عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:43 PM   #95
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




وفجأة أدركت أنه يتأملها فاحمرت وجنتاها وحاولت أن تأخذ الأمور بمرح فقالت:

" أنك لا تتغير كثيرا يا بول".
بدا ساخرا وقال:
"أستطيع أن أعتبر هذا مديحا , يمكن أن يكون له معنيان ولكنني سآخذ المعنى الحسن!".
وشعرت كارن بالحرج مرة أخرى , ليتها لم تلق هذه الملاحظة السخيفة , لا بد أنه تصور أنها كانت تحاول أن تجعله يصرف أهتمامه عنها.
وسألها بول:
" أخبريني , هل رسمت لوحات أخرى؟".
هزت كارن رأسها بالنفي , فعبس بول وفاجأها قائلا:
" الواقع أنني فكرت كثيرا في رسومك هذا الأسبوع , وأود أن يقوم صديق لي بألقاء نظرة عليها , هل سمعت باسم آرون برنارد؟".
صاحت كارن مذهولة:
" أوه... أنه من أشهر وأبرع النقاد الفنيين في العالم".
رد بول برقة:
" تمما, ويهمه أيضا أكتشاف مواهب جديدة , وأعتقد أن لوحاتك سوف تبهره".
بدا الشك في عيني كارن , فقد تذكرت تعليقات لويس , وقالت:
" ولكن لويس يعرف كثيرا عن الفن يا بول , ولوحاتي لا تعجبه أطلاقا".
أجاب بول ببرود :
" صحيح ! يبدو أنك تثقين في رأيه أكثر من رأيي . أذا أردت رأيي أعتقد أن مارتن يركز أهمية كبرى على حكمه, من هو في أية حال؟ أنه مجرد مصمم نسيج وطموحه يفوق قدراته كثيرا".
" ليس هذا صحيحا يا بول, لقد ساعدني كثيرا ... منذ الطلاق!".
رد بول غاضبا:
" وقبله أيضا... طبعا... بحق السماء يا كارن لا تحاولي الدفاع عن الرجل... لا أجد شيئا أشكره عليه . أنني أبذل جهدي حتى أسيطر على أعصابي لمجرد أن أنظر اليه! أعتقد أنني أكرهه!".
تنهدت كارن وقالت:
" أستطيع أن أفهم كراهيتك له يا بول , ولكن اذا تكلمت بطريقة موضوعية بحتة , فأن لديه أفكارا جيدة في العادة".
هز بول كتفيه وقال:
" وكيف أستطيع أن أكون موضوعيا بالنسبة لرجل... حسنا... أغوى زوجتي !".
تحول وجه كارن ألى لون قرمزي وصاحت:
" مستحيل أن تعتقد أننا كنا عاشقين في يوم من الأيام , مستحيل يا بول".
أسود وجه بول على نحو كريه وقال:
" ولم لا؟ لقد طلقتك لذلك السبب... كان سبب طلاقنا هو خيانتك , هل تذكرين؟ واذا لم يكن هذا صحيحا فلماذا لم تدافعي عن نفسك في القضية؟".
عضت كارن شفتها وقالت:
"لو أنني دافعت , فماذا كنت أجني من دفاعي؟ هل كنت ستصدقني؟".
تمتم بحدة:
" في ذلك الوقت كنت سأقتنع بذرة واحدة من الأمل , لم أنك أظهرت رغبة في العودة الي ولو مرة واحدة لأختلف الوضع تماما".
شبكت كارن أصابعها , لماذا قال كل هذا ؟ كلامه جعل الوضع فظيعا , ووفر عليها الخادم الأجابة عندما جاء بالطلبات , ولكنها كانت قد فقدت شهيتها للطعام , ولم يبد بول بدوره اهتماما كبيرا بالأطباق الشهية, وعندما انصرف الخادم عاد بول يقول:
"هل نسيت أنني كنت مزودا بكل البراهين , لقد بدت الأدلة حاسمة , وقد زادت حسما بصمتك , وبصرف النظر عن أي شيء فقد أعترف مارتن نفسه بأنها صحيحة ... كل كلمة منها صحيحة".
