مشاهدة النسخة كاملة : ورق
عندمـا أحيـا..
لا يثقــل كاهلـي ســوى الأمــل.
لم يكن العناق طويلاً...
ولكن حلمها كان كافياً..
فيما أتوهج بألم الصواب...
.
.
ما زلت أنسج معطفاً من كلمات الوداع
وأحاور هذياني بأن اللاعودة فضيلة..
لعل هذا الصمت يبوح بسرٍ من هبات الليل..
كنت تسألينني
لماذا الحديث عن الموت؟
والآن أسأل لماذا لا يحضر سوى الموت بحروفك..؟
غريبةٌ هي هذه الريح
وروحي يُبللها المطر...
الانحناء بكامل الروح
لموسيقى تسكننا...
هناك لحن دائم..
وهناك ما هو حقيقي كجسدي..
حين أراكِ لا أذكر ما خطت يداكِ...
أتذكر وجهها عندما تحاصرني الكلمات...
لم يشتعل ورداً ..
يحلم ثم يحلم ويرتب حلمه طبقاً للحقيقة
يسلم نفسه للتناهي وجنون بوصلته...
سلاسل زمنية
حاضره غائم...
محتشماً..ينزف صمتاً
يزن نفسه بين الصوت والصدى..
في هذا الليل الجاحد
لا مكان للقصيدة.
تعتادنا الأسئلة..
والاجابات لا تُغير لون السماء.
يترك السطر الأول يملؤه الفراغ
وسطره الثاني يفرغه الانتظار..
والثالث كان – كان؛حيث لا حاضر- يفزعة قدرية الاعتراف..
بدت الحروف متعثرة..تنسل بعيداً في الفضاء..
مستسلماً لضياعه... ما عادت له من كلمات تنتظم ببراعة..
في زمنٍ لم يعد العشاق ينتحرون
ماذا سيكتب العاشق قبل انتحاره...؟!
يعودون
لا نفكر..لا نسأل
لماذا
كالوشم في الجسد المسجى..كالجرح بين الأصابع
يعودون
من جديد..
كـ الوهم يرحلون...
كان الدمع يصعد إلى مقلتيها وينتحر..
ليس من قبلة تنتظرها ولا شفاه..
للعين أن تقول ما لا يمكنه اللسان
..
كأننا نُولد من هذا الليل...
وكم كنت أحتضن الهواء..
في موعده البطيء
وكمشهدٍ أخير
يُعيد الجسد
رقصته
بلحن روح جديدة..
.
.
في دائرة الوجود والعدم...
بعض الصور بقيت بلا معالم
القصاصات مبعثرة، والألوان متداخلة..
.
.
وعلى حدوده يقف النظر
بعد الجفاف
ليس للنهر أن يعانق ضفافه .
فحديثي لا زال مدفوعا بضجر اللغة الوحيدة
وعلى الأمل
الرهان خاسر...
في ماضٍ لا يزال حاضراً
تخون نفسها الذات...
الملامح منفصلة تماماً في إلهام اللحظات
وليكون وحده ضد نفسه
ويتوازن الحوار
تعود العبارات القديمة للظهور
فهي تجيد الاستسلام
بعد أن هرمت الأبجديات...
وحده يحمل تاريخ السفر
ويحتمل عبء المسافة
الذات عارية
في أقل قدرٍ من المجازفة
برغبته الواضحة في السعادة
كما يمكن لمتفائل
يرى السماء أقرب إلى يديه
ينتظر الشمس في غير موعدها...
ونصفه المشتاق لا يصدق ما يراه
أكون حيث لا ينبغي لي أن أكون
أُلامس الجنون...
أهجر الكلام... لا أعود موجوداً
لأمضي بلا ضجيج
حيثُ لا بُد من أنـا
السنوات تمضي بلا قرارٍ منه ،وهو ليس وحيداً في ذلك
... كان يكتب بإرادة منه
تتشابه الحروف...
