عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-15, 04:09 PM   #1
ĢђāŁā

آخر زيارة »  04-30-16 (01:36 AM)
المكان »  فَـٍ تفَآصًيلٍ آلنًقَآءٍ ..!
وإن لم يكن بي ذرّة أمل
لم أبقى أنتظرك عُمري كُلّه !

~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي المعصية .. بين اللذة العاجلة والعقوبة الآجلة



المعصية ..
بين اللذة العاجلة والعقوبة الآجلة



الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه
ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا وأشهد أن لا اله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد :





المعصية



هي رفض التطابق مع إرادة الله ..
إرادة الحق والخير ..
وهي الامتناع عن السير مع سنن الوجود البشري،
والتمرّد عليها، وبذا تكون المعصية موقفاً سلبياً هداماً،
يقفه الإنسان الخارج على مبادئ الخير،
وغاية الحق والعدل في الوجود، فيتعدى تلك المبادئ ،
ويتحدى تلك الحدود الّتي حدّ الله سبحانه بها الأشياء،
فجعل لكل شيء في هذا الوجود حداً، وقدراً وقيمة
ووصفاً ذاتياً، خيراً أو شرا ً:
( وَمَنْ يَعْصِ اللهَ ورَسولَهُ ويتعدَّ حدودَه يُدخِلْهُ ناراً).
(النساء / 14)



إن للذنوب والمعاصي
من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب
والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ..
منها ..

حرمان العلم


فإن العلم نور يقذفه الله في القلب
والمعصية تطفئ ذلك النور


قال الشافعي
لرجل

أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .



حرمان الرزق

وفي المسند
إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه .
فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي .



وحشة فى القلب

وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله
وهذا أمر لا يحس به إلا من قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام .



تعسير أموره عليه

فلا يتوجه لأمر إلا ويجده
مغلقاً دونه أو متعسراً عليه .
ظلمة يجدها في قلبه حقيقة
يحس بها كما يحس بظلمة الليل
فالطاعة نور والمعصية ظلام .


حرمان الطاعة

فلو لم يكن للذنب عقوبة
فكفاه انه صد عن طاعة الله
فالعاصي يقطع عليه طاعات كثيرة
كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها ..



سبب لهوان العبد علي ربه

إن المعصية سبب لهوان العبد على ربه
قال الحسن البصري
هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم
واذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد ..



المعاصي تفسد العقل

فإن للعقل نوروالمعصية
تطفئ نورالعقل أذا طفئ نوره ضعف
ونقص

قال بعض السلف
ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله
وهذا ظاهر فإنه لو حضره عقله لمنعه عن المعصية .



أن الذنوب إذا تكاثرت طُبعِ على قلب صاحبها

كما قال بعض السلف فى قول الله تعالى
{ كّلاَّ بّلً رّانّ عّلّى قٍلٍوبٌهٌم مَّا كّانٍوا يّكًسٌبٍونّ }
سورة المطففين 14
الران هو الذنب بعد الذنب .
والسواد الذي يغلف القلب



تقصر العمر وتمحق البركة

فإن البر كما يزيد في العمر
فالفجور ينقصة
فإذا أعرض العبد عن الله
واشتغل بالمعاصي
ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة
التي يجد اضاعتها يوم يقول
" يا ليتني قدمت لحياتي "






كيف تزجر نفسك
إذا أردت أن تعصي الله


أتى رجل إبراهيم ابن ادهم
فقال يا أبا اسحق إني مسرف على نفسي،
فأعرض علي ما يكون لها زاجرا ومستنقذا ؟



فقال إبراهيم:
إن قبلت خمس خصال،
وقدرت عليها لم تضرك المعصية ؟
قال: هات يا أبا اسحق



قال: أما الأولى فإذا أردت أن تعصي الله تعالى،
فلا تأكل من رزقه،
قال: فمن أين أكل وكل ما في الأرض رزقه ؟
قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتعصيه؟



قال: لا، هات الثانية.



قال: وإذا أردت أن تعصيه
فلا تسكن في شيئا من بلاده ؟
قال: هذه أعظم، فأين أسكن ؟
قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه،
وتسكن بلاده وتعصيه ؟



قال: لا، هات الثالثة.



قال: إذا أردت أن تعصيه، وان تأكل من رزقه،
وتسكن بلاده، فانظر موضعا لا يراك فيه فاعصه فيه ؟
قال: يا إبراهيم ما هذا ؟ وهو يطلع على ما في السرائر ؟
قال: يا هذا أفيحسن بك أن تأكل رزقه وتسكن بلاده وتعصيه
وهو يراك ويعلم ما تجاهر به وما تكتمه ؟



قال: لا، هات الرابعة.



قال: فإذا جاءك الموت ليقبض روحك،
فقل له أخرني حتى أتوب توبة نصوحا،
وأعمل لله صالحا قال: لا يقبل مني؟،
قال: يا هذا فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب،
وتعلم أنه إذا جاءك لم يكن له تأخير،
فكيف ترجو وجه الخلاص ؟



قال: هات الخامسة.



قال: اذا جاءتك الزبانية يوم القيامة،
ليأخذوك الى النار فلا تذهب معهم ؟
قال: أنهم لا يدعونني ولا يقبلون مني
قال: فكيف ترجو النجاة إذن ؟



قال: يا إبراهيم، حسبي، حسبي،
استغفر الله وأتوب اليه فكان لتوبته وفيا ،
فلزم العبادة، واجتنب المعاصي حتى فارق الدنيا.






أقوال السلف في المعاصي
قال ابن عباس
ان للسيئة سواداً في الوجه
وظلمة في القلب
ووهناًفي البدن
ونقصاً في الرزق
وبغضة في قلوب الخلق .



وقال الفضيل بن عياض
بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله
وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله .




سمعت بلال بن سعيد يقول
لا تنظر إلى صغر الخطيئة
ولكن انظر إلى

وقال الإمام أحمد
عظم من عصيت .


وقال يحيى بن معاذ الرازي
عجبت من رجل يقول فى دعائه
اللهم لا تشمت بي الأعداء
ثم هو يشمت بنفسه كل عدو
فقيل له كيف ذلك ؟
قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو .





يتبع