عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-15, 04:44 PM   #96
برنس وصاب

الصورة الرمزية برنس وصاب

آخر زيارة »  03-08-19 (01:32 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




6- لا تكوني مضحكة

مر الأسبوع التالي ببطء , واتصلت أم كارن تلفونيا لتقول أن ساندرا قبلت فكرة السفر رغم أنها لم تبد حماسا كبيرا , ولم تشعر كارن بالقلق, لأنها كانت واثقة من أن ساندرا ستعود الى طبيعتها اذا ابتعدت عن تأثير سيمون , وفكرت كارن, لقد بدت الحلقة وكأنها على وشك أن تنتهي , فبعد أن تسافر مادلين وساندرا الى أسبانيا لن تحتاج الى مقابلة بول , كان زواجه في أي حال يلوح في الأفق ويقترب يوما بعد يوم.
وذهبت الى المكتب آملة أن يكون لويس قد عاد الى سلوكه العادي اللطيف , ولكنها لاحظت أنه لا يزال على وضعه الغريب , ولم تستطع كارن أن تفهمه , لعل ذهنها المشتت هو الذي صور لها أن لويس أصبح مختلفا ... ولكنها بدأت تفكر جديا في البحث عن وظيفة أخرى.
وفي نهاية الأسبوع أستيقظت صباحا على رنين التلفون, ألقت نظرة على الساعة فوجدتها السابعة والربع, ترى من الذي يطلبها في هذه الساعة المبكرة , وأخذت تهز رأسها لتطرد النوم من عينيها , ونهضت من فراشها وذهبت لترد , وعندما رفعت السماعة سمعت صوت أمها تقول:
" أخيرا وجدتك يا كارن!".
" ماذا حدث يا أمي؟ هل تعرفين كم الساعة الآن؟".
" نعم, أعرف , الأمر هام جدا".
ومرت فترة صمت, فسمعت كارن صوت أمها وهي تجهش بالبكاء!
فقالت في فزع:
" ماذا حدث؟ هل أصيبت ساندرا بسوء؟".
أجابت مادلين بصوت متقطع :
" أسوأ من هذا , لقد هربت وتركت لي رسالة تقول أنها حامل... والأب طبعا هو سيمون !".
ألقت كارن بنفسها على المقعد بجانب التلفون وصرخت:
" يا ألهي , أهدأي يا أمي وسوف أحضر فورا".
ووضعت مادلين السماعة, وتنهدت كارن وقد أنتابها شعور بالخوف, طفل؟ ما الذي تستطيع أن تفعله الآن؟ أن سيمون لن يفرج بالنبأ مهما كان شعوره نحو ساندرا , كان يفضل الحرية على كل شيء آخر , في حين أن الأطفال تعني المسؤولية, وغيرت كارن ملابسها وقادت سيارتها الى منزل أمها , وعندما رأت كارن أجهشت بالبكاء, فقالت كارن محاولة أن تهدىء من روع أمها :
" ماذا حدث؟".
عضت الأم شفتها وحاولت السيطرة على أعصابها , وقالت:
" عندما أخبرت ساندرا بموضوع الرحلة, وافقت لكنها لم تكن متحمسة , كان واضحا أنها تخطط للهرب , وأعتقد أن هذا الحيوان سيمون كان يعرف كل شيء عن خطتها , لقد شعرت ساندرا بأننا نحاول أبعادها عنه".
ومرة أخرى أجهشت بالبكاء , وبعد فترة استطردت تقول:
" لقد تصادف أنني استيقظت في الساعة الخامسة والنصف وأنا أشعر بصداع مؤلم , وذهبت الى غرفة ساندرا أبحث عن قرص من الأسبرين , فوجدت فراشها خاويا , والورقة التي تركتها مشبوكة في وسادتها".
تنهدت كارن وسألت أمها:
" وهل أخذت ملابسها ؟".
" أخذت بعضها".
