المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " تسليع المثقف "


الفضل10
03-23-21, 11:25 AM
للأسف الشديد :
بتنا اليوم نسمع جعجعة ولا نرى أثرا لذاك المثقف في معناه الحقيقي _ إلا ما رحم ربي _ بل ما نجده هو ذاك الذي يزيد العامة تيهاً ،
ويدخلهم في امتحان يختبر فيهم مدى انتمائهم وتشبثهم بالمبادئ التي عاشوا عليها .

لنجد :
ذاك المُثقف يأخذ دور المغّرب للجمهور حين يتجاوز " المكان " ويخرج عن البيئة التي يعيش فيها ، ليستورد لنا
ما لا يتناسب معنا ليدخلنا في اضطرب نفسي وعقلي ! و يخلق فينا ذاك الشقاق و الخلاف !

مع أني :
لا أجد تلك المؤهلات والخصائص المطلوبة في المثقف قد تضافرت
فيمن يدعون بأنهم من جملة المثقفين !
_ في غالبهم _

لأن منهم من أغرته " شهوة الشهرة " !
ولكي ينال نصيبا منها دخل
من باب " خالف تُعرف " !!

لأني أرى :
الشطحات تتساقط من بعضهم حينما اختاروا أن يكونوا مهاجمين للقيم التي كان الواجب منهم أن يكونوا
داعين للتمسك بها والعض عليها بالنواجذ !

وما نراه اليوم :
هو تسور بعض المحسوبين على المثقفين على ما يتقاصرون الولوج فيه ، لكونهم ينفصلون وينقطعون عن تلكم الإمكانيات ،
والمفتقرون لتلكم الأدوات التي تعينهم على الوقوف على قاعدة صلبة وأن تكون لهم مرجعية ثابتة لا تتقاطع مع المتفق عليه
ديناً وعرفا ناهيك علماً ومعرفيا !

كنت :
في زيارة لعدد من أساتذة الجامعات الذين يختصون في الأدب ،
وعلم المنطق وهم من بني جنسنا ومن تفخر البلاد بهم ،

دار حوار بيننا في شأن ما حدث من جلبة وردات فعل على ضوء
تلك الردود على ذلك الهجوم على كتاب :

أستاذي
و
شيخي
و
صديقي
و
أخي
الذي أسماه " خلاصة المنطق " .

الذي ما كان ينبغي أن يكون على ذلك الحال من السجال !!

هنا :
يتبين ضيق الأفق لتقبل الآخر ، ويتبين ذلك التعجل في النقد ، وذاك الشطط والجهل في التعاطي مع النقد !!

حين يأتيك النقد معتلاً وليس له دافع غير الشخصنة الخالية من الموضوعية
وبعيدة عن الحرفية والعلمية .

ما نعانيه :
هي تلك " الأنا " حين تتمكن من صاحبها لتجعله يرى نفسه أنه فوق الجميع ،
وأن قوله هو القول الفصل !!

حين :
يتعجل في رده من غير تبين الأمر كي لا يحدث في الساحة شقاقا وافتراقا ، و هناك تلكم " التعصبات " ،
والتكتلات ونصرة " المخطئ " بدل أن تكون المراجعة للحساب والاعتذار على " سبق القلم "
والتعجل في الحكم قبل الإطلاع على حيثيات الأمر كي لا تكون لتلك الانجذابات لذاك الانتماء عاملاً يخرجنا عن الصواب .

قلت لذلك الأستاذ :
للأسف الشديد أننا نجد اليوم ذاك الانكفاء على الذات من قبل المفكر والأكاديمي الذي اختار الانزواء ، وبالمشاهدة كان له اكتفاء !!

و نتاج ذاك :
هو ما نشاهده اليوم من اعتلاء " الأغمار "
لتلك الهامة والقمة ليكون منهم " العطاء" الذي يرسم في مخيلة العامة تلك الخطوط العريضة لمعنى الحياة ،
لنرى ذاك الخبال وتلكم السقطات الفاضحة التي تنهش في عضد العقيدة وتؤثر في معارف الناس !

حين :
يسكبون في قلوبهم وعقولهم تلكم المعلومات القاصرة التي يرفضها العلم والمنطق والتي تُعبر عن ضحالة ما تشربوه من معلومات !

فقال :
ماذا نفعل إذا لم يريدوا سماعا غير أنفسهم ؟!
فقد بادرهم بالنصح وبين لهم مواطئ الخطأ فلان وفلان ،
ولكن بدون جدوى ،تشجع على التكرار ومعاودة البيان !

قلت له :
عندما تتحدثون فإنكم تتجاوزونهم حين توجهون البيان لهم إذ عيونكم -في ذات الوقت- على العامة تبينون الجانب الآخر ،
ليكون منهم الخيار و القرار ،

فمن جملة ما نعانيه اليوم هو :
تمادي أولئك " المعظمين لأنفسهم " ، والذين تطرقوا وخاضوا في بحور لا يستطيعونها ولا يحسنون السباحة فيها ،
و لا الغوص في بطونها لقصر وشح الأدوات التي تعينهم على ذلك ، لتكون منهم تلكم الشطحات والسقطات والشبهات
التي تدحضها الحقيقة الشماء .

