عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-15, 09:25 PM   #1
الساحرة

الصورة الرمزية الساحرة
طَلِيـقة كـَ الطيـُور

آخر زيارة »  01-16-24 (06:16 AM)
الهوايه »  كثيرة ومنها التنزُّه في عقول الآخرين

 الأوسمة و جوائز

افتراضي آنَا وتفاحة الجن ...




يحكى أن في تلك البلد البعيدة قرية صغيرة جميلة جدا تدعى قرية التفاح الأحمر اشتهرت بأسوار عظيمة تحيط بها بساتين التفاح و يعيش
سكانها في رغد من العيش الوفير ولم يكن هناك فقير يسكن بينهم كانت تلك القرية تتباهى ما بين القرى القريبة منها ولم يكونوا يتقبلوا الدخلاء
وخاصة الفقراء منهم فكان أهل قرية التفاح الأحمر يتشاءمون جدا من وجود الفقراء بينهم خوفا أن يجلب احدهم الحظ العاثر لقريتهم
فكان ذلك الهاجس الذي يؤرق أهل القرية وفي يوم أتت امرأة تدعى (آنَا) قد ظللت طريق العودة لقريتها التي يعج فيها العوز والفقر
كانت ملابسها رثه ولم تملك ثمن لشراء قطعة رغيف واحد فقد أنفقت جميع نقودها على دواء لأبنها المريض فكانت تحرص على
لف قنينة الدواء جيد بقطعة من قماش بالي تخبئه بين ردائها العتيق
رأت (آنَا) التفاح يتدلى من الشجرة ففرحت فأسرعت
وقطفت وأكلت بشهية فهي لم تذق الطعام منذ يوم واحد
فأكلت ثلاث تفاحات وفي أثناء تناولها التفاحة الرابعة شاهدها رجل واتى مسرعاً ومن ردائها عرف أنها امرأة فقيرة غريبة امسكها
بقوة وحش كاسر وجرها كما تجر العبيد وفي لحظة رأت (آنَا)
نفسها متهمة بتهمة السرقة وتوسلت إلى القاضي أن يدعها تذهب لأبنها المريض و أن يرشدها إلى طريق العودة لإعطائه أبنها الدواء
والعودة ولكن فوجئت من القاضي حين قال لها سأطلق سراحك بشرط
أن تعيدي الثلاث التفاحات أو نأخذ منك الدواء فقالت آن كيف لي أن أعيد التفاحات فلا استطيع
ذلك والدواء يا سيدي أبني في أمس الحاجة إليه فــ لم ينصت القاضي إلى بكائها
فأمر القاضي الحراس بأخذ الدواء منها ورميها خارج أسوار المدينة
حينها لم تعلم (آنَا) أين تذهب لا دواء
لا تعلم من أين هو طريق العودة للقرية ظلت
تائهة حائرة وأخذت تحث الخطى حتى وجدت نفسها في غابة ذات طرق متفرعة عندها أيقنت
لا عودة للديار لن تلتقي بابنها الصغير فأصبح الموت المحتم يطرق الأبواب فالوحوش المفترسة تستبيح ******
وفي إثناء سيرها وجدت ظبي صغير مصاب
لا يقوى على النهوض اقتربت (آنَا) منه وحاولت أن تساعده فأطعمته من أوراق ****** وعند
حلول الليل تذكرت طفلها المريض فبكت بحرارة حارقة فنظرت للضبي فحضنت الضبي بقوة كما كانت تحضن طفلها وغنت له أغنية كانت
تغنيها لطفلها ونامت غير آبها ما يحصل لها بالغد
استيقظت (آنَا) وفوجئت بوجد طفل عاري غريب
الشكل يغط في نوم عميق في احضنها فأدركت
أن ذلك الضبي هو الطفل النائم بين احضنها لم تخف على العكس
ابتسمت ومزقت جزء من ردائها البالي ولفت الطفل كي
لا يشعر بالبرد وعادت لتحضنه من جديد فكملت السير لعلها تصادف أحدا يرشدها لطريق العودة للقرية فوجدت بالطريق حرسا
فستبشرن خيرا وعند اقتراب الحرس لم تستطع رؤية
وجوههم فكانت وجوهم لا معالم لها فأصيبت بذهول وبكل هدوء ترجل القائد عن دابته العظيمة و آخذ الطفل منها ورحلوا دون
حديث وكأنها تحلم وللمرة الثانية أحست أنها فقدت طفل
لها بكت وبصوت عالي قالت ذلك أبني أرجعوه إلي أتوسل إليكم وأخذت تجري تتبع أثر الدابة العظيمة فانتهى الأثر عند كهف مظلم فدخلت دون اكتراث أو خوف باحثة عن ذلك الطفل فسمعت بكاء طفل فأخذت تبحث تسقط تارة وتنهض والدماء
تسيل و كالمجنونة تصيح أعيدوا إلي أبني فأحست بيد تمسكها
وصوت هادئ يقول لها لا تخافي سأصحبك للحاكم …
فرأت قوم دون ملامح ومن بين القوم عيناها تفتش
على ذلك الطفل الغريب تقدم رجل ضخم إمامها
فقال أنا ملك الجان ومن الواجب أن أقدم لك جزيل الشكر
على عنايتك بطفلي فقالت ذلك حقا طفلك قال نعم وتلك هي والدته نظرت إلى الأم وطفلها ثم قالت لملك الجان
على عجالة خذني لطفلي فهو مريض وأنني اخشي عليه فقال لها لازال الأمل يلوح بالأفق فلا تيئسي فقالت أريد دواء لأبني فقال لك ذلك
فأمر الحاجب بصناديق من التفاح فقالت أريد دواء يا سيدي لا تفاحاً فقال لها هذا هو دواء لـ طفلك وموت
وهلاك لـأهل قرية التفاح الأحمر عقاب لهم بما فعلوه بكِ فقالت كيف لتفاح أن يكون
موت وهلاك وكيف له أن يكون دواء فقال لها ليس كالتفاح الذي
تعلميه بل هو تفاح مختلف
ويسمى تفاح الجن هي نبتة غريبة جذورها كبيرة بشكل جسد إنسان وعند اقتلاعها تطلق صوت يشبه الصراخ ..
خذي يا (آنَا) هذه تفاحة وورقة فيها وصفة لصنع الدواء وعليك الآن أن تركبي الدابة العظيمة فهي دليلك لقريتك ولتسرعي لإنقاذ طفلك شكرت (آنَا) ملك الجان وركبت الدابة أمله من الله أن تصل لأبنها بأسرع وقت ممكن
فأمر ملك الجان جنوده أن يرمى أورق
وصناديق التفاح الجن في كل بئر يوجد
في قرية التفاح الحمراء وقاموا بما أمرهم الملك فمات معظم سكان القرية ...