" واذا فعلت عندما وجدت الرسالة؟".
" أتصلت بك , ولكنني لم أحصل على رد ... وأعتقدت أنك خرجت".
وتذكرت كارن الحبة المنومة , وقالت:
" آسفة يا أمي , لا بد أنني كنت مستغرقة في النوم".
وناولتها أمها رسالة ساندرا فقرأتها :
" أمي العزيزة ....
لقد أصبحت حياتي هنا لا تطاق , أنك وكارن مصممتان على أن تفرقا بيني وبين الرجل الذي أحبه , وأنا لا أحتمل هذا, أنني أنتظر طفل سيمون , وسوف نتزوج بسرعة عندما يستطيع أن يطلق هذه الجوليا اللعينة , ى تحاولا أن تبحثا عني, سأعود عندما تدركان أنني على صواب".
وعندما فرغت كارن من قراءة الرسالة أخبرتها أمها أن ساندرا أخذت دفتر توفيرها , وكان به خمسة وسبعون جنيها , وقالت كارن بلهجة حادة:
" لا تلومي الا نفسك يا أمي...".
مسحت مادلين عينيها وردت:
" هل أتيت لتساعديني أم لتعذبيني؟".
" لأساعدك بالطبع , ولا داعي للشجار يا أمي... لا أريدك فقط أن تتصوري أن ساندرا فتاة مسكينة صغيرة في حين أنها بنت مدللة طائشة وتحتاج الى يد قوية, في أي حال أهدئي يا أمي , يجب أن نفعل شيئا".
نظرت اليها أمها ثم قالت:
" اتصلي ببول وأخبريه".
كانت كارن تعرف في قرارة نفسها أن بول هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يساعدهما فقالت ببطء:
" أعتقد أن هذا هو الحل السليم الوحيد... ولكن ألا تعتقدين أننا نثقل عليه؟".
نهضت الأم من مكانها وقالت في كبرياء:
" ولكن أخاه هو سبب هذه المشكلة".
وتنهدت كارن وسارت نحو التلفون , وأدارت رقم شقة بول في بلجرافيا وقالت:
" أنا كارن يا بول!".
صاح بول بصوت مبحوح , وكان واضحا أنه لا يزال نائما :
" يا ألهي ... كارن؟ كم الساعة الآن؟".
" أنه أمر هام .... ولا بد أن أراك الآن الا أذا فضلت أن أروي لك كل شيء على التلفون ".
" لا .... لا ... سأراك ... أين أنت؟".
" في منزل أمي , هل تستطيع أن تأتي؟".
" أفضا أن تأتي أنت يا كارن الى هنا ... عندما تصلين سأكون قد حلقت وارتديت ثيابي".
ووافقت كارن , وأخبرت أمها أنها ستذهب الى بول في شقته , وعلقت السيدة ستاسي في شك على ذلك قائلة:
" أرج ألا تنسي السبب الذي تذهبين من أجله الى شقته!".
وفهمت كارن ما تعنيه أمها , فقالت غاضبة:
" يجب أن تتذكري أنك أنت السبب في ذهابي الى هناك يا أمي!".
وارتدت كارن معطفها , وغادرت منزل أمها , وقادت سيارتها بسرعة الى شقة بول... كانت الطريق قد بدأت تزدحم بالمرور فتعطلت قليلا, ووصلت الى المبنى الذي يقيم فيه بول في الساعة التاسعة الا الثلث, ودخلت الى المصعد , وضغطت زر الطابق العلوي حيث تقع شقة بول, كانت الشقة تطل على مدينة لندن من أعلى , وتذكرت أنها وبول كانا يقضيان الليل في الشقة عندما يسهران في المدينة, وارتجفت رغما عنها وهي تدق الجرس وتنتظر , وفتح الباب خادم لا تعرفه , لا بد أن بول استغنى عن طاقم الخدم القديم , واستبدل به طاقما جديدا, ودخلت كارن الى غرفة الجلوس , واتجهت نحو النافذة العريضة التي كادت تشغل كل الحائط , كانت تطل على نفس المنظر الذي بهرها , كان صخب لندن يتحول الى همس من هذا الأرتفاع الشاهق , وأخبرها الخادم أن السيد فريزر في الحمام سيخرج حالا ثم أنصرف , وراحت كارن تجول في الغرفة وتنظر الى الأثاث وهي سعيدة , كانت الجدران مغطاة بصور للنرويج أحضرها بول حسب رغبتها بعد أن قضيا أجازة هناك , وكانت الغرفة مزودة بتدفئة مركزية , كان المكان كله مليئا بذكريات أختزنتها كارن في قلبها.
