،،،، الجزء الثامن ،،،،
ما حصل أثر بي كثيراً ، قضيتُ معظم وقتي عند طاولتي في غرفتي أقلب رسائل المعجب ، أقرأ بعضها .. ابتسم لكلماته تارةً و أحزن تارة ، أشعر بتعاسةٍ شديدة .. كلما تذكرت أن الفرصةَ قد ضاعت مني ، كيف سأصل إليه الآن؟!
لا أريد الإعتماد على "ريكس" ثانيةً ، غاضبةٌ منه كثيراً .. و كلما تذكرتُ غباءه عند قولهِ لي (( أحبكِ ))
شعرتُ بالغضب و القهر أكثر .
تنهدتُ و أمسكت بورقةٍ بيضاء و قلم ، سأكتبُ رسالةً أخرى و سأبحث عن طريقةٍ ما لأوصلها إلى المعجب ، حاولتُ الكتابة .. ولكن الكلمات استعصت معي! ، لم استطع التعبير .. لم أستطع أن أرتب كلماتي جملاً مترابطة ، بدت الأفكار مشوشة .. آه
تنهدتُ و تركت القلم يتدحرج على الطاولة ، ثم نهضت من الكرسي و اتجهت نحو النافذة ، نظرت إلى البدر في وسط الدجى ، حائرة ماذا أفعل .. أخرجت زفرةً طويلة ملتهبة ، أشعر بغصةٍ شديدة ، همست بهدوء
- ليتكَ تكتبُ إليَّ ، تخبرني فيها عن طريقٍ يوصلني إليك .. لأني تعبتُ كثيراً ، تعبت!
و مضت تلك الليلة ثقيلة ، مجهدةٌ لنفسي ، لم أشعر بالسكينةِ إلا في نومي .
و بعد أن أشرقت الشمس ، صحوت .. استعددت للذهاب إلى المعهد ، و قبل أن أغادر غرفتي .. نظرت إلى الأوراق المبعثرة على طاولتي أثر محاولاتي في الكتابة البارحة .. لم أفلح بكتابة شيء
و لكن ما نفعُ الكتابةِ طالما أنها لن تصلَ إليه؟!
غادرت الغرفة و خرجت إلى المعهد فوراً دون أن أتناول شيئاً ، سرت بهدوءٍ إلى المعهد ، وبعد وصولي صعدت إلى الأعلى متجهةً إلى القاعة .. و تفاجأتُ ، و تضايقتُ عندما و جدتُ "ريكس" يقف بالقرب من باب القاعة ينظر إلي .
تنهدت بانزعاجٍ و أشحتُ بوجهي عنه ، رؤيته تعيد إلي لحظة تمزيقه الرسالة! ، تشعل غضبي و تجعلني أكرهه بشدة .
أستدرت لأعود من حيث جئت ، فسمعت صوته من خلفي
- "آماندا"! ، انتظري .
استدرتُ إليه لأجدهُ واقفاً أمامي ، قلت بانفعال
- لا أريدُ رؤيتكَ "ريكس"! ، غاضبةٌ منكَ حتى قمةَ رأسي .
- "آماندا" ، أرجوكِ اسمعيني ..
قاطعته
- لا أريدُ سماعك .. ابتعد و حسب .
فمشيت لأتجاوزه ، لكنه وقف بوجهي و قال بحزن
- أنا أعتذر ، و اعتذاري نابعٌ من ندمي ، نابعٌ من قلبي .. صدقيني!
قلت و أنا أشدد على الحروف
- لا تريني ، وجهك!
و دفعته بيدي و مشيت إلى القاعة محاولة السيطرة على غضبي ، دخلت القاعة و ألقيت التحية على الجميع .. و اتخذت مقعدي قائلة و أنا أنظر لـ "سارة" بعصبية
- ما الذي يفعله ذاك المعتوه هنا؟!
اتسعت عينا "سارة" وقالت
- بهدوء يا عزيزتي! ، قولي صباح الخير أولاً ، كيف الحال! ، لما أنتِ غاضبة كل هذا الغضب؟!
- ذاك "ريكس"! ، ألا يفهم؟! .. لا أريد رؤيته و هو يصر على مطاردتي!
- بل يصر على الإعتذار .
- أياً كان ، لا أرغب برؤيته .. و لن أغفر له فعلته أبداً .
