عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-15, 11:24 AM   #1
الخيال التغلبي

الصورة الرمزية الخيال التغلبي

آخر زيارة »  10-19-17 (07:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ((ولا تمكّن من نفسها غير زوجها)) ؟!



كثير ما نسمع بالرجل الأنوق ـ أو الرجل الناقة ، كما قال الشاعر :
((تبرك مبارك الجمل وانت ناقة)) .

وكذلك نسمع من يقول لنا : اترك منّه هذا : "أنوق"
فعندما نبحث عن هذا الانوق نجده : ذكر طائر (الرّخمة) فلا زال الناس يطلقون هذا الاسم (الرخمة) على الرجل الفاشل الى يومنا هذا .
يقول الامام الدميري في حياة الحيوان الكبرى الأنوق : الرخمة أو طائر أسود له شيء كالعرف أو أصلع الرأس أصفر المنقار ، قيل إنّ في أخلاقها أربه خصال : تحضن بيضها ، وتحمي فرخها وتالف ولدها ، ولا تمكن من نفسها غير زوجها .
وفي المثل : أعزّ من بيض الانوق ، وابعد من بيض الانوق ، فلا يكادُ يُظفرُ به ، لأنّ أوكارها في رؤوس الجبال والأماكن الصعبة ، وهي تُحمّق مع ذلك ، قال الشاعر :
وذات اسمين والألوانُ شتّى ** وتُحمّقُ وهي كيّسة الحويل
وقال غيره :
وكنت إذا استودعتُ سرّاً كتمته ** كبيض أنوق لا يُنالُ لها وكرُ
وقال رجل لمعاوية : زوجني هنداً يعني أمّه ، فقال : إنّها قعدت عن الولد فلا حاجة لها إلى الزواج ، قال :
فولّني ناحية كذا ، فانشد معاوية رضي الله عنه :
طلب الأبلق العقوق فلمّا ** أعجزته ىأراد بيض الأنوق
ومعناه انه طلب ما لا يكون ، فلما لم يجد طلب ما يطمع في الوصول اليه ، وهو مع ذلك بعيد ، كذا قاله جماعة ممن تكلّم على الامثال ن وهو غلط لأنّ أم معاوية ماتت في المحرم سنة أربع عشرة في اليوم الذي مات فيه أبو قُحافة والد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهما ، والصواب الذي في ((نهاية ابن الأثير)) وغيرها أن رجلاً قال لمعاوية رضي الله عنه : افرض لي قال : نعم ، قال : وولدي ، قال : لا ، قال : لعشيرتي ، قال : لا ، ثم تمثل معاوية رضي الله عنه تعالى بقول الشاعر طلب الأبلق العقوق إلى آخره والعقوق الحامل من النوق ، والابلق من صفات الذكور ، والذكر لا يحمل ، فكأنه قال : طلب الذكر الحامل وبيض الأنوق ، مثل يضرب للذي يطلب المحال الممتع .
وقال السهيلي في أوائل ((الروض الأنف)) : الانوق الأنثى من الرخم ، يقال في المثل : أراد الأنوق إذا طلب ما لا يوجد ن لأنها تبيض حيث لا يُدرك بيضها في شواهق الجبال ، وهذ قول المبرّد في ((الكامل)) ، ولم يوافق عليه . فقد قال الخليل : الانوق الذكر من الرخم وهذا اشبه بالمعنى ، لأنّ الذكر لا يبيض ، فمن أراد بيض الأنوق فقد أراد المحال كمن أراد الأبلق العقوق ، وقال القالي في ((الامالي)) : الانوق يقعُ على الذكر والأنثى من الرخم . انتهى رحمه الله .
ارجو ان أكون قد أتيت بالجديد المُفيد . ودمتوا سالمين يا رب العالمين .