لما يسقط على ظله...ولا شيء يشبهه.
في كبرياء المواجهة
.
.
لم تعترف الشفاه بقبلاتها
لكن الجسد يعرف دائماً
كيف يجد طريقه للصراخ...
مدٌ بلا جزر
وهنا
يتجدد الشك
لمن يذهب بعيدً بأحلامه
وليس من سلام يسكنه
حيث
لا بحر تحت زرقة السماء..
انتظر حديّ الفاصل
كي أصدق نفسي..
الملالة والسأم !
مللتُ منّا..!
فما بال الحنين ؟
لست متفرّغآ لتداول الحب،..
فأنا مشغول آناء الليل وأطراف النهار، لكنّه الحنين !
زقاق الروح فيها وشوشات وبعض ذكريات
تنفث لفائف تبغ، وتعاقر القهوة .
الشهوة وإثم بيانها..!
تأسرنا لحظة...
نكون فيها أشياء ولا أشياء
ليصبح ما حولنا زمجرة أحلام ..
تأمل بطيء لفرد يقتات على ذكرياته..
في كلماته فوضى
بطريقته أراد أن يروي حكايته.
وعزلة يبررها بابتكاره صوتاً.
الآن ليس قبل الأوان...
سنبلة نبتت في طوقه الحجري
مدينته المحترقة قد أزهرت بقداسة الأمنيات.
في منفاي المعلق
لم يفسر وجهه الغامض بعد...
نسيت أو أكاد
ليس من وترٍ يرجع لحنه
ولا كلمات تؤبن الوداع.
صفحة قديمة أو لعلها حلماً شارداً...
ابتعد عن نفسي لئلا أكتبها
فأكون السارد لا الحكاية..
وعلى الحلم شاهد.
https://b.top4top.io/p_2579qq7vy0.jpeg
خارج الحياة
في جغرافيا متعرجة
أبقى ...
تشغلني سخرية..
ابحث عن آخر مستتر
لأكون الوشاية.
في زحمة ضمائر...
تمر دون أن تراها النوافذ
تمضي في ليل المدينة
كحزن الجسد البارد
أبواب موصدة على أسرارها..
هي غريبة وهذا الليل عابر.
لا زالت في حدادها اللفظي..
أرى نفسي وحيداً في حواري
الذي يخدش الذكريات..
ليترك نزق هذا الليل ما يشاء من اثر.
يدك التي لاتربت على كتفي
تؤلمني كثيراً!
شاخ صنبور الماء .
كان يجلسُ في الحوض على ذات النحيب منذ الأمس ..
وكلما قرأ شيئاً عن حملة ترشيد استهلاك الماء ..
اختنق .. وبكى .
القلق الناضج جداً :
الخيوط المنسولة من " شماغ " رجل أربعيني يحمل في جيبه مفتاحين فقط .
عباءة جدته المقلوبة .
" طفّاية " ابنه المتخمة بأعقاب السجائر .
طلاء الأظافر المقشور على أطراف أنامل ابنته .
نظرات طفلته المعلّقة بالنوافذ والأبواب .
القلق الناضج جداً ..
أبني أعشاشي لـ طيورٍ تفر من صدري على هيئة حروف ..
أشكلها كلماتٍ تبني لي جوسق ..
بـ محاذاة جدار برلين ..
إليّ حيث روحٍ لا أعرفها ولم أرها مسبقاً تسكنني ،
تتلبسني وتطغى بـ تفاصيلي فـ تجعل من زواياي أكثر أحادية ،
وتصنع مني إناء يحوي أنانية لم أعهدها ،
إلىّ كل ماهنا أهديه " لي " " على افتراض أن ما هنا يستحق الإهداء ! "
أركن ظهري على آخر جدارٍ يمر بي الليلة واطلق آخر آهٍ مسائية ..
الورق وفي جدا ، وكتؤم بما داخله
تحبير الورق يحتاج لكثيرا من السهر والأرق ,, محمومة هي الروح ..
