الموضوع: توأم الروح
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-15, 04:10 AM   #1
مرجانة

الصورة الرمزية مرجانة
~ رونق التوليب ~

آخر زيارة »  04-24-24 (04:00 AM)
المكان »  في ثنايا أحرفي
الهوايه »  قراءةُ النثرِ ، و كتابتُه .
اللهُمَّ برَحمَتِكَ .. أعِنّا .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي توأم الروح



حين استوى للنفسِ آنٌ تستكين
و رحتُ أمضي في دروبِ الغائبين

جادت الذِكرى عَلَيَّ بذِكرِها
ما أجملَ الذِكرى و ما أقسى الحَنِين

نَظَرتْ ، فأبى اللسانُ تَكَلُّمَاً
و أبَت القريحةُ فيها تَعْتَرِين

نَظَرَتْ ، و إنّي أرى في عينها
ما يَغْتَدِي شَكّي و ما يعني اليقين


نَظَرَتْ ، و يكفي أنها نَظَرَتْ
لِأرى لها نَظرةً تحكي السنين

حِيناً أراها مَنْهلاً لبرائتي
حيناً أراني مُخْضِعاً عنها الجبين

مَلأى بحُبٍ فوقَ اوصافِ العقول
مَلأى حناناً هَيَّجَ الشوقَ الدَفين

فَصُمْتُ عن شوقي و دمعي لم يَصُم
و خُضْتُ في نومي على وَقْعٍ حزين

لكنّها ليست خيالاً ينتهي
إنما روحٌ تُراوِدُني الأنين

زارت منامي كأجملِ ما أرى
حمائم الفردوس كُحلُ الناظرين

غرّاءُ تُعطي الجَمالَ جَمالهُ
بيضاءُ يبدو لونها نورٌ مُبِين

شفقٌ من الضوء يكسو عرشها
و فوقهُ جِذْعٌ كفَخّارٍ ثمين

ريشٌ كما الديباجِ يَزْهُو فوقهُ
جِيدٌ من الأصداف مصقولٌ بِلِين

كانت تُناديني و سَمعي غافلٌ
عن قولِها في صوتِها الهادي الشَجِين

فَدَنَتْ مِنّي لِأُدرِكَ قولَها
أغْلَقْتُ عيني حينها كي أسْتَبِين

صَمَتَتْ ، و فَتَحْتُ عيني بعدها
و انقضى حُلمي بصمتِ العاشقين

و عُدتُ مِن نَومِي كمَنْ حِيزَت لَهُ
نِعَمُ السماء و سُلطانٌ و دِين

فَقَدْ نِلْتُ مُرادَهَا في صَمْتِها
و فهمت مغزى كلام الصامتين

قالت بصمتٍ سوف نبقى عاشقين
توأما روحٍ بجسدٍ ساكنين



بقلم
محمد الفايز