عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:29 PM   #79
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




وعضت روث شفتها ثانية , وشعرت بضيق من هذا الحديث , كان الهدف من زيارتها للمكتب أن تخفف من رتابة اليوم الكئيب لبول, ولكنها بدلا من ذلك انتظرت أكثر من ساعة , وعندما عاد الآن لم يجد ما يتحدث عنه الا كارن! شعرت بحزن عميق, وكانت على حق في شعرها هذا , أرادت أن تعتبر نفسها المرأة الوحيدة في حياة بول , لقد ولى الماضي , أما هي فكانت الحاضر, لقد تحطم زواجه السابق نتيجة تهور أحمق , وكانت تريد أن تكون هي الزوجة التي يحبها . لم يكن في نيتها أن تسمح للملل أن يدخل حياتها , وكانت مقتنعة في الواقع بأن الحياة مع رجل مثل بول لا يمكن أبدا أن يشوبها الملل.

ونظر اليها بول بضجر , وقال بجفاف:
"لا تقلقي . أن كارن لا تهتم بي , وهي لا تزال تعمل في شركة لويس مارتن , وأعتقد أنها ستتزوجه يوما ما, بل يدهشني أنهما لم يتزوجا حتى الآن , لقد توقعت أن يتزوجا بمجرد أنهاء الطلاق".
ولاحظت روث أنه لم يقل أنه لا يهتم بكارن , ولكنه تعمد أن يتجنب الأشارة الى هذا , في أية حال لا يمكن أن يكون مهتما لها, ولو كان مهتما بها حقا لحاول أن يستردها ... لا , لا ... أنه يحب روث ولن يدع كارن تستغفله مرة أخرى.... أنها مقتنعة بذلك . أن كبرياؤه على الأقل , أن لم يكن أي شيء آخر , تمنعه من ذلك.
قالت وهي تسترخي قليلا:
" أنني مسرورة جدا... والآن , أين نذهب الليلة؟ أعني اذا كنت تستطيع أن تنتزع نفسك من المكتب".
ضاقت عينا بول على نحو غامض , ولم تستطع روث معرفة فيم يفكر.
وقال وهو يمر بيده خلال شعره الغزير:
"أين تودين الذهاب؟".
هزت روث كتفيها وهي تقول:
" الى الأوبرا...".
" حسنا , سأطلب من الآنسة هوبر لتأتي بالتذاكر, وسأمر عليك في الفندق لتناول العشاء أولا ... هل هذا يناسبك؟".
وافقت روث بحماس وقالت:
" رائع...".
لقد عاد الآن الى أرض يعرفانها , ولم يعودا يسيران بين ألغام قديمة لم تنفجر , وأستطردت روث قائلة:
" على فكرة يا حبيبي , أن لديَ بعض التذاكر لحفل خيري راقص يقام في المانيفيك يوم الجمعة , أعتقد أنه مثير , وأتمنى حضوره".
كان بول في تلك اللحظة لا يشعر بأية رغبة في الذهاب الى حفل راقص , فقطب جبينه وقال:
" أني في العادة لا أذهب الى مثل هذه الحفلات يا روث , أنني أشتري تذاكر بالطبع , ولكن...".
صاحت قائلة:
" ولكن ماذا يا بول؟ أريد أن أذهب... ألا يعني هذا شيئا بالنسبة لك؟".
أدرك بول أنه تصرف بطريقة فظة فقال محاولا أن يرضيها :
" بالطبع يعني الكثير , آسف يا روث , سنذهب طبعا اذا كانت هذه هي رغبتك".
ابتسمت روث شاعرة بالأنتصار , وتأكدت ثانية من مركزها فقالت:
" شكرا يا حبيبي, والآن سأنصرف وأتركك لعملك... لقد ضيعت وقتك بما فيه الكفاية".
وبعد أنصراف روث دفن بول رأسه في يديه , كانت الغيوم تسود أفكاره الكئيبة , ومشاعره تجرح كرامته , فثار على نفسه لهذه المشاعر. كان يوما عجيبا والتوتر فيه أكثر مما توقعه.
