المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص وعبر من حياة الصحابيات


عطاء دائم
09-28-21, 06:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصص وعبر من حياة الصحابيات


الشيماء

الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة

لحظات الطفولة لا تُنسى، ورفقاء الطفولة يكون لهم في القلب مكانة خاصة
وهكذا كانت "الشيماء" أخت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة، أمها السيدة حليمة السعدية التي أرضعت النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، واحتضنته في بادية بني سعد، فكان يلعب مع أبناءها ومنهم حذافة بنت الحارث السعدي التي اشتهرت بـ "الشيماء".

وكانت الشيماء رضي الله عنها أكبر عمرًا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنحو خمس أو ست سنوات تقريبا، وكانت تحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وترعاه في صغره وتلاعبه


وتمر السنين، وتأتي غزوة حنين، حيث وقعت الشيماء أسيرة في ايدي المسلمين ضمن أسرى هوازن، ولم تكن قد أسلمت بعد وقد كبر سنها وتغيرت ملامحها، فقالت لهم:
تعلمون والله أني لأخت صاحبكم من الرضاعة، ولكنهم لم يصدقوها حتى جاؤوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

فقالت له: يا محمد إني أختك من الرضاعة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وما علامة ذلك؟، قالت: عضة عَضَضْتنيها في ظهري وأنا متوركتك( واضعتك على وركي)

فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أخته فعلاً فبسط لها رداءه وقال:" ههنا"
ثم أجلسها على ردائه، وخيرها بين البقاء معززة مكرمة في جواره أو العودة إلى قومها، وقال لها:" إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أمتعك وترجعي إلى قومك."

فاختارت الشيماء أن تعود إلى قومها، فزودها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالدابة والزاد والماء لترجع إلى قومها، وأسلمت الشيماء رضي الله عنها، فاعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أعبد وجارية وأجزل لها العطاء ثم ردها إلى قومها الذين أسلموا بعد أن حررهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأسر ورد عليهم أبناءهم ونسائهم وأموالهم.

وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، ارتدت هوازن، فوقفت الشيماء موقفًا شجاعًا تدافع عن الإسلام بكل جهدها حتى أذهب الله الفتنه عن قومها.

وكانت الشيماء رضي الله عنها عابدة زاهدة ناسكة، واشتهرت بأشعارها في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصرة دين الإسلام، وقد توفيت بعد العام الثامن من الهجرة النبوية الشريفة ....

ولنا لقاء متجدد بإذن الله

عطاء دائم
09-28-21, 06:50 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم أيمن رضي الله عنها (1)
حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم

أم أيمن رضي الله عنها حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم صحابية لها مكانتها ومنزلتها العالية في قلب رسولنا الحبيب واسمها «بركة بنت ثعلبه بن عمر» الملقبة بأم «أيمن الحبشية»


وهي الصحابية الوحيدة - ربما - التي حظيت بطول صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل ميلاده، وطوال حياته، وحتى وفاته، فلم يفكر في أن يبعدها عنه، ولا هي فضلت العيش بدونه، كانت معه وحوله، أحبته بالقول، وأحبته بالفعل فصدقت في الاثنين.


ولقد كانت أم أيمن رضي الله عنها جارية عند عبد الله والد رسولنا الكريم، ولما تزوج عبد الله من السيدة آمنة بقيت السيدة «بركة» أو أم أيمن معهم تخدمهم ..


ولقد عاشت رضي الله عنها مراحل النبوة منذ بدايتها، فهي حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم ورثها عن أبيه، وعاصرت نموه صلى الله عليه وسلم منذ ولادته ثم رضاعته في بني سعد وعودته إلى أمه لما بلغ الخامسة من عمره، وكانت معه حين أرادت السيدة «آمنة بنت وهب» أم النبي صلى الله عليه وسلم أن تزور بني النجار أخوال جده عبد المطلب بالمدينة، وعاصرته كذلك في رحلة العودة الأليمة التي فقد فيها أمه فعادت به إلى مكة المكرمة، كي يكون في رعاية جده عبد المطلب.


أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ، ولقد أسلمت رضي الله عنها مبكرا مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، و تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن وقد أسلم أيمن وكان له هجرة وجهاد واستشهد في غزوة حنين ، وتوفى زوجها عبيد الخزرجي وقيل أنه استشهد في احدى الغزوات..


ثم تزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له أسامة بن زيد ، وكان أسامة فخر الابن لأمه فقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره. فأصبحت زوجاً لحب النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ، وأماً للشهيد ” أيمن بن عبيد الخزرجي ” ، وأماً لفارس من فرسان الإسلام ، وهو الحب بن الحب “أسامة بن زيد” رضي الله عنهما .


وهي من المهاجرات الأول ، ومن مناقبها أنه لما أذن الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة هاجرت أم أيمن رضي الله عنها ، وعطشت في الطريق وكادت أن تهلك، لولا أن الله أكرمها تقول رضي الله عنها :
" تدلى لي دلو من السماء فيه ماء برشاء أبيض، فأخذته وشربت منه حتى رُويت، فما أصابني بعد ذلك عطش، وإنني كنت لأصوم في اليوم الحار فما أعطش "


.....تابعونا لنكمل

سيدهم
09-28-21, 09:37 AM
جزاكم الله عنا الف خير
وبارك الله فيك عطاء

عطاء دائم
09-29-21, 06:50 AM
جزاكم الله عنا الف خير
وبارك الله فيك عطاء

واياك يا رب خير الجزاء اخي
شكرا لكرم مرورك
ربي يحفظك

عطاء دائم
09-29-21, 06:51 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم أيمن رضي الله عنها (2)
حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم

لم تفارق أم أيمن رسولنا الكريم فأصبحت أمه بعد أمه وقد كانت أم أيمن تلاطف النبي صلى الله عليه وسلم ، كما كان صلى الله عليه وسلم يمازحها كثيراً ويستأنس بالحديث معها، كما كان حريصاً على زيارتها من آن إلى آخر. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: "ذهبت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أم أيمن نزورها، فقربتْ له طعامًا أو شرابًا، فإما كان صائمًا، وإما لم يرده، فجعلت تخاصمه؛ أي: كُلْ (تصر على أن يأكل )"
مسلم
وفي رواية: فأقبلت تضاحكه وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبتسم لتصرفاتها ويهش لها.


ورغم كبر سن أم أيمن رضي الله عنها ،فقد أبت إلا أن تشارك في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي غزوة أحد خرجت مع النساء ، وكانت مهمتها مداواة الجرحى والاعتناء بهم ، وسقاية العطشى من المجاهدين ، وكانت تحثو التراب في وجوه الذين فروا من المعركة، وتقول لبعضهم : " هاك المغزل وهات سيفك" تسفيها منها لمن رجع وترك المعركة


وفي غزوة خيبر خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون امرأة كان من بينهن أم أيمن رضي الله عنها وأما ابنها أيمن فقد تخلف لمرض فرسه ، وكانت أمه قد وصفته بالجبن .


وفي سرية مؤتة قتل زيد بن حارثة رضي الله عنه فتلقت أم أيمن نبأ استشهاد زوجها وهي صابرة محتسبة ، ثم تأتي غزوة حنين ويقتل فيها ابنها أيمن ، فتصبر وتحتسب ابنها عند الله تعالى ابتغاء مرضاته


ومرت الأيام ، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وتسرب النبأ الفادح وأظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها بفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت أم أيمن رضي الله عنها حزينة تبكي على فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول :

حين قالوا الرسول أمسى فقيدَا
ميتًا كان ذاك كل البلاء
وابكيا خير من رزئناه في الدنيا
ومن خصه بوحي السماء
بدموع غزيرة منك حتى
يقضي الله فيك خير القضاء


وقد روي عن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله . فقالت : ما أبكي لأني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء .


توفيت أم أيمن بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر وقيل ستة أشهر ، ماتت ورسول الله صلى الله عليه وسلم راض عنها رضي الله عنها وأرضاها....

عطاء دائم
09-29-21, 06:53 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


صفية بنت عبد المطلب(1)
عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

سنتحدث اليوم عن صحابيةٍ عُرفت بجرأتها وشجاعتها وقوة شخصيتها، صحابية يربطها بالنبي صلى الله عليه وسلم نسبٌ قوي فهي عمته، وقد آمنت به منذ بدايات جهره بالدعوة الإسلامية


والدها عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، ووالدتها هالة بنت وهب أخت السيدة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم، أخوها أسد الإسلام حمزة وابنها الزُبير ابن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سل سيفًا في الإسلام. وكانت من المهاجرات الأول ، شاعرة الهاشميات .

زوجها : الحارث بن حرب بن أمية ،وهو أخو سفيان بن حرب، توفي عنها ، فتزوجها العوام بن خويلد الأسدي أخو خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فولدت له الزبير ، والسائب ، وعبد الكعبة


أخوتها : عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم ، والحارث أبو طالب واسمه عبد مناف ، والزبير ويكنى أبا الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله ،وأبو لهب واسمه عبد العزى ، والغيداق والمقوم ، وضرار ، والعباس ، وقثم ، وعبد الكعبة ، والمغيرة

أدرك الإسلام منهم أربعة : أبو لهب ، وأبو طالب ، والعباس ، وحمزة . فأسلم حمزة والعباس رضي الله عنهما .

إسلامها رضي الله عنها

كان إسلام صفية رضي الله عنها مبكراً ، لأنه عندما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته الأقربين ،خص ابنته فاطمة وعمته صفية رضي الله عنهما بما أمره الله عزوجل بتبليغه كما جاء في الحديث الصحيح .

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئاً ، سلوني من مالي ما شئـتم ".

دعاها النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأسلمت .،فكانت صفية بنت عبد المطلب الهاشمية، رضي الله عنها من أوائل الذين آمنوا به وصدقوا برسالته ، واتبعوا النور الذي أُنزل معه
قال الذهبي: والصحيح أنه ما أسلم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم سواها .

ولا تنسى رضي الله عنها ذلك اليوم الذي جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم أقربائه بعد أن نزل قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214]،
وكانوا نحو أربعين شخصًا فدعاهم إلى الإسلام، ثم قال لهم: «يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم من الله لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد المطلب لا أُغني عنكم من الله شيئًا، يا عباس ابن عبد الله المطلب لا أُغني عنك من الله شيئًا، يا صفية عمة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئًا، يا فاطمة بنت رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئًا»
البخاري

نعم يا صفية عمة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئًا.
«لا أغني عنك من الله شيئًا»، كلمات قليلة كان لها أثر جذري في تغيير حياة صفية رضي الله عنها ، بدأ ذلك التغيير حين قررت رضي الله عنها أن تترك دين آبائها وأجدادها وتتبع دين ابن أخيها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، ظلت تلك الكلمات محفورة في ذاكرتها عمرها كله، فكونها عمة للنبي صلى الله عليه وسلم لن يفيدها بشيء إذا لم تتبع سنته وطريقته وتلتزم بتعاليم دينه، وقرابتها للنبي صلى الله عليه وسلم لن تغني عنها يوم القيامة شيئًا.


