عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-15, 07:47 PM   #3
*زهرة أوركيدآ
ياآرب احفظ لي جنتے

آخر زيارة »  01-08-24 (12:51 PM)
المكان »  بين احضاآن الياسمين...~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



*الجنة

قال سبحانه: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة:25]
ولأهل العلم معانٍ في هذه الآية،*
قال بعضهم: تجري من تحت الغرف، (غرفٌ مبنية تجري من تحتها الأنهار)*
وقالوا: تجري من على وجه الأرض، لكن لارتفاعهم على وجه الأرض، كأنها من تحتهم، والله أعلم، وقد يكون المعنيان صحيحين،
كأن يقال: هناك أنهار من تحت القصور والغرف،*
وأنهارٌ تسح على وجه الأرض، ويظن الذي يسكن الدنيا*
ويَرَى حدائقها وأنهارها أنه لا يوجد نعيم كهذا النعيم،*
وهؤلاء الذين رضوا بالحياة الدنيا: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ [الزخرف:33-35]*
وقال سبحانه: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة:25].
وهذا يؤيد المعنى الأول: أنها من تحت الغرف ومن تحت القصور،*
لكن بالإمكان الشرب منها، والجلوس حولها، وهي تسح على وجه الجنة على المعنى الآخر سحاً.

ما هي هذه الأنهار؟*
لقد ذكرها الله عز وجل في سورة محمد عليه الصلاة والسلام، قال سبحانه:*
فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ*
وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً [محمد:15]*
وهذا لكل مؤمن، لأنه لم يعد الله بالجنة إلا المؤمنين،
وهذه قاعدة ابن تيمية، لأن المسلم قد يكون مرتكباً للكبائر،
وصاحب الكبائر لم يوعد بالجنة،*
ومعتقد أهل السنة أن صاحب الكبيرة يخاف عليه،
وهو لا يخلد في النار، وقد يعذب، وقد تدركه رحمة الله،*
وهو فاسقٌ بكبيرته، ناقص الإيمان،*
لا يخرج من الإسلام -كما أخرجته الخوارج- إلا أن يستحل الكبيرة،*
هذا معتقد أهل السنة والجماعة.

قال سبحانه: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ [محمد:15].

والآسن: المتغير؛ فماء الجنة لا يتغير -نسأل الله من فضله-*
مهما بقي في مكانه فهو عذبٌ صافٍ طيبٌ تشتهيه الأنفس!!

وقال وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ [محمد:15] أي: لم يدخله حموضة عند بعض المفسرين، ولا يدخله عفن، ولا رائحةٌ منتنة، بل هو عذبٌ طيبٌ سائغ الشراب.

وقال: لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ.

أي: لا تتعطل عقولهم، ولا تذهب كخمر الدنيا.

وهذا الفرق بين هذه الخمر وهذه، وخمر الدنيا؛ لأن فخمر الدنيا: {من شربها ولم يتب منها كان على الله عهداً أن يسقيه من ردغة الخبال، قالوا: وما ردغة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل النار} قيل: قيحهم وصديدهم ودماؤهم والعياذ بالله.


 
مواضيع : *زهرة أوركيدآ