الحياة عبارة عن أوراق مبعثرة
ووريقاتي هذه جسدتها نبضاً وروحاً وألقاً
فكم يكمننا أن نجمع في الحياة من أوراق،،،
لعل انتظامنا يكمن في هذة البعثرة،،،
هل نكون أوفياء حين نطيع ألم المحابر؟
وهل نخشي أن نكون وتراً لآلة عزف،،،
مجرد نغم حائر يستقر مقطوعة ازلية ،،
نزداد أرقاً حين نكتم الحرف،،،
ونخشى البوح فتكون الحروف مشانق،،،
أحتفظ بصفحاتي كأجمل إرث ،،،
نكتب - وليس هوسا بالكتابة – لنكون غيرنا في القراءة،ونفتح أبواب موصدة،
نكتب علنا ندرك من نحن ،لنشرق في إحدى زوايا هذا الكون،لنفرغ ما يثقلنا من حنين،
ونهرب من شبح وحدتنا اللئيم.
نقفز عن أسوار،نخفُ لربما نطير،،نود تجديد ريش طير الرماد ،لنذيب ثلوج قلب ،ونرجع نبضه.
لنعيد ملامح وجه جعدته السنين،لعل لمسافر تعب من حقائبه أن يستظل جدار الزمن،وينزل من قطاره.
ليصيبنا صمم فلا نسمع ثرثرة الصمت،وندرك الشجن في اللحن،أو لنضيء ليل بهيم.
لننهي هذا الانكسار فكم مرهقين نحن من سير بعكس التيار،ولنتحرر من قيد الأمل حين نطرح الصدى.
ونجد غصن يابس يقف ندا لهبوب الريح ،وعندما تبعثرنا الكلمات نعثر على السطر.
فلنكسر ميقات الفصول ونتنكر لمواثيق الغروب...
ونُنهض فجر جديد في غير إشراقة قبل أن تغتالنا فوضوية الوقت...
أو كما قالت الياسمين لنزهر في جفاف الفصول.....
نكتب لنكون نحن من نحن،في عالم لا تغزوه الأساطير
هي اللمسة الأولى للأوراق وما تثيره فينا من خوف ما تحمله في صفحاتها ورهبة الإشارة فيها إلينا.
كم أصبحت الحياة صعبة بوجودها!
تلك الإشارات التي تأخذنا من وجودنا وتسلبنا ما استطاعت من طمأنينة،
بل وتنفذ حتى إلى أحلامنا.وتقض مضجعنا.
تزهق روح الفرح فينا؛ حين تتكثف لتمطر أكثر فأكثر.
وتفيض بنا حيرة تزيدنا يقينا بانعدام وصول لمرفأ آمن،نرسو فيه على حياة تنعدم فيها ونخلو منها .
ونستنطق أركان الفكر المستعبد بها عن إمكان التحرر من المضني في تلك الإشارات....
والذي هو ليس إلا إشارةأخرى للاستفهام.
وليس ثمة سؤال لا يفضي إلا إلى سؤال،إستيلاد يودي إلى إجهاض
جارسيا ماركيز يقول: " أكتب ليحبني أصدقائي أكثر".
لورانس داريل يقول: "لكي أحقق ذاتي".
آلان جوفروا يقول: "لندافع عن أنفسنا على هذه الأرض البيضاء".
ويقول الحكيم الفرعوني: "ليبقى اسمك في فم الناس"
عماد ابو صالح يقول :
" الكتابة عندي الم. كأني أستفرغ أمعائي. نزيف متواصل.
قلمي في الحبر، إصبعي في دمي.
لا أعرف لماذا أخاف الكتابة؟ ألأنها تتغذى على أعز ما فيّ؟ "
تتشابه الكتابة بالولادة
وعلينا ألا ننجب خطيئة
حين تتكلس أصابعنا،وتعجز عن متابعة تموج حبرنا الجاف على امتداد الصفحة،
نتوقف برهة ،ونحاول مطاردة أفكارنا المزدحمة...