أنا لا أقصد :
بدعوتي هذه الحشد والتهييج للمواجة التي وقودها " العصبية والردات العاطفية " وتكميم وإقصاء من يبايننا التوجهات والفكر؛
لنصرة ما لدينا من مبادئ " بقدر " ما أريد بذاك توضيح المسائل ووضع النقاط على الحروف ، ليكون الحوار حواراً علمياً ومنهجياً ،
لا أن يكون الحوار مبنيا على عواطف وردات فعل وعصارة ما تشربه الفريقان وكأنه وراثة من غير تمحيص ولا تمريض !

ما أتعجب منه :
هو ذاك الحاجز الذي ضربه الفريقان على بعضهما !!

أتساءل دوماً :
لماذا لا تُعقد اللقاءات بين المثقفين ليكون بذلك تبادل الأفكار وبلورة الرؤى _ مع تباين التوجهات _
ليكون التكاتف والتعاون لرسم خارطة الطريق لأفراد المجتمع ليكون بذلك التنوير والإرشاد الذي يزرع المحبة واللحمة بين مكوناته " بصرف النظر "
عن توجهاته واعتقاداته ، فالمكان يتسع للجميع لا أن نمارس " الإقصاء ، والتحقير ، والتقزيم " ،
ونقضي على حقيقة وجود ذاك الذي يخالفنا ما نؤمن به ونعتنقه .

فالمجتمع :
يحتاج للتعددية ليكون المسير إلى المصير .

فقط :
" نحتاج لذاك الإقرار و الاعتراف بحجم وقدرة الواحد منا ،
ومعرفة الحدود التي يجب الوقوف عندها ، الذي عندها يكون
مبلغ علمنا ومعارفنا لنتوقف على أعتابها ،لا أن نُقحم أنفسنا في
متاهات لا نُحسن الخروج منها " .

الفضل10
03-23-21, 11:29 AM
قال لي أحدهم بعد أن كتبت مقالي السابق :
كيف لكم أن تبدو لسان حرفكم ؟! وتخوضوا غمار الأدب ،
والثقافة برصيد جهلكم !!

وأنتم عن العلم مبتور سندكم !!!

أما كان الصمت أولى لكم ؟!
به تصان كرامتكم ،
ويسلم به حالكم !

قلت :
أعترف بأن البادرة مني خرجت من روع المشاهد،
من عقيم المعطيات ، وتلك النتائج المعلقة في مشاجب الهوان !!


ما :
اقتحمنا ميدان العلم والثقافة والأدب قاصدين بذاك التعامي عن معرفتنا بحقيقة أنفسنا ،
وبأن العلم الذي عندنا لا يجاوز آلاف الأصفار التي عن يسار الواحد من الحساب !!


ولكن :
هي انتفاضة في وجه ذاك الخبال الذي صار ديدن البعض ممن امتهنوا حرفة الإغراق والإستغراق في ذاك " التزييف والمجاهرة "
بطعن كرامة التراث و الرموز الذين أفنوا حياتهم ليقدمو لنا علما صافياً من أكدار الشبهة على طبق من ذهب !!

ولكن للأسف :
كانت البادرة منا عندما توارى أرباب الحكم ، وأرباب العلم والثقافة والمعرفة بحجاب النأي بالنفس ، والتواضع الذي أخفق البعض منهم عن
معرفة " مكانه وزمانه " ليخلطوا بذاك الأمور فيكونوا مذبذبين بين بين متباينين بين إقدام وإحجام فأدخل البعض أدوات القياس والاجتهاد فيما يُقدم عليه
في قادم الأيام ، فكان الترجيح أن يسكن في بيت الانتظار يفترش الرجاء والأمل ، وينام على حصير التسويف ويطارد أحلام اليقظة التي يصعقُها الواقع المُعاش !!

بُح صوتنا :
ونحن نحاول تحريك الساكن منهم !!
وقد بينا لهم بأنا لا نريد منهم جر ألسنتهم وأقلامهم من أغمادها ليبيدوا الآخر !
وإنما عمدنا لذاك من أجل خلق التوازن ، ولنخلق ذاك الواقع المتدافع الذي به نقف على خطوة واحدة والتي بها " يُراجع الحساب "
ونخرج بها من غُرف " التوجس والخوف " التي نتهامس فيها وتعترينا في أثنائها تلكم الرعشة المتمخضة عن ذاك الخوف من المستقبل
الذي يُجلّي " ماهيته " قادم الأيام .

من هنا :
لا زلنا نُعوّل على أولئك المخلصين أن ينبرو ليحملوا راية العلم ، والثقافة ، و
المعرفة ليوصلوا الناس بذاك إلى معين الحقيقة ، وليبينوا لهم الحق ، ومعالم طريقه .


الفضل10

رونق
06-17-21, 01:29 AM
سلمت. الايادي
يعطيك الف عافيه

القارظ العنزي
05-13-22, 11:13 AM
طرح جميل ومعمق الفضل 10


SEO by vBSEO 3.6.1