخير منه مأمولا ،والشر منه مأمونا ،وحتى لا يتبرم بكثرة حوائج الناس من قبله ،وحتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى ،والذل أعجب إليه من العز ،والتواضع أحب إليه من الشرف ،وحتى يستقل كثير المعروف من نفسه ،ويستكثر قليل المعروف من غيره ،والعاشرة _ وما العاشرة _ بها شَادَ مجده ، وعلا جده ، إذا خرج من بيته لم يلق أحدا إلا رأى أنه خير منه !
المداراة (ص47)

وقال السري السقطي–رحمه الله-:
ما رأيت شيئاً أحبطَ للأعمال، ولا أفسدَ للقلوب، ولا أسرعَ في هلاك العبد، ولا أدومَ للأحزان، ولا أقربَ للمقت،
ولا ألزمَ لمحبة الرياء والعجب والرياسة ، من قلة معرفة العبدِ لنفسه، ونظرِهِ في عيوب الناس ! لاسيما إن كان مشهورا معروفا بالعبادة، وامتد له الصيت حتى بلغ من الثناء ما لم يكن يؤمله، وتربص في الأماكن الخفية بنفسه، وسراديب الهوى، وفي تجريحه في الناس ومدحه فيهم.
الطبقات الكبرى (ص73)

وكتب الوليد بن عتبة الدمشقي إلى ذي النون المصري –رحمهما الله-بكتاب يسأله فيه عن حاله فكتب إليه:
كتبت إلي تسألني عن حالي فما عسيت أن أخبرك به من حالي وأنا بين خلال موجعات أبكاني منهن أربع: حب عيني للنظر، ولساني للفضول، وقلبي للرياسة، وإجابتي إبليس لعنه الله فيما يكرهه الله، وأقلقني منها: عين لا تبكي من الذنوب المنتنة، وقلب لا يخشع عند نزول العظة، وعقل وهن فهمه في محبة الدنيا، ومعرفة كلما قلبتها وجدتني بالله أجهل، وأضناني منها أني عدمت خير خصال الإيمان: الحياء، وعدمت خير زاد الآخرة: التقوى، وفنيت أيامى بمحبتي للدنيا، وتضييعي قلبا لا أقتني مثله أبدا.
حلية الأولياء (9/ 376)

نقلتها لعل فيها فائدة في اسلوبها وعبرة في معانيها ..