عندئذ صاحت كارن غاضبة:
" هراء , لا يمكن أن يقول لويس مثل تلك الأشياء ... وحتى اذا كان قد قال , فكيف استطعت أن تتأكد من صحة كلامه؟".
قال بول بلهجة جافة:
" كان عندي محامي . هل تذكرين؟ وكانت القضية بسيطة وواضحة , لم يكن هناك ما يقال أكثر مما قيل , في أي حال فلننسى هذا الموضوع , ولا داعي لمناقشته أثناء العشاء".
ولكن كارن لم ترغب في نسيانه , أو في نسيان أية كلمة منه, كيف يمكن أن يعترف لويس بشيء من هذا القبيل في حين أنهما لم يكونا أكثر من مجرد صديقين ؟ وانتابتها الحيرة , كانت تعتقد أن لويس صديق مخلص أمين فأذا به... كاذب , يا له من خطر غريب مخيف! وأزاحت مثل هذه الأفكار عن ذهنها , لا بد أن هناك تفسيرا , لا بد أنه تصور أنه يساعدها بذلك , لعله قال أن الخطأ خطأه حتى يبرئها من كل لائمة! ومع ذلك ظلت كائرة مرتبكة , لم يكن أمامها شخص تلجأ اليه الا لويس! لم يكن هناك من تطلب منه النصح الا لويس , وقررت أن تناقش الموضوع مع لويس نفسه , من يدري لعله يقدم لها تفسيرا معقولا , لعل بول أخطأ فهم مقصده ... لعل كلامه تضمن شيئا أعتبره بول حقيقة لأنه كان يتوقعه , وراحت تفكر وتبحث عن قشة كما يقولون , فلا بد أن هناك سببا . يوجد سبب لكل شيء.






وساد الصمت فترة طويلة , ولم تتكلم الا عندما سألها بول قائلا:
" حسنا, هل تريدين أن يلقي آرون برنارد نظرة على لوحاتك؟".
أفاقت لورين من تفكيرها وصاحت:
" هل أريد؟ طبعا يا بول أتمنى أن يأتي , ولكن فقط اذا كنت تعتقد أنه لن يضيع وقته, فأنني لا أريد أن أسمعه يسخر منها لأن سخريته ستقضي على كل شيء , في حين أنني آمل أن أرسم شيئا ذا قيمة في يوم ما, أشعر بمتعة كبيرة في الرسم , فأذا قال لي أن استمراري في الرسم حماقة فسوف أشعر بحزن كبير , وفي الوقت الحاضر أشعر بهذا الأمل الغريب سأرسم شيئا قيَما في يوم من الأيام".
ابتسم بول وقال:
" أتمنى أن أكون واثقا من كل شيء قدر ثقتي من لوحاتك , ومع ذلك اذا لم تعجبه فسأشتريها أنا شخصيا ... كلها!".
ضاقت عينا كارن وسألته بتهكم:
" لبيتك الجديد؟".
نظر اليها مليا وقال:
" ربما... هل يدهشك هذا؟".
" لا بد أنك تمزح .... بالطبع يدهشني , لو كنت مكان روث لما رضيت أن أضع في منزلي أية لوحات بريشة أمرأة أخرى , وخاصة اذا كانت الرسامة زوجة سابقة لزوجي! أنه شيء مضحك ... أليس كذلك؟".
بدا وجه بول متوترا بعض الشيء ووافق قائلا:
" نعم, ولكنك مختلفة تماما عن روث يا كارن, ليست لديها شخصيتك المتسلطة, تحبين أن تتساوي بالرجال , في حين أن روث مستعدة لأن تظل الزوجة فقط, أنها ذكية وقادرة على سماع وفهم حديث زوجها , ورغم ذلك تظل مشغولة تماما ببيتها".
صاحت كارن باستياء:
" يا ألهي , أنها أذن من طراز ربة البيت الصغيرة, هل سترتق جواربك يا حبيبي , وتضع حذاءك بجوار المدفأة؟".
امتقع وجه بول , وأدركت كارن أنه غضب, ورد عليها قائلا:
" عل الأقل لن تحاول أن تبحث عن عمل ... أن روث لم تعمل أطلاقا ولذلك لن تفتقد العمل, صدقيني يا كارن, أن معظم النساء يحلو لهن أن يكُن زوجات وأمهات بمعنى الكلمة".
