ومازلنا نتنبل .. ونتنبل .. ونتنبل ...
لم نتاول مشاكلنا ومشاكل الغير بهذا الكم الكبير من التنبل ..
لا حلول تقدم ...
هذا القسم يعتبر المتنفس الوحيد لنا لنصنع لأنفسنا تلك الشخصيات المثاليه .. والتي هي في الحقيقه بعيدةٌ عن واقعنا المتخم بالمشاكل .. والفقير إلى أبسط الحلول ...
هنا طرحت الفتاة مشكلة تعاني منها .. تريد حلاً .. لا مثالية ...
فهي وحدها تعاني من مثاليتها .. وتصنعها عدم اللامبلاة .. والدليل على ذلك .. حينما يجنُّ عليها الليل .. فلا تقاوم مثاليتها ... ثم تنفجر باكية .. فكانت بعمرو .. وأصبحت بعمروين ...!!!
نعم هي في مشكلة .. ومعضلةٌ بالنسبة للفتاه ..
لا تنسوا أنها لم تتزوج ... وطرحت مشكلتها بكل جرأة تريد حلاً صادقاً ...
والله وبالله وتالله .. لو طرح عليك سؤال .. وأنت أو أنتِ .. مقبلون على ارتباط فعلي .. ماهو المطلب الأساسي والشرط الوحيد اللذي تريده في شريك حياتك ... لكان الجواب .. هو الشكل ... وهذا هو الجواب الطبيعي .. والمنتظر .. والواقعي ...
وهذا الجواب لا يخالف الفطرة وما جبلت عليه النفس البشرية ... فالنفس جبلت على أن تنظر إلى مايسرها ... ولذلك وصف الله البقرة في كتابه الكريم .. أنها بقرةٌ صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ...
فإذا كان الوصف وقع على الموصوف وهو حيوان ... كانت ردة الفعل أن الوصف يسر النظر إليه ...
لذا من مما تقدم ذكره نعي وندرك ما جبلت عليه النفس حيال هذا الأمر ...
وتأكيداً على ذلك أيضاً ... وأن الدين الإسلامي لم يغفل عن صغيرةٍ ولا كبيرة ... وحينما شرع النكاح ... شرّعه وفق مطالب أربعه ولم يخرج عنها .. ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع ... وقدم المطلب الأول وهو الجمال ... ثم استثنى الدين لمن أراد الظفر بخير متاع الدنيا ..
هذه هي النفس البشرية .. وهذه اللتي جبلت عليه ... ( ومابال النسوة اللتي قطعن أيدهن وأكبرن حينما رأين سيدنا يوسف ؟؟!!!!!!
وأما بالنسبة للأخت صاحبة المشكله ... فاعلمي رعاك الله أن الله لم يخلق خلقاً ذميما ... ولكن خلق الجمال بنسبٍ متفاوته بين الخلق ....
ابحثي في نفسك عن أبرز ملامح الجمال فيك .. واعتني بها .. وعززي منها ... وابحثي عن ما يضايقك من تلك الملامح .. واللتي تزعجك ... وابحثي عن الحلول لتفاديها ... حتى وإن قادك الأمر إلى أن تزوري عيادة متخصصة بالتجميل ... واعلمي أن الآراء الفقهية حيال هذا الأمر متفاوته .. ومن علمائنا الأجلاء من أجاز تلك العمليات للضروره ... وإذا كنتِ ترين أن مستوى جمالك سيؤثر على مستقبلك في الزواج .. فلا تترددي في زيارة تلك العيادات .. وتأخذين المشورة من أهل الإختصاص ...
واعلمي أنك الآن تعانين من مشكلتين لا واحده ... الأولى طرحتيها ... والثانية تكمن تنبلك ومثاليتك المصطنعه مع نفسك .. ولا مبلاتك .. واللتي أنتي وحدكِ في صراعٍ معها ...
وأما بالنسبة للأخوة الأحباء الكرام ... تذكروا دائماً .. أن المستشار مؤتمن ... وتذكروا أن كل من طرح عليكم مشكلته فهو يستأمنك في الرأي والحل ...
فكونوا أمناء في تناولكم لتلك المشاكل وأمناء في إبداء الحلول ....
شكراً لكم ...
دُريّد ...