....تابعونا لنكمل

سحايب شماليه
09-29-21, 12:10 PM
الله يعطيك العافيه على الطرح القيم
جزاكِ الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك

عطاء دائم
09-30-21, 07:05 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح القيم
جزاكِ الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك




الله يعافيك غاليتي
واياكِ يا رب خير الجزاء
شكرا لكرم مرورك

عطاء دائم
09-30-21, 07:08 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


صفية بنت عبد المطلب (2)
عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

هاجرت صفية رضي الله عنها إلى المدينة مع ابنها الزبير رضي الله عنه ، وقامت بأهم الأدوار في معارك المسلمين ، ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها في طليعة النسوة اللاتي خرجن لخدمة المجاهدين ، وتحميسهم على الجهاد، ومداواة الجرحى .

وفي هذه الغزوة استشهد أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أخو صفية وعم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثّل وحشي بجثته فبقر بطنه وجدع أنفه وأذنيه ، فجاءت صفية رضي الله عنها إلى ميدان المعركة وحملت رمحًا وجعلت تقول للناس موبخة مؤنبة: "انهزمتم عن رسول الله"، ثم تقدمت باتجاه الشهداء تريد رؤية أخيها حمزة رضي الله عنه وقد سمعت ما صنعه المشركين به من المثلى

يروى أنها جاءت وهي تحمل في يدها ثوبين لتكفنه، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بمقدم صفية إلى أُحد، ساءه أن ترى أخاها حمزة بهذا المنظر المريع ، فطلب من ابنها الزبير أن يحول دون رؤية أمه لأخيها حمزة، عندها اعترض الزبير طريق أمه قائلًا: "يا أماه إن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي"
فأجابته وهي تبتلع حسرتها وألمها مع دموعها: "ولم يا بني؟ قد بلغني أنه قد مُثل بأخي في سبيل الله وما أرضاني بذلك ولأحتسبن وأصبرن إن شاء الله"


وهي أول امرأة قتلت رجلاً ، تحدث هي عن نفسها رضي الله عنها قالت: أنا أول امرأة قتلت رجلاً كان حسان معنا ، فمر بنا يهودي فجعل يطيف بالحصن ، فقلت لحسان: " إن هذا لا آمنه أن يدل على عورتنا" ، فقم فاقتله . قال :" يغفر الله لكِ! لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا "، فأخذت عموداً ، ونزلت ، فضربته حتى قتلته .

فقد احتمت السيدة صفية رضي الله عنها مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وبعض نساء الصحابة وأولادهم في حصن يملكه شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه ، يقال لهذا الحصن حصن فارع

وذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليحفروا الخندق في تلك الأثناء يحفروه حول المدينة، في هذه الفترة حدثت في حصن فارع قصةٌ عجيبة، كان أحد يهود بني قريظة يدور حول الحصن والنظرات الخبيثة تملأ عينيه، هرعت صفية رضي الله عنها إلى حسان بن ثابت تخبره بذلك وهي تقول: " قم ياحسان، قم إلى ذلك اليهودي فوالله إني لا آمنه أنه يدل على عوراتنا "

كانت رضي الله عنها تخشى أن يعرف اليهودي أن الحصن ليس فيه إلا النساء والأطفال فيذهب بتلك الأخبار إلى يهود بني قريظة، ويهود بني قريظة في غزوة الخندق نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وناصروا أعدائه عليه، فخافت أن يهجموا على الحصن فيقتلوا النساء والأطفال أو يسبوهم إذا ماعلموا أن ليس هناك من يحمي النساء والأطفال في الحصن

ولما رفض حسان رضي الله عنه أن ينزل ليقتل اليهودي ، فحملت رضي الله عنها عمودًا ثم نزلت متسللةً وأتت عدوها من خلفه وضربته على رأسه بالعمود عدة ضربات حتى قتلته، وعندما رجعت إلى الحصن قالت لحسان: "انزل يا حسان فخذ سلبه( السلب هو ما مع الشخص من سيف وأمتعة) فإنه والله لا يمنعني من ذلك إلا أنه رجل وأنا امرأة".
أجابها حسان: "يرحمك الله يا عمة رسول الله والله ما لي من سلبه من حاجة"

وقد أسهم لها النبي صلى الله عليه وسلم من الغنائم كما يسهم للمقاتلين، فقد اعتبر دفاعها عن النساء في حصن فارع وقتلها لذلك اليهودي مشاركة في الجهاد ، و شهدت رضي الله عنها بعد ذلك غزوة بني قريظة

ويوم خيبر خرجت صفية رضي الله عنها مع ابنها الزبير رضي الله عنهما فخرج، ياسر اليهودي فبرز له الزبير رضي الله عنه فقالت صفية رضي الله عنها لما خرج إليه الزبير: يا رسول الله يقتل ابني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بل ابنك يقتله إن شاء الله" ، فخرج إليه وهو يرتجز ثم التقيا فقتله الزبير .


توفيت رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب سنة عشرين من الهجرة ، وهي بنت ثلاث وسبعين سنة ، وصلى عليها عمر بن الخطاب ، ودفنت بالبقيع
فرضي الله تعالى عنها وأرضاها....

عطاء دائم
09-30-21, 07:11 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


فاطمة بنت أسد

هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها ، الهاشمية أول هاشمية تلد هاشمياً فهي زوجة أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أم أولاده طالب و عقيل و جعفر و علي ، و هي أول ثلاث نسوة هاشميات ولدن خلفاء فهي أم الخليفة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ومن بعدها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم ولدت الحسن عليه السلام ثم زبيدة امرأة الرشيد ولدت الأمين

وهي مربية رسول الله صلى الله عليه و سلم ،تربى الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتها ، فلما مات عبد المطلب ما كان يشغله إلا أحب أحفاده إليه محمد صلى الله عليه و سلم فأوصى به من توسم فيه الخير من أبنائه في حسن رعايته لما عرف عن أبي طالب من حب لابن أخيه و لكون امرأته تعتبر عمة هذا اليتيم فكفله أبو طالب و أحبه و أحبته زوجته أكثر من أبنائها و كانت له أماً بعد أمه

فكانت رضي الله عنها تحوطه وترعاه وتقوم بأمره ، وتحسن رعايته ،لما كانت تراه في بركته ،فقد كانت تلاحظ ان البركة تحل في طعامهم إذا أكل معهم ، وماكانت تراه منه من خلق عظيم
ولقد أحبها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أحب أبنائها و اعتبرهم صلى الله عليه و سلم أخوته


و لما نزل قول الله تعالى : "وأنذر عشيرتك الأقربين" دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قومه الأقربين للإيمان بالله تعالى و كانت فاطمة بنت أسد رضي الله عنها من المسارعين للإجابة و كانت رضي الله عنها تخفف عن الرسول صلى الله عليه و سلم بعد موت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها و أرضاها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر زيارتها ، ويقيل في بيتها


ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجرت رضي الله عنها مع من هاجر ، ونالت بذلك شرف الهجرة

ولما تزوج على رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه
فرحت رضي الله عنها بزواجهما ، وعاشت معهما وقال لها على رضي الله عنه : لو كفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وكفتك في الداخل الطحن والعجن ؟ فتراضوا على ذلك .


توفيت رضي الله عنها في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم و قد حزن عليها صلى الله عليه و سلم لوفاتها و كفنها صلى الله عليه و سلم في قميصه وصلى عليها ، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه وبسوي عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان ، وكان قد جثا في قبرها

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب خلع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه، واضطجع في قبرها، فلما سوي عليها التراب، قال بعضهم‏:‏ يا رسول الله رأيناك صنعت شيئاً لم تصنعه بأحد‏!‌‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏ألبستها قميصي لتكسى من ثياب الجنة، واضطجعت معها في قبرها أخفف عنها من ضغطة القبر، إنها كانت من أحسن خلق الله إلي صنيعاً بعد أبي طالب‏"‌‏.‏
رواه الطبراني

ولقد روت رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم ستة و أربعون حديثاً واتفق لها الشيخان على حديث واحد رضي الله عنها وارضاها....

تابعونا لنكمل ......

ŢαŢμαŊα
09-30-21, 03:21 PM
سلسله عطرة من سيرة ريحانات الجنة
رضي الله عنهن وجمعنا وأياهن في الفردوس الاعلى

يعطيكي الف عافيه أختي الغاليه عطاء ع أختيارك الفخم ومجهودك الجبار
في أنشاء هالسلسله الفاخرة ربي يجعله في ميزان حسناتك ويرزقك سعاده الدارين

يثبت الموضوع للأقتداء والاستفاده من قصص وعبر الصحابيات الجليلات
يمنح التقييم + ختم مجهود شخصي لمده (3 أيام)

عطاء دائم
09-30-21, 03:39 PM
سلسله عطرة من سيرة ريحانات الجنة
رضي الله عنهن وجمعنا وأياهن في الفردوس الاعلى

يعطيكي الف عافيه أختي الغاليه عطاء ع أختيارك الفخم ومجهودك الجبار
في أنشاء هالسلسله الفاخرة ربي يجعله في ميزان حسناتك ويرزقك سعاده الدارين

يثبت الموضوع للأقتداء والاستفاده من قصص وعبر الصحابيات الجليلات
يمنح التقييم + ختم مجهود شخصي لمده (3 أيام)



الله يعافيك اختي الغالية تاتيانا
الله يبارك لنا ولك في كل ما نقدمه هنا
ويتقبل منا كل عمل خالص لوجهه الكريم
شكرا على مرورك وتقييمك والختم والتثبيت
ربي يحفظك ويسعدك ويرزقك ما تتمني

عطاء دائم
10-01-21, 07:08 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم الفضل(1)

هي الصحابية الجليلة أم الفضل بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية زوجة العباس عم النبي ﷺ و أم أولاده الستة.....

أسمها : لبابة الكبرى لأن لها أختاً "لبابة الصغرى" وهي أم خالد بن الوليد سيف الله وأمها هند بنت عوف بن الحارث
وهي أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخواتها من أمها أسماء بنت عميس و سلمى بنت عميس رضي الله عنهم جميعا


وقيل عنها أكرم الناس أصهاراً ، فأصهارها هم :
رسول الله ﷺ زوج أختها ميمونة بنت الحارث ، وهي آخر من تزوج رضي الله عنها.
و زوجها العباس رضي الله عنه عم رسول الله ﷺ
و جعفر بن أبي طالب – ذو الجناحين - ثم أبو بكر الصديق ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ازواج أختها أسماء بنت عميس
و حمزة بن عبد المطلب زوج أختها سلمى بنت عميس ومن بعده شداد بن الهاد
و الوليد بن المغيرة زوج أختها لبابة بنت الحارث الهلالية وتلقب بالصغرى وهي أم الصحابي الجليل سيف الله المسلول خالد بن الوليد .


