عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-15, 09:45 AM   #1
الخيال التغلبي

الصورة الرمزية الخيال التغلبي

آخر زيارة »  10-19-17 (07:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ((ما هو طائر الأبابيل)) ؟



قال صاحب حياة الحيوان الكبرى ـ الدميري :
الأبابيل : واحدته إبالة . وقال ابو عبيد القاسم بن سلام : لا واحد لها من لفظها ، وقيل : واحدها ابول كعجول ، واختلفوا في قوله تعالى : (وأرسل عليهم طيراً أبابيل) الفيل 3 .
فقال سعيد ابن جبير : هي طير تعشعش بين السماء والأرض وتفرّخ ، ولها خراطيم كخراطيم الطير ، وأكفّ كأكفّ الكلاب ، وعن عكرمة : أنها طيور خضر خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : بُعث الطير على أصحاب الفيل كالبلسان ، وقيل كانت كاوطاويط ، وقال عبادة ابن الصامت : أظنّها الزرازير ، وقالت عائشة رضي الله عنها : هي أشبه بالخطاطيف .
وأما الدميري فله رأي آخر مغاير لما سبق فيقول : أنها السنونو الذي يأوي الى المسجد الحرام الواحدة سنونة ، والأبابيل راهب ((النصارى)) ، أقول أنا هكذا هو اسم أهل الكتاب عند المسلمين ""نصارى"" كما سمّاهم بذلك خالقهم في كتابه العزيز !! ـ تابع الدميري يقول : وكانو يُسمّون عيسى ابن مريم عليهما السلام أبيل الأبيليين ، وقال : الشاعر :

أمّا ودماء مـــائرات تـــخـــالــهــا ** على قنّة العُزّى وبالنسر عـنـدما
وما سبّح الرّهبانُ في كلّ بيعة ** أبيل الأبيليين عيسى ابن مريما
لقد ذاق منّا عــــــامر يوم لعلع ** حـسـامـاً إذا ما هُزّ بالكفّ صمما

والإبالة بالكسر الحزمة من الحطب ، وفي المثل : ((ضغثٌ على إبّالة)) . أي بلية على أخرى كانت قبلها .
أقول أنا : والبلية بلسان العامة اليوم قريبة من هذ المعنى ، وهم يقولون فلاناً بل]ة ، وهي من لغة الأضداد ، يعني مدحاً ، وأحياناً أخرى تعني قدحاً ، فالمدح هو أنه مصيبة في الذكاء ، والأخرى مصيبة في البلادة والشر والإيذاء ، فهي تجيء حسب مكانها في الجملة ومكانها من الإعراب .
تابع الدميري قوله شارحاً عن طائر الأبابيل أو ما سمّاه بطائر السنونو ، فقال :
السُنُونو : بضم السين والنون ، الواحد سُنُونة ، وهو نوع من الخطاطيف ولذلك سمّي حجر اليرقان حجر السنونو ، فقد أجاد جمال الدين ابن رواحة في تشبيه السنونو بقوله :

وغريبة حنّت الـــى وكــر لــهـــا ** فأتت إليه في الزّمان المقبل
فرشت جناح الآبونس وصفّقت ** بالــعاج ثم تقهقهت بالصنّدل

عجيبة : حكي أنّ بمدينة روميّة شجرة نحاس عليها سودانية من نحاس في منقارها زيتونة ، فغا كان وقت الزيتون صفّرت تلك السودانية فلا يبقى في تلك النواحي سودانية إلّا جاءت ومعها ثلاث زيتوات في منقارها واحدة ، وفي رجليها اثنتان حتى تطرحهنّ على رأس السودانية التي في النحاس فيعصر أهل روميّة ما يحتاجون إليه من الزيت عامهم كله ، قلت : الظاهر أنّ السودانية هي الزرزور وقد تقدمت هذه الحكاية عن الشافعي رضي الله عنه ، وهو يأكل العنب كثيراً .
يقول : والسودانية والسوادية : طائر يأكل العنب ، قاله : ابن سيّدة .
هذا وارجو ان ينال استحسانكم .