أحلام الثلاث ريشات
في يوم من الأيام وكان يوم العيد في مدينة الأحلام، تلك المدينة التي يحلم كل فرد فيها بأن يكون سبباً في سعادة الآخرين، في يوم العيد عطف الغني على الفقير، والكبير طبطب على الصغير، والصغير هنأ الكبير، كانوا دائماً يبدأون العيد بأغنية المدينة وبعدها يذبحون ديكاً ويعطونه لأفقر فرد في المدينة.. المهم بعد ما ذبحوا الديك ونظفوه وقطفوا ريشه هبت عاصفة وطار الريش وراحت الناس تجرى وتختبىء في بيوتها لتحمي نفسها من الرياح، ولأنها مدينة الأحلام كان الريش في الهواء يحلم بأن يكون سبباً في سعادة الناس، ولكن الريش كان ضعيفاً وسط الرياح ولا يستطيع أن يقاومها، فتحمله الرياح وتذهب به أينما تشاء حتى نظرت ريشات ثلاث إلى بعضها البعض
فقالت الأولى:
- هيا بنا نتماسك ونتحد..
وقالت الثانية:
- نعم هيا بنا لتزيد قوتنا..
وقالت الثالثة:
- عندما نتحد سنهزم العاصفة.
وراحت الريشات الثلاث تحاول الإقتراب من بعضها وتصارع الريح حتى تماسكت ريشتان وإستمرا فى المحاولة للإمساك بالريشة الثالثة والإتحاد معها حتى نجحا فى ذلك، وإتحدت الريشات الثلاث وأصبحت قوة كبيرة هزمت الريح واستطاعت أن تهبط للأرض وأثناء هبوطها للأرض راحت كل واحدة تحلم وتتمنى أن يكون لها فائدة وأن تكون سبباً في سعادة الناس،
فتمنت الأولى أن تكون ريشة في وسادة لطفل صغير تريحه وتمنع عنه الألم وهو نائماً..
وتمنت الثانية أن توضع في فازة ورد وتجمل المكان وتجعل الناس عندما يرونها مع الورد الجميل يقولون (سبحان الله)..
وتمنت الثالثة أن يأخذها حكيم أو فيلسوف يملأها حبراً ويكتب بها الحكم والمواعظ.
ولما وصلت الريشات الثلاث إلى سطح الأرض وجدت أنفسها في بيت الحكيم فهمان الذي فرح عندما رآها وقال: - الحمد لله كنت أبحث عن ثلاث ريشات.. وها أنا قد وجدتها.
أخذ الحكيم فهمان الريشة الأولى ووضعها في وسادة ابنه الصغير شعلان ووضع الريشة الثانية فى الفازة بجوار الورد الجميل.
أما الريشة الثالثة فملأها حبراً وبدأ يكتب بها الحكم والمواعظ وأول جملة كتبها كانت: «حب لأخيك ما تحب لنفسك»..