قال رسول الله ﷺ وسلم وذكرت ميمونة بنت الحارث وأم الفضل بنت الحارث وأخواتها لبابة الصغرى وأسماء وسلمى ابنتا عميس فقال رسول الله ﷺ :
( إن الأخوات لمؤمنات )
وفي رواية : " الأخوات الأربع مؤمنات أم الفضل وميمونة وأسماء وسلمى "



وهي أم عبد الله بن عباس حبر الأمة ، وخالة سيف الله المسلول خالد بن الوليد و خالة أبناء جعفر وخالة محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم
و قد ولدت للعباس رضي الله عنه ستة رجال وهم : الفضل (وكان العباس يكنى به رضي الله عنه) ، عبد الله، معبد، عبيد الله، قثم وعبد الرحمن وولدت له بنتاً أسمها أم حبيب .


وقد بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بمولد ولدها عبد الله بن العباس
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
( حدثتني أم الفضل بنت الحارث ، أمه ، قالت: بينا أنا مارة و النبي ﷺ في الحجر فقال: ( يا أم الفضل) قلت : لبيك يا رسول الله، قال: (إنك حامل بغلام ) قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولِّدون النساء ؟ قال: (هو ما أقول لك، فإذا وضعتيه فأتيني به) فلما وضعته أتيت به النبي ﷺ فسماه عبد الله و ألياه(حنكه بريقه) بريقه، قال: (اذهبي به، فلتجدنَّه كيسا )

قالت : فأتيت العباس فأخبرته، فتبسم، ثم أتى النبي ﷺ ،و كان رجلا جميلا، مديد القامة، فلما رآه النبي ﷺ قام إليه فقبل ما بين عينيه و أقعده عن يمينه، ثم قال : ( هذا عمي، فمن شاء فليباه بعمه ) فقال العباس: بعض القول، يا رسول الله ، قال : ( ولم لا أقول وأنت عمي وبقية آبائي، والعم والد )
رواه الطبراني و قال الهيثمي إسناده حسن.

وفي رواية أخرى أنها رضي الله عنها كانت حبلى بأبنها عبد الله عندما كان النبي ﷺ محاصراً في الشعب مع بني هاشم فجاءه العباس رضي الله عنه وقال : "يا محمد أرى أم الفضل قد اشتملت على حمل"
فقال ﷺ: "لعل الله أن يقر أعينكم"

وقد مات كل واحد من أولادها في بلد بعيد عن الآخر وقيل : ما رأينا مثل بني أم واحدة أشراف ولدوا في دار واحدة أبعد قبوراً من بني أم الفضل


..تابعونا لنكمل

عطاء دائم
10-01-21, 07:11 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم الفضل(2)

إسلامها رضي الله عنها:
قال أبو رافع مولى رسول الله ﷺ كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، و كان الإسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس و أسلمت أم الفضل وأسلمت، وكان العباس يهاب قومه و يكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال كثير متفرق في قومه ..

والمشهور عن إسلامها أنها رضي الله عنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
وفي البخاري ما يدل على انها من المسلمات الأوائل إذ يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( كنت أنا و أمي من المستضعفين من النساء والولدان )

ولذا فهي أول السابقات و هو مقام كريم و فوز عظيم، و منزلة لم تبلغها امرأة قط
و قد قال عنها الإمام الذهبي رضي الله عنه : كانت أم الفضل من علية القوم .

و كانت لأم الفضل رضي الله عنها وقعة شهيرة يوم بدر يرويها أبو رافع مولى رسول الله ﷺ يقول : كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان أبو لهب –عدو الله- قد تخلف عن بدر فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبثه -أذله- الله واخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزاً.

وكنت رجلاً ضعيفاً أعمل القداح أنحتها في حجرة زمزم و عندي أم الفضل جالسة و قد سرنا ما جاء من أنباء نصر الله للمسلمين فجاء أبو لهب ولم يصدق أنباء النصر وجاء أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فقال أبو لهب : إلي يا ابن أخي ما خبر الناس ؟

فقال : ما هو إلا لقينا رجال حتى منحناهم أكتافنا و لقينا رجال على خيل بلق بين السماء و الأرض
فقلت : تلك الملائكة
فلطمني أبو لهب لطمة شديدة وطفق يضربني

فقامت أم الفضل الى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فشجت رأسه شجة منكرة و قالت : تستضعفه أن غاب عنه سيده فقام مولياً ذليلاً فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة (مرض معدي )فقتله

وقد هاجرت رضوان الله عليها مع زوجها العباس عم النبي ﷺ ، إلى المدينة، عام الفتح ،وشهد العباس رضي الله عنه فتح مكة وانقطعت الهجرة بعدها، وشهد غزوة حنين وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين

وكان رسول الله ﷺ يعظمه ويكرمه بعد إسلامه وكان وصولا لأرحام قريش، محسنا إليهم، ذا رأي سديد وعقل غزير
قال رسول الله ﷺ: ( أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه )
وعن العباس رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله ﷺ فقلت : علمني يا رسول الله شيئا أدعو به فقال : ( يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة )

مكانتها من آل بيت النبي ﷺ:
كان رسول الله ﷺ يقيل عندها وذات مرة أخبرته بحلم رأته فقالت : يا رسول الله رأيت كأن عضواً من أعضائك في بيتي فقال ﷺ :( خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً وترضعيه بلبن ابنك قثم )
فولدت فاطمة رضي الله عنها الحسين رضي الله عنه وأرضعته أم الفضل مع أبنها قثم رضي الله عنه والذي كان يشبه النبي ﷺ

قالت أم الفضل رضي الله عنها : فأتيت به (بالحسين رضي الله عنه ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو يلاعبه ويقبله ، إذ بال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" يا أم الفضل أمسكي ابني فقد بال عليَّ ".

قالت : فأخذته ، فقرصته قرصة بكى منها ، وقلت : آذيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بلتَ عليه ، فلما بكى الصبي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا أم الفضل آذيتني في بُني ، أبكيته ".
ثم دعا بماء ، فحدره عليه حدراً ، ثم قال :" إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً ، وإذا كان جارية فاغسلوه غسلاً ".


أم الفضل ترسل بقدح لبن إلى رسول الله صلى الله عليه
كانت رضي الله عنها حكيمة عاقلة ، فمن أخبارها رضي الله عنها وفيه دلالة على حكمتها ، أن ناساً من الصحابة اختلفوا يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم ، وقال بعضهم : ليس بصائم . فأرسلت أم الفضل رضي الله عنها إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه ، وأزالت رضي الله عنها بعلمها هذا الالتباس الذي حصل عند القوم


و قد توفيت رضي الله عنها في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وماتت قبل زوجها العباس رضي الله عنه ، فرضي الله عن أم الفضل وأرضاها...

..تابعونا لنكمل

عطاء دائم
10-02-21, 07:00 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


الربيع بنت النضر

هي الرُّبَيِّع بنت النضر بن ضمْضم بن زيد بن حَرام بن جُندب بن عامر بن غَنم بن عدي بن النجار الأنصارية، وهي من بني عدّي بن النجار.

أخت شهيد أحد أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك خادم رسول الله ﷺ وهي أم شهيد بدر حارثة بن سراقة رضي الله عنهم

استشهاد ولدها حارثة بن سراقة

دعا النبي ﷺ المسلمين للخروج إلى بدر، فخرج معهم حارثة وكان غلاما ، وبعد اصابة عبيد بن الحارث بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله ﷺ، ونقله لرسول الله ﷺ، ذهب الحارثة بن سراقة ليشرب من الحوض ، فأصابه سهم ، رماه به حبان بن العرقة ، وهو يشرب من الحوض ، فأصاب حنجرته فقتله

وبعد انتهاء المعركة ، وعودة النبى ﷺ من غزوة بدر بالنصر المبين، وكان في انتظارهم النساء والأطفال، ومن بينهم أم سراقة الربيع بنت النضر تنتظر مقدم ولدها فلما دخل المسلمون المدينة ولم يحضر حارثة بن سراقة، وعلمت بالخبر

فجاءت إلى النبي ﷺ تسأله عن مصير ابنها ، ولندع أنس بن مالك ( ابن أخيها يروي لنا الخبر كما هو عند البخاري قال أنس بن مالك : أنَّ الرُّبَيِّعَ بنتَ النَّضْرِ أَتَتِ النبيَّﷺ وكان ابنُها حارِثَةُ بنُ سُرَاقَةَ وكان أُصِيبَ يومَ بَدْرٍ أصابه سَهْمٌ غَرَبٌ فأَتَتْ رسولَ اللهِ ﷺ فقالت: أَخْبِرْنِي عن حارِثَةَ لَئِنْ كان أصاب خيرًا احْتَسَبْتُ وصَبَرْتُ وإن لم يُصِبِ الخيرَ اجْتَهَدْتُ في الدعاءِ( و في رواية )اجتهدت في البكاء عليه) فقال النبيُّ ﷺ : " يا أُمَّ حارِثَةَ إنها جِنَانٌ وإنَّ ابْنَكِ أصاب الفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى "

وكان حارثة رضي الله عنه عظيم البر بأمه، حتى قال النبي ﷺ :
"دخلت الجنة فرأيت حارثة، كذلكم البر".

أخوها أنس بن النضر أقسم على الله فأبره:

عن أنس رضي الله عنه أنَّ الربَيّع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنتها فطلبوا العفو من أهلها فأبوا ، فطلبوا الأرْش (الدية) فأبوا ، فقال رسول الله ﷺ: " كِتَابُ اللهِ القِصَاصُ"

فقال أنس بن النضر( أخوها) : أيكسر سنّ الربيّع؟ لا، والذي بعثك بِالحقِ لا يكسِر سنها، فرضوا بالأرْش، فقال رسول الله ﷺ: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ، مِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ " ، أي رضى أهل المجني عليها بالدية بعد أن أقسم أخوها
البخاري

استشهاد أخوها أنس رضي الله عنه

لم يخرج أنس رضي الله عنه مع النبي ﷺ لقتال المشركين في غزوة بدر، فحزن حزنًا شديدًا أن فاته شرف القتال مع رسول الله ﷺ، ونذر نفسه للشهادة في سبيل الله في أول معركة بين المسلمين والكفار بعدها، ليعوض ما فاته من يوم عظيم.

وجاء للنبي ﷺ فقال له: يا رسول الله، غبت عن قتال بدر، غبت عن أول قتال قاتلتَ المشركين، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين اللهُ ما أصنع"، فلما كانت غزوة أحد ، خرج أنس بن النضر مع المسلمين، وهو يتمنى أن يلقى الله شهيدًا في هذه الغزوة.

وبدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين إلى أن خالف الرماة أمر رسول الله ﷺ ،وتحول النصر إلى هزيمة، وفر عدد كبير من المسلمين، ولم يثبت مع النبي ﷺ سوى نفر قليل، ثم أشيع بين المسلمين بأن رسول الله ﷺ قد قتل

فقال أنس رضي الله عنه :" ان كان رسول الله قد مات, فقوموا وقاتلوا على ما مات عليه رسول الله"
فانطلق يشق صفوف المشركين قائلاً: "اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء (يعنى أصحابه) وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء (يعنى المشركين)"

ويروي أنس بن مالك – ابن أخيه -لنا بقية الحادثة ، كما عند مسلم :
" عمي الذي سمَّيتَ به لم يشهد مع رسولِ اللهِ ﷺ بدرًا ، فشقَّ عليه و قال : أولُ مشهدٍ شهده رسولُ اللهِ ﷺ غيَّبتُ عنه . إن أراني اللهُ مشهدًا ، فيما بعد ، مع رسولِ اللهِ ﷺ ، ليَراني اللهُ ما أصنع

فشهد مع رسولِ اللهِ ﷺ يومَ أُحُدٍ ، فاستقبل سعدَ بنَ معاذٍ فقال له : يا أبا عَمرو ! أين ؟ فقال أنس : واهًا لريحِ الجنةِ أجده دون أحُدٍ ، فقاتلهم حتى قُتلَ

فوُجِدَ في جسدِه بضعٌ وثمانون من بين ضربةٍ وطعنةٍ ورميةٍ ، فقالت أختُه ، عمتي الرُّبيِّعُ بنتُ النَّضر: فما عرفتُ أخي إلا ببنانِه (أصبعه)
ونزلت هذه الآيةُ: { مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } (لأحزاب23 ) فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابِه "


..تابعونا لنكمل

عطاء دائم
10-02-21, 07:02 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


سمية بنت الخياط
أول شهيدة في الإسلام

هي الصحابية: سمية بنت الخياط رضي الله عنها
تكنى: "أم عمار" تعرف باسمها "سمية" وكنيتها بابنها عمار بن ياسر وهي من مشاهير الصحابيات. كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر بن عامر حليفا لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه بها فولدت له عمارا فأعتقه ، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات ، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبد الله وسمية وعمار رضي الله عنهم جميعا


وهي أول شهيدة في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في سبيل الله


فقد كانت سمية رضي الله عنها من أوائل من دخل في الإسلام فهي سابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها وزوجها رضي الله عنهم ..

فالرسول صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه ، أما أبوبكر الصديق رضي الله عنه فقد منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت لهيب الشمس الحارقة

عن مجاهد قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبوبكر ، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار


ولقد عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً ، وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأت قلوبهم بنور الله عزوجل


فقد ذاقت هي وعائلتها أقصى أنواع العذاب حتى ترجع عن الإسلام ، ولكنّها لم تضعف يوماً، وكان يمرّ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يُعذّبون ويقول لهم: (صبراً آل ياسر، صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة)

و بقيت سميّة رضي الله عنها ثابتة على موقفها حتى تحت وطأة أشد العذاب، و نالت رضي الله عنها الشهادة بعد أن طعنها أبوجهل بحربة بيده في قبلها فماتت على إثرها ، وكانت بذلك أول شهيدة في الإسلام
وكانت رضي الله عنها حين استشهدت امرأة عجوز ضعيفة ،ولكنها متمسكة بدينها، ثابته عليه لا يزحزحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين...

..تابعونا لنكمل

عطاء دائم
10-03-21, 06:44 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم رومان


هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية رضي الله عنها
وقال ابن إسحاق : أم رومان اسمها زينب (وقيل دعد) بنت عبد بن دهُمان ، أحد بني فراس بن غنم

أم رومان بنت عامر رضي الله عنها ، هي الزوجة الثانية لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، صحابية جليلة ، لها مكانة رفيعة ، ومنـزلة كبيرة بين نساء المسلمين ، تزوجها في الجاهلية عبد الله بن الحارث فولدت له الطفيل .

وكانت قد حضرت إلى مكة مع زوجها عبد الله بن الحارث بن سخبرة ، الذي حالف أبا بكر رضي الله عنه، وذلك قبل الإسلام ، ولما مات عبدالله بن الحارث تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فأنجبت منه: عبد الرحمن وعائشة أم المؤمنين. وكان أبو بكر - رضي اللَّه عنه - متزوجًا قبلها، وعنده من الولد عبد اللَّه وأسماء.


صهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل خلق الله تعالى ، وزوجها أبو بكر الصديق ، وابنتها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها ، المبرأة من فوق سبع سماوات .
وابنها هو الفارس الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم جميعا


إسلامها رضي الله عنها

لقد كانت من المبادرين الأوائل للإسلام ، أسلمت مع زوجها أبي بكر الصديق رضي الله عنه
عن عروة بن الزبير : أن عائشة رضي الله عنها قالت :
" لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية "

قال ابن سعد : أسلمت أم رومان بمكة قديماً وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل أبي بكر حين قُدم بهم في الهجرة ، وكانت أم رومان امرأة صالحة .


ولقد تشرفت بمصاهرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ذهبت السيدة خَوْلَة بنت حكيم إلى أم رومان، تقول لها: أي أم رومان! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟
قالت أم رومان: وما ذاك؟ أجابت خَوْلَة: أرسلني رسول الله أخطب له عائشة.
ومن ذلك الحين وأم رومان تتشرف بقرابة المصاهرة من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان لها عنده مكانة خاصة لتُقَاها وإيمانها.

هاجرت مع ابنتها عائشة -رضي اللَّه عنهما- وفى طريق الهجرة هاج بَعِيرُ السيدة عائشة فصاحت أم رومان -وهى خائفة على ابنتها-: وابنتاه، واعروساه. فسكن البعير، ووصلت القافلة إلى المدينة بسلام، وهناك تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها


وكانت رضي الله عنها تحب ابنتها عائشة أم المؤمنين حُبّا عظيمًا، ففي حديث الإفك أُغْمِى عليها؛ حُزْنًا على ما أصاب ابنتها، ولما أفاقت أخذت تدعو اللَّه أن يظهر الحق، وظلت تواسي ابنتها ودموعها تتساقط، وجعلت تقول:" أي بنية !.. هوِّني عليك، فواللَّه لَقَلَّ ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلا كثرن وكثر عليها الناس "
وما إن انكشفت غمامة الإفك، حتى انشرح صدرها ، وحمدت اللَّه على براءة ابنتها


توفيت رضي الله عنها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة سنة ست من الهجرة رضي الله عنها وأرضاها..

عطاء دائم
10-03-21, 06:45 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


فاطمة بنت الخطاب(1)

فاطمة بنت الخطاب رضى الله عنها
هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزَّى القرشية العدوية، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل، وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية، وهي أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما

وزوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقيل إنها ولدت له ابنه عبد الرحمن


وهي صحابية جليلة، اتسمت بعدد من المزايا منها أنها كانت شديدة الإيمان بالله وشديدة الإعتزاز بالإسلام، طاهرة القلب، راجحة العقل، نقية الفطــرة، من السابقات إلى الإسلام، أسلمت قديماً مع زوجها قبل إسلام أخيهـا عمـر رضي اللهم عنهم ، وكانت سبباً في إسلامه. كما أنها بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكانت من المبايعات الأوائل.

أسلم زوجها على يد الصاحبي الجليل خباب بن الارت وأخذه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم بين يديه ، ثم عاد سعيد رضي الله عنه إلى بيته ليحدث زوجته بما جرى معه مع خباب وبلقائه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ يشرح لها ماعرفه عن الدين الذي اعتنقه وهي تصغي إليه بكل جوارحها وعواطفها وعقلها وما كاد الزوج يختم حديثه حتي نطقت بالشهادتين وأصبحت في عداد الأولين من المسلمات.


و أصبح خباب بن الأرت رضي الله عنه يأتيهم دوما في منزلهم ويزودهم بزاد القرآن ويفقههم في دين الله ، هذا والكل يحرصون على أن لا يشيع خبر إسلامهم خوفا من بطش عمر رضي الله عنه الذي كان من أشد الناس انفعالا وأكثرهم حماسا للقضاء على الدعوة الإسلامية في مهدها.

تابعونا لنكمل ...

عطاء دائم
10-04-21, 06:39 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


فاطمة بنت الخطاب(2)

دور فاطمة في قصة إسلام أخيها عمر رضي الله عنهما

روى كثير من المؤرخين قصة إسلام عمر رضي الله عنه على يد أخته وزوجها ، وهذه القصة سندها ضعيف وقد توقف عندها الشيخ الألبانى في كتاب السيرة فلم يصححها ولم يضعفها ، ورغم سندها الضعيف إلا ان ورودها في كثير من كتب السيرة وذكرها يجعل لها اصل رغم ضعف سندها (الإسلام ويب)

والقصة أنه عندما خرج عمر رضي الله عنه متقلدا سيفه يريد الرسول صلى الله عليه وسلم فلقي نعيم ين عبد الله، وكان قد أسلم وأخفى إسلامه خوفا من اضطهاد قريش فلما رأى الشر يملأ وجه عمر سأله: إلى أين يا ابن الخطاب؟
فقال عمر: أريد محمداً
فقال نعيم: والله لقد غزتك نفسك من نفسك يا عمر أترى بني عبد مناف تاركيك وقد قتلت محمدا؟
فقال عمر: لقد بلغني أنك تركت دين آبائك
فقال: نعم: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقا مني.
قال: من هو.
قال نعيم: أختك وزوجها.

فانطلق عمر رضي الله عنه إلى بيت سعيد بن زيد وكان عندهما خباب بن الأرت ومعه صحيفة يقرؤها ووجد الباب مغلقا وسمع همهمة ففتح الباب ودخل فقال: ما هذا الذي أسمع؟
قالت فاطمة: ما سمعت شيئا غير حديث تحدثنا به بيننا.
فقال عمر- رضي الله عنه: فلعلكما قد صبوتما، وتابعتما محمداً على دينه!
فقال له صهره سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك"

عندها لم يتمالك عمر نفسه، فوثب على سعيد فوطئه، ثم أتت فاطمة مسرعة محاولة الذود عن زوجها ولكن عمر رضي الله عنه ضربها بيده ضربة أسالت الدم من وجهها بعدها قالت فاطمة رضي الله عنها: يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله"

فعندما رأى عمر رضي الله عنه ما قد فعله بأخته ندم وأسف على ذلك، وطلب منها أن تعطيه تلك الصحيفة فأخفت فاطمة الصحيفة وراء ظهرها وقالت: أخشاك عليها، فحلف لها ليردنها إذا قرأها إليها
فقالت فاطمة رضي الله عنها: يا أخي أنت نجس ولا يمسه إلا الطاهر.
فقام عمر واغتسل و قرأ الصحيفة و كان فيها آيات من سورة طه فقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم. طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إلا تذكرة لمن يخشى. تنزيل ممن خلق الأرض والسموات العلى. الرحمن على العرش استوى "... فقال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! ...، دلوني على محمد(صلى الله عليه وسلم )

فلما سمع خباب رضي الله عنه ذلك من عمر خرج وكان مستترا عن عمر وقال: يا عمر إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم فإني سمعته أمس يقول: اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب. فالله الله يا عمر. فقال على الفور دلوني على محمد حتى آتيه فأسلم. فأسلم على يديهما.

