عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-15, 03:19 PM   #24
إحساس شاعر

الصورة الرمزية إحساس شاعر

آخر زيارة »  05-05-24 (12:28 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مساء الخير ..

أولاً : التعصب القبلي ناتج عن جهل ذريع وبعد عن الدين . وهو شرارة الفرقة والانقسام في وقت نحن أحوج فيه للالتئام والوحدة والاجتماع ..
وقد مضت سنة الجاهل أن يعكف على أصله وفصله ويزخرفه بالمفاخر والبطولات والصولات والجولات وهيهات هيهات .
ثم إذا اكتمل وهمه ومجد قبيلته المزعوم بلبنات التفاخر يلتفت إلى باقي البشر فيلحق بهم ما استغنى عنه من الصفات فيلصقها بهم جهلاً وظلماً ...
وما علم الجاهل بل تجاهل أن هناك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وسيناااااادى على رؤوس الخلائق باسم أمه ( التي ربما استحى أن يذكرها بل ربما سب وهجا قبيلتها لو كانت من قبيلة أخرى ) ..
التعصب آفة تنخر قوام الأمة وتهدم وحدتها وتفرق شملها , وهو خارج عن العقل والدين بل هو من أزيز الشيطان للجهلة الحمقى يدفعهم نحو الهاوية ..
ولو نظرنا في تاريخ التعصب القبلي وأحوال الأمة في التعايش معها ومدة تقدمها لوجدنا العجب أن الأمة العربية هي من تكتنف هذا التعصب منذ الجاهلية واحتضنته حتى أرجأها إلى مؤخرة الأمم واحتقرت من بينها , ولم تقم لها قائمة ولم يكن لها اعتبار من بين فارس والروم والهند والصين لدرجة أن العربي حينما أراد أن يفتخر في مجمع هؤلاء اعترضوا عليه بأنه لا يملك شيئاً يفتخر به فهم كالوحوش في القفار يتقاتلون وتناحرون ...
ولما جاء الإسلام نبذ العصبية ونفاها ونهانا عن الفرقة وكل ما يدعو لها . قال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ... )) الآية
إذن فالاجتماع نعمة من نعم الله علينا وفضيلة امتن بها الله على هذه الأمة وما يؤسف هو تناسي هذه النعمة الجزيلة والدعوة إلى التفكك بحجة الحمية والانطلاقات الفكرية الوهمية .
التعصب وسيلة استخدمها أعداء الأمة لإنهاء الأمة وتمزيقها ممتطين أفكار الحمقى والجهلة والسفهاء ممن كبر جسمه وخف عقله وقاده زيغه ووهمه إلى الامتثال بالعصبية والتنادي بها في المحافل والمناسبات تحت مسميات كثيرة منها الفخر بأمجاد القبيلة ..

ثانياً : للمملكة العربية السعودية وقفة شرف وحزم ضد العنصرية والتعصب القبلي حينما حاربته بشتى الطرق مع الحفاظ على كيان القبائل وتقديرها وسعت وما زالت تسعى إلى اجتماع الكلمة تحت مظلة التوحيد وهذا البلد الطيب الطاهر ..
فليست هناك حاجة إلى العودة إلى زمن الفرقة والعداوة ونحن ننعم بحمد الله وتوفيقه بالأمن والأمان والخيرات الوفيرة ..
ولكننا نلحظ أن هناك من الجهلة من كل قبيلة - للأسف الشديد - من يؤجج نار العصبية بعباراته الافتخارية الكاذبة ويقلل من الآخرين في استعراض لأمجاد قبيلته وبطولاتها .. في ميدان لم يكن له حكر ولا حدود يلتقي فيه الصغير والكبير والعاقل والجاهل والفقيه والسفيه فينقع ويصطبغ من هذ االميدات هزالى الفكر وضعاف النفوس فيخرجون منه بعد تلونوا بألوان العصبية والعداوة للآخرين فلا يرون إلا قبيلتهم ولا ينتمون إلا لأفرادها وما سوى ذلك فهو مخلوق غير مألوف وبشر ليس من آدم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
وكل ما نرجوه من قيادتنا الرشيدة أن تحاسب مثل هؤلاء الذين ينخرون في عظم الأمة ويزعزون اجتماعها وهم قد أُزُّوا إلى ذلك ودفعوا بسفاهة عقولهم .. كما نرجو أن تضع دولتنا الرشيدة حدوداً للاجتماعات القبلية التي تهدف إلى الانحياز والتفرق ..
ثالثاً : التعصب ليس محصوراً في أبناء القبائل بل هناك من غيرهم من يتعصب لما سوى القبلي وينظر إلى ابن القبيلة أيا كان أنه ابن التخلّف والرجعية والغنم والبقر . ويخفي كرهه له ويعمل على إقصائه إن استطاع عن كل مركز ومسؤولية . وتلك أشد وأخطر . فالوطن بحاجة إلى سواعد ابنائها جميعاً بكل فئاتهم وفصائلهم وألوانهم .
رابعاً / الحديث ليس عاماً على كل أبناء القبائل ولا عاماً على غيرهم , بل أن الأغلبية يقفون من العصبية موقفاً معارضاًُ ولكن المصيبة أن دورهم ضعيف يكتفون فقط بالإنكار القولي . ويطلب منهم أن يقفوا ضد هذه الحملة الشرسة التي تحركها أيد خفية تغرض إلى التنازع والتشتت بين أبناء الوطن ...
نسأل الله العلي العظيم أن يحفظنا جميعأً من كل سوء وأن يوحد صفوف الأمة الإسلامية وأن يحمي بلادنا الطاهرة من عبث العابثين وكيد الحاقدين وأن يرد كيدهم في نحورهم ..
وأسأل الله أن يزيل عنا هذه الآفة وأن يشفي قلوب ممن ابتلي بها من الناس وأن ننظر إلى بعضنا نظرة أخوة وحب وألفة ومودة ..

فكلنا لآدم وآدم من تراب ..

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

تحيتي