عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-15, 12:57 AM   #1
تآجر السعُاده

آخر زيارة »  12-04-19 (04:51 AM)

 الأوسمة و جوائز

Icon3 كيف أخاف من الله




خلق الله تعالى في نفس الإنسان منذ الولادة " الفطرة السليمة " ،
فطرة حب الخير و الصدق و الأمانة و الإخلاص و الوفاء
و الاحترام و مساعدة الآخر حب الله تعالى و الخوف منه ،
فالطفل لدى ولادته يكن يتمتع بكل تلك الصفات الجميلة ،
ومع مرور السنين تتشكل شخصيته و تتبلور،
فإما يحافظ على فطرته هذه أو يذهب به التيار
إلى منحى آخر لا يشبه فطرته إطلاقاً ، فيكذب
و يغش و يسرق و يستهين بوجود الله تعالى
فلا يعد يهابه ابداً . الخوف من الله تعالى
ليس بالشيء السيء أو المخيف كما يتبادر لأذهان البعض ،
على العكس تماماً ، الخوف من الله يعني
أنك تستحضر وجوده معك في
كل لحظة من لحظات يومك ،
الخوف من الله ليس كخوفك
من أي شيء في الدنيا ، فنحن عندما نخاف من شيء
نهرب منه قدر المستطاع ، بينما الخوف من الله يجعلنا
نلجأ إليه أكثر و نتقرب إليه أكثر بالصلاة و الصيام و الأذكار
و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..
وبأفعال طيبةٍ كثيرةٍ قد تؤدي بنا إلى التقرب من الخالق
عز وجل . فالمؤمن يعرف بأنه لا ملجأ
و لا مهرب منه سبحانه و تعالى إلا إليه ،
فعندما أحب الله أقوم بالتقرب له و التعبد أكثر ،
أخاف منه لحبي له ، لطمعي في مغفرته
و دخول جنته ، و لأبتعد عن النار و العذاب يوم الحساب ،
فالخوف نعمة من الله أودعها فينا لندرك أننا أخطأنا ،
ونتراجع عن الخطأ لخوفنا من العذاب ،
فنتوب لله فيغفر لنا بإذنه .
قد نرى في الحياة أُناسٌ يخشون الله ،
يُتمّون العبادات على أكمل وجه ،
ولكن هنالك فجوة ما ، فنراهم يخافون الخلق أكثر من الله ،
كموظف يخشى مديره ويخشى أن يقطع عليه رزقه ،
وهو لا يدرك تماماً بأن الرزّاق هو الله ، وأنه
لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يؤذوا
أحداً فلا يستطيعون ذلك إلا بأمرٍ من الله ،
فلماذا أخشى العبد وأنسى الله ولا أخشاه هو ؟!
المنافق يأمن لمكر الله لا يخشى عذابه ،
يعتدي على الناس ، يسرق ، ويأكل من مالٍ حرام ،
ويعتقد بأنه من أهل الجنة ، بينما المؤمن يصلي
و يساعد الآخرين يصدق في قوله
ويبقى قلقاً خائفاً بأنه مقصرُ تجاه الله
عز و جل ، و هذا القلق و الخوف يدفعه ليتقرب لله
أكثر فأكثر . فلمن فقد شعور الخوف من الله ،
عليه أن يراجع نفسه ، أن يعود لفطرته السليمة ،
أن يدرك بأن الله هو الذي بيده مصيرك و حياتك و عملك
و كل شيء ، فإذا تجاهلته ، عصيته ،
تمردت على حدوده و تجاوزتها ، فكيف ستجد الفلاح
في حياتك ، وكيف ستسعد و أنت لا تخشى الله ؟!
الخوف منه سبحانه و تعالى ما هو إلا حبٌ مغلفٌ بخوفٍ
و طمعٍ برحمة الله و دخول الجنة ، الخوف
هو وزاعٌ يأتي من نفس الإنسان ،
ليرشده إلى الصواب و الخطأ ، فما عليك
إلا أن تصغي لداخلك ولفطرتك .




 
مواضيع : تآجر السعُاده