المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العانس


لبلبوني
02-26-22, 01:40 AM
بَحَثَتْ عن مخرج فلم تجد فهرعتْ تبحث عن زميلة لها أكثر

خبرة فهي حديثة العهد بالطبابة ...

دخَلَتْ عليه بعدما أبَلَّ من دائه فقالت " لقد كتب الله لك

النجاة وخذل المرض فلَحَقَته هزيمة تلْو هزيمة وأنت الآن

أصبحت على خبرة به "

ابتسم واستدار فالتقت عيناه بعينيها بصمت ولما رأته أمامها

يبتسم قالت " عجبا .. أراك تهلك نفسك بهذا الدنف "

" آلسكر قادرٌ على هلاكي ؟ أيتها الممرضة " .. " كيف لا

وأنت تستدرجه لأعلى درجاته أيها المريض ؟ " .. " أوَ تَرَينَ

لي حلاً يشفيني بسلام ؟ " .. "أنْ تحترم شخصه. " .. "إن

احترمته فمزيد من الحرمان " .. "لاعليك فقد قيل من سلك

الجَدَدْ أمِنَ العَثار " .. "العثار وليس الحرمان يا مُمرِّضتي " .. "

وهل للحرمان ثبات أو بقاء وموكب الحياة يتقدم ؟ " .. " هو

النصيب العاثر الذي تقرّه نفسي المريضة " .. " إنّه ضعفك

السابق فاقتله متى ما هيمن " .. "يحيا من جديد " .. "ممّ؟"

" من نقائض لا أسلم منها .. تتفوّق علي وتسحقني ".."

الثبات أهم رصيد أيها المريض " .. " نقائضي ترفض احتجاجه "

.."وذلك الثبات المتئد الذي يتصلب في لِين أين هو ؟".. " يتعرض

للعثرات و .... " وفجأة صوت من بعيد ينادي " الممرضة

سميحة .." استأذنت فانصرفت بعدما تراءى لها أنّ الإرهاق

قد فتَّ في عضده وبعد آنيّ من الزمن جاءت الممرضات

وجاءت هي تنظر لهنّ لتتدرّب وهنّ يقمْن بمداواته وهو يقاسم

الوقت بين النظر في عينيها وبين التفكير في ... المهم بعد

أن أخذ علاجه رأته مغتبطا وكم يسعدها أن تراه هكذا ....

" بشّر حتى نشاركك الفرح " .. " اخفضي صوتكِ "... وبصوت

منخفض " خيرا " .. " أنظري في عيني "... فنظرتْ في

عينيه ثم قال "هل ترين شيئاً ؟ " .. "لا !! " .. " مادمتِ لا

ترين الأشياء الواضحة فماذا تريديني أن أقول لكِ ؟ " .. " فيــمَ

؟ "
" فيمنْ عنده استعداد أنْ يخطبكِ الليلة!! "..... لزمتْ سميحة

الصمت فقال " لقد ألزمْتِ نفسكِ الآن بالخير فابشري ...."

ولما أفاق من الغد كان الهدوء قد عمّ جسمه بعد رجفة

لزمته " ... دخلت سميحة إلى المريض تزوره ولما رأته بحال

(جيدة) نظرتْ إليه ساهمة شاردة لأنها ما تعوّدتْ من قبل

مواجهة على هذا النحو .. دخلتْ عليه وقبل أنْ تحييه دعاها

للجلوس فسلّمتْ ثمّ جلستْ فقالت له " جئتُ أودِّعك حيث..."
وفجأة حدث الذي لم يخطر له ببال .. نهض يهمّ بالانصراف ..

نظرتْ إليه وهي لا تصدق عينيها بأنه سيفارقهم وهو يخطو

كمنْ في قدميه قيد وبنبرة أثارها جَزَع فراق الفوات وعبرة

أفاضتها مرارته صاحت سميحة " إلى أين ؟ " .. " أكنتُ أعلم

الغيب ؟ " .. " ماذا تقصد ؟ " .. " أقصد لو دام حال ما

جئتكم !! ".... مضت دقيقة فوالى بعدها الكلام " أعرف أنّك

كفاءة وطنية نادرة الوجود ونحن بأمسّ الحاجة إليها و .... "

مضتْ فترة والسكون مطبق عليها وهي باقية على حالها

واقفة صامتة فقد عقد الموقف لسانها إذْ كانت جملتها تلك

سريعة الإفلات بنفسها وإلاّ هو في عقلها كرّار فرّار لا يستقر

في ليل أو نهار .. فكانت فرصة سانحة لها لِأن تبدي رغبتها

نحوه حينها ولكنّها عَيِيَتْ من شرح مبتغاها أو ربما لم تكن

جملتها تلك واضحة تعطيه الإذن بالتقدم لها أو ربما لم تجرؤ لأسباب عدّة ؟ ...

جاوزها بمسافة تزداد ولم يزدْها بُعد المسافة إلاّ حيرة وتردداً
آل إليها بفقده وقد كانت بهجته المطلّة عليها آناً بعد آن ..
تحمل إليها أسعد اللحظات ولكن النصيب لم تستقر به قدمها .


لبلبوني

عطاء دائم
02-26-22, 07:24 AM
قصة جميلة
يعطيك العافية أخي

تمرد ذكرى
03-01-22, 03:00 AM
الأقدار لم تكتب له النصيب بهذا الحياة لأجله

قصه جميله
يعطيك العافيه

Daila
05-21-22, 09:37 AM
جيد جدا

صواديف
05-21-22, 06:51 PM
عواافي ع القصه وجلبك لها
طبتم خيراً..

حلم Lmح
05-21-22, 09:50 PM
القصة جيدة والعنوان مؤلم

اصيلة الاحساس
06-02-22, 10:11 AM
جميلة جداً :دموع الورد:

مشاعر مُضطربة
09-19-22, 04:14 AM
أحيان لا يكتب الله النصيب


SEO by vBSEO 3.6.1