سأتوقف قليلاً لأرسم ابتسامة التشافي،
وأنفث دخان سيجارتي في وجه هذا الليل....
هل أخطأنا حين تركنا نافذة مفتوحة!!!
ولم نخش نسمة ريح تبعثر أوراقنا – نحن – وتعبث بالمعنى،
وتغير ترتيب صفحاتنا – نحن - لتبدأ قراءة صعبة التفسير.
وتداخلت البداية في النهاية للرواية،
واتخذت الصور - في الحكاية - شكل العبث.
كم خرجنا منا وحاولنا أن نرى شكلاً آخر فينا،
أو لنتعرف على حرف جديد لنا.
كل شيء فقد دهشته ولم تعد مفارقات المكان عجيبة ....
أن تكون محطة لقاء ووداع واحدة....
رغم كثافةِ دخانِ سيجارتي إلا أني مستمتع باحساسك المرهف
لا زالت أوراقي مرتبة كما هي ؛
وما زالت تلكَ الأماني تلوحُ في الافق للحظات اللقاء........
ابتسم رغم كل شيء .
ترسم الابتسامة نفسها..
كلما لاح اسمكِ بالأفق،ورافقني الفرح،كلما أشرقت كلماتي بكِ
أفتقدك..
هل الورق مطفأة للذاكرة ؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الأخيرة،وبقايا الخيبة الأخيرة ..
من منّا يطفئ أو يشعل الآخر؟
لا أدري ... فقبلك لم اكتب شيئاً يستحق الذكر ... معك فقط سأبدأ الكتابة.
احلام مستغانمي / ذاكرة الجسد
أحب هذا الموت الذي يعيدني حياً على أوراقكِ ..
دائما ما يحتضننا الورق وينجح في إطفاء حرائقنا أو الاشتعال بنا
هو لكل الأحوال مهيأ وقادر على صنع المعجزات
الخوف ..
يجعلُنا ننسى ..
والنِّسيان يجرُّنا للخطأ ..
والخطأُ يعبثُ بنا ..
يغيِّرُ من الأشكال ..
يصنعُ نسيجًا جديدًا ..
خاطَهُ حسبَ ما تشتهيهِ الأيَّام ..
نحنُ لا نملك شيْء ..
فلننتظر ..
سنرى ماذا سيحدُثُ في الأيَّام ..
وماذا ستبقي من أثر ..
إرثي الثقيل،وفقداني العظيم.
هل يمكن قتل امرأة ورقية تشبه الحياة قليلاً،لا حياة لها إلا داخل الكتب والقلوب؟
أضع كل هذا الجنون المشتهى بين أيدي القراء،كما شِئتِ،لا كما ارتضيتُ،ولا ضامن لنا في هذه المغامرة المجنونة التي يتقاسمها كاتب من لحم ودم،مع امرأة من ورق وحبر،إلا الصبر وظِلّ الكتابة السخي.
واسيني الأعرج / أنثى السراب
نعم أود الاشتعال بأوراقي،،،
نعم أود محوكِ من دفاتري،،،
نعم أود سحبكِ من ظلالي،،،
نعم...
لا بد أن أطفأ ذاكرتي المشتعلة،بصور الحنين والشوق
كسهولة إطفاء سجائري.
وعسى الصبر ألا يخذلني كثيراً كما فعل.
لا شيءَ يهمُّ....
ولعله أيضاً لا يهم كل ما كان
فماذا يهم إذن؟!
الوقوف قسرياً على المحطات
في بعده الثالث يُهديني انطواء
وعمر يقاس بأكداسٍ من حنين
وهدأة أنين في تجمُّد الوقت ،وعسر اللحظات.
في قلبٍ تصابى
أتأمل نفسي عارياً
إلا من ذاكرتي,وأشعر
احتكاك أناملي بنجمٍ بعيد،
مرة وأخرى غيبوبة زمان
ودهشة فراغ يملأ العيون
ووحده الانهيار...