وجلست على مقعد وأشعلت سيكارة وشعرت بالراحة , وعندما دخنت سيكارتها نهضت من مكانها واتجهت الى الباب الذي يؤدي الى غرفة نوم بول, أرادت أن تعرف اذا كان قد غير مظهر الغرفة , لأنها غرفة نومهما , كانت الغرفة أنيقة نظيفة مفروشة بالسجادة الناعمة نفسها وتفوح برائحة الدخان مما يدل على عدم وجود أمرأة في الشقة , وفتحت كارن النافذة على مصراعيها ورأت الحدائق تمتلىء بالزهور , وتنهدت في آسف , يا لها من حياة غريبة ... أم هو القدر المحتوم!
منذ أسابيع قليلة فقط لم تكن تحلم بأن تتحدث الى بول مرة أخرى , لقد تصورت أن كل شيء قد أنتهى , وها هي اليوم واقفة في شقته, في غرفة نومه, وابتسمت , كم من أحداث غريبة تقع! بل أن هذا الموضوع بالذات كله يبدو أغرب من القصص والروايات.
وفجأة فتح باب الحمام ودخل بول غرفة النوم , وقفزت كارن فزعة, وكأنها طفلة صغيرة ضبطت وهي تأخذ قطعة حلوى من الصندوق الممنوع , كان يرتدي ملابسه الداخلية ويلف عنقه بمنشفة, واحمر وجه كارن وشعرت بحرج شديد , ترى كيف سيفسر هذا؟ يا لها من حمقاء ! ونظر اليها متفرسا بعينيه الداكنتين , ولم تند عليه الدهشة لأنه رآها وقال بعد لحظة:
" آسف لأني لم أكن في أنتظارك عندما وصلت , كنت أعمل حتى ساعة متأخرة في الليلة الماضية".
نسيت كارن كل شيء عن ساندرا وأمها عندما رأته , وبدأ بول يرتدي ملابسه , فعادت الى غرفة الجلوس , بدا كل شيء طبيعيا تماما كما كان يحدث كل يوم عندما كانا متزوجين . ولحق بها بول وأشعلت كارن سيكارة ثم قالت:
" لقد هربت ساندرا من البيت . وتقول أنها حامل , ويمكنك أن تخمن من يكون الأب!".
بدا الغضب واضحا على وجه بول , لم يكن يحلم أطلاقا أن سيمون يمكن أن يتمادى الى هذا الحد مع فتاة دون العشرين , وشعر كأنه يستطيع أن يخنق أخاه في هذه اللحظة , وأشعل سيكارة وأخذ يدخنها في قلق! فقالت كارن معتذرة:
" آسفة يا بول , ولكنني لم أجد شخصا غيرك ألجأ اليه ".
هز بول رأسه وقال:
" أن سيمون هو الملوم في هذه الحالة , يا له من أحمق , وساندرا أيضا لا بد أنها مجنونة!".
وناولته كارن رسالة ساندرا ليتضح له كل شيء , وقرأها بول بسرعة ثم قال:
" يا ألهي... أنها تصدق أنه يعتزم الأنفصال عن جوليا , لقد قال لي منذ أيام فقط أنه ليس في نيته أن يطلقها".
" هل تعتقد أنه كان يقابل ساندرا سرا؟".
