عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-15, 01:48 AM   #1
عشقشق

الصورة الرمزية عشقشق

آخر زيارة »  05-17-20 (06:58 AM)
المكان »  " كل انسآنـ .. سيكونـ يومآ ما مجرد ذكرى .! " أمنيتي أنـ أكون ذكرى بيضاء في قلوبكم
الهوايه »  ‏كن قنوعاً بما لديك فـ بحثك عن الأجمل يقتل جمال ماتملك أحياناً
هُنآگك وجعاً لآ اعرف مگآنة
يُوقظني من مُنتصف نومي*
يسد شهيتي
ويجعل اتفه آلأسبآب
سبباً عظيماً لـ البُگآء
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

أيا سائلتي قد غيب العشق رجلا»!



صباحك /مساكم
سعاده وانشراح وسرور
مقال جميل جدا
حبيت انقال لكم
أتمنى ينال اعجابكم



أيا سائلتي قد غيب العشق رجلا»!

وليد السليم

«وسائلتي مال الكآبة قد حوتك

فغدوت مكسور الجناح كالعصفور

لا الليل لك فيه سبات وراحة

ولا النهار فيه بهجة لك وسرور

أرى كل يوم يسوء حالك

جسداً نحيلاً وقلباً عليلاً وخاطر مكسور

عبدالله الشحي

هل كان الشاعر مضطراً أن يجيبها عن هذه الأسئلة المفخخة وهي التي كانت - فيما يبدو - السبب والنتيجة؟ أتراه طعما ألقته ذات مساء لتنتطر منه أن يرفع الراية البيضاء فيعلن على الملأ لها وهو المثخن بجراحها (وداوني بالتي كانت هي الداء)؟! أي قسوة تكمن في وصفها لتفاصيل حاله المكسور وجسده النحيل وقلبه العليل وخاطره المكسور؟! هل كان سؤالها عطفاً أم عتاباً أم سؤالاً ماكراً مسكوناً بالاستفزاز لتنهل من معاناته ما يشبع كبرياء الأنثى العاشقة؟!

فيجيبها:

«أيا سائلتي قد غيب العشق رجلاً

وجندله طريح بين التراب والصخور

قد منيت نفسي منذ أدركت نفسي

بعشق يلغي من الأرض كل البحور

وبأني سأهب الحب إن شاء دمي

وبه أكتب كلمة أحبك وإن شاء سطور

وبأني لن أبالي بدمعي إن سال شوقاً

أو الليل قضيته كداً توسلاً وثبور»

ولئن كان جواب الشاعر لها متناغماً حد التماهي مع سؤالها الملغم، إلا أنه لم يجد بداً من أن يسيل دماء قلبه على ضريح الحب، وعذرا (فولتير) فعندما قلت: (لا بد أنه في غاية الجهل، فهو يجيب على كل سؤال يطرح عليه)، فهنا ينتفي الجهل تماماً، ذلك أن أسئلة العاشقين وإجاباتها هي بالتأكيد خارج نطاق الجهل والمعرفة، والشاعر المرهف لم يجب بقلمه أو لسانه بل أجاب بإحساسه ودمعه ودمه!.

ولست أدري إلى متى يسألن، ألا يرين واقع الحال؟! ذلك السؤال بوصفه سهماً مسموماً لا يحقق الربح البتة؟! أليس الأجدر بهن أن يقمن بالفعل بدل أن يرمين بتلك الحمم اللاهبة وهن يحتسين أكواب القهوة بنكهة الارتياب وبرغبة الامتلاك؟! ألا يعلمن أن من الأسئلة ما قتل؟!

الكاتب الاسكتلندي (توماس كارليل) كان محقاً عندما قال: (السؤال الحقيقي في كل مجالات الحياة ليس ما نربحه بل ما نفعله).

الغريب أنهن يسألن وهن يعرفن مسبقاً الإجابة، ولكنه الإمعان في الغرور الأنثوي الطاغي، وهو كمين لم يسلم منه الشاعر العراقي، إذ يقول في قصيدته الشعبية:

تسألني أحبك؟! والله عيب عليك

مو تدري من أشوفك تضحك عيوني

ومن تبعد عليه أيامي وحشة تصير

والفرحة أبد ما تسكن سنوني

لا تسأل حبيبي وانت تعرف زين

صدكني بسؤالك يكثر جنوني

حبيتك ترف والكلب (القلب) بيدك صار

بس هسه بكلامك خابت ظنوني

من يوم العرفتك واني مغرم بيك

صرت انت شرابي وانت ماعوني

شكثر عنك حجولي الناس

وعن حبك اتوب وانسى رادوني

وانه بكل دقيقة تمر الك اشتاك

صرت أول حلم بس تغمض جفوني

تجرحني بسؤالك انت رايد ليش

تضحك علي كل اليكرهوني