عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:38 PM   #89
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




هزت كارن كتفيها وأخذت تحتسي الشاي , وفرغت من فنجانها ووضعته على الصينية , وأشعل بول سيكارة ثم قال بصوت بدا فيه الضيق:

" آسف يا كارن... لا بد أن أعتذر , أخشى أنني أظهرت حماقة".
توهجت وجنتا كارن وقالت:
" لا تزعج نفسك, كان رد فعل لمجموعة من الظروف".
أجاب على نحو بليد:
" يسرني أنك تعترفين بذلك , خشيت أن تتصوري لحظة...".
قاطعته كارن قائلة:
" أعرف يا بول... لا تخشى شيئا , أنني أعرف شعورك".
ضاقت عيناه وبدا عليه الغضب وقال وهو لا يصدق:
" عليك اللعنة! أشك في أنك تعرفين الوضع يا كارن ... لا أريد أن تتصوري أنني لا أزال أحبك حقيقة, وأنني أدفن آلامي فقط مع روث...".
اتسعت عينا كارن... ما الذي جعله يقول هذا؟ وصاحت مؤنَبة :
"بول!".
عض بول شفته غاضبا وقال:
" لا تتظاهري بالبراءة معي. فلست بريئة , لقد كنت دائما تعتقدين أنك تستطيعين أن تفعلي ما تشائين وتعاملي الناس كما تريدين, ولكن الوضع ليس كذلك معي, يجب أن تعرفي حقيقة أكيدة, وهي أنني أتزوج روث لأنني أريد أن أتزوجها , وليس لأنني أريد أن أنساك , هل فهمت؟ أنك جميلة فقط في نظري , وكنت أعرف أنك جميلة , هذا كل ما في الأمر!".
وفجأة شعرت كارن بالغضب الشديد, كيف يجرؤ أن يحدثها بهذه الطريقة؟".
شعرت بأن قامتها قد نقصت حتى أصبحت ست بوصات فقط, ونه يتنازل ويتحدث اليها , لم يكن حتى قريبا من الحقيقة , صحيح أنها تتمنى أحيانا لو أنه لا يزال يحبها , ولكنها تأكدت في هذه اللحظة أنها تصورت أشياء لا وجود لها , وشعرت بألم في رسغها , وتمنت لو تستطيع أن تنهض فورا, وتخرج من المنزل وتبتعد عنه وعن تعليقاته الكريهة, ولكنها لم تستطع , كانت مربوطة بالأريكة ومضطرة الى أن تحتمل أي شيء يحدث, وأحنت رأسها وتعمدت أن تنظر الى أصابع يديها حتى تتجنب النظر اليه, كان الشيء اللطيف الوحيد الذي قاله أنها جميلة ولا تزال تأسره , وقررت أن تهينه , كما أهانها فقالت بحدة:
" وهل تعرف خطيبتك العزيزة أنك تعتبرني جميلة وجذابة , أقصد هل ناقشت معها هذا الموضوع وأنتما تتناولان الغداء مثلا؟".
وشعرت بسعادة شريرة عندما لمحت الغضب على وجهه , وابتعد عنها, لا شك أنها اختارت الرد الصحيح على تعليقاته , وأحست كارن أنها في وضع أحسن الآن رغم أنها كانت تتصرف بالتحكم عن بعد! ورد عليها بغضب:
" لا تكوني فظة!".
ضحكت كارن ثم صاحت:
" أين روح دعابتك يا حبيبي؟ أعرف بالطبع أنك لا تستطيع مناقشة روث في موضوع كهذا , أن روث لا يمكن أن تفهم أهتمامك بي باعتباري أمرأة جميلة, لو كنت مكانها لما فهمت ذلك الوضع! من يدري لعلها تعتقد أنك لا تزال تتوق الى الأيام الخوالي!".
امتعض وجهه وقال:
" لقد قتلت ما كنت أكنه نحوك من جب منذ عامين, في قاعة المحكمة أم هل نسيت؟ هل يكفيك هذا؟ أنت تريدين الصراحة وها أنذا أقول لك كل شيء بصراحة".
زمت شفتيها وقالت:
" لقد طلقتني , هل تتذكر؟".
أطلق أنَة وقال:
"هل أتذكر؟".
وحك سيكارته في منفضة نحاسية , وأخذ يجول في الغرفة , ثم استدار نحوها بعد لحظة وقال:
" هل تعتقدين بكل أمانة أنني قد أفكر في أن أستردك بعد أن كنت صديقة مارتن؟".
شعرت كارن بوجهها يحترق ... ورفعت يديها وغطت خديها, يا ألهي... ما الذي ظنه بها؟ وصرخت غاضبة وهي تقول:
" لم أكن في يوم من الأيام صديقة مارتن! لا في ذلك الحين ولا الآن , هذه قصة أختلقتها لتطلقني , ولعلك كنت تريد أن تكون حرا, وقد برهنت على صدق قصتك بزيارات لويس المتكررة لشقتي".
رد بول ببرود:
"شيء جميل! أعتقد أنك ستقولين أن هذه زيارات بريئة!".
نعم أنها بريئة, بحق السماء , هل تعتقد جادا يا بول أنني يمكن أن أتورط في علاقة مع رجل يكبرني بأكثر من عشرين عاما؟ بصرف النظر عن أن لويس ليس الطراز الذي أحبه!".
صاح وقد بدا الشك في نبرة صوته:
" وهل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟".
قالت كارن وهي تشعر بالبرود حتى عظامها:
" صدق أو لا تصدق , كما تشاء".
واتجه نحو النافذة وسألها ببطء:
" هل ستخبرين روث بأنني قابلتك وأنني...؟".
أجابت كارن غاضبة:
" أعوذ بالله.... من تظنني؟ لا يمكن أن أبتزك اذا كان هذا هو ما تقصده, أن موقفك يضحكني فقط , هذا كل ما في الأمر".
وتمتم قائلا بغضب:
" هل أضحكتك؟".
ثم خطا نحوها , وتجمد جسم كارن حتى لم تعد قادرة على الحركة, وفجأة سمعا طرقة خفيفة على الباب , ووضع بول يديه في جيبيه وقال:
" أدخل...".
وأطل بنسون قائلا:
" آسف يا سيدي ... ولكن هل ستبقى لتناول العشاء؟".
نظر بول الى كارن وتردد لحظة فقط ثم قال بسرعة:
" لا ... سوف نرحل حالا... ضع سيارة الآنسة ستاسي في الكاراج الليلة يا بنسون , وسوف أرسل أدوارد ليأخذها غدا ويعيدها اليها... فهي لا تستطيع أت تقود السيارة الليلة , سوف أوصلها بنفسي الى بيتها".
أجاب بنسون في الحال:
"حسنا جدا يا سيدي".
ولكن كارن أعترضت وصاحت قائلة:
" لا داعي لأن توصلني".
أسكتها بول بنظرة حادة الى قدمها فأضطرت أن تطيع وقال وهو يصرف بنسون:
" حسنا , أتوقع أن أراك هذا الأسبوع".
وابتسم بنسون لكارن وتمنى لها أن تتحسن , وشكرته كارن وانصرف.