وانهماري كالمطر
على صورِ ما كان سوف يكون.
ولا يهم سوى
التساقط خلف المعنى.
وأحتفظ بعدم الوضوح كحق لي..
وهروبي من ساحة الأسماء – أيضاً -
غير مُثخن بانحياز...
لأستبق ظلاً بات يراودني على الأفول
وكما هو الحق لي في ما اجترأت من
هزءٍ ب أركام الرماد
وخيانتي في ما عاجلت
من وقتٍ مؤجل،وتمرد الحلم بالصراخ.
وشكراً لمن يقرأ جنوني...
وليغفر لي سأمي
هذا الوقت الممتد بين رغبة ورهبة
ويتيح ليدٍ نادمة أن تأخذني لرعشة
الرقص الآثمة وصخب حفلة راقصة
تجعلني آدم آخر.
وعذراً
لمن لم يجد إغراء متعمد في أغصاني المشذبة
وأصابعي التي ترتق شمس نهارها
وتصطنع التجافي، عندما لا أعود أحفل بالحياة
وحين أؤمن بحتمية المصير....
أغتال الصبر حين أفرغ من الأماني
ويضيق بي الوقت .
اقرأ فِي دفتر الْعَاشِق غَير العَائِد..
وأقرأ مَا يكتبه حَدَس عَاشِق طَوى نَفَسه والتَصق وجَهُه بالغِيَاب
اكتبيني كمَا شئتِ .... واقترفي ما طَاب لكِ مِن المَحِو...
كَتِيَار ضِدّ الذات
فَلَما يَسقُط بَهَائِي بعد،وكُوَنِي نَقِيَة ولا تُسَقِّطِي عَنَي معطَفِي الذِي يَندس تَحته جِلدِي العَابِئ بانحِلال ضفَائرك عليه، ولا تمتطي شَهِوَة الحلم،أن تَسكُبِي أغنياتك الغجرية رَصَاصا في أذني،،،
وتُغنَي أنا الضحية.. أنا البَرَاءَة
وحيث لم تَعد الحَقِيقَة سِوَى ثلويث لظلكِ
ولتهنئي بحفلاتك التنَكرِية،في بُرِجكِ العَاجِي...
إثم يخفق بالأماني،وتَجلوه الهَويَة
مدّ لي حرفُك المدحورِ في جوف الخطيئة
لتروي شقوق وجهي
أو استخدم بين شفاهي لغة المبضع
فهي كالجلمود متصنمة
إن شئتَ إنقش عليها إبتسامة
وقرب العين دمعة
لا تبتئس حينما يعزونك وحيداً بين مفردات النسيان
مدّ حرفك
وإن شئتَ اصنع زورقاً
مشقق الأطراف مثلي
ينتظر الغرق ….
وللبحرِ أغنية وحنين
وبين موجة وأخرى
يضنيني بُكاء حورياته
وقصص موت العاشقين
سيبقى هذا البحر يرويني...
أرى نفسي وخلفي ماض يستطيل وأسأل حاضري عن تصدعات الوقت
وحق الحلم في الوجود، وفي تركة الأسماء وعبء أغنية لم تكن شجية.
وصدري يخنقه الهواء.... إيماء الجسد يهبني المشهد
قلوب تخفق بشدة لشرعية موتها.
ترى ماذا كانت الحياة لتقول لمن هزمتهم مبكراً؟
الذين ما أن خرجوا من شرانقهم حتى أحرقتهم بحقيقتها
كما هو زيفها ...
هل كانت لتقول ما يجب أن يقال.. حين أدارت ظهرها لهم أو ما بقي من رمادهم ؟!
وبماذا كانت تفكر قبل أن تشرع باغتيال آمالهم،وتمزقهم ألسنة الضباب ؟
غطوا وجوههم بوسائدهم ، وتركوا أحلامهم تتسلق جدران حجراتهم المغلقة...