عطاء دائم
10-04-21, 06:42 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات



الشهيدة


هي الصحابية الجليلة أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية ، وهي مشهورة بكنيتها (ام ورقة بنت عبد الله) وقد يقال لها: ام ورقه بنت نوفل نسبه الى جدها الاعلي. ولقبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهيدة

وهي من كرائم نساء عصرها وافاضلهم ولذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم
يزورها في بعض الاوقات ويلقبها بالشهيدة ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
" انطلِقوا بنا نزورُ الشهيدة "َ ، وأذِن لها أن تُؤَذِّنَ لها، وأن تؤمَّ أهلَ دارِها في الفريضةِ، وكانت قد جمعتِ القرآنَ
الألباني

فقد كانت رضي الله عنها قد جمعت القرآن الكريم ، وكانت قارئة له فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذنا ، فأذن لها ، وجعل لها مؤذنا يؤذن لها ، وأمرها النبي صلي الله عليه وسلم أن تؤم أهل دارها

فعن عبد الرحمن بن خلاد رضي الله عنه قال :
ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا كان
يؤذن لها, قال عبد الرحمن: انا رايت مؤذنها شيخا كبيرا.

وهكذا أصبح بيت ام ورقة رضي الله عنها بيتا من بيوت الله تقام فيه الصلوات الخمس . فيا له من فخر تفخر به امرأة كأم ورقه رضي الله عنها.

فما هي قصتها وكيف لقبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللقب ؟

كانت رضي الله عنها غيورة على الدين حريصة للموت في سبيل الله ، من اجل اعلاء كلمه الله ، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا قالت له:
ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم ، لعل الله أن يرزقني شهادة.
فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم:
" قري (اجلسي) في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة "
الألباني

فكانت تسمى الشهيدة

وظلت ام ورقه رضي الله عنها على حالها تحافظ على شعائر الله ، إلى أن قام غلام وجاريه لها كانت دبرتهما (بمعنى أنها جعلتم أحرار بعد موتها ) ، قاما إليها بالليل فغمياها بقطيفة لها حتى ماتت ، فقتلاها وذهبا

فلما اصبح عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قيل إن أم ورقة قتلتها جاريتها وغلامها وإنهما هربا ، فقال عمر رضي الله عنه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "انطلقوا بنا نزور الشهيدة "
ثم صعد على المنبر وأخبر الناس الخبر وقال : (من كان عنده عن هذين علم ، أو من رآهما فليجىء بهما )
فأتي بهما فسألهما فاقرا انهما قتلاها فأمر بهما فصلبا فكانا اول مصلوبين بالمدينه.
(الألباني)


فرضي الله عنها وأرضاها , لقد قرأت القرآن وجمعته واستحبت الجهاد لتنال الشهادة فاستجاب الله لها ونالت الشهادة ...

تابعونا لنكمل ...

عطاء دائم
10-05-21, 07:39 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أسماء بنت أبي بكر الصديق (1)

هي أسماء بنت أبي بكر الصديق وأمها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى العامرية ، وهي زوجة الزبير بن العوام ووالدة عبد الله بن الزبير وأخت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعا

وهي أكبر من السيدة عائشة رضي الله عنها ببضع عشرة سنة ، أسلمت رضي الله عنها بعد إسلام سبعة عشر صحابيا و هي آخر المهاجرات وفاة


وكانت رضي الله عنها تلقب بذات النطاقين ، وذلك لأنها عند هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبيها هيأت لهم طعاما فاحتاجت إلى ما تشده به فشقت خمارها نصفين فشدت بنصفه السفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا ،فسميت ذات النطاقين


وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وعلمت قريش بذلك ، جاءها أبو جهل يسألها عن والدها، فأجابت: إنها لا تعرف عنه شيئًا فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها.



ولما خرج الصديق رضي الله عنه مهاجراً بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل معه ماله كله، ومقداره ستة آلاف درهم، ولم يترك لعياله شيئًا...
فلما علم والده أبو قحافة برحيله -وكان ما يزال مشركًا- جاء إلى بيته وقال لأسماء رضي الله عنها : والله إني لأراه قد فجعكم بماله (أخذ ماله ولم يترك لكم شيء) بعد أن فجعكم بنفسه.


فقالت له: كلا يا أبتِ إنه قد ترك لنا مالاً كثيرًا، ثم أخذت حصى ووضعته في الكوة التي كانوا يضعون فيها المال وألقت عليه بثوب، ثم أخذت بيد جدها -وكان مكفوف البصر- وقالت: يا أبت، انظر كم ترك لنا من المال. فوضع يده عليه وقال: لا بأس... إذا كان ترك لكم هذا كله فقد أحسن.
وقد أرادت بذلك أن تسكن نفس الشيخ


وكانت رضي الله عنها عند الهجرة للمدينة حاملاً بعبـد الله بن الزبيـر رضي الله عنه، وما كادت تبلغ قباء عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة، وكان اول مولود يولد للمهاجرين في المدينة ، وحُمِل المولود الأول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقبّله وحنّكه، فكان أول ما دخل جوف عبـد اللـه ريق الرسول الكريم، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة مهلليـن مكبرين.

تابعونا لنكمل ....

عطاء دائم
10-06-21, 06:58 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أسماء بنت أبي بكر الصديق (2)

بعض المواقف من حياة ذات النطاقين رضي الله عنها

عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قدمت علي أمي وهي راغبة ، أفأصل أمي ، قال : " نعم صلي أمك "


قال ابن الزبير رضي الله عنهما : ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء ; وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء، فكانت لا تدخر شيئا لغد

عندما قتل الحجاج ابنها عبد الله رضي الله عنه ، قيل لابن عمر رضي الله عنهما : إن أسماء في ناحية المسجد -وذلك حين صلب ابنها - فمال إليها، فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله; فاتقي الله واصبري.
فقالت: وما يمنعني، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.



وقبيل مصرع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بساعاتٍ دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها -وكانت كبرت و كفَّ بصرها- فقال: السلام عليك يا أُمَّه ورحمة الله وبركاته.
فقالت: وعليك السلام يا عبد الله.
ما الذي أقدمك في هذه الساعة، والصخور التي تقذفها منجنيقات الحَجَّاج على جنودك في الحرم تهز دور مكة هزًا؟!
قال: جئت لأستشيرك.


قالت: تستشيرني... في ماذا؟!
قال: لقد خذلني الناس وانحازوا عني رهبة من الحجاج أو رغبة بما عنده حتى أولادي وأهلي انفضوا عني، ولم يبق معي إلا نفر قليل من رجالي، وهم مهما عظم جلدهم فلن يصبروا إلا ساعة أو ساعتين، وأرسل بني أمية يفاوضونني على أن يعطونني ما شئت من الدنيا إذا ألقيت السلاح وبايعت عبد الملك بن مروان، فما ترين؟



فعلا صوتها وقالت: الشأن شأنك يا عبد الله، و أنت أعلم بنفسك؛ فإن كنت تعتقد أنك على حق، و تدعو إلى حق،فاصبر كما صبر أصحابك الذين قتلوا تحت رايتك، وإن كنت إنما أردت الدنيا فلبئس العبد أنت... أهلكت نفسك، وأهلكت رجالك.
قال: ولكني مقتول اليوم لا محالة.
قالت: ذلك خير لك من أن تسلم نفسك للحجاج مختارًا، فيلعب برأسك غلمان بني أمية.
قال: لست أخشى القتل، وإنما أخاف أن يمثِّلوا بي.


قالت: ليس بعد القتل ما يخافه المرء فالشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ فأشرقت أسارير وجهه ، وقال: بوركتِ من أم، وبوركت مناقبك الجليلة؛ فأنا ما جئت إليك في هذه الساعة إلا لأسمع منك ما سمعت، والله يعلم أنني ما وهنت ولا ضعفت، وهو الشهيد علي أنني ما قمت بما قمت به حبا بالدنيا وزينتها، وإنما غضبًا لله أن تستباح محارمه، وها أنا ذا ماض إلى ما تحبين، فإذا أنا قتلت فلا تحزني علي وسلمي أمرك لله
قالت: إنما أحزن عليك لو قتلت في باطل.


قال: كوني على ثقة بأن ابنك لم يتعمد إتيان منكر قط، ولا عمل بفاحشة قط، ولم يجر في حكم الله، ولم يغدر في أمان، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد، ولم يكن شيء عنده آثر من رضى الله عز وجل، لا أقول ذلك تزكية لنفسي؛ فالله أعلم مني بي، وإنما قلته لأدخل العزاء على قلبك.
فقالت: الحمد لله الذي جعلك على ما يحب و أُحب.
ثم أردفت أسماء بنت أبي بكر قائلة لولدها عبد الله بن الزبير: اقترب مني يا بني لأتشمم رائحتك وألمس جسدك فقد يكون هذا آخر العهد بك.



و لما قَتَلَ الحجاجُ ابنَ الزبير دَخَلَ على أسماء رضي الله عنها وقال لها: يا أمه، إن أمير المؤمنين وصاني بك، فهل لك من حاجة؟
قالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، وما لي من حاجة; ولكن أحدثك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يخرج في ثقيف كذاب، ومبير " فأما الكذاب، فقد رأيناه -تعني المختار- وأما المبير، فأنت.
فقال لها: مبير المنافقين!!


توفيت رضي الله عنها بعد ابنها بليال. وكان قتله لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين.

تابعونا لنكمل ....

عطاء دائم
10-06-21, 07:00 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم حرام بنت ملحان

هي (شهيدة البحر ) أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها
هي أم حرام بنت ملحان الأنصارية من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخت أم سليم وخالة أنس بن مالك رضي الله عنهما ، وأخواها سليم و حرام ابن ملحان اللذين شهدا بدرا وأحدا ، وأخوها حرام استشهد يوم بئر معونة ،وهو القائل عندما طعن من خلفه برمح :"فزت ورب الكعبة "

وهي زوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه سيد الخررج وأحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى

وعاد زوجها من بيعة العقبة الأولى لينشر الإسلام في أهل المدينة ، فكانت أم حرام وأختها أم سليم رضي الله عنهما من أوائل المسلمات في المدينة

عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ،وبدأ الجهاد ،شاركت في جميع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم تخرج معه تسقي الظمأى وتداوي الجرحى.

كان بيتها من أحسن البيوت وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت من أخواله صلى الله عليه وسلم ، فكان يزورها ويقيل عندها ،وذات يوم أخذته سنة من النوم وهو عندها ، ثم قام وهو يضحك فسألته : مايضحكك يارسول الله ؟
فقال: "أناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون البحر مثل الملوك على الأسرة" فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها

ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك ، فقالت : مايضحكك يارسول الله؟
قال :" أناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ،كما قال في المرة الأولى
فقالت : يارسول الله ادع الله أن يجعلني منهم
فقال: "أنت مع الأولين"
(متفق عليه)

فلما كان عام 27 هجرية ، خرجت مع زوجها عبادة رضي الله عنهما ، في غزوة قبرص فركبت رضي الله عنها البحر مع زوجها عبادة بن الصامت.. فلما خرجت من البحر قربت إليها دابة لتركبها فوقعت أم حرام رضي الله عنها فاندق عنقها.. وماتت ونالت الشهادة ودفنت في قبرص. رضي الله عنها وأرضاها.

تابعونا لنكمل ....