" لقد أرسلت سيمون الى توتنغهام في عطلة نهاية الأسبوع الماضي ولم يعد الا أمس فقط".
" وهل تعتقد أنها اتصلت بسيمون أمس عندما عاد؟".
" هذا احتمال بعيد".
" وما الذي سنفعله الآن؟".
" يجب أن نعثر على ساندرا أولا , وسوف أتحدث اليها بنفسي".
" ولكن كيف نعثر عليها؟".
" سوف أتصل بسيمون وأسأله اذا كان يعرف مكانها, يحتمل أن تكون قد أخبرته".
وفي هذه اللحظة دخل الخادم بصينية عليها فناجين القهوة, وطلب منه بول أن يعد له ولكارن طعام الأفطار , وانصرف الخادم بأدب , فسألت كارن في دهشة:
" هل سأتناول الأفطار هنا؟".
" بالطبع, لم لا, أنك تبدين شاحبة بما فيه الكفاية".
" أشعر بالجوع فعلا, أننا نبدو كما كنا في سالف الأيام! نتناول الأفطار معا!".
كانت كارن تثق في بول وتعتمد عليه , كأ ن بول أصبح بمثابة الأب الروحي لها ولأسرتها , وتمنت لو أستطاعت أن تشرح له بمشاعرها , ونظر اليها بول وسألها:
" هل تجدين الأشياء هي نفسها هنا كما كانت من قبل؟".
" نعم, ولا أزال أعتقد أن الشقة رائعة".
" ولماذا دخلت غرفة النوم؟".
احمر وجه كارن وقالت مدافعة عن نفسها :
" لقد أنتابني الفضول, وأردت أن أجدد ذكرياتي".
" وهل كانت ذكريات سارة؟".
تمتمت قائلة:
" بالطبع".
" في بعض الأحيان تكونين شفافة جدا".
"ماذا تقصد؟".
"لا شيء... أنسي ما قلته!".
ولكن كارن لم تستطع أن تنسى بسهولة , وبدت قلقة مضطربة ... وتمنت الا تكون قد أتاحت له فرصة للنقد".
ودخل الخادم يحمل الأفطار , وجلسا حول المائدة... والتهم بول طعامه , أما كارن قد اكتفت بشرب القهوة وتناول قطعة من الخبز المقدد , وفجأة سألته:
" متى تعود روث من أميركا؟".
" بعد يوم أو يومين, عندما أتصلت بي تلفونيا قالت أنها ستعود قريبا , وأنها ستبرق بموعد وصولها , ولكنها لم تتصل بي ثانية".
" لا بد أنك مشتاق لعودتها".
رد باقتضاب:
" نعم".
وبعد أن فرغا من تناول طعام الأفطار قال بول فجأة:
" نسيت أن أخبرك أن أرون برنارد يريد رؤية لوحاتك , لقد حاولت أن أتصل بك تلفونيا في الليلة الماضية ولكنني لم أجدك".
وتذكرت كارن الحبة المنومة فقالت:
" لقد أخذت حبة منومة , ولا بد أنني استغرقت في النوم".
" ولماذا تأخذين حبوبا منومة؟".
"حتى لا أظل ساهرة!".
" اذا كنت لا تستطيعين النوم, فلا بد أن شيئا يشغل ذهنك".
" هل تكتب في ركن القلوب المحطمة في الصحف؟".
قال بول بلهجة جادة:
" لا أحب أن تأخذي مثل هذه الحبوب يا كارن , سوف تألفينها وتعتمدين عليها تماما".
قالت وهي تحاول أن تغير موضوع الحديث:
" فلنعد الى موضوع آرون برنارد , متى يريد رؤية اللوحات؟".
"الواقع أنه يود رؤيتها اليوم, وهذا هو سبب اتصالي بك في الليلة الماضية".
" ولكن هذه الضجة بالنسبة لساندرا وسيمون , ومشكلة حملها ؟".
