عطاء دائم
10-09-20, 08:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تروي صاحبة المقالة:
كنتُ طالبة في المرحلة الثانوية , وكنت أذاكر لأخي وابن أختي , ومع ضغط الدراسة علي ؛ كنت دائما وبمجرد أن أكرر شرح مسألة لهما أكثر من مرة أمل وأصرخ فيهما , فإن تكرر عدم التركيز أرمي الكتاب في وجهيهما . كنت أبكي وأتحسر علي عصبيتي معهما بمجرد مغادرتي المكان , وأحاسب نفسي وأسألها : هؤلاء أطفال !
فلماذا أعاملهم بهذه العصبية ؟
وبالرغم من ذلك , كنت بمجرد أن أعاود المذاكرة لهما , أو حتي بمجرد علمي بنزول درجاتهم أعود إلي الصراخ والعصبية معهما . وفي يومٍ قلت لأخي الصغير وأنا غاضبة : ابتعد , فلن أدرسك , وكان وقتها في الصف الثاني الابتدائي , فوجئت به يبكي ثم لحقني إلي الغرفة الأخري وهو يقول بصوت متقطع :
آخر مرة سامحيني , فكانت معاناتي بعد ذلك الموقف تزيد يوما بعد يوم . وفي إحدي الليالي قمت في السحر , وسألت الله أن يهديني ويصلحني ويوفقني لسبيل استطيع ضبط نفسي به
, وفتحت المصحف لأتخير من آياته للصلاة , وتوفيقا من الله ؛
إذ بي أفتح علي قوله عزوجل من سورة البقرة :
" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ "
. كنت أقرأ من بداية الصفحة ؛ وحين وصلت إلي هذه الآية لم أتمالك نفسي , وبدأت أكرر الآية :
" وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ "
, ومع التكرار بدأت أفكر : صلابة الحجر تلين وتفجر أنهارا , وأنت أين قلبك ؟!!
عدت من جديد للآية وقراءتها , كان الخطاب فيها لليهود , ووجدتني أحاسب نفسي علي فظاظتي وشدتي في المعاملة ,
حتي استيقظت في اليوم التالي وكأني قد ولدت من جديد . لقد تخرجت بعد ذلك واشتغلتُ بالتدريس ,
وكانت المرحلة الابتدائية أول عملي في التدريس لمدة أربع سنوات , وها أنا اليوم أعمل في التوجيه ,
واستقبل المكالمات من المعلمات لأعلمهن الطريقة الصحيحة في التعامل مع هذه المرحلة , وأتذكر دائما حلم الله علي العاصي والكافر , فكيف بالمؤمن الموحد !
وأخيرا
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ "
دمتم بعافية
تروي صاحبة المقالة:
كنتُ طالبة في المرحلة الثانوية , وكنت أذاكر لأخي وابن أختي , ومع ضغط الدراسة علي ؛ كنت دائما وبمجرد أن أكرر شرح مسألة لهما أكثر من مرة أمل وأصرخ فيهما , فإن تكرر عدم التركيز أرمي الكتاب في وجهيهما . كنت أبكي وأتحسر علي عصبيتي معهما بمجرد مغادرتي المكان , وأحاسب نفسي وأسألها : هؤلاء أطفال !
فلماذا أعاملهم بهذه العصبية ؟
وبالرغم من ذلك , كنت بمجرد أن أعاود المذاكرة لهما , أو حتي بمجرد علمي بنزول درجاتهم أعود إلي الصراخ والعصبية معهما . وفي يومٍ قلت لأخي الصغير وأنا غاضبة : ابتعد , فلن أدرسك , وكان وقتها في الصف الثاني الابتدائي , فوجئت به يبكي ثم لحقني إلي الغرفة الأخري وهو يقول بصوت متقطع :
آخر مرة سامحيني , فكانت معاناتي بعد ذلك الموقف تزيد يوما بعد يوم . وفي إحدي الليالي قمت في السحر , وسألت الله أن يهديني ويصلحني ويوفقني لسبيل استطيع ضبط نفسي به
, وفتحت المصحف لأتخير من آياته للصلاة , وتوفيقا من الله ؛
إذ بي أفتح علي قوله عزوجل من سورة البقرة :
" ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ "
. كنت أقرأ من بداية الصفحة ؛ وحين وصلت إلي هذه الآية لم أتمالك نفسي , وبدأت أكرر الآية :
" وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ "
, ومع التكرار بدأت أفكر : صلابة الحجر تلين وتفجر أنهارا , وأنت أين قلبك ؟!!
عدت من جديد للآية وقراءتها , كان الخطاب فيها لليهود , ووجدتني أحاسب نفسي علي فظاظتي وشدتي في المعاملة ,
حتي استيقظت في اليوم التالي وكأني قد ولدت من جديد . لقد تخرجت بعد ذلك واشتغلتُ بالتدريس ,
وكانت المرحلة الابتدائية أول عملي في التدريس لمدة أربع سنوات , وها أنا اليوم أعمل في التوجيه ,
واستقبل المكالمات من المعلمات لأعلمهن الطريقة الصحيحة في التعامل مع هذه المرحلة , وأتذكر دائما حلم الله علي العاصي والكافر , فكيف بالمؤمن الموحد !
وأخيرا
" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ "
دمتم بعافية