عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-15, 08:21 PM   #27
حنين النوارس

الصورة الرمزية حنين النوارس

آخر زيارة »  يوم أمس (06:27 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قبل سنوات من الان لا أتذكر المده بالتدقيق ولكن مايزيد عن اربع سنوات حكتلي صديقه لي عن قصة حدثت بمدينتهم الصغيره الغير معروفه
القصه استوقفتني سنوات لما كانت تحمل في طياتها من الغام او احاسيس لا يعرفها الا من عايشها
كنت اتمكنى كتابتها على شكل روايه او قصه من فصول ولكن قلمي لم يقنعني ولم يشدني
فهي تحتاج الى حبكه وتمرس وايصال لما يقارب الواقع
سأسرد الحكايه عليكم بأسلوبي كما سمعتها أو تخيلوني أجلس جواركم وأحكيها شفهيا

في أحد القرى الكبيره او فيلاجات
الفيلاجات عندنا هي قريه فيما مرافق عموميه وبسبب النمو تصبح مدينه
دوما تلقى أطفال يلعبون غير مكترثين لما يدور حولهم من تراهات البشر لا تلعب مع هذا ؟ تجنبي اللعب مع الذكور ؟ احترسوا من خاطفي الاطفال
الاطفال في تلك القريه يتناسوا الفوارق او الجنس فكلهم اخوة ويوم الجمعه يجتمعوا على نفس صحن الكسكس في الجامع
وفي صخب هذه الاحداث سيصطع ضوء ابطال قصتي ياسين ونعيمه
نعيمه طفله صغيره نحيله دائمة اللعب في الوحل والالتصاق بياسين الاكبر منها بسنه فهو مصدر امانها وحمايتها من بطش الاطفال الشرسين
ياسين بشوش المحيا طوله وعرضه أكبر من سنه دائم اللعب رفقة نعيمه
في المدرسه ياسين يجلس قرب نعيمه
وكذا في الحي
كبرا وكبرا تقربهما وارتباطهما وحين بلوغهما واطلاعهما على مسميات بعض الاشياء
علما ان مايطلق على حالتهما يسمى بمصطلح الحب
ياسين لايرى من بين فتيات حيه غير نعيمه
ونعيمه دائمة الثرثره مع رفيقاتها اه متى سأتزوج بياسين ؟
مضت السنين والتحقا بالجامعه في مدينه كبيره ممتلئه بالبشر من كل الاجناس والالوان
فتيات وشبان جمالهم فاتن اثرياء اذكياء ورغم هذا لم يزد ياسين الا تعلقا بنعيمه ذات الجمال والحالة المتواضعه
ورغم مانسمع ونرى في الجامعات من زواج في السر وسهرات ومتع بين الجنسين
الا ان ياسين دوما كان محترما لنعيمه ويرى ان جسمها محرم عليه حتى زواجهما فهي أمانته في هذه المدينه وقطعا وعدا كليهما على الاخر ان لايفرقهما شيئ غير الموت
وانقضت السنوات الثلاث في الجامعه وعاد الى قريتهما حاملين شهاده الاجازه محملين بصناديق من الاماني والامنيات والمستقبل الزاهر الذي ينتظرهما

ومضت السنين وياسين يبحث عن عمل داخل وخارج قريته دون جدوى ونعيمه هي الاخرى لم يكن لها نصيب في ان تجد عملا
وفي تلك السنين تردد الكثير من الخطاب على بيت نعيمه وهي دائمة الرفض بحجة ان عليها ايجاد عمل لمساعدة اهلها او ان العريس غير مناسب وكثر الحاح اهلها عليها وانها باتت تعد من العوانس في القريه وان الزواج يسبق الوظيفه
ضاقت الفتاة ذرعا باهلها وبدأت تطالب ياسين بأن يخطبها ليشد افواه الناس
تقدم اليها ولكن أهلها رفضوا بحجة انه لايملك شيئا وحتى اهله لم يرضوا بمساعدته
كان يوميا يترجاها بأن تنتظره وأنه سيرضى بأي عمل فقط تنتظر ووهي تلح انها كبرت في السن وانه رجل وهي تتمنى ان تنجب وتخاف ان يتركها عند تغير حاله ويستبدلها باخرى
وفي الاخير جاء لخطبتها احدهم ووافقت وتم تحديد موعد الزفاف
ياسين من يوم علمه لم يسمع له خبر
واليوم هو يوم الحمام ونقش الحناء بالليل
بعد فراغ نعيمه من حمام اختلت بأحد صديقاتها وطلبت منها ان تحضر كيس صغير من الحلوه المعده
اصديقتها استغربت من طلبها فأخبرتها انها ستذهب الى ياسين لكي تطلب المسامحه منه ويفكها من وعده وان مابينهما لم يكن شيئ عادي
صديقتها ترجتها ان تفعل ان علم احد اهلها سيقتلها ولكن نعيمه اصرت على ذهابها

وذهبت نعيمه ولم تعد
جاءت ساعة الحناء الجميع فتش عن نعيمه في كل مكان لم يعثروا لها على أثر وفي الاخير اخبرتهم صديقتها انا ذهبت الى ياسين

وعند ذهاب اهلها الى المكان طرقوا كثيرا فلم يسمعوا مجيب فاظطروا الى اعلام الشرطه
فتح الباب ف اذا بي نعيمه جثه هامدة واصبعها الذي يحمل خاتم العريس مقطوع
وياسين مشنوق

ياسين قتلها وقتل نفسه وترك مذكرات لحبه من يوم عرفها الى يوم مماتها
وكانت بصمته الاخيره فعلا فرقنا الموت

هذه كانت حادثه استفاقت عليها تلك القريه ولكني برغم بشاعتها وان القتل لايغفره بشري
ولكني احمل كل المسؤوليه لاهلها واهله
اصعب شي ان تحرق قلب احدهم فمابالك بشخص احب وعشق انسان وراه يكبر امام عينه

نورس في يومي هذا ومن مكاني هذا وبقلمي التعبان هذا


 

رد مع اقتباس