عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-15, 11:06 PM   #3
قيس
Ensan 3aDy

آخر زيارة »  06-12-16 (02:56 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



نادى هـواكَ دمي فلبّـيتُ النـِّدا
و سرى بروحي خالداً ومُخلـَّدا

قلبي الذي يهواكَ مذ عَرَفَ الهدى
يا خالقي مازلتَ فيه الأوحدا
* * *

يا مبدع َ الأكوان ِ إنَّ بلاغتي
أوهى وأعجزُ أن تصوغ َ المَشهدا
ولقد تـُعاصيني حروفي إنـَّما
بكَ يصبحُ الحرفُ العصيُّ مُمَهَّدا
هذا الحنينُ يفيضُ بين جوانحي
أملاً.. و وحدك ما تزالُ المَـقصِـدا

إنـّي طريدُ هزائمي وغوايتي
وجنوح ِ عقلي في محيطات ِ الرّدى

سَرقـَتْ حروفي الغانياتُ ولم أجـِدْ
دربي ..وضاعتْ كلُّ أحلامي سُدى

و أضعتُ في الصحراء كلَّ قوافلي
لا ماء لي .. ونسيتُ أن أتزوّدا
ليلى التي سكنتْ قصائدَ صبوَتي
اليومَ تهجرُ قيسَها المتمرِّدا
* * *







يا قلبُ قـُمْ في الصبح ِ لُمَّ مَتاعبي
واهبط ْ على جبل الغمام لـِتـَصعدا

موجٌ من الأنغام هامَ بمسمعـِي
( الموصليُّ ) به يعانقُ ( مَعبدا )

مزّقتُ أوراقي وكلَّ دفاتري
ونسيتُ ليلاً تهتُ فيه .. مشرَّدا

لمّا عرفتُ طريقَ مَـنْ غفرانـُهُ
يَسَعُ المَدى كرَماً وما فوق المَدى

فأتيتُ بابكَ يا إلهي تائبا ً
والدمعُ يسبقـُني فكنْ لي مُنجـِدا

و ببردةِ التوحيدِ جئتـُكَ ضارعاً
لتكونَ لي مِن بَعدِ موتٍ مَولدا

من زهر ِ إيماني نسجت ُ حروفـَها
فتأوَدَتْ في خافقي وتأوّدا

وسَرَتْ قوافيها بأوردتي هـُدى
وأذبتُ فيها حرفيَ المتوجـِّدا

فامْلأ بنورك يا إلهي مهجتي
ليظلَّ حبـُّكَ في دمي مُتـَجدِّدا
* * *

يا واهبَ الشمس ِ المضيئةِ نورَها
لِتزيلَ في الصبح ِ الظلامَ الأسوَدا

آياتُ خـَلقكَ كم أَثرنَ قصائدي
وفـَتـَحْـنَ باباً للقوافي مُوصَدا

ما طارَ في الآفاق يشدو طائرٌ
إلا بأمر ِ الله غرَّدَ مُنشـِدا

قمرٌ على أهدابِ ليلٍ حالمٍ
بـكَ عانقتْ نجواهُ جفناً مُسهَدا

تَقـِفُ الجبالُ الراسياتُ .. وخلفـَها
يقفُ الزمانُ تأمَّلاً وتـَعَـبُّدا

في الماءِ أحياءُ البحارِ تـنـهـّدَتْ
والموجُ بالذِكـْر ِ الحكيم ِ تـَنـَهَّدا

و ربيعُ هذا الكون في تسبيحهِ
لا ثوبَ إلا ثوبَ خـُضرتهِ ارتدى

والزهرُ لـَقّحَهُ النـّسيمُ بـِطـلعِهِ
سبحانَ من بعثَ النسيمَ و هَدهَدا
و فراشة ٌ بين الزهور تنقـَّلـتْ
اللهُ حط َّ بها الجمالَ وأوجَدا

شجرٌ تنامُ الشّمسُ فوقَ غصونـِهِ
ويعانقُ الصبحَ المكللَ .. بالندى

وجَمالُ صوت ِ الكون يعلنُ خاشعاً
اللهُ أكبرُ .. والوجودُ تـَشـَهـّدا

أنـّى تلفتـْنا نرى لكَ آية ً
رسمَ التـّأمـّلُ وجهَهَا المتورِّدا

إني عرفتـُكَ في دموع أبي الذي
أمضى الليالي قائماً مُـتـَهجـِّدا
بحنان ِ أمّي .. في بساطتِها التي
نالتْ بها عيشاً كريماً أرغدا
إني عرفتـُكَ في تـَفتـّح ِ زهرةٍ
نطقَ العبيرُ بها ففاح موحِّـدا
في شامنا الفيحاء .. في أشجارها
في كلِّ مئذنةٍ تـُعانـِقُ مَسجدا
في المسجدِ الأمويِّ .. في محرابـِهِ
بدموع ِ من باتوا هنالكَ سُجـَّدا
في المسجد الأقصى .. بهمة ِ ثائر ٍ
وبصوت ِ حر ٍ لن يعود مقيّدا
* * *
يا ربّ .. رحمتـُكَ التي لا تنتهي
وسِعتْ جميعَ الكائناتِ و أبعدا
ربٌّ كريم ٌ لا حدودَ لجوده
ما خابَ عبدٌ مدَّ للباري يدا
لو نملة ٌ في قعر ِ جبٍّ مظلمٍ
تدعوهُ .. يأتي رزقـُها مُتعددا
ترتاحُ سنبلة ٌ على أحلامِها
والغيثُ يرويها السـَّنا متودّدا
خطفـَتـْه من حِضن الغمام ِ وحَلـَّقـَتْ
نشوى كما العصفور طارَ مُغرِّدا
تنسابُ بين دم ٍ ودمع ٍ شهقة ٌ
جذلى لـِمَنْ في الله كان استشهدا
في كلّ أمر ٍ في صفاتـِكَ مُفرَدٌ
وتظلُّ وحدكَ يا إلهي مُفرَدا
وتقولُ كنْ فيكونُ أمرُكَ نافذاً
وعظيمُ صنعكَ في الوجودِ تجَسَّدا
يا مانحَ الإحساس ِ .. بينَ أصابعي
نهراً يسافرُ في البيان .. ومَوْردا
رسمَ السنابلَ في حقول ِ قصائدي
وعلى بيادرها تـَنـَاثـَرَ عسجدا
فاقبـَلْ حروفاً بالدموع كتبتـُها
واتركْ لروحي أن تكونَ لها الصّدى
واغفرْ لقلبي إن تضاءَلَ بوحُهُ
لكَ مُنتهَى حُبّي .. ومنكَ المُبتـَدا