عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:42 PM   #94
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



احمر وجه الأم وقالت:
" حسنا... ولكنني ظننت أن كارن حدثتك عن الموضوع قبل ذلك".

صاح بول قائلا:
" لقد فعلت, على أن تدخلي لم يكن ناجحا تماما, أبنتك الصغيرة العزيزة تكتب رسائل عاطفية لسيمون , وتتصل به تلفونيا في المكتب وفي البيت, حتى أن جوليا بدأت تشكو".
وذهلت مادلين , كان تصرف ساندرا الصغيرة على هذا النحو المشين مذهلا بالتأكيد .
ووضعت يدها على فمها وصاحت في ألم وهي لا تصدق:
" لا , لا , كيف تتصرف على هذا النحو؟ كيف تهين كرامتها هكذا؟".
تنهدت كارن وقالت:
" أرجوك يا أمي ... لا تكوني عصبية".
" عصبية؟ كيف تتمالكين هدوءك بالنسبة لهذا الموضوع؟ أن أختك على علاقة برجل متزوج! أليس لديك شعور يا كارن ؟ لعلك لا تهتمين بكل هذا! طبعا , أنت فتاة مستقلة ... واستقلالك قلب حياتك رأسا على عقب!".
توهَج وجه كارن خجلا , ونظرت الى بول , كانت أمها تتصرف حتى تلك اللحظة بمنتهى الأدب والهدوء في وجود بول , ولكنها الآن تلقي بالأتهامات جزافا... فماذا يقول؟".
والواقع أن بول دهش من محاولة مادلين وضع المسؤولية على عاتق كارن. أنها تلوم كان مع أنها يجب ألا تلوم الا نفسها. فما لبث أن قال بوضوح:
" مادلين... كارن ليس لها يد في هذا الموضوع... ليس لها يد على الأطلاق , أنت الملومة! لقد دللت ساندرا وأفسدتها طوال حياتها , حتى أعتقدت أنها تستطيع أن تأخذ ما تشاء , واذا بها تفاجىء الآن بأن الحياة ليست مفروشة بالزهور".
شعرت مادلين بصدمة , كارن فقط هي التي تنتقدها ... ولكن بول يلومها الآن أيضا , قالت مدافعة عن نفسها وقد أمتلأت عيناها بالدموع.
" أنني أمها , مات أبوها وهي طفلة صغيرة . ولذلك أخصها برعايتي وحناني , واذا كنت قد دللتها قليلا...".
قاطعها بول بصراحة قائلا:
"دعينا نكون صادقين على الأقل , لقد حطمت ساندرا , وأشك في أن أيا منكما يمكن أن تتغير الآن . أنني أريد أن أساعدك , ليس فقط من أجل ساندرا ولكن من أجل سيمون أيضا . لقد عرضت أقتراحا على كارن اليوم فقالت أنه قد يساعد على حل المشكلة , وأردت أن أعرف رأيك قبل أن ننفذه".
مسحت مادلين عينيها وقالت في هلع:
" لن تأخذا ساندرا مني...".
وصاحت كارن في يأس:
" طبعا لا يا أمي. لسنا عديمي الأنسانية".
تنهد بول ومضى يقول:
" أقترح أن تغادري أنت وساندرا لنددن , وتقوما باجازة في أي مكان لعدة أسابيع , لا شك أن ساندرا ستنسى كل شيء عن سيمون. وسوف أتولى دفع كل نفقات الرحلة , ما رأيك؟".
ازدادت عينا مادلين أتساعا , وفكرت كارن وهي متقززة في أن النقود التي ستنفق على أمها لا تعني لها شيئا ما دامت ستتمتع بأجازة ! بل شكت كارن في أن تكون أمها فكرت حقا في ساندرا بعد أن قدم بول أقتراحه بالأجازة !
وصاحت أخيرا :
" يا لها من فكرة مدهشة يا بول! لا أعرف كيف أشكرك ... أنه حل مثالي".
بدت السخرية على وجه بول , وأدركت كارن أنه لا بد تأكد أنه لا بد تأكد من سلطان المال على كل شيء ...وبدت مادلين أشبه بمتسابقة في سباق الحصول على المال , أما مشاعرها بالنسبة لساندرا فكانت في المرتبة الثانية!
قال بول بهدوء:
" أفهم من ذلك أنك موافقة!".
" طبعا ... أنه حل مدهش ... سامحيني يا كارن لأنني تصورتك لا تهتمين بنا".
" أنها فكرة بول ... لا تشكريني , لا شأن لي بها".
بدت السعادة عليها وهي تتصور نفسها بعيدة عن جو لندن الملوث في ذلك الحين.
ونفث بول دخان سيكارته ببطء متعمد , ثم قال وهو يفكر :
" أقترح أن تذهبا الى أسبانيا , أنها مكان رائع في مثل هذا الوقت من السنة".
شهقت كارن وقالت في دهشة:
" أسبانيا... أعتقدت أنك تقصد أن يذهبا الى مكان ما بجنوب أو غرب أنكلترا , أو شيء من هذا القبيل".
هز بول كتفيه وقال مستنكرا:
" أجازة في أنكلترا في هذا الوقت من السنة لا توجد يا عزيزتي أية متعة على الشواطىء الآن في الأعاصير والمطر".
ثم نفض رماد سيكارته , وقال مخاطبا الأم:
"والآن أقترح أن تتولي أنت ابلاغ ساندرا , ومن الأفضل أن تتجاهلي موضوع مقابلة ساندرا وسيمون مؤخرا , ويكفي أن تقولي أنك تحتاجين الى قضاء اجازة للراحة , وأنني وافقت على دفع نفقات الرحلة , قد لا تروق الفكرة لساندرا, ولكن عندما تصلان الى شاطىء اسبانيا ستتمتعان فعلا بجو ينسي ساندرا متاعبها ".