بأن يدا سوف تمتد إليهم لتوقظهم !!
ليست بكائية أخرى!
وليس من كلمات أتورط بها للعزاء...
وجوه كما في الصخرِ منحوتة..
معتقلة بحدود اللحد،لم تمُسك بلحظة من ساعةِ الرمل،،،
ولا يُكرم فيها الشكل،ولا يستعيد الربيع فيها أنفاسه.
كم تكلفني الكتابة!!
وبلا التفاتة إلي، تجيب بصمتها الكلمات...
مؤلم أن نشرح أنفسنا لهذا الوقت..!!!
أحاول أن أكون على وئام مع الإيقاع الغريب
وأسمح لنفسي بأمل محتمل...
وأن ترسم أصابعي الكفيفة شكل قيدها
في هذا الليل الشاحب....
يسرقني الحلم إلى آخره..ويتركني لزائري
ويعيدني الطريق إلى أوله لأبدأ السؤال مرات ومرات ...
لماذا تتركيني لذاكرتي؟
لعلها أرادت أن تنجب مني وجه آخر للغياب!!
مازلت كما أنا أيها الصديق
يسكنني ذلك الجنون،وأبرع بالشكوك
أرفض الموت وحيدا..
أو لعلة يرفضني الموت لأبقى وحيدا..
وما زلت تتركني لأنتشر على وقت الاحتضار
وانتشي بمرارة الضغينة...
أقاوم وحدتي منشغلاً بما حملت في صدرك من أسرار..
صديقي: تلك هي روحك المتعبة
ونار الذاكرة...
تكرر الوجع مرة تلو أخرى.
تُردد العصيان،ولا ترجو مغفرة...
تشم رائحة الموت المنبعث من وترٍ.
ربما علينا ألا ندوس آخر زهرة في المقبرة.
حالة انكسار وانحناء غريب للغروب
نهاية ساخرة لرواية عشق آسر.
نهاية فرح مؤقت...
ليبدأ ليل الضجر.. ويسود قمر جبان
يهجرني ليتقشف بالحنين ولا يعود ليلقاني.
لا أملك إلا أن أكون حراً من الداخل
وأنا خصم حريتي...
تسألني
متى أكون حرة بذاكرتي؟
ببساطة أجيب: متى تخلصت من قلبك!
وأين من كان وسادة لرأسي المثقل بالحنين؟!
فلا أجيب...
أغادر لأترك خلفي غبار السنين للمنتظرين بعدي
وبلا ندم أصم أذني عن صرخاتِ الجدران وهي تصعد بيننا
كم بعدت حتى عن نفسي!!
وأتابع - بقلبٍ مُتعب - في طريق يشبه المستحيل قليلاً
لأبحث عن أبجدية ضائعة يكتمل بها غروري فلا أعود أفكر في مكاني..
وأمقت الخراب الذي أحسه بأعماقي...
في لحظات وحدتي الأشد برودة وقسوة
أكثر فأكثر..
غريبةٌ هي هذه الريح
وروحي يُبللها المطر...
الانحناء بكامل الروح
لموسيقى تسكننا...
هناك لحن دائم..
وهناك ما هو حقيقي كجسدي..
حين أراكِ لا أذكر ما خطت يداكِ...
كي أقرأ على أن أنسى ملامحكِ..
أتذكر وجهها عندما تحاصرني الكلمات...
لم يشتعل ورداً ..
يحلم ثم يحلم ويرتب حلمه طبقاً للحقيقة
يسلم نفسه للتناهي وجنون بوصلته...
سلاسل زمنية
حاضره غائم...
محتشماً..ينزف صمتاً
يزن نفسه بين الصوت والصدى..
في هذا الليل الجاحد
لا مكان للقصيدة.
تعتادنا الأسئلة..
والاجابات لا تُغير لون السماء.
vBulletin® , Copyright ©2000-2024,