المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " هلاميات "


الفضل10
02-09-21, 10:26 AM
هي :
تلك الهلاميات الزئبقية من العبارات التي تحاول الانفلات
من قبضة التساؤلات - البوليسية - ، لتكون السلامة في ذلك ،
وإن كان انفلاتا لا يتجاوز الخارج من حوزة الذات ناهيك عن ذات الذات !

المصيبة :
عندما تختزل الحقيقة ، وتصنف أنها الحق المنزل من عقل المرء
على قلبه ، ليكون الإيمان القطعي على ما جاء به الوحي من عند
النفس المنظرة ، التي تجعل من دليل الصدق على رسالتها
ذلك التشكيك والتكفير لكل ما جاء ليخالفها !

من هنا :
كان الجهاد فرض عين على المعتنق لذاك الفكر
يقلب نظره يحاول رؤية من يشاطره الرأي ، ويدخل في دينه
ليكونا طلائع التنوير !

تلك المصطلحات :
التي توضع في غير محلها وما هي الإ انعكاسة تترجم ما
يكتنف دواخل ذلك الفرد- اتكلم بشكل عام لا أقصد بذلك الشخصنة
- يحاول التحرش بمن حركت فيهم شهوة الفضول لمعرفة مغزى
ومعنى ذلك المنطوق ، ليبدأ مراجعة ما اختمر في العقل والذي
كان ثمرة البحث بالأخذ والرد بما يترافق مع المناظرة أو الحوار ،

وما :
كان لكل من امتطى صهوة البحث عن التي هي خلف الظواهر
أكانت معنوية أو مادية ليصيبها مشرط التنفنيد والتشريح ،
" ويوضع المقصل على المفصل " ، ليكون النطق بالحكم عن مدى
فاعليتها في هذا الوضع من الوقت في ظرفه الزماني !

إلا :
أن تكون تكون لديه مرجعية معرفية يستند ويقف عليها ،
وبغير ذلك يجد أن كل ما في الكون من ذرة إلى المجرة مجرد
فوضى عبثية تعيش على التنافر ، والتشتت ، والتباين !

وهذا :
بعيد عن الحقيقة ! فالخلل هنا في الاستنباط الناقص الذي
لا يقف على الحقائق ، أو لنقل النظريات التي يصعب مشاغبتها
بالعنتريات أو الكلام المفرغ الممجوج البعيد عن الواقعية ، وأقرب ما يقال
عنه أنه من بنيات الأوهام !

لكل :
فرد في مجتمع ما ثقافته التي يستقيها إما عن منطوق ،
أو مكتوب ، أو مطبق على أرض الواقع كفعل ممارس ،

ولكون :
العالم والعوالم التي نتنفس معها من ذات الهواء لابد ان يصلنا
شرر ما يأخذوه ويذروه ليكون من ضمن السلوكيات والممارسات،
حتى ولو سلمنا جدلا أنها من غير وعي منا ، وإنما يحركنا ما اختمر
في العقل الاواعي !

قد :
يكون الاستقلالية الفكرية والنفسية تطرق باب عقل احدنا
ومن ذاك يسعى جاهدا أن يمحص ما يتراما ويطفو على سطح
الواقع محاولا البحث عن حقيقة ذاته ، ولكن على المنصف
أن يبحث بتجرد من غير أن يسارع في تحقير كل ما تربى عليه ،
ليتمرد ويتنمر عليه من معان وقيم ، ويرى الاشخاص فيما دونه
وفكره مجرد امعات تقلد وتناغي ما يقال لها من غير تفكر ولا تدبر ،
لأن منها ما هي من شعائر الدين التي لا يختلف عليها اثنان ،
ولا يتمارى فيها عقلان ،

وعلينا :
أن لا ننظر لذلك المثقف بأنه المعصوم الذي يرى الأشياء بحجمها الطبيعي ،
وأنه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله وفعله !
وكأنه نبي يوحى إليه ! لكونه متجرد من المؤثرات الجبرية
التي تخرج من رحم الكيان الفلسفي الديني !

الفيلسوف :
ما كان ذلك المسمى له معنا ملاصقا لمن تلفع وتسربل بمقتضاه المعرفي ،
لكون ذلك الحكيم لايركض خلف الألقاب البراقة ، فالعاقل هو من يعرض بضاعته تاركا لمن يمر عليها تقييمها
وتمحيصها تاركا لهم الخيار والحكم عليها .

ما يهم في هذا الأمر :
لابد على المرء أن يكون مثقفا ثقافةيستمدها ويتكىء بالأخلاق الحميدة ،
وما التدين إلا ذلك الداعم والمحرك والباعث لروح المنافسة ،
لا نتحدث في هذا المقام عن الخامل منهم ممن ينتسبون للالتزام ،
لأنهم اهتموا بالمظهر ليكون التزاما صوريا شكليا ،

من هنا علينا معرفة :
أنه لا يوجد هنالك تضاد ، ولا تقاطع في مزاوجة الثقافة والتثقيف ،
وبين أن يتلفع المرء بالاخلاق والقيم النبيلة ،

الثقافة :
تبقى ربيبة توجهات الفرد على وجهته وتوجهه .

وللأسف الشديد :
نجد ذلك الجمود الفكري عندما يكون الإنسان حبيس ما يؤمن به
من غير البحث عن مساحات أخرى تعمل عقله وتوسع مداركه ،
لتكون نظرته شاملة وشاسعة ، ليحيط بعوالم الأشياء ،
وليكون موسوعة علمية وفكرية شديد المحال .


الفضل10


SEO by vBSEO 3.6.1