قالت "سارة" بنبرةٍ كسيرة محاولةً استدرار عطفي
- "آماندا"، "ريكس" مسكين .. لا يجب أن تلوميه! ، الفتى يحبكِ .. كل ما في الأمر أن الغيرة اشتعلت في قلبه و جعلته يتصرف بشكلٍ خاطئ!
اتسعت عيناي و قلت مندهشة
- متى أحبني!؟ ، لم نتعرف إلا منذ أيام! ، هو يكذب و أنتِ كالبلهاء .. تصدقينه في كل شيء!
- أصدقُ عينيه ، أصدق أسفهُ و حزنه يا "آماندا" .. أصدقُ تلكَ الدموع التي ظهرت في مقلتيه!
تنهدت و صددتُ عنها ، و رميت نفسي على مسند الكرسي دون أن أقول شيءً ، فقالت
- يجب أن تسامحيه .
- ليسَ الآن ، ما زلتُ ناقمةً عليه .
- حسناً ، عندما تنسين ما حدث ، سامحيه .
لزمتُ الصمت .. و عدتُ بأفكاري إلى المعجب ، فتذكرت فجأةً أني لم أنظر إلى درج طاولتي! .. لعله كتبَ إليَّ اليوم ، فانحنيت بشكلٍ مفاجئ و نظرت إلى الدرج .. و لكني لم أجد شيئاً .
اعتدلت بخيبة ، و تأففت بضجر ، قالت "سارة"
- لن تري رسالةً منه يا عزيزتي بعد الآن ، فالتنسي الأمر .
نظرت إليها بقهر ، أيعقل فعلاً أنه فضل الصمت!؟ ، نسى و تخلّى عن "آماندا" ؟!
تذكرتُ ما كتبه في رسالتهِ الأخيرة
(( ثقي بحبي ، ثقي بأني لستُ عابثاً يروق له العبث بطهرٍ كطهرِ قلبك ، سأمنحكِ وقتاً وراحةً ، إن كان ذلكَ يريحكِ ، و أكرر مؤكداً ، إني أعشقكِ صادقاً ، فثقي بعشقي ))
همستُ في نفسي بألمٍ يمزق قلبي
- متى سينتهي هذا الوقت؟! ، لو تعلم أنه أكثر الأوقاتِ عبءً و ثقلاً ، لن أرتاح أبداً طالما لا تصلني رسائلك ، سأثقُ بكَ كما طلبت مني ، سأنتظرك ، لكن رجاءً .. لا تطل الصمت!
==============
في المساء و قبل أن أخلد إلى فراشي ، أستطعتُ أن أكتبَ رسالةً أخرى بدلا من تلك الرسالة التي مزقها "ريكس" ، ابتسمت لنفسي برضى و أنا أنظر للرسالة بعد أن أدخلتها في الظرف .
- بقي علي فقط أن أجد طريقةً لإصالها إليه .
تركتها على الطاولة حتى يحين الوقت المناسب لإرسالها ، و خلدت إلى نومي بعدها .
و بعد يومان ، و في المعهد في الصباح .. دخلت إلى القاعة و ألقيتُ التحية على الجميع ، و عندما كنت متجهةً إلى مقعدي ، توقفت!
كان "ريكس" يجلس مكاني يحدق بي .. أخذت شهيقاً و أصدرت زفيراً ، أحاول السيطرة على هدوئي .. ثم اقتربت منه و قلتُ و أنا أنظر إليه
- ما الذي تفعله هنا؟! ، هيا ابتعد عن مقعدي .
نهض عن المقعد و قال بهدوء
- كيف حالكِ يا "آماندا"؟
- طالما أنكَ تصر على إزعاجي فلن أكون بخير!
علا السكون محاياه ، ثم قال بهدوء
- إلى متى سيستمر غضبكِ مني؟ ، أعتذر باستمرارٍ إليك! ، متى ستنسين الأمر؟!
ابعدت بصري عنه ، فأضاف
- كيف أرضيكِ يا "آماندا"؟ ، ما الذي يشفع لي؟
عندما قال هذه الكلمات ، لمعت فكرة في رأسي ، فعلت الإبتسامة شفتي ، نظرت إليه و قلت
- أستطيع أن أغفر لكَ لو عالجت خطأك فقط!
قال متحمساً
- أنا تحتَ أمرك ، أطلبي ما تشائين .
اتسعت ابتسامتي أكثر ، ثم قلت له
- تعال معي و أخبرك .
غادرنا القاعة و صرنا نسير بهدوءٍ في الممر ، قال لي
- هيا "آماندا" أخبريني ما تريدين .