تنهد وأشعل سيكارة أخرى, وصب لنفسه كأسا من الشراب , ولم يسعه الا أن يتذكر كم أن روث وكارن مختلفتان ... الواقع أن الأختلاف هائل... أن روث قصيرة , بينما كارن طويلة مثيرة, شعر روث مجعد قصير , بينما شعر كارن طويل مستقيم ... كانت روث تفضل الثياب الأنيقة المعقدة, بينما كارن تفضل الثياب البسيطة والبنطلونات ... لا بد أن هذا يعني شيئا بالتأكيد , وابتسم لنفسه , لا شك أن أي طبيب نفساني يفسر ذلك على أنه نوع من الأضطراب الذهني لعله كذلك! لعل عقله الباطن رفض أي تشابه بين المرأة التي طلقها والمرأة التي ينوي أن يتزوجها , ولكن مهما حدث فأن كارن لن تدخل حياته مرة أخرى , أن روث تحبه لنفسه ولن تطلب منه أي شيء لا يريد أن يعطيها اياه أنها ستحمل أطفاله , ولن تريد أن تكون شيئا غير حقيقتها.
بعد يومين وفي صباح يوم الخميس وبينما كانت كارن ترتدي ثيابها دق جرس التلفون فجأة , كانت الساعة العاشرة والربع , هرعت لترد على التلفون , وسألت نفسها وهي تلهث ... ترى هل يكون المتحدث بول ؟
ما لبثت أن سمعت صوت رجل يقول:
" أهذه أنت يا كارن؟".
وأدركت فورا أنه ليس صوت بول , فقالت وقد أنتابها شيء من الفضول.
"نعم,,, من المتحدث؟".
أجاب ساحرا :
" ألا تتذكرينني , أنا الذي تحطم قلبه!".
وفجأة عرفته... فسألته وقد أدركت أنه صوت شقيق بول:
"ماذا تريد يا سيمون ؟ وأين أنت في هذه الساعة المبكرة؟".
أجاب بسرعة:
"أنا تحت ... هنا... أريد أن أراك ... هل أستطيع الصعود؟".
قالت وهي تتنهد:
" نعم ... ولكنني لم أرت ثيابي ... أنتظر دقائق".
أجاب بسرعة:
" سوف آتي فورا".
ثم وضع السماعة.
وعضت كارن شفتها... ترى ما الذي يريده منها سيمون؟ أنه لم يتصل بها أطلاقا من قبل , ومنظ الطلاق لم تره الا صدفة , ترى هل يريد مناقشة موضوع ساندرا ؟ وتمنت ألا يفعل.... كانت تأمل أن يكون بول قد قام بتسوية الأمر.
وما كادت تلتفت حتى سمعت طرقا على بابها , ولمت أطراف الروب جيدا حول جسمها وذهبت تفتح , كانت تبدو جميلة , وكان الروب بلونه الأزرق الداكن يبرز لون بشرتها البيضاء ... وفتحت الباب , وتألقت عينا سيمون عندما رآها , كانت دائما تسحره , ولكنها أوضحت منذ البداية أنها لا تحترمه كثيرا , كان يكبرها بخمس سنوات , ولكنه كان يتصرف وكأنه أصغر منها بعشر سنوات , كان نسخة من بول, ولكن شعره الأسود أطول وبشرته تبدو شاحبة من قلة تعرضه للهواء الطلق , كان جذابا في نظر كارن , لقد وقعت نساء كثيرات أسيرات سحره, ولكنهن كن مثله في العادة , يعشن ليومهن ولا يفكرن في الغد, وكانت علاقته هذه مع ساندرا مغامرة جديدة, وقد أستاءت كارن لأن ساندرا لم تستطع أن تراه على حقيقته شخصا ضعيفا لا يعتمد عليه.
قالت كارن بصراحة:
" حسنا , ماذا تريد؟".