عطاء دائم
10-07-21, 06:40 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


خولة بنت ثعلبة

هي خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها زوجة أوس بن الصامت رضي الله عنه ، أخو عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وهو ممن شهد بدراً وأحداً، وأغلب الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وابنها منه هو الربيع

نزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة
عن خولة بنت ثعلبة قالت: فيَّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه

قالت: فدخل عليَّ يومًا، فراجعته بشيء فغضب فقال: أنت عليَّ كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل عليَّ فإذا هو يريدني عن نفسي

قالت: قلت: كلا والذي نفس خولة بيده، لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني

قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه.



قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا خويلة، ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه"
قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ قرآن، فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه ثم سري عنه، فقال لي: "يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا. ثم قرأ عليَّ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ......ٌ} [المجادلة: 1-4].



قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مريه فليعتق رقبة"
قالت: فقلت يا رسول الله، ما عنده ما يعتق. قال: "فليصم شهرين متتابعين"
قالت: فقلت: والله إنه لشيخ كبير، ما به من صيام. قال: "فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: والله يا رسول الله، ما ذاك عنده. قالت:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فإنا سنعينه بعرق من تمر". قالت: فقلت يا رسول الله، وأنا سأعينه بعرق آخر
قال: "قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرًا"
قالت: ففعلت

وتحكي لنا السيدة عائشة رضي الله عنها فتقول :
" تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهيَ تقولُ : يا رسولَ اللَّهِ ، أَكَلَ شَبابي ، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي ، وانقطعَ ولَدي ، ظاهرَ منِّي ، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ ، فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ :{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}سورة المجادلة....

تابعونا لنكمل ....

عطاء دائم
10-07-21, 06:42 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم سليم بنت ملحان (1)

هي أم سليم بنت ملحان الأنصارية .. من بنى النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه و سلم .
اشتهرت بكنيتها " أم سليم " .. و لقبت بألقاب كثيرة منها:
" الغميصاء .. أو الرميصاء .. او الروميساء ".

أسلمت الروميساء رضي الله عنها كغيرها من السابقين عندما سمعت عن دين الحق فى المدينة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما رجع من سفره وعلم بإسلامها ..
ولما سمع مالك بن النضر زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر:
" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ". ،
خرج من البيت غاضبا بل خرج من المدينة كلها لأنها أصبحت أرض اسلام لا مكان لكافر مثله بها و مات بالشام ..
ضحت هذه المؤمنة بحياتها الزوجية .. و بزوجها .. و ابن ولدها الوحيد " أنس " من أجل دينها و ثباتها على مبدأها ولم تتردد أو تتراجع !!!!.

فضائلها رضي الله عنها

قدمت ابنها هدية للرسول صلى الله عليه وسلم:

حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبي صلى الله عليه وسلم فرحين مستبشرين بمقدمه صلى الله عليه وسلم ..
فأقبلت الأفواج لزيارته صلى الله عليه وسلم ..
فخرجت أم سليم الأنصارية رضي الله عنها من بين هذه الجموع ، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما وكان عمره عشر سنين ، فقالت:
"يارسول الله ! هذا أنيس ، ابني .أتيتك به يخدمك"
[مسلم]

فكان ولدها هذا " أنس بن مالك " رضي الله عنه الذى اشتهر بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والذى لازم الرسول صلى الله عليه وسلم .. و تعلم على يده و روى عنه من الحديث الكثير.

أول امرأة يكون مهرها الاسلام :

تقدم لخطبتها بعد وفاة زوجها الأول " أبو طلحة الأنصاري " .. وكان لايزال مشركاً ..
و عرض عليها مهراً كبيراً .. فترده لأنها لا تتزوج مشركا

وعندما عاود خطبتها قالت:
" يا أبا طلحة .. ما مثلك يرد ، ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة ، فإن تسلم فذاك مهري ، لا أسأل غيره "
فانطلق أبو طلحة رضي الله عنه يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فتزوجت منه .. وهكذا دخل أبو طلحة رضي الله عنه الإسلام وحسن اسلامه على يد زوجته تلك الصحابية الجليلة


....تابعونا لنكمل

عطاء دائم
10-08-21, 07:00 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم سليم بنت ملحان (2)

صبرها العجيب عند وفاة ولدها :

خرج زوجها أبو طلحة رضي الله عنه و ترك ولده وولدها مريضاً فمات الولد فى غياب والده
و عندما عاد أبو طلحة رضي الله عنه ، سأل عن ابنه المريض .. لم تخبره بوفاته ..!!
بل تزينت .. وقدمت له العشاء .. ونال منها ما ينال الرجل من امرأته ..
و بعدها أخبرته بوفاة فلذة كبدها و كبده قالت:
" يا أبا طلحة ! أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت ، فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ "
قال : لا .
قالت : " فاحتسب ابنك ".
فغضب .. وعجب من تصرفها........

وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :
" بارك الله لكما في ليلتكما"
البخاري

فحملت الروميساء رضي الله عنها بولدها عبد الله بن أبي طلحة رضي الله عنه ،كان له عشرة بنين كلهم قد ختم القرآن وكلهم حمل منه العلم ..!

مجاهدة شجاعة :

جاهدت مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى غزواته ..
ففي صحيح مسلم أن أم سليم رضي الله عنها اتخذت خنجراً يوم حنين ..
فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر.
فقالت : يا رسول الله ، إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه ..!.

ويقول أنس رضي الله عنه:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا ، فيسقين الماء ويداوين الجرحى ).


رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لها في الجنة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دخلتُ الجنةَ فسمعت خَشْفَةً (حركة) ،فقلتُ : من هذا ؟ قالوا : هذه الغُمَيْصاءُ بنتُ ملحان ، أمُّ أنسٍ بنُ مالكٍ ....
[مسلم]

فيالها من منقبة عظيمة .

تابعونا لنكمل.....

عطاء دائم
10-09-21, 06:41 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم المنذر بنت قيس

هي سلمى *بنت قيس بن عمرو بن عبيد تكنى (أم المنذر) إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه
وهي أخت سُليط بن قيس ، شهد بدراً والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد أبطال معركة الجسر الشهيرة مع أبي عبيدة رضي الله عنه حيث قُتل يوم الجسر سنة أربع عشرة من الهجرة


أسلمت رضي الله عنها على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه ، وكانت من النساء اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعتين، وصلّت معه صلى الله عليه وسلم القبلتين.


وهي من النساء اللائي بايعن رسول الله صلى الله عليه، وكان لهذه البيعة قصة ترويها بنفسها فتقول: جئتُ رسول اللَّه فَبَايَعْتُهُ في نسوة من الأنصار فلمَّا شَرَطَ علينا أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف
قال: (ولا تغششن أزواجكن) قالت: فبايعناه ثم انصرفنا، فقلت لامرأة منهن: ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غش أزواجنا ؟ قالت: فسألته
فقال: ( تأخذ ماله فتحابي به غيره) أي تتصدق بماله من غير إذنه.



وكان صلى الله عليه وسلم يزورها ويأكل عندها ويشير إلى أن طعامها أنه ذو بركة ونفع وفيه شفاء.. قالت (رضي الله عنها): دخل عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ناقه (أي متماثل للشفاء) ولنا دوالي (العذق من البسر يعلق ، فإذا أرطب أكل ) معلقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام علي ليأكل، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: ( إنك ناقه) (أي ما تزال مريضاً) حتى كفَّ علي (أي عن الأكل)، قالت: وصنعت شعيراً وسلقاً فجئت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك) أي كُلْ منه.


وفي غزوة بني قريظة رأى النبي صلى الله عليه وسلم علائم الحيرة مرتسمة على وجه أم المنذر فسألها وقال :" مالك يا أم المنذر "
قالت : بأبي أنت وأمي يارسول الله رفاعة بن سموأل كان يغشانا (يزورنا) ولنا به حرمة فهبه لى
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى رفاعة يلوذ بها ، فقال : " نعم هو لك "
فقالت : يارسول الله إنه سيصلي
فتبسم عليه الصلاة والسلام ثم قال : "إن يصلي فهو خير لك ، وإن يثبت على دينه فهو شر له "
ثم أطلقه ، قالت أم المنذر : فأسلم رفاعة



ومن مآثر أم المنذر رضي الله عنها أنها أعلنت بيعتها للمرة الثانية مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك سميت مبايعة البيعتين وكانت هذه البيعة تحت الشجرة في بيعة الرضوان في السنة السادسة من الهجرة ، حينما احتجز المشركون بمكة عثمان رضي الله عنه ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيعة التي أمر الله تعالى بها وسارعت أم المنذر في ثلة من الصحابيات يبايعن على الموت ، ونالت بذلك بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة عندما قال :" لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة "
رضي الله عنها وأرضاها ...

تابعونا لنكمل....

عطاء دائم
10-09-21, 06:43 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم هانىء

هي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ،ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم تكنى *بـ ( أم هانئ )
أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف واختلف في اسمها فقيل: هند, وقيل: فاختة وهو الأشهر


أسلمت رضي الله عنها يوم فتح مكة وفر زوجها بشركه بعد إسلامها إلى اليمن
وفي أثناء هذا الفتح والنصر المبين، فرَّ بعض المشركين إلى بيت أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ، ولحقهم أخوها عليٌ ـ رضي الله عنه ـ ليقتلهم، وسألوها أن تجيرهم ففعلت، وذهبت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتخبره بما حدث بينها وبين عليّ ـ رضي الله عنه ـ، وتروي ذلك فتقول :

( لما كان عام يوم الفتح فرّ إليّ رجلان من بني مخزوم فأجَرْتُهُما، قالت: فدخل علىَّ عليٌّ فقال: أقتلهما، قالت: فلما سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهو بأعلى مكة، فلما رآني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ رحّب وقال:
" ما جاء بك يا أم هانئ "
قالت: قلت يا رسول الله، كنت أمّنت رجلين من أحمائي، فأراد عليّ قتلهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: " قد أجرنا من أجرت"
ثم قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى غسله فسترته فاطمة، ثم أخذ ثوبا فالتحف به، ثم صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ثمان ركعات سبحة الضّحى )
البخاري و مسلم

وفي رواية أخرى: فقال لها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
( قد أجرنا من أجرت، وأمَّنا من أمَّنت فلا يقتلنَّهما ) .



ولقد خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله, إني قد كبرت ولي عيال, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده"
▪(أحناه على ولد في صغره ) هو رأفتها على ولدها وشفقتها عليه في تربيته وتركها الزواج بعد موت ابيه
▪(وأرعاه على زوج في ذات يد ) أي أحوطهن وأحفظهن لماله وحسن التدبير فيه والأمانة عليه


وعن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي، فقال: "وما ذاك؟" قالت: كنت صائمة فأفطرت, فقال: "أمن قضاء كنت تقضينه؟" قالت: لا, قال: "فلا يضرك"



قالت أم هانئ رضي الله عنها : مرّ بي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقلت : يا رسول الله ! إني قد كبرت وضعفت ، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة ، قال :
"سبحي الله مائة تسبيحة ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله ، وكبِّري الله مائة تكبيرة ، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة ، وهلِّلي الله مائة تهليلة" .