عندئذ قال بول:
" حتى اذا كانت حاملا , فهي ليست أول فتاة يحدث لها هذا".
" أذن , هل تعني أن هناك شكا في هذا؟".
" محتمل جدا , يمكن أن يكون زعم ساندرا مجرد أنذار كاذب , ولذلك سوف أتصل بآرون ليرى الرسوم في المساء , ومن يدري؟ لعلنا نكون قد وصلنا الى كشف لغز ساندرا هذا ".
تنهدت كارن وهي تقول:
" معك حق... أشكرك يا بول. يجب أن أنصرف الآن والا قلقت علي أمي".
" أنك تفعلين ما طلبته منك....".
" حسنا.... دعني أتصل بها تلفونيا".
"سأتصل بها أنا حتى تقول لي ما تريده".
وأمسك سماعة التلفون وأدار رقم السيدة ستاسي وأنتظر أن ترد, وشعرت مادلين بالسعادة عندما حدثها بول, فقد أثبت بذلك أنه يعالج الموضوع بكل جدية , كانت مادلين تحتاج دائما الى أحد تعتمد عليه , وطلب منها بول أن تهدأ وتنام قليلا, اذا كانت لا تزال تشعر بالقلق , وأنهما هو وكارن سيبحثان عن ساندرا حتى يجداها ويعودا بها الى البيت , كان لبقا بطريقة ساحرة , وأيقنت كارن أن كلماته طمأنت أمها الى حد كبير, وعندما انتهى بول من المحادثة التلفونية , وضع السماعة والتفت الى كارن وقال:
" كانت لطيفة جدت".
" لأنها تحبك, على فكرة, أنك تتحدث عن محاولة العثور على ساندرا وكأنه أمر سهل .... ألا تضيق بشيء؟".
قال بول بقسوة:
"أضيق فقط بالزوجات الخاطئات".
ارتجفت طارن... هناك دائما العامل الشخصي بينهما , وكان قريبا جدا من السطح بحيث يطفو في أية مناسبة , وردت عليه قائلة:
" وماذا عن الأزواج القساة؟".
سألها بتهكم:
" وهل كنت قاسيا ؟ لا أطن".
" أنك تفكر دائما من الزاوية العاطفية ".
" وما هي الزاوية الأخرى؟".
" أنني أنسانة ولست قطعة أساس , هل كنت تريدني أن أفقد شخصيتي في شخصيتك؟".
" لا ... لنفرض أنني كنت مخطئا بقدر ما كنت مخطئة , ماذا نجني من هذا؟".
تمتمت وهي تلهث فجأة:
" هذا يتوقف عليك....".
ركَز بول نظراته عليها ... وفجأة دق جرس الباب , وشعرت كارن بأمتئاب فظيع . وعبس بول قائلا بغضب:
" ترى من يكون هذا؟".
قالت كارن وهي تفكر:
" ربما يكون سيمون... سأفتح الباب".
سارت كارن بسرعة نحو الباب وفتحته , وفي الحال أنتشر عطر مثير ملأ أنفها... واذا بها أمام فتاة قصيرة سوداء الشعر , ترتدي معطفا ثمينا من الفراء , وقبعة فيها ريش وردي , وحذاء أنيقا , كانت روث!
وتعرفت عليها كارن في الحال, وشعرت بشيء من الخجل من ثيابها المتواضعة اذا قورنت بملابسها الثمينة , وبدا الغضب على وجه روث عندما تعرفت هي أيضا على كارن , على أن بول أضطرب قليلا عندما دخلت خطيبته الغرفة بعد أن رمت كارن بنظرة قاتلة.
وأغلقت كارن الباب واستندت عليه , وهي تشعر بالفخر لثقة بول الفائقة في نفسه, وأيقنت كارن أنها لو كانت مكان روث لأحترقت غضبا مثلها, ووقفت روث وسط غرفة الجلوس , وراحت تحدق في بول بغضب ثم قالت ببرود:
"لا بد أن هناك تفسيرا لهذا! ويهمني أن أسمعه , يبدو أنني عدت في لحظة غير مناسبة".
