عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-15, 06:11 AM   #1
الخيال التغلبي

الصورة الرمزية الخيال التغلبي

آخر زيارة »  10-19-17 (07:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ((هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا؟؟!!) .





الحقيقة ما أردتُ أن أنشأ الموضوع إنشاءً ، وأنما أكتفيت بقلم لم يجود الزمان بمثله ، وأن حصل ما تجود به النفس المتطفلة على تلك الكلمات والتي سوف اختلسها من كتاب الاديب المبدع والشهيد كما نظنه ونحتسبه عند الله تعالى والله حسيبة . منه ذلك المبدع ، تعالوا نتعرف عليه ، ومن خلال كتابه الشهير : (في ظلال القرآن) .
هو : سيد قطب رحمه الله تعالى .
سوف نعيش مع تفسيراته الادبية وايقاعاته الفنية ، حول مفهوم قول الله تعالى (قُل هل نُنبّئُكُم بالإخسرين أعمالاً) الكهف ـ 103 .
الموضوع في الأصل ، هو رسالة الى من أبتلاهم الله بكبر في نفسهم واحتواهم الشيطان واستفزهم واصبح يأزّهم أزّاً ، ثم أنهم أتّبعوا سبيل بليس وهوى النفس والمعجبين بهم من أقرانهم الضالة الغوغاء ، والذين كانوا هم الداعين لهم الى ما يرتكبون من شيطنة صباح مساء ، ويجلب الى أنفسهم من الذنوب المستحقة عليهم تجاه الآخرين ، ولو كانت ذنوبهم هم وحدهم وعلى أنفسهم جنت براقش ، لخف الخطب ، وتنهيها ـ ركعتين خالصتين لله تعالى وتوبة نصوحة . ولكن المصيبة أنه عندما يكتب الكاتب ، فهو يكتب معجباً بنفسه وبقلمه ، ويظن أنه يحسن العمل ، ولكن هيهات هيهات ، وهل إعطاء الرغيف لمن يستحه لا يكون الا صدقه ، هذا ليس هو من بدعتي وانما هو وحى يوحى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ وهو حديث الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والتسليم حينما قال : ((كل معروف صدقة)) ـ ((وصنائع المعروف تقي مصارع السوء)) ، بأبي هو وأمي رسول الله .
نعود الى سيد قطب رحمه الله تعالى حيث ، يقول في قول الله جل وعلا :
((قل هل نننبئكم بالأخسرين أعمالاً . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ؟ أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً)) .
((قل : هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً)) الذين لا يوجد من همُ أشد منهم خسرناً ؟ ((والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا)) فلم يؤد بهم إلى الهدى ، ولم ينته بهم إلى ثمرة أو غاية : ((وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) لأنهم من الغفلة بحيث لا يشعرون بضلال سعيهم وذهابه سدى ، فهم ماضون في هذا السعي الخائب الضال ، ينفقون حياتهم فيه هدراً ..
قل هل ننبئكم من هم هؤلاء ؟
وعندما يبلغ من استتارة التطلع والانتظار إلى هذا الحد يكشف عنهم فإذا هم :
((أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم)) ..
وأصل الحبوط هو انتفاخ بطن الدابة حين تتغذى بنوع سام من الكلأ ثم تلقى حتفها .. وهو أنسب شيء لوصف الأعمال .. إنها تنتفخ وأصحابها يظنونها ناجحة رابحة .. ثم تنتهي إلى البوار!! .
انتهى
أقول : الكفر هنا لا يعني الكفر المطلق ، بل هو كفر دون كفر ، مثل قولك كفرت بصداقة فلان ، أي تركته ولم تهتم لها ، يعني العزوف عن صداقته ـ ولكن الصداقة والمحبة مع الله تعالى وأتباع كتابه وسنة رسوله غير ما صداقة واتباع . فهناك أنت مخير بين الناس ، وهنا أنت مبتلى ـ صحيح ألله ترك لك الحرية : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
فالإنسان هنا قامت عليه الحجة ، فهو أعلم بما يصلح نفسه ، أألكفر أم الايمان ، أرجوا أن أكون قد بينت ونصحت فيما يفيد ويلزم المؤمن من حركاته وسكناته وكلامه وكتاباته وكلماته ، وفي النهاية الاعمال بالنيات والله من وراء القصد ـ والحمد لله رب العالمين والسلام على المرسلين .