ولقد وحزنت على أخيها علي رضي الله عنه بعد أن قتله عبد الرحمن بن ملجم أشد الحزن ، وتراكمت عليها الأحزان ، ولم تستطع مقاومتها ، ففاضت روحها إلى بارئها رحمها الله ورضي عنها .*
قال الذهبي : عاشت أم هانئ إلى بعد سنة خمسين ، وتأخر موتها إلى بعد الخمسين ...

تابعونا لنكمل....

عطاء دائم
10-10-21, 08:04 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أميمة بنت صبيح

هي أميمة بنت صبيح بن الحارث بن شابي بن أبي صعب بن هنيَّة بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس
أم سيد الحفاظ الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي اليماني


توفي والده وهو صغير وعاش يتيماً في كنف أمه أميمة والتي تعرف بأم أبي هريرة .
قدم أبو هريرة رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً في المحرم من سنة سبع للهجرة ، ورفضت أمه أن تسلم ، وظلت على شركها ، وكان يدعوها إلى الإسلام فتأبى أن تسلم، حتى جاء يوماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي حال أمه وما هي عليه من الشرك ، وطمعاً بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها فأسلمت وقرت عينا أبي هريرة رضي الله عنه بإسلام أمه



قال أبو هريرة رضي الله عنه : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فاسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلموأنا أبكي ، قلت : يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فاسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم اهد أم أبي هريرة" ، فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف ، فسمعت أمي خشف قدمي ، فقالت : مكانك يا أبا هريرة ، وسمعت خضخضة الماء


قال : فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت : يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح
قلت : يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه ، وقال خيرا

قال قلت : يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا ، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة وأمه - إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين" ، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني
(مسلم)



وكان أبو هريرة رضي الله عنه شديد البر بأمه ، ومن بره ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه تمرتين ، قال أبو هريرة :
فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حِجري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا أبا هريرة لم رفعت هذا التمرة ؟ " فقلت : لأمي ،
فقال : " كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين " ، فأكلتها وأعطاني لها تمرتين .


وعن أبي مُرَّة قال : كان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أُمِّه فقال : السلام عليك يا أُمَّتاه ورحمة الله وبركاته .
فتقول : وعليك السلام يا بُنَيَّ ورحمة الله وبركاته .
فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرًا .
فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرًا .
وإذا أراد أن يدخل صنع مثله .

فرضي الله عنها وأرضاها ، ورضي عن ابنها

تابعونا لنكمل...

عطاء دائم
10-10-21, 08:07 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أسماء بنت يزيد بن السكن
خطيبة النساء

هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع ، بن امرئ القيس ، بن عبد الأشهل ، بن الحارث ، الأنصارية ، الأوسية الأشهلية وهي من المبايعات وهي ابنه عمة معاذ بن جبل رضي الله عنه
كنيتها : أم عامر ، وأم سلمة


محدثة فاضلة ، ومجاهدة جليلة من ذوات العقل والدين والخطابة حتى لقبوها بخطيبة النساء ، قال ابن حجر : كان يقال لأسماء بنت يزيد خطيبة النساء
وهي واحدة من النسوة الطاهرات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في الإيمان والعلم والصبر


أسلمت في السابقين من الأنصار على يد مصعب بن عمير ، وكانت أسماء بنت يزيد من النساء اللاتي يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهن ـ لتصل إلى طريق الصواب ، وتسلك جانب الخير ، ولذلك وصفت بأنها كانت من ذوات العقل والدين .


وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة ، وبايعته على الإسلام ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالآية الواردة في سورة الممتحنة وهي قوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرُجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في يد أسماء بنت يزيد سوارين كبيرين من ذهب ، فقال لها : "ألقي السوارين يا أسماء ، أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار؟" .فما كان منها إلا أن سارعت وبدون تردد لتنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنـزعتهما وألقتهما أمامه .



روت أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في نسوة ، فسلَّم علينا وقال :" إياكن وكفر المنعمين " ، تقول : وكنت من أجرئهن على مسألته ، فقلتُ : يا رسول الله ، وما كفران المنعمين ؟
قال :" لعل إحداكن تطول أيـمتها بين أبويها ، ثم يرزقها الله زوجاً ، ويرزقها منه ولداً ، فتغضب الغضبة فتكفر فتقول : ما رأيت منك خيراً قط ".
الألباني

ولأسماء رضي الله عنها مكانة خاصة في نفس أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهي التي زينتها يوم زفافها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلتها عليه ، وأصبحت بعد ذلك تدعى أسماء عائشة

أسماء المجاهدة

ولم تتوقف أسماء عن الجهاد ، فما إن أقبلت السنة الثالثة عشرة من الهجرة حتى خرجت إلى بلاد الشام لتأخذ مكانها في جيش المسلمين في اليرموك لتسقي العطشى وتضمد الجرحى ، ولم يكن عملها مقتصراً على ذلك ، بل انغمرت في الصفوف ، وقتلت يومئذٍ تسعة من الروم بعمود فسطاطها (خيمتها) ، وعاشت بعد ذلك دهراً إلى أن توفيت في زمن يزيد بن معاوية في السنة الثلاثين من الهجرة .

تابعونا لنكمل...

عطاء دائم
10-12-21, 07:06 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات
درة

ابنة عم رسول الله صل الله عليه وسلم

هي درة بنت أبي لهب ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي لهب بن عبد المطلب، الهاشمية من المهاجرات. وأمها أم جميل أروى بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان ، من سادات نساء قريش، وكانت عونا لزوجها أبو لهب على محاربة وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم

أعنتقت درة الإسلام متحدية أسرتها ، وكانت من المهاجرات إلى المدينة.وقد كان إسلامها وفرارها من أبيها وأمها إلى الهجرة مثاراً لإعجاب المسلمين ، وكان أبواها يتعاونان على إلحاق الضرر بالرسول صلى الله عليه وسلم وإيذائه ، حيث كان أبو لهب يمشي وراء النبي صلى الله عليه وسلم ويحذر الناس منه ، وكانت أمها أم جميل تضع الشوك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم

وكانت درة رضي الله عنها قد تزوجت قبل الهجرة من الحارث بن عامر بن نوفل وقد أنجبت له عقبة والوليد وأبا مسلم، وقتل عنها الحارث مشركاً في يوم بدر. وبعد أن دخلت درة الإسلام تقدم لخطبتها الصحابي دحية الكلبي رضي الله عنه وتم زواجهما. فأبدلها الله تعالى بالصحابي الجليل دحية ، وهو من أجمل الناس طلعة ،وكان جبريل علي السلام يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصورته
وكانت تكثر من الدخول على السيدة عائشة رضي الله عنها لتأخذ منها العلم والفقه في دينها ، توفيت في سنة عشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ماجد البنكاني

تابعونا لنكمل...

عطاء دائم
10-12-21, 07:08 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات
الربيع بنت معوذ

الربيع بنت معوّذ بن الحارث بن رفاعة بن مالك الأنصارية النجارية وأمها أم يزيد بنت قيس بن النجار
أبوها معوِّذ من كبار أهل بدر ، وزوجها هو الصحابي الجليل إياس بن بكير الليثي ، وهو أحد كبار المهاجرين

ولها رضي الله عنها مناقب جمة ، زارها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عرسها

قالت الربيع بنت معوذ رضي الله عنها : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عرسي، فقعد على موضع فراشي كمجلسك مني ، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر ، حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين"
البخاري
و إنكار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الجارية لأن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، وليس لأحد من المخلوقين أن يعلم الغيب، قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26)إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) } سورة الجن

ولها رضي الله عنها مواقف شجاعة تدل على اعتصامها بحبل الله تعالى وحبها للإسلام وأهله ، ولا تخاف في الله لومة لائم ، ولا تخشى أي أحد يخالف شرع الله تعالى .

فعنها قالت : أخذت طيبا من أسماء بنت مخربة أم أبي جهل ، فقالت : اكتبي لي عليك ، فقلت : نعم أكتب على ربيع بنت معوذ ، فقالت : وإنك لابنة قاتل سيده ، قلت : بل ابنة قاتل عبده ، قالت : والله لا أبيعك شيئا أبدا .
والربيع هي والدة محمد بن إياس بن البكير ، وكان عدد من الصحابة والتابعين يأتونها فيسألونها عما تعرفه من أحكام ، ومن أحاديث

عن الربيع بنت معوذ قالت : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم .
قالت : فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن – الصوف - فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار"

وأخرج الطبراني عن الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنهما قالت : بعثني معوذ بن عفراء بصاع من رطب عليه أجر من قثاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القثاء ، وكانت حلية قد قدمت من البحرين فملأ يده منها فأعطانيها وفي رواية فأعطاني ملء كفي حلياً أو ذهباً
توفيت رضي الله عنها في أيام معاوية سنة 45 هـ .


تابعونا لنكمل...

عطاء دائم
10-13-21, 07:12 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أسماء بنت عميس (1)

صاحبة الهجرتين

هي أسماء بن عميس بن مَعَد بن تميم الخثعمية ، وتكنى بأم عبد الله ، صحابية جليلة ، لها مواقف مشرفة ، وهي من السابقات للإسلام ، أسلمت رضي الله عنها قبل أن يدخل المسلون دار الأرقم بن أبي الأرقم ، ولها هجرتان

هاجرت أسماء رضي الله عنها الهجرة الأولى إلى الحبشة والهجرة الثانية إلى المدينة ، وهذه من مناقبها ، ومن مواقفها المشرفة رضي الله عنها
أمها : هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن الحارث وأزواجها جعفر بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وعلى بن أبي طالب رضي الله عنهم



دخلت أسماء بنت عميس على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة ، وقد كانت هاجرت إلى الحبشة فيمن هاجر إليها ، فدخل عمر رضي الله عنه على حفصة وأسماء عندها ،
فقال عمر حين رأى أسماء : من هذه؟ قالت : أسماء بنت عميس ،
قال عمر : الحبشية هذه البحرية هذه ، فقالت أسماء : نعم ،
فقال عمر : سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم
فغضبت ، وقالت : كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان"
قالت : فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "
مسلم



وكانت أكرم الناس أصهارا فمن أصهارها النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أختها ميمونة بنت الحارث ، وتزوج عمه حمزة رضي الله عنه أختها سلمى بنت عميس ، وتزوج عمه العباس رضي الله عنه أختها لبابة الكبرى أم الفضل

ونالت وسام الإيمان هي وأخواتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الأخواتُ الأربع ميمونةُ وأم الفضلُ وسلمى وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن مؤمنات ".
صحيح الجامع

فهي من المهاجرات الأول ، قيل أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر بها زوجها جعفر الطيار رضي الله عنه إلى الحبشة فولدت له هناك عبد الله ومحمدا وعونا ، ثم هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع مع أصحاب السفينة

تابعونا لنكمل...