هز بول كتفيه العريضتين وقال:
" لماذا تتصورين ذلك؟ كلا ... يا روث.... لقد حضرت كارن الى هنا لسبب مشروع جدا . أن الأشياء ليست في حقيقتها كما تبدو من الظاهر دائما...".
اتسعت عينا كارن , والتفتت روث ونظرت الى كارن باحتقار , ثم قالت بلهجة وقحة:
"يبدو أنك تتذرعي بأسباب لا حصر لها لتطاردي بول بعد أن أنفصلت عنه!".
احمر وجه كارن, قال بول:
" أن هذا الموضوع لا يمت لك بصلة يا روث".
قاطعته كارن قائلة:
" لا تزعج نفسك يا بول, باستطاعتي أن أحارب معاركي بنفسي, خطيبتك الفاتنة تثبت ببساطة أنها تشك فيك, ومن الواضح أنها تريد أن تعتقد أننا نسيء التصرف".
ردت روث عليها:
" أنك تودين أن ننفصل يا آنسة ستاسي , لقد أرتكبت غلطة كبيرة عندما سمحت لبول بأن يطلقك".
وعندئذ تدخل بول وقال بهدوء:
" أن أخت كارن حامل, وقد هربت من البيت".
قالت روث:
" يا له من شيء مقزز, لا بد أنها....".
قاطعتها كارن بغضب قائلة:
" أن أختي ليست ساقطة , فهي تتصور أنها تحب سيمون !".
قالت روث :
" ألم يكن في أستطاعتك أن تتحدثي تلفونيا؟".
رد بول:
" أنا الذي طلبت منها أن تحضر".
خلعت روث قفازها , وقالت وهي تنظر الى كارن باحتقار:
" أنني واثقة أنها طاردت سيمون المسكين".
وكان هذا أكثر مما تحملته كارن, كان سيمون معروفا بطيشه وحماقته, ولا بد أن روث نفسها تعرف هذا , ولكنها كانت تتعمد مضايقة كارن , لقد أحتقرتها بشدة عندما فتحت لها الباب , ولكنها كانت تنتقد الآن ساندرا التي لم ترها في حياتها , وهذا أمر مختلف .
ردت كارن عليها على نحو متهور:
"لعلك تعتقدين أن كل أسرتنا هكذا يا آنسة ديلاني, لقد تغيبت بضعة أيام , وعندما عدت وجدتني في شقة بول , وقد تناولت الأفطار معه , ما معنى هذا؟ وماذا أبدو في نظرك؟.
صاحت روث في هلع:
" بول...".
نظر بول الى كارن بعينين متوسلتين , ولكنها مضت تقول بلا أكتراث:
" لا تقلق يا بول, لن أختلق أية حكايات , دع خطيبتك تكوَن رأيهابنفسها عن الموضوع , واذا خرجت بالفكرة الخاطئة فأنك تستحق هذا على ما أعتقد , لأنك تسرعت وقفزت الى نتائج خاطئة وظلمتني منذ سنتين , أليس كذلك؟".
وزمت كارن شفتيها , وفجأة شعرت وكأنها طفلة مدللة تحاول تبرير حماقتها , وبدون أن تنطق بكلمة واحدة أخرى , أخذت معطفها وخرجت من الشقة , وصفقت الباب خلفها , وسمعت بول يصيح كارن, ولكنها لم تتوقف.
وبعد انصراف كارن ساد صمت رهيب لعدة دقائق, كانت كل كلمة قالتها كارن تطن في رأس بول , ولم يستطع أن يخلص نفسه من الشعور بأنه أخطأ في حقها , وعودة روث لم تخرجه من عواطفه المشوشة كما كان يتصور , بالعكس لقد تضايق لأنها قطعت حديثه مع زوجته السابقة.