عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:32 PM   #83
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




وسمعت طرقا على الباب , فذهبت لتفتحه ووجدت لويس أنيقا في ملابس السهرة, وعبَرت عيناه ببلاغة عن أعجابه بها, دعته كارن للدخول فقبل الدعوة بحماس, ولكن كارن لم تضيع وقتا كثيرا, كانت سعيدة متحمسة للذهاب الى الحفل بعد أن جاء لويس.

تناولا العشاء في مطعم مانيفيك, ووجدت كارن نفسها تتعرف على بعض نجوم السينما والتلفزيون , وفي غمرة اهتمامها نسيت حالة الأكتئاب التي أنتابتها من قبل, وعندما تبهت فجأة الى أن لويس يخاطبها قالت:
" آسفة يا لويس... كنت أسرح بعيدا".
ابتسم قائلا:
" كنت فقط أقول يا لك من فتاة شابة رائعة الجمال يا عزيزتي".
أجابت بمرح:
" شكرا يا سيدي الطيب , كنت أتساءل... اذا ا كان ينبغي عليَ أن أقبلك زوجا؟ أنك صبور جدا معي في الواقع يا لويس , لماذا لا تبحث لنفسك عن زوجة؟ أنا لن أتغير... وأنت تعرف ذلك".
ضاقت عيناه قليلا ثم قال:
" سنرى, أن مدبرة شؤون بيتي سوف تترك العمل في نهاية الشهر القادم فأختها التي تقيم في غلاسغو و دخلت المستشفى , وعدتها أن تذهب لتقوم بخدمتها عندما تعود الى بيتها ... ألا يهمك أن تتولي عملها؟".
سألته كارن محاولة أغاظته:
" كمدبرة لبيتك؟".
قال لويس في تصميم :
" بل كزوجتي!".
هزت كارن رأسها وسألته وهي تحاول الهروب من الرد:
" أليست هذه جين مانرنغ التي تقف هناك؟ أنها تبدو أصغر كثيرا من صورتها في السينما".
هز لويس كتفيه النحيلتين وقال:
" أنك ماهرة جدا ... أليس كذلك يا كارن؟".
تساءلت ببرود:
" ماهرة في أي شيء؟".
عبس لويس وقال بهدوء:
" أنك تعرفين ما أعنيه... ولكننا لن نشير الى الموضوع ثانية اذ يبدو أنه يضايقك".
توهج وجه كارن وهما يتناولان الطعام في صمت, وبعد ذلك بدآ يشربان القهوة , فقال لويس:
" أخبريني , هل سويت الموضوع الذي يتعلق بساندرا بطريقة مرضية؟".
" تستطيع أن تقول هذا... علينا أن ننتظر ونرى . أليس كذلك؟".
أجاب وهو يحاول أن يبدو غامضا:
" كما يحدث في كل الأمور".
وبعد أنتهاء العشاء قاما لينضما الى حشود المدعوين للحفل الراقص الذي بدأ في الساعة العاشرة والنصف, وبدأت كارن تستمتع بالحفل, وقبل أن يدخلا قاعة الرقص , ذهبت الى غرفة خلع المعاطف لتصلح من زينتها ... كانت الغرفة تعج بالنساء الأنيقات اللواتي أرتدين أجمل الثياب , وتحلين بالزمرد والياقوت والماس وكأنهن يتنافسن في روعة الحلى.
أصلحت كارن زينتها ووضعت أحمر الشفاه على شفتيها , كانت رموشها الطويلة لا تحتاج الى طلاء, وقد وضعت قليلا من ظل العيون على جفنيها , وكان شعرها الناعم يبدو أكثر جمالا وجاذبية من التسريحات المعقدة على رؤوس النساء حولها.
ما لبثت أن عادت الى لويس في قاعة الرقص , وكان واقفا يراقب الراقصين ويدخن سيكارة , فقال عندما رآها:
" هل أنت مستعدة ؟ يوجد حشد كبير هنا كما ترين ... فلنحاول أيجاد مائدة".
" هيا بنا يا لويس...أنني سعيدة جدا لأنك دعوتني , فأنا مستمتعة جدا بالحفل".
قال لويس برقة:
" أنا أسعد يا عزيزتي".
