عرض مشاركة واحدة
قديم 08-27-15, 08:00 AM   #16
smart crow zain

الصورة الرمزية smart crow zain

آخر زيارة »  12-11-18 (08:13 PM)
المكان »  saudi arabia
الهوايه »  sport & any new
أنصحك لاتعايش ذميم الخصال
تغدو إلى دنيا تعاني الفشل
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



عضت على شفتيها و تنهدت بانكسار
اقتربت من رأسه فنفخت في وجهه رائحة كالريحان ليغط بعدها في نوم عميق



لم يشعر خالد إلا بأشعة الشمس و هي تلفح وجهه
فتح عينيه ليصطدم بصره بالشمس و هي في كبد السماء
نظر حوله ليجد نفسه في صحراء قاحلة
أرتعب خالد خاصة حين وجد نفسه مغطا بالرمال إلى رقبته
أما الوسادة, فلم تكن أكثر من صخرة كبيرة ملساء تم اختيارها بعناية
أزاح خالد الرمال التي كانت بمثابة الغطاء من على جسده
حاول زعزعة الصخرة فوجدها ثقيلة جدا
وجد أثرا للصخرة ما يعني أنه تم سحبها من مكان بعيد
وجد خالد انه تحت جبل صغير و الذي كان يقيه الشمس منذ الصباح و حتى الآن
نظر إلى ساعته ليجد أن الوقت هو وقت صلاة الظهر



تلفت خالد حوله مرة أخرى فلم يجد أثرا لحياة
خفق قلبه رعبا
طار صوابه, غير إن نسمة باردة لامست وجهه فهدأ قليلا
قرر أن يغادر و أن يصلي الظهر في أقرب استراحة في الطريق
قام من مرقده فوجد آثاره القديمة حين حضر, ولا خطوة أخرى معه
تبع خطواته رغبة في العودة إلى حيث سيارته
مشى و هو يفكر,! هل كان هذا حلم أم تراه مشى هائما دون أن يدري؟
هل ما عاشه حقيقة أم مجرد خيال و تصورات؟
توقف خالد في نقطة معينة إذا لم يكن حلما
هنا قابل ذلك المخلوق الذي أراد أن يريه الشكل الحقيقي للجن
عرف ذلك من آثاره حين جلس و حين بكى و حين حبى, لكن
لا آثار للجني
هناك فقط آثار يعرفها جيدا. آثار أقدام صغيرة
هي ..آثار "زيزفونة" و في نفس المكان فقط ثم انقطعت
كانت حقيقة إذا



واصل خالد طريقه ليصل إلى حيث شجرة كبيرة جرداء من الورق ليس فيها إلا أغصان جافة في قمة الشجرة, غراب كبير ينعق هنا كان الجني المأسور قابعا و إلى هذه الشجرة كان مربوطا
أطلق خالد ساقيه للريح و هو يقرأ آية الكرسي
خرج خالد من بين جبلين ليجد سيارته في نفس المكان الذي نزلا منها في هو و "طارخ" بعد وصولهما ليلا
ركب خالد سيارته و أدار محركها
قبل أن ينطلق ألقى نظرة إلى الخارج ليفاجأ بأمر آخر
لاحظ أن هناك خطوات كانت تتبعه
خطوات كانت ترافق خطواته دون أن ينتبه
لاحظ أيضا أن الخطوات وصلت معه إلى باب سيارته ثم انحرفت باتجاه مؤخرة السيارة
أرتعب خالد من أمر هذه الخطوات كثيرا



(لحظة)!, هي كلمة قالها خالد فالخطوات لقدمين صغيرتين
نعم.. إنها خطوات "زيزفونة"
نزل خالد من السيارة على عجل
تبع الخطوات باتجاه مؤخرة السيارة ليجدها و قد توقفت خلف السيارة تماما
امتقع وجه خالد فصاح "يا الله"
في الخلف, لم تكن خطوات زيزفونة وحدها... بل معها خطوات مرعبة كبيرة
قدم ممسوخة بثلاثة أصابع كأصابع الدجاج و أصبع رابع يبدو أنه ينبت من باطن القدم لينغرس في الأرض مع كل خطوة
اختلطت تلك الخطوات مع خطوات زيزفونة لتنقطع الخطوات الصغيرة على مسافة قريبة باتجاه الصحراء و تظل الخطوات الكبيرة و التي بدورها تلاشت على بعد خطوات في غياهب الصحراء



صاح خالد و هو يردد "زيزفونة"
لا بد أن القبيلة الأخرى أخذتها أسيرة
يتخيلها في قبضة قبيلة الجن الكافرة
يتخيل أجمل فتاة في يد من لا يرعون براءة و لا ذمة
يراها في يد ابن ملك القبيلة الكافرة لن يرحموها فهي ابنة ملك الجن
تخيل حال والدها الشيخ "صوخان" و حال شقيقه "هيدبا"
تخيل اغتمام "طارخ" و حزن "شرعيل"
تخيل بكاء "ضعفن" على حبه و حلمه الذي ضاع
تخيل انكسار فرسان القبيلة و رجالها



شعر خالد بقشعريرة قوية تسري في جسده
أحس و كأن شخصا يحاول لمسه
رفع خالد صوته مكبرا و مهللا
قال بصوت عال: يا الله!
قرأ المعوذتين و صدح بآية الكرسي
عاد إلى سيارته... ركبها خائفا و جلا
بكى بصمت حتى حجبت الدموع عنه الرؤيا
لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد
بل شعر بشي أبيض يتساقط من سقف سيارته
رفع خالد رأسه ليفاجأ بمادة بيضاء كالدقيق تسقط على رأسه
استنشق من تلك المادة دون أن ينتبه فوجد لها رائحة قوية جدا



هم خالد بالنزول من السيارة , و ما أن فتح الباب حتى سقط على جنبه لا يقوى حراكا
رأى خالد كما يرى النائم
أو لنقل أنه رأى و كأن شاشة كبيرة قد فتحت أمام ناظريه
رأى في الشاشة عجبا رأى فيها كل شيء
رأى خالد نفسه حين استيقظ و هو مغطى برمال الصحراء
رأى الصورة كما عاشها تماما
رأى خوفه و هلعه رأى محاولته زحزحة الصخرة
كل شي كما حدث تماما إلا أمر واحد

يتبع للفصل الأخير