بدت كارن محرجة الآن, ولكنها قالت وهي تبتسم بدهاء:
"أعتقد من الطراز القديم يا حبيبي , أنت تريد زوجة ترتدي الثياب بالكرانيش والدانتيل , أنا أمرأة واقعية عادية , كما أنني أرتكبت أفظع الأخطاء عندما تجرأت بالرد عليك وتوقعت أن تستمع الي!".
كانت أصابع بول تقبض بشدة على كأس الشراب الرقيقة , وتعجبت كارن لأن الكأس لم تتحول الى حطام! وقال بول بهدوء مميت:
" أنك لم تردي عليَ فقط يا كارن... أنك تركتني . لا تنسي هذا ... لقد تركتني لمجرد أن تثبتي أنك مستقلة تماما كما تعودت دائما, لمجرد أن تثبتي أنك لا تكتفين بأن تكوني السيدة فريزر فقط".
أبعدت كارن طبق الفراولة الذي لم تلمسه , وقالت وهي تضحك بلا مرح:
" نعم... لقد فعلت هذا الأمر الذي يثبت أنه حتى أنا لا أخلو من الخطأ".
قال بول وقد تصلب وجهه:
" أنت لا تصدقين ذلك حقا, أعتقد أنه يسرك أن تهزأي بي! ".
بدت الدهشة على كارن وقالت:
" يسرني؟ أستطيع أن أؤكد لك أن تلك الحلقة في حياتي لم تكن أكثر ما علق في ذاكرتي".
وتغلب فضوله على تحفظه الطبيعي فسألها:
" أذن ما هو الشيء الذي علق بذاكرتك؟".
قالت وهي تنظر الى قهوتها التي بدأت تبرد :
" أعتقد أنه شهر العسل".
ولم يرد بول... ولكنه أخرج علبة سكائره وأشعل سيكارة في صمت.
وفجأة قالت كارن:
" أنه وضع يثير الضحك اذا فكرت فيه, ها نحن شخصان مطلقان نجلس هنا ونتناول العشاء معا, وكأننا كنا صديقين قديمين! يا ألهي يا لها من مسافة طويلة قطعتها الحضارة , يبدو أننا فقدنا كل العواطف البدائية في بوتقة الحياد أو اللياقة على الأصح... لم يعد هناك دماء حمراء ... لم يعد هناك الا هذا النوع من التسامح السطحي الذي حل محل العداء الصحي".
قال بول بابتسامة ساخرة:
" كلمات عميقة... هل ستستمر على هذه النغمة؟".
وفي طريق العودة ساد بينهما جو من التوتر , وعندما أوقف بول السيارة أمام عمارة كارن , نظرت اليه وقالت بمرح محاولة أن تعود الى جو المزاح اللطيف الذي بدأ به المساء:
" حسنا , أشكرك على كل ما فعلته لأمي ولساندرا, لقد أثبت أنك كريم حقا".
بدا صوتها ساخرا, ولكن وجه بول ظل جامدا , وفي الضوء الخافت تألق شعر كارن مثل الفضة فوق اللون العاجي لمعطفها الموهير, وعندما حركت رأيها , لمس الشعر الحريري كتف معطفه . أنها جميلة جدا... حلوة جدا... مثيرة جدا... وشعر بول بحواسه تتحرك بسرعة , ولكنه أحس بالمهانة عندما وجد نفسه يستجيب لها, وخاصة بعد كل ما قالته , وقال بحدة:
" تصبحين على خير".
كانت يداه النحيلتان تضغطان على عجلة القيادة حتى أبيضت مفاصلهما ولم يكن يعرف الى متى يستطيع السيطرة على نفسه.
ولم تفهم كارن فهزت كتفيها وفتحت باب السيارة وقالت وهي تخرج :
" تصبح على خير".
... ولم يتكلم بول ثانية , هز رأسه فقط وانطلق بالسيارة بأقصى سرعة حتى كادت العجلة الخلفية تلف من شدة السرعة , ورأته كارن ينعطف الى الشارع الرئيسي قبل أن تدخل العمارة , وشعرت بأنها وحيدة باردة خائفة من المستقبل , ولكنها لم تعرف ما الذي أثار خوفها!