عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:33 PM   #85
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




وعاداالى المائدة حيث كان توني في انتظارهما , وبدا سعيدا عندما رأى كارن فنهض واقفا بسرعة, وأمسك مقعدها لتجلس عليه, وفكرت: لقد كان رفيقا طيبا في الواقع وقد أنساها بول ولويس أيضا لفترة, فبدأت تعتبر لويس مشكلة الآن, أنها لا تريد أن تترك عملها معه بعد كل هذه المدة, ولكن اذا أصبح لويس لا يطاق , عندئذ لا بد أن نفعل شيئا , أنها لا تستطيع أن تسمح له باحتكارهاأ والسيطرة عليها وأفشاد حياتها.

أما لويس فلم يكن طبيعيا كعادته , وحاول أن يضمها بشدة الى صدره أثناء الرقص , كانت تشعر بالأختناق عندما تلفح أنفاسه عنقها, وبدا واضحا أنه يبذل كل ما يستطيع لكي يسيطر على عواطفه, وتصورت كارن أو وجود بول مسؤول الى حد ما عن هذا السلوك من ناحية لويس , لم يكن في يوم من الأيام بهذا المنظر , وبدأت تشعر بأنها لا تعرفه على حقيقته كم كانت تعتقد.
كان أيان فيلوز يعمل في قسم المبيعات ويؤدي عمله على أكبر وجه , وكان هو وبول صديقين منذ فترة طويلة جدا ولم يكن أختلاف مركزيهما يشكل أية عقبة في طريق صداقتهما.
وكانت زوجته مرغريت فيلوز في الثامنة والعشرين من عمرها, أي في نفس سن روث , وكانت هي وروث منسجمتين تماما رغم أن مرغريت رفضت أن تتحدث عن زوجة بول الأولى مع زوجته القادمة , فقد كانت تعرف كارن وتحبها وأثار هذا غضب روث التي كانت حريصة على معرفة كل شيء عن السيدة فريزر الأولى , لم تكن قد رأت صورة لكارن , فلم تجد أية صورة لها في شقة بول , ورغم أن هذا أسعدها الا أنها كانت تود أن تعرف شكل كارن, كانت تشعر وكأن لها عدوا غير مرئي.
وفي تلك الليلة كانت لهم مائدة قريبة من مكان الفرقة الموسيقية , وقد رقصوا جميعا كثيرا , ولم تكن روث حريصة على أن ترقص مع أيان ولكن عندماطلبها للرقص رأت أنه من غير المناسب أن ترفض كل مرة, ولكن مرغريت رقصت مع بول, وما يثير السخرية أن الغيرة تنهشها عندئذ.
كانت سعيدة بثوبها المزركش بالدانتيل فوق الساتان , كان يتناسب مع بشرتها البيضاء الوردية , كانت واثقة من أن بول معجب به, برغم أنه نادرا ما كان يعلق على ملابسها, وكان ثوب مرغريت من الكريب الرمادي , وكان موضة قديمة في نظر روث, كانت واثقة تماما من أنها أكثر جاذبية من مرغريت في نظر أيان أيضا , ولكن بول لم يظهر أية علامة على الغيرة ! وتضايقت روث , فقد كانت تتمنى أن تثير بول في هذه الناحية , ولكن بول كان يبدو باردا طوال الأيام القليلة السابقة , منذ أن تناول الغداء مع كارن , ولم تستطع معرفة السبب, لم تكن روث قد أعتادت على أن يرفض لها طلب, فقد دللها أبواها واستجابا لكل نزواتها.
جلست وأخذت تمر بأصابعها على ذراع بول وتتساءل ما الذي يمكن أن تقوله حتى تجذب أهتمامه! كان يبدو بعيدا عنها مسافة طويلة, في الفكر أن لم يكن في الواقع قبل ذلك كان هو وأيان يناقشان بعض تصميمات النسيج الجديد الذي يصنعانه, وشعرت بالملل من حديثهما, والواقع أنها لم تتلق أهتماما كبيرا في تلك الليلة.
وفجأة لاحظت أن حشدا من المدعوين يجتمه حول راقصين يرقصان وسط القاعة , كانت الفرقة الموسيقية تعزف لحنا راقصا وتصورت روث أن الراقصين يستعرضان رقصتهما , ولا شك أن مراقبتهما تثير الأهتمام والبهجة, فقالت وهي تمسك بذراع بول:
" تعال نذهب الى هناك لمشاهدتهما".
كان ايان وزوجته يرقصان , ولذلك نهض بول رغما عنه وسار معها الى الراقصين في وسط القاعة , لم يكن هناك من يرقص غيرهما. وكان الجميع يرقبونهما , وتوقف بول فجأة عن سيره , كان الراقصان اللذان يضحكان ويرقصان على ايقاع الموسيقى هما توني و... كارن!
وشعر بالدم يتدفق في عروقه وهو يراقبهما , وغضب من مشاعره التي فضحته , كان لا بد أن يسيطر على أعصابه!
صاحت روث قائلة:
" أنه توني ستوكر... أنهما رائعان... ومع ذلك أنا شخصيا لا أرضى بأن أستعرض نفسي هكذرا".
ولم يرد بول فنظرت اليه, كان وجهه قاتما متجهما , فعبست وسألته في ضيق:
" ماذا حدث ؟ ألم تكن تريد أن تأ تي؟".
أجاب بول ممتعضا:
" كلا".
"لماذا؟".
وهنا شعرت روث فجأة باحساس غامض, كان في وجه بول شيء , شيء معين جعلها تسأله بغتة بصيغة أتهام:
" أنت تعرف تلك الفتا... أليس كذلك؟ من هي؟".
حاول بول أن يتفادى الرد فسألها ببطء:
" وما الذي يجعلك تعتقدين هذا؟".
" أنني أشعر بأنك تعرفها ... هل تعمل في شركتك؟ أو شيء من هذا القبيل؟".
رد بهدوء:
" كانت تعمل في شركتي... أنها كارن يا روث".
كان وجه روث صورة للشك وعدم التصديق , فصاحت قائلة:
" كارن؟ لا تقصد هذه الكارن؟".
دس بول يديه في جيبي سرواله وقال:
"نعم هي... كنت أظنها في نفس سنك... أنك لم تخبرني أبدا يا بول أنها صغيرة".
أجاب ببرود :
" أنك لم تسألينني , أن كارن في الخامسة والعشرين من عمرها الآن, أصغر منك بثلاث سنوات كما أعتقد!".