الموضوع: ظل الوطن
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-15, 04:25 PM   #4
حرف

الصورة الرمزية حرف
للصمت حروف تصرخ

آخر زيارة »  10-20-15 (03:49 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حدثني عن زوجة ِ أبيه ، قال :
عشنا معها أيام من العذاب ، كانت تُخبئ عنا الأكل بصندوق ، وتضرب أخواتي اللاواتي يصغرنني ، كن َ أربع فتيات صغار ، ;كان والدي يغيب ُ طوال النهار ، وقت ُ العذاب والتعب النفسي ، ويعود مساء ً ، فتصبح زوجته مخلوقاً غير الذي عرفناه نهارا ً
تتصنع أمامه الإهتمام ، تنادينا للجلوس على سفرة ِالطعام ، بنظرات حقد ٍ مسروقة عن عين والدي التي كانت لا ترانا ، كان يرى تاريخه وأرضه السلوبة ، كان عيناه معلقة بالماضي وفكره هرم قبل جسده القوي الفتي ، كانت بنيته قوية ، وقتلتها الهموم.
في احدى المرات شارف النهار على الأنتهاء ولم نتناول شيئا ً على الإطلاق ، فغضبت ُ منها وجادلتها ، علا صوتينا ، همت بضربي تظنني كأخواتي الضعاف بالرغم من صغر سني، هربت منها لجهة أخرى ورأيت سكينا ً ، حملته ورميت السكين عليها ، لم أنجح بإصابتها وإن كنت ُ أتمنى عكس ذلك .

هربتْ وهي تصرخ ، وخرجت ُ من المنزل ولم أعد حتى وقت متأخر ، بينما كنت خارج المنزل ، أحسست بأن الروح داخلي تموت ، أحسست بأن كل شئ حولي يجعلني وحشا ً ، قاسي القلب ، أدركت أنني أتغير .

...

فاصلة،
من الصعب أن تعيش َ يتيما ً ، والأصعب منه أن تكون يتيما ً مظلوما ً ،
من حسن حظ اليتيم وجود من يهتم به ويحسن معاملته ، سيبقى في نفسه شئ ، وسيظل يفتقد أغلى المخلوقات على هذه البسيطة ، الأم ، ولن يعوض مكانها شئ
وفي الجهة الأخرى نجد ُ يتامى يعيشون تحت حكم زوجة الأب ، وإن كانت ظالمة ، فلكم أن تتخيلوا ما الذي سيعانيه هذا اليتيم ، لن تبكي عيناه فقط ، بل كل جوارحه ستبكي الى أن يتبلد ، يتغير، وقد يصبح وحشا ً لا يؤمن جانبه ، فنقاضيه ونحكم عليه
وندعوه بالآفة التي يجب أن نطهر منها المجتمع ، فعليا ً ، المجتمع الذي تركه لمصيره هو الآفة ، والآفة هي الضحية .