عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:34 PM   #87
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





وتمتمت بنعومة وهي تدس يدها في ذراع بول:


" هيا بنا يا حبيبي ... لنعد الى الفندق يا بول".


كان بول على استعداد لتنفيذ رغبتها , ولا يريد صحبة أحد... وكا ن يفضل أن يترك وحده مع عواطفه التي تعتمل في داخله ... وقال في عدم أكتراث واضح:


" وهو كذلك ... اذا كانت هذه رغبتك.... ظننت أنك تستمتعين بالحفل".


أجابت بسرعة:


" كنت ... أقصد... أنني أشعر بصداع الآن... وأريد أن أهدأ وأسترخي في جناحي في الفندق ... هذا كل ما في الأمر ".


أومأ بول موافقا ... وأبتعد عن الحشد الذي تجمع حول كارن وتوني , ثم قال:


" يجب أن نخبر أين ومارغريت بأننا سننصرف".


كان جناح روث في فندق دورشستر غاية في الأبهة والفخامة, وكان يكلف أباها مبلغا طائلا كل يوم, ولكن هيرام ديلاني كان يعد ورق البسكوت الذي يملك بالآلاف وليس بالعشرات, ولذلك كانت نفقات أقامة ابنته في فندق أنيق في لندن ليست أكثر من وخزة دبوس في حسابه.


كانت غرفة الأستقبال الملحقة بالجناح خالية, فقد كانت روث قد أعطت لوصيفتها الخاصة يوما أجازة , وألقت روث بنفسها باهمال على أريكة منخفضة, وفك بول أزرار معطفه القاتم ذي الياقة المصنوعة من الفراء , وأخذ يجول في أنحاء الغرفة وكأنه نمر في قفص... كان يتساءل!


ترى متى يستطيع أن ينصرف!


مدت روث يدها اليه وقالت في كسل:


" تعال أجلس يا حبيبي... لن تنصرف الآن بالطبع!".


عضَ بول شفته وأجاب ببطء:


" ظننت أنك مصابة بصداع, ولكن يبدو أنك استعدت صحتك بسرعة مذهلة".


وتوهج وجه روث وأجابت وهي تدافع عن نفسها :


" لقد أفاقني الهواء الطلق".


قال بول بحسم:


" ومع ذلك فأن الوقت متأخر, ومن الأفضل أن أنصرف... أذهبي الى فراشك واستريحي , وسوف أراك في الصباح".


وأنحنى وقبل خدها, ولكنها لفت ذراعيها حول عنقه وشدته ليجلس بجوارها , وهمست قائلة:


" لا تبتعد عني!".


كانت واثقة من أنها تستطيع أن تخرجه من أكتئابه , ولكنها شعرت بأن بول يقاومها, وبعد لحظة أضطرت أن تتركه ينهض واقفا... وشعرت بالحرج وعدم الأرتياح , بل شعرت بأنه جرح كرامتها ولكنها سيطرت على شعورها , وقالت:


" هل سنتناول الغداء معا دا؟".


هز بول كتفيه قائلا:


" أتصلب بي تلفونيا في الصباح... سأحاول يا حبيبتي".


قالت:


" شكرا".


وبدت السخرية في صوتها فتركها بابتسامة باهتة.


وبعد انصرافه نهضت روث من فوق الأريكة , لم تكن تشعر بصداع أطلاقا , وقد فشلت خططها في أن تسترد بول لنفسها وفكَت سحاب الثوب بأصابعها بدون أهتمام , وأمسكت بالثوب في قبضتها ومزقته من العنق حتى الخصر! وبغضب ألقت به على الأرض. وعندما فتحت باب غرفة النوم وجدت يديها ترتجفان , وسالت الدموع من عينيها , ها هي ذي... واحدة من أغنى النساء الشابات في لندن , ومع ذلك تأوي الى فراشها بعد منتصف الليل بقليل , وهي في أشد وأسوأ حالات الغضب!


ترك بول الفندق وجلس في سيارته ... وقبل أن يدير المحرك أشعل سيكارة , ثم قاد سيارته الفارهة بسرعة , كانت شقته في بلغرافيا ولكنه لم يكن يرغب في النوم الآن... واتجه الى شارع خلفي, كانت ليلة حالكة الظلام, ولكنه استطاع أن يشق طريقه بدون أن يرى شيئا وهو يفكر مرهقا.


وعلى مشارف ريتشموند دخل في طريق خاص واتجه نحو جدار عال فيه بوابتان من الحديد المصبوب حفر عليها اسم تريفاين, كان ذلك هو المنزل الذي اشتراه عند زواجه من كارن , لم يكن قد باعه, وانعطف نحو المدخل بين الأشجار الباسقة متجها الى الفناء الأمامي أمام اللالم المنخفضة التي تؤدي الى الأأبواب المزدوجة البيضاء , كان جمال المكان الأنيق لا يمكن أن يرى في تلك الليلة المظلمة , ولكن بول كان قد جدَد الكثير من أثاثه في الداخل, ولكن روحه ظلت تحمل جو السنوات الماضية!


وأضاءت الأنوار الأمامية لسيارة بول المكان قبل أن يوقف المحرك ويطفئها, وانسل من خلف عجلة القيادة وصفق الباب وراءه , ودوى الصوت في سكون الليل , ووضع بول يديه في جيبه وسار .


