الموضوع: مجرد قصة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-15, 11:17 AM   #1
سرياليّة

الصورة الرمزية سرياليّة

آخر زيارة »  04-01-24 (06:15 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي مجرد قصة



و اجتمعنا حول مائدة الكلام و الثرثرة فيما يليق و لا يليق بنا أن نحكيه ...
تفاوتت الأعمار من الصراخ قبل أيام معلناً وجعنا القديم أننا بدأنا خوض التعب في هذه الحياة
إلى من أخرستهم أهوال العمر و الزمن إلا عن الاستماع بلا اهتمام ...

كعك
حلوى
و كثير من الشاي و القهوة ... و أفواه تتناوب على سد جوع البطن و النفس ...
ما بين اللقيمات المدسوسة بين دسم الأحاديث ..

و جاء الأمر من السماء :وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء
و لم يكن القادم إلينا من الغياب مشمولاً بالأمر ... فكان أن ضجت بعضهن بالاستتار ..
و لأن ابتسامته التي ولدت من فم لم تكن فيه ملعقة من أي نوع ... كافية لأن تطعمنا السرور و الحبور ...
بمجرد النظر إلى محيّاه الباسم حتى في أحلك الظروف ....
و في أشد الليالي عتمة كان بريقاً خاطفاً يلثم صدورنا بالراحة لرؤياه ...

طاف على وجوهنا ... و الحظوة لمن لم تشملها الآية ...
قد أغدق عليها قدرها أن يكون ليمينها نصيباٍ من دفء راحته و لوجنتها شهاب قبلة خطف روحها لوهلة ثم أعادها بالأخرى ...

و اتخذ له مقعداً ... يتيح لكل امرأة أن تنسج حوله ثوب ( سالفة )
أما حواسه فقد جمعتنا في قبضة عينيه التي تجوب الوجوه و تلتقط اللحاظ ..
و يهدينا الجواب كيفما اتفق و مداركنا ...

أما أنا ... فقد ضربت بيني و بينه حائطاً اسمه ( اليأس )
و ما عاد يجدي استتاري في إقصاء مدن الجليد التي صار لها قمماً لا يتسلقها حتى المتسمّر بالعزم ...

مضى ... ينثر السحر و البِشر و السرور .... بين الثنايا و يغدق بالعطايا في سفر الأحاديث التي توقظ الأيام الغافية في صدر النساء ..
و مضيت بعيداً بي ... أحلّ خماري و أرخي حزام الضيق عن صمتي ...
لأسدد لكمة على أسماعهم : تهانينا يا جاسم ، كيف هي زوجتك الجديدة ؟

و بدا الوجوم ساخراً على الوجوه كافة ... موائدهم الدسمة لم تتضمن هذا الطبق الفاخر ...
فارتَبَك ..