" هذا صحيح يا بول, أنني متأكدة من أن ساندرا ستلتقي بصديق آخر عندما تبتعد عن أخيك!".
نهضت كارن من مكانها وقالت ببرود:
" سنخرج الآن يا أمي ... واذا أردت أي شيء فأتصلي بي, واذا واجهت أية مشكلة أخبريني".
وبدت السخرية في عبارتها الأخيرة , والواقع أن أمها شفافة مثل الزجاج , رغم أن الزجاج يكون له وجهان في بعض الأحيان!
ثم أردف بول قائلا:
" سأطلب من سكرتيرتي حجز التذاكر والغرف في الفنادق , وليس عليك الا أن تعدَي جوازات السفر لك ولساندرا , هل تستطيعين الأستعداد للسفر بعد أسبوع؟".
أجابت مادلين والفرحة تبدو في عينيها:
" نعم... أوه... بول حبيبي , أشكرك مرة أخرى , أشكرك من كل قلبي!".
هز بول رأسه , وفتح باب غرفة الجلوس, فأخذ معطفه ومعطف كارن من الخزانة , كما كان يفعل عندما كانا متزوجين , وعندما ساعد كارن على أرتداء معطفها , تذكر أنه كان يفعل ذلك في الأيام الماضية! وتذكر كيف كانا يفرحان بعودتهما الى بيتهما حيث يخلعان معطفيهما , ويجلسان أمام المدفأة في منزل تريفاين , ويتحدثان في أشياء عامة , وكل منهما سعيد بصحبة الآخر , ولكن كل شيء قد تغيَر , كيف يمكن أن يسامح كارن لأنها حطمت حياته!
وفي طريقهما الى شقة كارن سألها بول اذا كانت قد تناولت العشاء , فلما أجابت بالنفي قال:
"أذن ما رأيك في تناول العشاء معي؟".
اتسعت عينا كارن وقالت مبتسمة:
" طبعا, اذا كنت تريد".
" ليس لديَ عمل هذا المساء وكذلك أنت , فلماذا لا نقضيه معا".
رقص قلبها فرحا لأنها ستقضي المساء مع بول.
وغادرا لندن, ووصلا الى مطعم اسمه أيبوني كين, كان مكانا فخما , وانبهرت كارن بالديكور الرائع , والمضيفات الفاتنات , وكان الأثاث مصمما ليناسب المكان بموائده ومقاعده وأزهاره , وقام المدير بنفسه بخدمة بول , ورغم أن الغرفة كانت مزدحمة الا أن مائدة أو مائدتين وضعتا في ركن منعزل , وجلسا حول مائدة, وقدم المدير قائمة الطعام لبول, وابتسمت كارن وقالت:
" تبدو معروفا هنا".
قال وهو يبتسم ابتسامة لطيفة:
" يجب أن أكون معروفا , لأن شركتي تملك هذا المكان!".
قالت كارن في دهشة:
" لم أكن أعرف أن الشركة تستثمر أموالها في المطاعم".
" أننا لا نفعل ذلك عادة , أنها تجربة , واذا نجحت فستحصل على دعاية فخمة من ورائها".
أومأت كارن موافقة وقالت وهي تهز كتفيها النحيلتين :
" أعتقد أنها كانت فكرتك".
ابتسم بول وسألها:
" كيف خمنت؟ هل أطلب الأكل!".
ونظر اليها متمعنا فأجابت كارن:
"بكل سرور , أنك تعرف أجمل الأشياء!".
أجاب بجفاف:
" ليس في الأكل فقط".
واحمر وجه كارن, وبدت مسرورة عندما حضر رئيس الخدم لخدمتهما.
واختار بول عدة أنواع من الطعام , وبينما ذهب الموظف لأحضار الطلبات , أخذت كارن تجول بعينيها في المكان , وتساءلت: ترى هل يعرف الموجودون بول؟ وهل يعرفونها؟
وسألته كارن بفضول:
" متى أفتتح المطعم؟".
" منذ حوالي شهرين على ما أعتقد".
واتجهت كارن بنظرها الى الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف ألحانا شكلت خلفية لحديث الموجودين , كان مكان الرقص صغيرا ولكنها تذكرت أن الراقصين في هذه الأيام لا يتحركون كثيرا, ونظرت الى بول وهو يتفحص قائمة الشراب , لم يكن منتبها لنظراتها وكان في استطاعتها أن تتفرسه , كان أنيقا كالعادة بشعره الأسود اللأمع , وقميصه البيض الناصع , وبشرته السمراء التي لفحتها الشمس, وشعرت بقلبها يخفق بألم, كيف استطاعت أن تتركه كل تلك السنين ؟ كيف يمكن أن يفترق الناس بلا رجعة؟ الكبرياء لا تغري الا قليلا في أوقات كهذه !
ترى هل ستكون روث عامل التوجيه في حياته من الآن فصاعدا؟ وهل تحتمل هذا؟ وعندما تذكرت ملامح روث الحلوى أرتعدت رغما عنها, أنها واثقة من أن روث لن تسعده حقيقة, لأنها تعتمد عليه أكثر مما يجب, مثل طفلة صغيرة, في حين أن بول يحتاج الى أمرأة تستطيع أن تقابله في منتصف الطريق , وتستطيع أن تتحدث اليه بقدر ما تستمع له.