وسارا بين الراقصين الذين أمتلأت بهم قاعة الرقص , كانت الموائد متناثرة على الأرض اللامعة وكل مائدة في وسطها مصباح يبعث وهجا جميلا ... الغرفة الموسيقية المشهورة في أقصى طرف القاعة, بينما أقيم مقصف طويل في الطرف الآخر , وكانت بقية الجدران مزودة بمرايا طويلة تعكس صور الراقصين عدة مرات , والسقف مرتفعا مقوسا يرتكز على أعمدة رائعة تبرز أناقته , قالت كارن وهي تنظر حولها باهتمام:
"أنه رائع... لم أتصور أنه سيكون على هذا النحو".
ابتسم لويس سعيدا بأنه أسعدها , ووجدا مائدة شاغرة , فطلب بعض المشروبات من خادم مر بجانبه , كان هناك عدد كبير من الخدم يمرون بين الضيوف , وبدا كل شخص مرتاحا سعيدا , وبعد أن راقب لويس الراقصين بعض الوقت قال لكارن:
" هل ترقصين أم تفضلين الجلوس ومراقبة الرقص؟".
صاحت كارن مبتسمة:
" لا ... لا , أفضل الرقص , دعنا نرقص يا لويس, أن قدميَ متحفزتان للرقص!".
ابتسم لويس وأمسك بيدها, وبدآ يرقصان على ايقاع الموسيقى.
وشعرت كارن بالسعادة تغمرها وكأنها تحيا من جديد , واستطاعت بسهولة أن تتبع خطوات لويس , وقد أدهشها ذلك في الواقع, لأن فترة طويلة مرت عليها لم ترقص خلالها... كان راقصا جيدا , فرقصا ثلاث رقصات بدون أنقطاع.
وفجأة عزفت الفرقة الموسيقية رقصة تشاتشا , ونظرت كارن الى لويس , وسألته وهي تبتسم محاولة أن تغيظه:
" هل تستطيع الرقص على هذا النغم؟".
أجاب وهو يبتسم أيضا:
" أستطيع أن أجرب فقط".
وعبثا حاولا الرقص على الأيقاع السريع , لم يكن لويس راقصا بطبيعته , ولم تستطع كارن متابعة حركاته الحادة, وضحكا كثيرا .
وفي تلك اللحظة لفت نظر كارن أربعة أشخاص يدخلون قاعة الرقص, وكانوا يحاولون الوصول الى مائدة قريبة من الفرقة الموسيقية , وشقوا طريقهم بين حشود المدعوين , كانوا رجلين وأمرأتين , وأحد الرجلين بول فريزر! ولاحظ لويس ارتباك كارن فسألها بلهفة:
" ماذا حدث يا كارن؟ تبدين شاحبة".
أجابت وهي تحاول التركيز على قدميها:
"لقد وصل بول لتوه , لم يرني , مع أنه مع أيان فيلوز وزجته وأمرأة أخرى لا بد أن تكون روث كما أعتقد".
كان أيان فيلوز صديق دراسة قديما لبول , ويزورهما هو وزوجته كثيرا في المنزل أيام زواجهما.
وقطب لويس جبينه غاضبا وصاح:
" يا ألهي... لقد ذهبت الى عشرات من هذه الحفلات الخيرية ولم ألتق به في أي حفل منها! لماذا قرر أن يأتي الليلة؟".
أجابت كارن وهي تمر بلسانها فوق شفتيها اللتين جفتا فجأة :
" لم يكن خاطبا من قبل, لعل روث هي التي أقنعته بالحضور".
أومأ لويس قائلا:
" ربما... هل تريدين أن تجلسي؟".
" أرجوك".
شعرت كارن برغبة في أن تخفي نفسها قدر الأمكان , وطلبت عصيرا عندما عادا الى مائدتهما التي كانت لحسن الحظ بعيدة عن مائدة بول وصحبه, كان في استطاعة كارن أن تراهم بدون أن يلحظوها وشربت كأسها , وقدم لها لويس سيكارة , وراحت تتطلع الى روث, كانت تشعر بالفضول وتريد أن ترى هذه المرأة التي ستكون زوجة بول الثانية, ورأت أن روث ترتدي ثوب رقص رائعا من الساتان الوردي المشغول بالدانتيل , واعترفت كارن بأنها جذابة جدا , ومليئة بالحيوية, كانت روث قصيرة القامة جدا اذا قورنت ببول , ولعل قصر قامتها وضغر حجمها يشعرانه بأنه يحميها!