نظرت إليه و قد اسعدني حماسه
- أريد منكَ أن توصل رسالتي إلى المعجب .
توقفت قدماه عن السير فجأة ، التفت إليه .. كان ينظر إلي و قد بدا لي أن في عينيه شرراً
قلت متسائلة
- لم يعجبكَ الأمر على ما يبدو؟!
تنهد بعمق ثم قال
- لا أستطيع .
عقدتُ حاجباي و قلت
- لماذا؟ ، الأمر ليس صعباً أبداً!
قال بانفعال
- بل صعب! ، تريدين مني أن أكون مرسال الغرام!؟ ، أوصل رسائلكِ إليه!؟ ، لن أفعل .
قلتُ بانفعالٍ أنا أيضاً
- تكلم معي بتهذيبٍ يا "ريكس"! ، ثم أني لا أطلب المستحيل ، رسالة واحدة فقط أرسلها إليه و حسب .
- لن أفعل ، لأني لا أريد لذاك أن يعود إليكِ .
قلت بعصبية
- إذاً ، لا تظهر قبالتي ثانيةً أيها المعتوه .
قلتُ هذا و استدرت لأذهب من حيث جئنا ، لكنه استوقفني بقوله
- لن أظهرَ قبالتكِ ، بل سأكون خلفكِ دائماً لو لزم الأمر .. أنظر إليكِ ، أعبث بشعركِ ، استمعُ لصوتك ، ذلكَ كافٍ بالنسبة لي .
كلماته أشعلت الغضب في جوفي ، استدرت إليه و أنا أنظر إليه بغضب ، بينما ابتسم
قلت بغيظ
- أنتَ وقح .
و استدرت من جديد أمضي في طريقي ، دخلتُ القاعة و جلست في مقعدي ، أصابني التوتر من شدة غيظي ، كيف يجروء على رفض طلبي؟ ، من يظن نفسه؟ .. ماذا أفعل الآن؟!
==========
عندما عدتُ إلى المنزل ، و دخلتُ إلى غرفتي .. و ضعت حقيبتي على طاولتي و جلستُ على الكرسي ، التقطتُ الرسالة التي كتبتها منذ يومين .. و أنا أفكر ، كيفَ أرسلها إليه؟
مهما فكرت ، ومهما حاولت أن أجد طريقةً أخرى لإجاد المعجب ، لا أجد إلا "ريكس"! ، و "ريكس" المعتوه يرفض أخذها إليه!
أنزعجت و عبثت بشعري و أنا أحدث نفسي
- هل أحاول مع "ريكس"؟ ، يجب أن أحاول ، هو الوحيد من يستطيع إيصالها لذاك المعجب ، سأجد طريقةً لأقنعه بها.
فتحت حقيبتي و وضعت الرسالة فيها ، بعد أن اتخذت القرار .
ليس أمامي سوى "ريكس" ، و يجب أن أقنعه .
و حينما حان اليوم التالي ، و في المعهد في وقت الإستراحة ، ذهبت إلى المقصف أبحث عن "ريكس" ، فوجدته جالساً يتناول طعامه مع أحدِ الفتيان .
كانت الرسالةُ بيدي ، مترددة كثيراً في الذهاب لـ "ريكس" و الحديث معه ، كان قلبي يدق بسرعةٍ من شدة ارتباكي ، أخذتُ نفساً و قلت في نفسي
- لا تضيعي وقتاً يا "آماندا" ، تشجعي و اذهبي إليه .. هيا .
سرت بحذرٍ إليه ، فانتبه لي و أنا أقترب منه ، نظر إليَّ متفاجئً و هو يرفع حاجبيه
وقفت بالقرب منه و أنا أخبئ الرسالة خلفي و ألقيتُ التحية
- مرحباً .
ابتسم وهو ينظر إلي و قال
- مرحباً "آماندا"! ، أكاد لا أصدق وقوفكِ أمامي!
جلتُ ببصري بعيداً عنه بخجل ، ثم استقر بصري أخيراً عليه و قلت بصوتٍ منخفض
- أريدُ أن أتحدث معك .
أنتصبَ من مقعده و قال
- لنتحدث ، لما لا؟
ابتسمت إليه
- هيا ، تعال معي .
سرتُ و سار بجانبي ، غادرنا المقصف و وقفتُ بصمت .. لم أعرف كيف أبدأ الحديث معه ، كنتُ مرتبكة جداً ، فقال
- ما الأمر ، لما كل هذه الحيرة؟
نظرتُ إلى وجهه و قلت بهدوء
- أريدُ أن أقول ، أني عفوتُ عنكَ يا "ريكس" .
