من شرفة الزمن
أطللت على ساحة الذكريات
رأيت طفولتي تمرح في فناء الماضي
شمس السعادة تملأ رحاب الكون
الفرح يتمايل طرباً على لحن البراءة
كل شيء له معناً جميلا
السنة كلها فصل الربيع
وكل لحظة لها وجه مشرق يحمل في طياته معاني الحب وسمات الألفة
وتمضي السنون
وتنصرم الأعوام
نحمل آمالاً كبيره ...
نعيش أحلاماً جميله ...
نتذوق حلاوتها قبل أن نراها
نحياها قبل أن نلقاها
كم أتمنى أن تتسارع عقارب الساعة كي أسابق الأعوام
ها أنا ذا رجل الآن !!!
آه ما أجمل هذه اللحظة ...
لقد تحقق حلمي !!!
كم أحب هذا الزمن الذي طاوعني ومضى بسرعة كبيرة
ولكن مع مرور الأيام !!!
اكتشفت الحقيقة المرة
لقد كشرت الدنيا عن أنيابها
لم تكن الحياة بذلك الوجه الجميل الذي رسمته في مخيلتي
في كل لحظة يتقادم فيها العمر تزيد معه الهموم
لقد جفت ينابيع السعادة فلم تعد تنضح بالحب
بل على العكس تماماً !!!
أرى الوجوه تجهمت
والدنيا قد كشفت عن وجه قبيح كعجوز شمطاء بقوام ساحر
لقد ظهرت حقيقتها
وبانت خدعتها
فلم أجد أمامي سوى تلك الشرفة
ألملم ذكرياتي وانظر إلى أطلال طفولتي بعين الحسرة
لعلي أذوق طعم السعادة من جديد
ولو في الخيال
بقلمي ...