صاح يؤنبها:
" ألا تسمحين لي بالدخول؟ ثقي أنني لم أحضر لمضايقتك , مهماكان تفكيرك!".
تنهدت كارن بعمق , وتراجعت خطوات كي تسمح له بدخول الشقة, وعندما سار نحو الأريكة الوثيرة , جلس مسترخيا وتمتم قائلا:
" أن شقتك جميلة بالتأكيد يا كارن".
قالت كارن بسرعة:
" دعك من المقدمات ... قل ماذا تريد وأنصرف!".
ولكن سيمون لم يكن حريصا على أن يفعل هذا الآن بعد أن أسترخى في الأريكة , فتثاءب وقال:
" يا ألهي ... أنني متعب".
صبت له كارن فنجانا من القهوة وأعطته أيه, ولاحظت أنه يرتدي سترة عشاء تحت معطفه فقالت:
" أعتقد أن الوقت مبكر بالنسبة لشخص مثلك ... ألم تنم؟".
ابتسم سيمون ساخرا وقال:
" يا صغيرتي العزيزة كارن ... لقد كنت ألعب الورق ... هذا كل ما في الأمر , أعترف بأنني لم أقض الليل بين ملاءات حريرية فوق مخدة وثرة , ولكنني لم أكن منغمسا في أية حماقات!".
أشعلت كارن سيكارة , وأبتعدت عنه , وفجأة سألها سيمون :
" أخبريني يا كارن... لماذا لا أجذبك؟ في حين أن الأخ الأكبر بول كان يسلب عقلك!".
احمر وجه كارن وأجابت وهي تلتفت اليه ببطء:
" هل تريد أن تعرف السبب حقيقة؟ يوجد سبب يا سيمون , وهو أنك في نظري مجرد أنسان ضعيف غبي لا تفكر الا في نفسك , هل يقنعك هذا الرد؟".
احمر وجه سيمون ووضع فنجان القهوة فوق الصينية بعد أن شربه, وقال بلهجة مرحة أثارت غضب كارن من جديد:
"أنا الذي أثرت كل هذا".
وتساءلت كارن كيف يجلس هناك ويسمح لها بأن تتحدث أليه بهذا الأسلوب؟ أليس لديه أحساس؟ كرامة؟ ومرة أخرى تنهدت وقالت له:
"حسنا يا سيمون , والآن بعد أن فرغت من قهوتك هل تسمح وتخبرني لماذا أتيت الى هنا؟".
" بعد كل ما قلته أشعر بأن حضوري جهد ضائع , كنت أتصور أنك تستلطفينني حتى لو كنت في المرتبة الثانية بعد بول".
هزت كارن كتفيها وقالت:
" حسنا, لقد عرفت الآن قيمتك عندي , لماذا حضرت؟ هل جئت لتتحدث عن ساندرا؟".
أومأ سيمون قائلا:
" نعم... أننا نقضي معا وقتا ممتعا".
صاحت كارن:
" يمكن أن أتخيل هذا, كان يجب أن يكون لديها احساس أكثر , وأنت كذلك".
" لقد طلب مني بول يا عزيزتي أن أترك ساندرا, وكنت آمل أن تستطيعي أقناعه بالا يتدخل , أنني لم أضر ساندرا في أية حال".
قالت وهي مدهوشة من عجرفته:
" لا بدد أنك تمزح, يا ألهي! أنني أنا يا سيمون التي طلبت من بول أن يتدخل , لقد كادت أمي أن تنهار عندما أكتشفت أن ساندرا تخرج معك".
نظر اليها سيمون بامتعاض وقال:
" كارن , هل تقصدين أن تقولي لي أنك أنت وراء كل هذا ؟".
أجابت ببرود:
" نعم, أنا وأمي ... لماذا تندهش يا سيمون؟ أنك لا تصلح لأية أمرأة , بصرف النظر عن جوليا .... أنك متزوج , هل تتتذكر هذا؟".
قطب سيمون جبينه ورد غاضبا:
" هذا شأننا".