بانت السعادة على وجهه و كشفت ابتسامته عن أسنانه ، فقال غير مصدقاً
- حقاً عفوتِ عني؟! ، يمكنني المجيء إليكِ في أي وقتٍ و التحدث معكِ؟!
ابتسمتُ و قلت
- نعم يا "ريكس" ، سنكون صديقين .. و على كلانا أن يحترمَ الآخر .
- لا أكن لكِ إلا الإحترام و الحب يا "آماندا" ، صدقيني .
قلتُ بعد تردد
- إذاً ستلبي لي طلبي ، و ستنفذ لي خدمة !
سكنت تقاسيم وجهه للحظة ، ثم نطق
- الرسالة ثانيةً ؟!
أمسكتُ بذراعه و قلتُ بحزنٍ و ألم
- "ريكس" أرجوك .. لا تخيب ظني ثانيةً!
أصدر ضحكةً خفيفة غير متوقعة ، و نظر إليَّ و قال
- أنتِ ماكرة يا "آماندا" .
ابتسمتُ و قلت
- إنه الإتفاق .
- هذا ليس ضمن الإتفاق .
اتسعت عيناي و قلت
- ولما هو مستثنى ؟!
أشار بإصبعه على قلبه و قال
- هذا يمنعني ، لا أستطيع .
عقدت حاجبيّ و أنا أنظر إليه بغضب ، ثم قلت
- ألا تخجل من نفسك؟! ، أنا لا أحبك ، أحب شخصاً آخر ، أين عزة نفسك؟!
- من تحبينه وهبني الفرصة و اختفى ، تنحى عن طريقي .. لما أرجع الفرصة له؟!
قلتُ بنفاذ صبر
- لن توصل إليه الرسالة إذاً؟!
قال مؤكداً
- نعم .
تأففتُ بغضبٍ و ركلته في ساقه ، تألم و تأوه ، و نظر إليَّ متفاجئً و هو يقطب جبينه قائلاً
- آه ، ما الذي تفعلينه !؟
قلت بانفعال
- لقد ألغي الإتفاق ، لم نعد أصدقاء .
- هل نحنُ أطفال! ، هل تعبثين معي؟
- أنتَ لستَ متعاوناً معي! ، أكره من يتصرفون مثلك .
تنهد و قال
- سأقرأها أولاً إذاً .
رفعت حاجباي في استهجان ، و قلت
- تمزح أ ليسَ كذلك؟!
- لا طبعاً ، لا أمزح .
قلت بغضب
- أنصرف ، عد و أكمل طعامك أيها العنيد .
قلتُ هذا و استدرت مبتعدةً عنه ، فقال من خلفي
- أحبكِ يا صديقتي .
هززت رأسي يمنةً و يسرى ، كم هو مزعج و غبي ، لكني لن أستسلم و سأحاول معه من جديد حتى يخضع .
و توقفت عن المشي ، أنظر إلى الرسالة بيديّ
أعتراني حزنٌ شديد .
ما الذي فعلتهُ بي ؟! .. ظهرت بطريقةٍ غريبة في حياتي ، و اختفيت فجأة .. لم تخبرني باسمك ، لم ترشدني إليك ، أتراني أراك ؟! .. أتراني عبرتُ بجانبك ؟ ، لكني لا أعرف من أنت ، فلا أكلمك ولا أبالي بك ، هل هذا عدل؟
==============
في اليوم التالي كنت برفقة "سارة" نسير معاً نحو المعهد ، عندما و صلنا دخلنا إلا الداخل و اتجهنا نحو القاعة ، اتخذنا مقعدينا ، وبينما كنا نتبادل الحديث ، وقعت عيني على ظرفٍ أبيض في درج طاولتي!
اتسعت عيناي و أنا أنظر غير مصدقةٍ نحو الظرف ، قفز قلبي بين أضلعي .. فأسرعت و خطفت الرسالة و أنا أقول لـ"سارة"
- لا أصدق! ، رسالة يا "سارة"!
نظرت إليّ في دهشة ، بينما علت الإبتسامة العريضة فمي ، أحسستُ بحماسٍ شديد ، قلبت الظرف لأقرأ ما كتب ، و لكني لم أجد شيئاً كتبَ عليه .. قلت في نفسي
- غريب!
و لكني تجاهلت الأمر ، لأن ما يهم هو تلك الورقة التي بداخل الظرف ، تلك الورقة التي تحتوي كلماته العذبة ، و حروفه الأنيقه و سطوره الرقيقة .
