عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-16, 09:21 AM   #7
القارظ العنزي

الصورة الرمزية القارظ العنزي

آخر زيارة »  05-11-24 (03:24 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحقيقة فضلت الانسحاب ، لأنه وان كانت روحي شبابية ـ فالطقوس الغزلية تغيرت كثيراً في زماننا هذا وفي مجتمعاتنا المعاصرة ، وبما أن السيّدة المبجلّة ـ رويدا محمد أصرّت على دخولي والمشاركة في الموضوع ـ فسؤالي الأول حول عنوان الموضوع ، فقيل به معاكسة ، والمعاكسة في مفهومنا العصري الحاضر ، هو مغازلة الأنثى أو البنت للوصول الى الاتصال المباشر والحصول على أمور مرفوضة دينياً وخلقياً ـ وأما ما عرف من الغزل والحب العذري عند العرب ، فهذا شيء آخر ومحتلف البتة ، فإن الانسان العربي جبلت فطرته على الحب والعشق والتحدي والجلد والصبر في حبه والهيام بمحبوبته ، وبعد الاتصال الجسدي بينهما هو ما أدى الى زيادة في الشوق ومن ثم أفرز من مختلجات الصدر وباح ذلك المغرم أو المغرمة بذلك القنيب الذي وصل صداه اليوم لنا من على بعد سنين عددا ، فلو حصل بين المحبين والعاشقين ما يحصل اليوم من لقاء غير محبب ربما تخلله شيء من القبلة وما يتبعها ، لمات الشوق والحب بينهما ، ولذهب كل منهما يطلب غير الأخر . ومع ذلك فالغيرة شيء ركب في الدم العربي ، فشيء طبيعي أن يغير الشاب من وجود اخته مع آخر وكذلك الاخر يفعل نفس فعله ، وهذا ما جعل كل ممنوع متبوع كما تقوله العرب بالأمثال ـ ولكن العرب في زمان عروبتهم الحقة والصريحة ، من قبل أن تتغير مفاهيمهم العربية وطقوسهم في الحب ، كانوا مع ذلك يقرون الحب والعشق والغرام اذا وقع ، وما قصص جميل بثينة ، وكثيّر عزة ، وعنترة ، وقيس بن الملوّح عنا ببعيد ، فكان كبار القوم يتدخلّون بالجاهات لدى ابو البنت ، ليجمعوا بين المحبين بالزواج ـ وقد ورد حديث ولو أن بعض العلماء يراه ضعيفاً ـ بأنه لا يرى عليه السلام للمحبيّن ـ الا الزواج لهما ، وأساس الحب / ما قاله عليه السلام عند الخطوبة ، في قوله ـ فلينظر لها ، لعله يؤدم بينهما ـ يعني النظرة الأولى هي سبب الحب ، فالحيذر صاحب القلب الضعيف والمهجة الرقيقة ، من النظرة الأولى ـ والسلامة للجميع .