الحلقة الخامسة



- انا الحقيقة متفاجأة يا استاذ ناصر بسؤالك .. لانه سؤال جرئ حبتين .. وخاصة انك بيننا هنا .. وعلى العموم انا تعجبني الشفافية .. موضوع تغطية الوجه بالنسبة لي .. موضوع شخصي ولا اعتقد بان مسألة تغطية الوجه او كشفه تلغي قناعات معينة لدى الشخص ... اللي اقصده ان المراة اذا أمنت الفتنة من الرجل فبمقدورها كشف وجهها اما اذا خشيت على نفسها وعلى الشخص اللي أمامها الفتنة فعليها تغطية وجهها .. أفضل ..
- من يقرر هذا الشئ يا دكتورة مناير ... !!؟ ترى من الصعب انك تقولين اني الان في محل فتنة او لا .. لان من يعلم بما في القلوب هو الله عز وجل .. ومسألة كشف الوجه بالنسبة للمرأة مسألة بحاجة الى وضعها في ميزان أدق
- والله اني معك .. وانا عارفه ان حسن المرأة ونصف جمالها في وجهها .. ولكن في الجهة المقابلة الرجل ايضا نصف جماله ونصف قبول المرأة له في وجهه .. صح والا لا ..!!؟
- كلامك صحيح مسالة قبول الشكل مهمة .. ولكن في جانب المرأة أكثر بكثير عن الرجل ..
[ هنا تداخل الدكتور / سعود وقال : ]
- اسمع يا ناصر ترى ان دخلت مع اختي مناير في نقاش .. ترى انت الخسران .. اختي مناير محاوره جيدة ولديها علم في ذلك .. اقصد هي متخصصة في علم تطوير الذات وسبق ان اخذت دورات متخصصة في ذلك .. علشان كذا انتبه لنفسك هههههههههههههههه
- هههههههههههههههههه .. ما شاء الله .. عموما انا ما ينقصني هذا العلم لان هذا من أبجديات شركة سابك وهناك دورات متخصصة في هذا المجال لجميع الموظفين ..
الدكتور يوَجه كلامه للزوجته ويقول :
- اووووه .. ما شاء الله .. اجل يا دكتورة شكلنا بين فلاسفة حديث هههههههههههههههههه
- هههههههههههههههههه ... لا .. عاد مو لهدرجة ....
- عموما تشرفنا فيك اخوي ناصر .. وعسى أكل اختي مناير أعجبك ..
- ما شاء الله .... اثار الاشراف والمتابعة واضحه ههههههههههههههههه
- شكرا يا استاذ / ناصر .. شاكره لك هذا الاطراء هههههههه
كان الحديث متعة .. والحوار متناغم وهادئ رغم اختلاف الآراء .. ولكن كان هناك قبول لرأي الطرف الآخر رغم اختلافه .. وهذا جمال الحديث .. وأكثر من ذلك جمال الخلق والخُلق عندي هذه العائلة ...
- على فكرة انا ما شفت الأولاد ..
- الأولاد يا اخوي ناصر .. من بعد صلاة العشاء وهم في فرشهم .. وايضا احنا قرّب وقت نومنا وتراك أسهرتنا اللحين ههههههههههههههههه
- هههههههه .. والله أسف .. شكل الوقت خذانا في السوالف .. اووووووف الساعة 11 ... عفوا .. انا اسف .. الله ينعم عليكم ..
- ههههههههههههه ترى امزح معك اخوي ناصر .. كمّل أكلك ..
- لا .. الحمد لله شبعت ..
- طيب .. باقي الحلو ..
- لا .. الله يعافيك ...
- رح .. رح يا عمي غسل وخلك عنك السوالف .. تفضل .. تفضل
- الله يتفضل عليك بنعمته وعافيته يا دكتور
بعد ما غسلنا لزّم علي الدكتور الا اخذ الحلو مثل ما قال .. وكان يقول ان مناير متخصصة في الحلو .. ولازم تذوق شغل يديها ..
وكنت أقول في نفسي .. يا زين شغل يديها .. وياليت اقدر المس يديها .. واحضن يديها ..
مناير في هذه اللحظات تدخل بالحلو .. الى المجلس ..
- تفضل أستاذ / ناصر
- الله يتفضل عليك .. شكرا يا دكتورة
- خلااااص عاد .. خلني اخذ شهادة الدكتوراه وبعدين قل لي يا دكتوره
- ان شاء الله تأخذينها عن قريب
- بوجودك ...[ قالت هذه العبارة وهي تبتسم يمي .. وعيونها في عيوني ..]
قسم بالله كان ودي أضمها في تلك اللحظة ..واااااااااااااااااو
أدركت هي تلك النظرة فأطرقت رأسها خجلا ... واتضح على ملامح وجهها عناوين الحياء ...
وتدارك الوضع أخوها .. وقال :
- شكلك بتعزمين الرجال على حفل تخرجك ...
ابتسمت مناير دون رد ..