كانت روث لا تعرف شيئا عن منزل تريفاين فلم يكن قد أخبر أحدا, ولا حتى أمه , بأنه لا يزال يملك البيت, وكان مستعدا لأن يتركهم يتصورون أنه باعه, كان قد فصل كل طاقم الخدم, ولكن عندما طلَق كارن ظلت مدبرة البيت وزوجها كما هما في المبنى الخالي ينظمان كل شيء استعدادا لزيارته في أية لحظة يشاء, ولم يذهب الى هناك منذ أن خطب روث, فلم يكن قد شعر بحاجة الى الذهاب حتى الآن.


وقبل أن يصل الى الأبواب الأمامية أضيء نور الأرسال فوق الباب, وبعد لحظة فتح السيد بنسون بنفسه الباب , وتدفق الضوء في المدخل وغمر بول بنوره, كان بنسون يرتدي الروب فابتسم مرحبا عندما رأى سيده وصاح:


" أهلا بك يا سيد بول, أنها مفاجأة سارة , أننا لم نرك منذ ثلاثة أشهر!".


وعبر بول الشرفة ودخل القاعة الفسيحة , وقال لخادمه:


" آسف يا بنسون اذا كنت أزعجتك. أعرف أن الوقت متأخر جدا".


أجاب بنسون متفهما:


" لا يهم يا سيدي".


زفكر بول... لا يمكن أن يكون بنسون عنده أية فكرة عن السبب الذي جعله يأتي الى هنا في هذا الوقت المتأخر!


أغلق بنسون الأبواب ثم قفلها بالقفل وقال:


" هل ستقضي الليلة هنا يا سيدي؟".


أومأ بول قائلا وهو يخلع معطفه :


" نعم يا بنسون , أنني أتوقع أن يكون سريري جاهزا كالمعتاد".


قال بنسون:


" أنه جاهز يا سيدي, الحقيقة أن ماغي قالت اليوم أنها تتوقع حضورك قريبا , وهي تعد البيت دائما يا سيدي لحضورك".


ابتسم بول وهو يعبر القاعة:


" هل أوت الى فراشها؟".


" نعم يا سيدي . هل تريد شيئا؟ هل تحتاج الى طعام؟".


هز بول رأسه وفتح باب غرفة المكتب وقال:


" لا أريد شيئا ما دام يوجد الكثير من الشراب".


رد بنسون في الحال:


"لقد وضعت زجاجة جديدة هناك اليوم. هل أنت متأكد أنك لا تحتاج الى شيء آخر يا سيدي؟".


أجاب بول:


" متأكد... تصبح على خير يا بنسون... سأراك في الصباح".


كانت الغرفة مكدسة بالكتب المرتبة بدقة , وبالأضافة اليها كان هناك بيانو صغير في أحد الأركان , كان هو وكارن يستعملان الغرفة كغرفة للموسيقى , وقد قضيا أمسيات سعيدة كثيرة وحدهما هنا... كان بول يتقن العزف على البيانو , وكان يعزف ألحان كارن المفضلة من مؤلفات شوبان وغريج.


واتجه الى صينية الشراب الموضوعة قريبا من البيانو فوق مائدة منخفضة وصب لنفسه كأسا من الشراب رشفه بسرعة, وأعقبها بكأس أخرى ثم جلس أمام البيانو وراح ينقل أصابعه بين مفاتيحه ويعزف لحن (في ضوء القمر) كان لحنا حزينا , وعندما نظر ناحية المقعد الوثير العميق الموضوع بجانب المدفأة تصور أن كارن جالسة هناك تراقبه.


وأنطلقت منه أنَة , وصفق غطاء البيانو ثم وقف وفك ياقة قميصه , وراح يجول في الغرفة على غير هدى ... يا ألهي... ماذا دهاه الآن؟


هل كان رجلا أم فأرا؟ ولعن سيمون لأنه كان السبب في أزمته هذه, لو أنه لم ير كارن أطلاقا لما ثارت مشاعره على هذا النحو . وكان من المحتمل ألا يراها ثانية أبدا... كان كل منهما يعيش في دائرة أجتماعية مختلفة , لقد أنضمت كارن الى مجاله أثناء الزواج , ولكنها كانت عادت الى فلكها الخاص بعد الطلاق... كان معظم الأشخاص الذين يختلك بهم من الأثرياء جدا وأصحاب النفوذ , مثل رجال البنوك والمال والأعمال , الذين لا يهتمون الا بجمع مزيد من المال ولكنه رأى كارن الآن, وأدرك أنها لا تزال تجذبه وتثير أهتمامه ... أنه لن يخدع نفسه, كارن تجذبه دائما على هذا النحو... كان قد نسي كم هي جميلة , حتى رآها ثانية‍


تصور في أحد الأيام أنها ستتزوج لويس , ولم يكن يهتم بوجود علاقة بينها وبين أي رجل , ولكنها ما زالت حرة غير مرتبطة , وعندما رآها الليلة ترقص مع توني أصيب بصدمة! كان واضحا أنها سلبت لب توني , ومن يدري , فمن المحتمل أن تكون معه حتى الآن , ولعله سيصحبها الى شقته أو شقتها , هل ستسمح له بأن يعانقها؟


شعر بول بطعنة سكين في معدته.... أن الغيرة العمياء شيء يثير السخرية , ولكنه كان يشعر بالغيرة! وتمنى لو أنه ذهب الى شقتها ليستكشف الأمر بنفسه , ولكن كبرياءه منعه من ذلك. ماذا سيقول لها لو ذهب؟ هل يقول أنه يريد أن يطمئن بنفسه ؟ ومد يده الى زجاجة الشراب وملأ كأسه , وألقى بنفسه على المقعد وهو لا يزال يمسك بالزجاجة في يده, ستكون ليلة طويلة جدا!