عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-15, 12:01 AM   #1
ســـارا

الصورة الرمزية ســـارا

آخر زيارة »  09-17-16 (12:26 AM)
المكان »  في قلوب البسطاء ❤
الهوايه »  القراءة
عش يومك بكل تفاصيله ..
اطمئن لأن الله معك ..
اطمئن لأن مستقبلك بيد الله ..
والقلق لن يغير من الأمر شيئاً ،
فقط هو يفسد عليك يومك

 الأوسمة و جوائز

افتراضي من هم الاريسيون



فهد عامر الأحمدي
من هم الآريوسيون الذين ذكرهم النبي في رسائله الى هرقل والمقوقس وملوك العالم وحذر من أذيتهم أو التعرض لهم؟

.. فحين بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالته الى هرقل الروم قال في نهايتها:

"أسلم تسلم، ويؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم الآريسيين"

.. وفي الرسالة التي بعثها الى مقوقس مصر يكاد النص يكون متطابقا حتى يقول:

"أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم القبط".

ورغم أن معظم المؤرخين العرب أشاروا الى أن الآريوسيين هم الفلاحون والمستضعفون في أقطار الأرض، ولكن الصحيح هو أنهم أتباع مذهب مسيحي مُوحِد لم يعد موجوداً اليوم.. قله فقط من أهل العلم كالطحاوي وابن حزم أصابت في تعريفهم وقالت عنهم بأنهم طائفة من النصارى كانت توحد الخالق وتقول بنبوة عيسى عليه السلام..




بكلام آخر كان الآريوسيون على خلاف مع المسيحيين أصحاب مذهب التثليث (الشائع اليوم) كونهم يوحدون الله ويؤمنون بعيسى كنبي بشري وينتظرون ظهور نبي جديد يأتي بعده..

وقد ظهرت الآريوسية كتيار ديني في بداية القرن الثالث ميلادية في مدينة الإسكندرية على يد كاهن يدعى آريوس قال عنه عروة بن الزبير "وبقي منهم قسيسٌ على الحق".. وكان الآريوسيون موجودين في كافة أجزاء الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية حتى في ايطاليا واليونان وآخر معاقلهم أسبانيا وكانوا معروفين جيدا للملوك والقياصرة في ذلك الوقت..

وبسبب موقفهم الأقرب للتوحيد تعرضوا لاضطهاد شديد ومجازر طوال الثلاث مئة عام التالية من قبل المسيحيين القائلين بأن الله وعيسى والروح القدس ثلاث مظاهر لخالق الكون (وللاستزادة حول هذا الموضوع أدخل في ويكيبيديا كلمة: آريوسية)!..

.. ورسائل النبي الكريم الى هرقل والمقوقس (الذي كان يحكم مصر تحت اسمه) توضح أن أقباط مصر كانوا أيضا من الآريوسيين الموحدين في ذلك الزمان.. وليس أدل على هذا من حوادث الاضطهاد والمجازر التي تعرضوا لها على أيدي الرومان الذين تبنوا في ذلك الزمان عقيدة التثليث.. أضف لهذا أن الأقباط استقبلوا جيوش الفتح الإسلامي بلا حرب باعتبارهم جيوش تحرير من ظلم الرومان - ودخلوا في دين الاسلام أفواجا كونه أقرب للمسلمين في عقيدة التوحيد ويعترفون مثلهم بعيسى المسيح نبيا ورسولا!

.. وفي الحقيقة كثير من المؤرخين يفسرون سهولة فتح المسلمين لمصر وشمال إفريقيا والأندلس بوجود "الآريوسيين" الذين تعاونوا معهم واستقبلوهم بلا حرب.. وكان الفاتحون والقادة العرب (مثل عمر بن العاص وعقبة بن نافع وموسى بن نصير) يعرفونهم حق المعرفة بفضل رسائل النبي الكريم الى ملوك العالم وبفضل أحاديث كثيرة وردت فيهم - مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب" -رواه مسلم في صحيحه!

...

"