فتداركت الموقف وقلت :
- ان عزمتني تبشر ان شاء الله بالهدية .. راح أجيب لها لوحة رسم وقلم رصاص وألوان هههههههههههههههه
- ههههههههههه شكرا على الهدية .. خلااص انا راح اقبلها ...
تداخلت الدكتورة ..
- وانا رايحه اجيب لك الصلصال هههههههههههههههههههههههه
- ههههههههههههههه وانا اجل وش اجيب .. وش اجيب .. ايييه .. راح اجيب لك فرش الرسم ..هههه
- الله يحفظكم جميع ويبارك لك في هذه الاجواء والمحبة اللي بينكم .. اسمحوا لي انا وراي طريق وماشي للرياض ...
- عموما يا اخوي ناصر والله ما ملينا منك ومن سوالفك وشرفتنا وجزاك الله خير على موقفك امس ..
- ما سويت شيء الله يحفظك ..
- الله يعافيك اخوي ناصر ..
- في امان الله يا دكتور وفي امان الله يا دكتورة وفي امان الله يا دكتورة المستقبل ههههههههه
- في امان الله اخوي ناصر وجوالي عندك أسألك بالله اذا جيت للجبيل انك تكلمني .. خليني اقوم بواجبك ..
- ابشر .. الله يطول بعمرك .. وبالمقابل اذا جيت للرياض عطني خبر .. خليني اعزمك على فنجان قهوة هههههههههههههه ... شكلي بخيل ..صح ..
- واااجد .. [ قالت هذه الكلمة مناير وهي تبتسم نحوي ... ]
- في امان الله
- مع السلامة .. طمني عنك اذا وصلت الرياض ..
- ان شاء الله ..
طلعت من البيت لا اصدق هل انا في حلم او في علم ..!!
ما هذا الموقف .. وكيف صارت كل هذه الأحداث خلال 24 ساعة تقريبا ..
مشيت في طريق الرياض وكان كل وقت الرحلة عبارة عن اعادة لتفاصيل المواقف والاحداث ... وصورة مناير لا تفارق خيالي ...
الحمد لله وصلت الرياض ودخلت الشقة على الساعة 3 بعد منتصف الليل وبقى على اذان الفجر تقريبا ساعة ونصف ..
قلت في نفسي اخذ لي غفوة قبل الآذان ..
بعد ما تسطحت على الفراش .. كانت الخيالات هي رفيقي
حتى ان خيالي جلب لي مناير على الفراش
وكانت هناك سوالف خاصة بيني وبينها
لم اشعر معها الاّ واذان الفجر يرن في اذني ..
وتذكرت بانني لم انم .. وعندي اليوم دوام الساعة 7
قمت توضأت وصليت الفجر .. بعد الصلاة ارسلت رسالة لمديري بالعمل كان نصها كالتالي :
عفوا استاذ حمد
وصلت متأخرا امس من رحلة الجبيل واتمنى اعفائي من الحضور مبكرا ..
نمت بعد صلاة الفجر .. ولم استيقظ الا عند الساعة 10 صباحا
اخذت دش .. ثم انطلقت للدوام ..
ولم تزل صورة مناير ترافقني
وفي اثناء الطريق رن هاتفي ..
[ الدكتور سعود بن فهد يتصل بك ..] هكذا ظهرت لي هذه العبارة على شاشة الجوال
- السلام عليكم
- وعليكم السلام .. هلا دكتور
- الله يحييك اخوي / ناصر .. الحمد لله على السلامة ..
- الله يسلمك ويطوّل بعمرك ..
- يا اخي طمنا عليك .. قل وصلت ..
- اسف يا دكتور .. امس تأخرت في الوصول قلت ما ودي ازعجك ..
- والله انا انتظرت منك رسالة .. بس .. تطمني عليك ..
- الله يطول بعمرك يا دكتور ..
- هاه .. كيفك اللحين ..
- الحمد لله .. الامور طيبة
- الحمد لله .. بالتوفيق ان شاء الله
- الله يوفقك ويبارك فيك يا دكتور
- تسلم .. يا الله .. تأمر شيء ..
- ما يامر عليك عدو يا دكتور
- في امان الله .. والحمد لله على سلامتك مرة ثانية
- الله يسلمك .. في امان الله يا دكتور
انتهت المكالمة .. وشعرت بان الدكتور وافي ...
واصلت طريقي للدوام .. وصلت الدوام وأكملت عملي كالمعتاد
مرت الأيام تلو الأيام .. وانا استرجع بعض الذكريات في رحلة الجبيل
وخاصة تلك الذكريات مع الدكتور وعائلته
بعد مضى أكثر من شهر ..
نسيت تلك الحادثة ولم يطرأ جديد كي أتذكرها ..
ودارت الأيام .. دون اتصال بيني وبين الدكتور ..
ومع الايام وبعد مضي اكثر من ثلاثة اشهر على تلك الرحلة
شعرتُ بانني نسيت الموضوع بالكامل
وبعد تقريبا 4 أشهر
وتحديدا .. كان ذلك اليوم .. يوم الخميس ليلة الجمعة .. عند الساعة 12 بالليل تقريبا ...