فتحتُ الظرف و الإبتسامة لم تفارق ثغري ، و السعادة رفعت بي إلى السحاب! ، نعم شعرت أن قلبي يعلو و يطير من مكانه ، يا لسعادتي!
فتحتُ الورقة باستعجال ، و إذا بي أقرأ
(( أحبكِ يا "آماندا" ))
فقط!
تفاجأتُ كثيراً ، و نظرت إلى "سارة" باستغراب .. فقالت
- ما بكِ؟ ، دعيني أرى .
اقتربت مني و وجهت إليها وجه الورقة وأنا أقول بهدوء
- هذا ما كتبه فقط! ، أليس غريباً؟!
رفعت "سارة" حاجباً و قالت
- بلى ، ليس من عادته أن يكتبَ جملةً واحدة فقط ، و بعد كل هذه القطيعة!
تأملتُ العبارة من جديد ، و لفتَ انتباهي خطه ، فقلت
- "سارة"! ، حتى خطه يبدو مختلفاً .. ألا تلاحظين؟!
في هذه اللحظة وبينما كنا ننكس رأسينا على الورقة ، فاجأنا "ريكس" قائلاً بمرح
- مفاجأة أ ليس كذلك؟
رفعنا بصرنا نحوه ، فقالت "سارة"
- مفاجأة!
بينما قلت و قد انتابني الشك
- ماذا تعني يا "ريكس"؟!
جلس على طاولتي وقال مبتسماً
- ما رأيكِ برسالتي؟ ، قلتُ بما أنهُ تروق لكِ الرسائل لما لا أفاجئك بواحدة؟
أصدرت "سارة" ضحكةً عالية و قالت
- يا إلهي! .. "ريكس" أنت من وضعها؟
بينما الغضب اشتعل بداخلي و الحمم البركانية بدأت تغلي بجوفي ، لا ينقصني سوى سخرية "ريكس" مني!
مزقتُ الورقة في وجهه بعصبية شديدة .
نظرَ إليَّ في دهشة و قال
- هوني عليكِ! ، لما أنتِ غاضبة ؟!
رميتُ القصاصات في وجهه لتتبعثر عليه ، وقلت بحدة
- سخيف!
نظر إلي في دهشةٍ و صمت ، بينما قالت "سارة" بغضبٍ وهي تشد على ذراعي
- لما تفعلين ذلك ؟!
همس "ريكس" وقد لمحتُ الألم في وجهه
- لماذا يا "آماندا"؟!
وقفتُ قبالته و قلت و أنا أنظر بغضبٍ في عينيه
- غبيٌ أم تتغابى؟! .. لا تكرر ما فعلت .. أغرب عن وجهي الآن .
صمت وهو يحدق في عيني ، ثم نظر إلى خلفي ، حيثُ الزملاء .. فانتبهتُ متأخرةً أننا في القاعة!
نظرتُ إلى حيثُ كان ينظر .. كان الجميعُ ينظر إليه و إلي!
عدتُ بنظري من جديد إلى "ريكس" و قد سآءني جداً أني أحرجته أمام التلاميذ .
نهض من مكانه بخجلٍ و هو ينفض القصاصات من عليه ، و مشى مغادراً بخطى سريعه و غادر القاعة .
جلستُ و الألم يعتصر قلبي ، أحسستُ بالذنب كثيراً ، لقد أحرجته و جرحتُ مشاعره!
نظرت إليَّ "سارة" و قالت بعصبية
- لقد أحرجتيه كثيراً يا "آماندا"! ، يكفي لهذا الحد ، لما أنتِ قاسيةٌ معه لهذه الدرجة؟!
نظرت إليها و قلتُ بعصبية
- من يظنُ نفسه ليكتبَ لي؟! ، لقد بدا ذلكَ لي مقلباً! ، هوى قلبي حينما قالَ أنها منه! ، كنتُ أتمنى أن تكون من ...
و صمتت بقهرٍ شديد ، أحسستُ بدموعي تخذلني .. فأخرجتُ زفرة ساخنه من جوفي المحترق ، حاولت تمالك نفسي و مقاومة دموعي .
قالت "سارة"
- سوف تذهبين إليه وتعتذرين له ، ما فعلتيه حقاً لا يغتفر ، أهنتيه أمام الجميع .
- حسناً حسناً معكِ حق ، سأعتذر إليه في وقت الإستراحة .
- جيد .