عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-15, 05:51 PM   #1
المحور

آخر زيارة »  اليوم (08:27 AM)
المكان »  السعوديه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الفتنة تجيء من هاهنا



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله علي نعمه الاسلام
حديث إن الفتنة تجيء من هاهنا



ولمسلم « عن سالم بن عبد الله أنه قال: يا أهل العراق، ما أسألكم الصغيرة! وما أركبكم الكبيرة! سمعت أبي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا -وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان- وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ، فقال الله له وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا »


لا إله إلا الله، سالم بن عبد الله أحد الفقهاء، سالم بن عبد الله بن عمر يقول لبعض أهل العراق: « ما أسألكم عن الصغيرة وما أركبكم »1 ما أسألكم الصغيرة يعني: ما أسألكم عن الصغيرة، تسألون عن الصغائر ودقائق المسائل، والمسائل السهلة، وأنتم ترتكبون الكبائر العظائم، ما أسألكم الصغيرة! وما أركبكم الكبيرة! "ما" هي التعجبية، و"أسأل" فعل التعجب يكون مفتوحا « ما أسألكم الصغيرة! وأركبكم للكبيرة! »
سمعت أبي عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: « الفتنة من هاهنا، وأشار بيده إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان... »
تأكيد، من حيث يطلع قرن الشيطان، تأكيد لقوله: من هاهنا, وأشار بيده إلى المشرق، يعني من حيث تطلع الشمس، والشمس ثبت في الحديث الآخر أنها تطلع بين قرني الشيطان، هذا أقرب ما يفسر به هذا الحديث فيما يظهر، تطلع بين قرني الشيطان وحينئذ يسجد لها الكفار.
يريد سالم إنكم يا أهل العراق مصدر الشر ومصدر الفتن، وكذا أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن الفتنة تكون من هاهنا، وأشار بيده إلى المشرق، مشرق المدينة، والعراق شرق المدينة من حيث يطلع قرن الشيطان، وقد وقع الأمر كما دل عليه خبر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ ظهر أكثر الفتن من جهة العراق، الفتن السياسية، الحربية، بالقتال، بالاقتتال، والفتن العلمية المعنوية، وذلك بما ظهر من أنواع البدع، فبدعة القدر ظهرت في العراق بالبصرة، وكذلك فتنة الرفض بالكوفة في عهد علي -رضي الله عنه- وكذلك الخوارج, كل هذه الفتن ظهرت هناك، ولم يزل الأمر هذا المشرق منشأ ومصدر يعني لأنواع الفتن، الفتن الاعتقادية، والفتن الحربية السياسية.
وهذا أمر بين يدركه المتأمل للتأريخ، فاقرءوا التأريخ تجدون هذا الأمر عيانا مطابقا لما أخبر به -عليه الصلاة والسلام-، وهذا لا ينفي وجود وظهور فتن في المغرب كما في هذه الأعصار، لا ينفي، لكن المشرق هو الأصل في هذا، وهو الذي ظهرت فيه الفتن في صدر الإسلام وفي القرون الأولى في القرون المفضلة، فقول الرسول لا يقتضي الحصر أن الفتنة لا تكون إلا من هاهنا، لكن لهذا الوجه ولهذه الجهة تميز، ولا يختص هذا بالعراق، بالعراق وما وراء العراق أيضا، لكن العراق هو الذي كانت فيه الخلافة من عهد علي -رضي الله عنه- كانت فيه الخلافة فظهرت فيه الفتن، ظهرت كما قلت، حصل ما حصل من ظهور البدع الاعتقادية، كالقدر، والرفض، وبدعة الحرورية. نعم أعد الحديث الجزء الأخير.

« عن سالم بن عبد الله قال: يا أهل العراق، ما أسألكم الصغيرة! وما أركبكم الكبيرة! سمعت أبي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يقول: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: إن الفتنة تجيء من هاهنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون »1 - وأنتم من هذا فيما يظهر أنه مُدرَج هذا الذي، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، الذي يظهر لي أن هذا مدرج من كلام سالم. نعم يقول: وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض إيش بعده؟
والله اعلم . سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الانت استغفرك واتوب اليك .