عطاء دائم
10-13-21, 07:15 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أسماء بنت عميس (2)

صاحبة الهجرتين


ولما توجه جيش المسلمين إلى الشام لقتال الروم ، كان جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من بين أمرائه الثلاثة ، وهناك نال الشهادة في سبيل الله تعالى

حزنت أسماء رضي الله عنها حزناً شديداً على وفاة زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقالت : يوم قتل جعفر دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا بنيَّ جعفر ، فرأيته شمَّهم ، وذرفت عيناه ، فقلت : يا رسول الله أبلغك عن جعفر شيء ؟ قال : "نعم قتل اليوم" فقمنا نبكي ، فقال : "اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد آتاهم أمر شغلهم"
الألباني

حزنت أسماء رضي الله عنها على زوجها واحتسبته عند الله تعالى ، بل وتمنت أن تكون معه لتفوز بالشهادة خاصة بعد أن سمعت أحد رجال بني مرة بن عوف يقول – وكان في تلك الغزوة – والله لكأني أنظر إلى جعفر حيث اقتحم عن فرس له شقراء ، ثم عقرها ، ثم قاتل حتى قتل



عن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر يطير مع الملائكة و إذا حمزة متكئ على سرير"
الألباني
و قال عليه الصلاة والسلام : "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة بجناحين " .
الألباني

وعندما استشهد جعفر يوم مؤتة تقدم للزواج بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فولدت له محمدا وقت الإحرام للحج فحجت حجة الوداع
عن سعيد بن المسيب قال: "نفست بذي الحليفة فهمَّ أبو بكر بردها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرها فلتغتسل ثم تهل بالحج»"

ثم توفي الصديق رضي الله عنه فغسلته، قال سعد بن إبراهيم : "أوصى أبو بكر أن تغسله أسماء"، قال قتادة: "فغسلته بنت عميس امرأته"



و عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأسماء بنت عميس إني أستقبح ما يصنع بالنساء يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، قالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة : " ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن أحد علي "


فلما توفي الصديق رضي الله عنه تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى أم المحمدين.

قال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها، محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أبي خير من أبيك، فقال علي: يا أسماء اقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إنَّ ثلاثة أنت أخسهم لخيار

وعنها رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب الله الله ربي لا أشرك به شيئا"


وفاتها رضي الله عنها
لما بلغها قتل ولدها محمد بن أبي بكر بمصر وكان أثر هذا المصاب عليها عظيماً قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دما ، وما كاد العام ينتهي حتى ثقلت وأحست بالوهن يسري في جسمها سريعاً ثم فارقت الحياة .
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : فإن وفاتها قبل سنة خمسين.

تابعونا لنكلم...

عطاء دائم
10-15-21, 07:07 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات



أم عمارة نسيبة بنت كعب (1 )


أمُّ عُمَارَةَ نُسيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ
واحدة من الصحابيات الجليلات اللواتي اتخذن قدوة حسنة وأسوة صالحة، وممن يُضرب بهن المثل في التضحية والإيثار.

والحديث عن هذه الصحابية مؤثر، وشيق وجميل، يسر النفوس والعقول. فلو ذكرنا الزوجات الوفيات كانت هي في المقدمة، وإن تحدثنا عن السبق إلى الإيمان كانت من الأوائل. وإذا تحدثت عن أهل العبادة والطاعة لله عز وجل وجدتها عابدة قانتة.

وإذا سألت عن العلم والحديث النبوي وجدتها راوية متقنة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأية امرأة هذه التي حازت كل خصال الشرف؟



لا شك أنكم بشوق لمعرفة هذه الصحابية الفاضلة… فقد وصفها الإمام أبو نُعيم الأصبهاني في “حلية الأولياء” فقال:” أم عمارة المبايعة بالعقبة، كانت ذات جد واجتهاد، وصوم ونسك واعتماد“.

وترجم لها الذهبي في “سير أعلام النبلاء” بقوله: أُمُّ عُمَارَةَ، نَسِيْبَةُ بِنْتُ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيَّةُ ابْنِ عَوْفِ بنِ مَبْذُوْلٍ،..الفَاضِلَةُ، الأَنْصَارِيَّةُ، الخَزْرَجِيَّةُ، النَّجَّارِيَّةُ، المَازِنِيَّةُ، المَدَنِيَّةُ.

إذًا فهذه الصحابية من الأنصار الذين وصفهم الله في القرءان بقوله ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة) وهي من بني النجار الكرام أخوال النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزل في ديارهم في المدينة المنورة عند هجرته الشريفة.

أهل بيتها

نشأت أم عمارة نسيبة بنت كعب في أسرة عُرفت بالمكارم وممن أسهمت في خدمة الإسلام والمسلمين.
أمها هي الرباب بنت عبد الله بن زيد ، وكَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ اللهِ بنُ كَعْبٍ المَازِنِيُّ مِنَ البَدْرِيِّيْنَ، وَكَانَ أَخُوْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ البَكَّائِيْنَ السبعة الذين جاءوا إلى النبي في غزوة تبوك، وطلبوا منه رواحل ليركبوا عليها ويذهبوا معه في سبيل الله، فلم يجدوا عنده ما يحملهم عليه، فرجعوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا، فسموا البكائين، وفيهم نزل قوله تعالى: ( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ ِلتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ)
[سورة التوبة : 92]
أي أن الله رفع الإثم عنهم لعدم وجود القدرة لخروجهم.



أما زوجها زيد بن عاصم بن عمرو المازني النجاري فهو من السابقين إلى الإسلام، وولداها حبيب وعبد الله ابنا زيد صحبا النبي صلى الله عليه وسلم وولدها حبيب هو الذي قتله مسيلمة الكذاب. ثم تزوجت غزيّة بن عمرو بن عطية المازني النجاري، فولدت له تميمًا وخولة

شهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ: لَيْلَةَ العَقَبَةِ، وَأُحُدًا، وَالحُدَيْبِيَةَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، وَيَوْمَ اليَمَامَةِ.وقطعت يدها في الجهاد
وَقَالَ الوَاقِدِيُّ: شَهِدَتْ أُحُدًا مَعَ زَوْجِهَا غَزِيَّةَ بنِ عَمْرٍو، وَمَعَ وَلَدَيْهَا، وَجُرِحَتِ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا.
وجرحت يوم اليمامة أحد عشر جرحا سوى قطع يدها .

تابعونا لنكمل...

عطاء دائم
10-15-21, 07:09 AM
قصص وعبر من حياة الصحابيات


أم عمارة نسيبة بنت كعب (2)


الصابرة أم الشهيد
هذه الصحابية احتلت مكانًا عليًا في مقام الصبر، فقد قُتل ابنها حبيب فاحتسبته صابرة عند الله سبحانه وتعالى.

فقد أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في قومه بني حنيفة في اليمامة. فكان يسأله مسيلمة أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال حبيب: نعم، وإذا سأله: تشهد أني رسول الله؟ قال: أنا لا أسمع، ففعل ذلك مرارًا، فقطّعه مسيلمة عضوًا عضوًا، ومات شهيدًا رضي الله عنه

وأما ابنها الآخر عبد الله بن زيد، الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شهد أحدًا وقُتل يوم الحرّة

بيعة العقبة
تحدث أم عمارة رضي الله عنها عن صفة بيعتها فتقول: كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، والعباس عمّ النبي صلى الله عليه وسلم ءاخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي السلمية نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك فقال:” قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء“. ذكره ابن حجر في الإصابة.



بطلة اليمامة
استأذنت أم عمارة رضي الله عنها من أبي بكر الصديق رضي الله عنه الخروج مع من خرج لقتال مسيلمة الكذاب، فأذن لها بعد أن أوصى خالد بن الوليد رضي الله عنه بها، وكان عمرها ءانذاك قد زاد عن الستين، ولكن لم تضعف عزيمتها، وقد جُرحت حينئذ أحد عشر جرحًا، وقُطعت يدها، ولكنها لم تكترث لما أصابها، وعندما قتل مسيلمةَ الكذاب… سجدت لله شكرًا أن خلّصهم من مسيلمة وكفره وكذبه، وعلى انتهاء هذه الفتنة العظيمة.

ظلت أم عمارة رضي الله عنها تحظى بالمكانة اللائقة في حياة الخلفاء الراشدين، فكان أبو بكر رضي الله عنه يأتيها ويسأل عنها، وكذلك عمر رضي الله عنه عرف مكانتها وتشير الدلائل إلى أن وفاة أم عمارة رضي الله عنها كانت في مطلع خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثالثة عشرة للهجرة، بعد أن عاشت حياةً معطاءة حافلة بالتضحيات لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.....

احمدنوح99
08-22-22, 08:19 PM
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد وعلى اصحاب سيدنا محمد

أوتار الأمل
12-27-22, 06:49 PM
https://d2s63a22uzwg40.cloudfront.net/PE/2011/03/25/12/IrY10551-1.gif

عطاء دائم
02-01-23, 07:40 AM
https://d2s63a22uzwg40.cloudfront.net/pe/2011/03/25/12/iry10551-1.gif

واياكِ خير الجزاء غاليتي
شكرا على مرورك

شمعة الجلاس
08-09-23, 05:08 AM
جزاك الله كل خير
لك ودي :MonTaseR_205:

أبو نايل
12-02-23, 01:19 PM
جزاك الله عنا ألف خير
موضوع جميل وقصه جميلة لصحابية جليلة رضي الله عنها وارضاها
جزاك الله خيراً أخي عطاء

جرااح
12-02-23, 01:33 PM
أحسنتم وجزاأكم الله
خيراا

ألحان
12-02-23, 02:21 PM
سير مباركة رضي الله عنهن وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خير

عطاء دائم
12-03-23, 07:40 AM
جزاك الله كل خير
لك ودي :montaser_205:

واياكِ خير الجزاء غاليتي
شكرا لكرم مرورك

عطاء دائم
12-03-23, 07:41 AM
جزاك الله عنا ألف خير
موضوع جميل وقصه جميلة لصحابية جليلة رضي الله عنها وارضاها
جزاك الله خيراً أخي عطاء

واياك خير الجزاء اخي
شكرا لك على كرم مرورك
ربي يحفظك

عطاء دائم
12-03-23, 07:42 AM
أحسنتم وجزاأكم الله
خيراا

أحسن الله اليك وجزاك خيرا
شكرا لك اخي على كرم مرورك
ربي يحفظك

عطاء دائم
12-03-23, 07:42 AM
سير مباركة رضي الله عنهن وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خير

واياك خير الجزاء
شكرا لكرم مرورك
ربي يحفظك

همس المشاعر
12-11-23, 10:32 AM
موضوع راقي ومميز..
هناك صحابة كافحوا وجاهدوا من اجل نصرة الحق واحقاق الحق ونصر الدين..
كذلك هناك صحابيات .. لهن مواقف كبيرة في خدمة راية الإسلام ..
ويجب علينا نحن ان نقتدي بمن سبقنا من اجل نصرة دين الله وكتابة الكريم..
اشكرك ..

عطاء دائم
12-19-23, 07:26 AM
موضوع راقي ومميز..
هناك صحابة كافحوا وجاهدوا من اجل نصرة الحق واحقاق الحق ونصر الدين..
كذلك هناك صحابيات .. لهن مواقف كبيرة في خدمة راية الإسلام ..
ويجب علينا نحن ان نقتدي بمن سبقنا من اجل نصرة دين الله وكتابة الكريم..
اشكرك ..

اهلا بك اخي
ممتنة لك كرم مرورك
ربي يحفظك


SEO by vBSEO 3.6.1