عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-15, 11:01 AM   #1
الروسي

الصورة الرمزية الروسي

آخر زيارة »  07-12-16 (07:21 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كفى أيها المهايطون !!



(كفى، أيُهاَ المهايطون)

بقلم:
محمد بن ناصر بن دشن الشهراني ..


شاهدت قبل أيام قليلة، مقطع فيديو لمجموعة من الرجال،
يلتفون جلوساً ووقوفاً حول صحن به من النِعَم والأرزاق الشيء الكثير، ولم أتمكن من سَمَاع ما كان يدور من حِوار بينهم،
وذلك بسبب كثرة الطلاقات والأيمان المغلظة!
فقد كانوا جميعاً يُقسِمون على أحد المتحلقين على الصحن بأن يمد يده فوق الأرز و(الذبيحة المفطحة!)
ليقوم آخر بسكب كميات كبيرة من السمن البلدي! على يد هذا الرجل! ولم تنتهِ هذه الأيمان إلا بعد إفراغ كامل الوعاء!!

تعجبت! كما تعجب الكثيرون منكم، وتساءلت، ماذا فعلت هذه اليد؟ ليتم (عليها) إهانة (السمن البلدي)
الذي تضاهي قيمته في كثير من بلدان المسلمين الآن قيمة (الزئبق الأحمر)!!
هل هذه اليد هي التي خطت اتفاقية (عاصفة الحزم) بين دول التحالف؟!!

هل هي من حملت راية الحرب أثناء تأمين جبال الحد الجنوبي من المتمردين الحوثيين؟!!
هل هي من كبسة (زر) بطاريات باتريوت التي دمرت صاروخ سكود في سماء خميس مشيط؟!
هل قادت إحدى غارات الطائرات التي دكت ترسانة إيران المجوسية في صعدة؟


وأياً كان ما فعلته، ولو حررت المسجد الأقصى فلا يجوز اهانة نعم الله بهذه الطريقة،
هذا خيلاء، هذا إسراف، هذا تبذير لا يقره شرعٌ ولا عقل..

أما وجد هؤلاء أُسلوبَ تكريمٍ أرقى من هذا الأسلوب؟
أما نخشى نحن وهم أن يشملنا الله جميعاً بعقوبة عامة،
فيسلب نعمته منا لأننا لم نأخذ على يد المخطئ؟
ونقول له (قف) فأنت منبوذ؟

أما علموا أن السمن البلدي هذا، كان قبل سنوات قليلة في جزيرة العرب، مثل الذهب!

بل أن كثيراً من أجدادنا كان لا يراه غالباً إلا في المنامات السعيدة! وفي المناسبات الإستثنائية.
ألا نتفكر في قوله تعالى:
﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾


إكرام الضيف واجب، وتكريم المبدع ومن قام بعمل جليل يخدم دينه ومجتمعه مَطلب وكلنا نؤيده، وديننا يحثنا عليه،
ولكن ليس بإهانة النعم.

والكرم صفة راقية،وهي من شيم العرب، مكانتها في الجاهلية قبل الإسلام عالية،
بعث الله المصطفى ﷺ ليتممها، ويرفع شأنها، ويحث عليها،
ولكنها مع الإسراف ومع إهانة النِعم على طرفي نقيض، لا تجتمعان.
وأخشى أننا نقف على حافة الجرف ونحن لا نعلم، وما سوريا والعراق عنا ببعيد..

فلنقف صفاً واحداً في وجوه هؤلاء ونقول لهم بصوت واحد:
(كفى، أيها المهايطون).


تعليقي : يارب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

لكم أتمنى الفائدة