المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية متفكك


الْياسَمِينْ
05-05-23, 11:39 AM
https://f.top4top.io/p_26814t8gd1.jpeg (https://top4top.io/)

انتهيت من رواية ( متفكك ) أعجبتني جدا
للمؤلف نيل شوسترمان
عدد صفحاتها 474
سأنشرها على أجزاء بعد ترجمتها …


لو كان عدد أكبر من الناس متبرعين بالأعضاء
فالتفكيك لم يكن سيحدث أبدا .. ( الأدميرال)

——————————————
يستعيد كونر الوعى بلا شيء سوى ارتباك ضبابى عن المكان الذى يجب أن تكون فيه أفكاره ..
وجهه يؤلمه، وبإمكانه الرؤية فقط من عين واحدة..
يشعر بضغط على عينه الثانية.
هو فى غرفة بيضاء، توجد نافذة يستطيع رؤية ضوء النهار منها ..
هذه دون شك غرفة مستشفى ، وذاك الضغط على عينه بالتأكيد ضماده..
يحاول أن يرفع يده اليمنى لكن يوجد وجع فى كتفه
لذا يقرر أنه لا يستحق العناء بعد.

فقط الآن يبدأ فى جمع الأحداث التى أحضرته هنا.
كان على وشك أن يُفكك..
كان هناك انفجار، تمرد ،ثم ليف كان يقف بجواره ،هذا كل ما بإمكانه تذكّره.

تدخل الممرضة للغرفة: إذًا أخيرا استيقظت ! كيف تشعر؟
يقول :جيد، بصوت أكثر من النقيق قليلا، يبلع ريقه، كم المدة ؟
تقول الممرضة : كنت فى غيبوبة مستحثة طبيا لأكثر من أسبوعين بقليل ..

الْياسَمِينْ
05-06-23, 07:16 AM
اسبوعين؟ مع حياة عاشها يوم بيوم لفتره طويلة,
فأسبوعين يبدوان كأبد ، وريسا.. ماذا عن ريسا؟
يقول :”كانت توجد فتاه ،كانت على سطح التشوب ، عيادة الحصاد هل يعرف أى شخص ما حدث لها؟”
تعبير الممرضه لا يفضح أي شيء بالإمكان الاهتمام بكل هذا لاحقا.
- لكن..!
لا لكن, حاليا أنت تحتاج وقت لتشفى , أنت تصنع أفضل مما توقع أى شخص يا سيد مولارد.
فكرته الأولى أنه أخطأ سماعها, ويتحرك بعدم ارتياح: عذرا؟
تنفش وسادته : فقط استرخ الآن ياسيد مولارد، دعنا نهتم بكل شيء
فكرته الثانية هى أنه قد تفكك فى النهاية. تم تفكيكه, وبطريقه ما ..
حصل شخص ما على عقله بالكامل، هو بداخل شخص أخر الآن.

الْياسَمِينْ
05-07-23, 11:53 PM
لكن بينما يفكر بالأمر, يعرف أنه لا يمكن،
فصوته مازال يبدو كصوته حين يمرر لسانه على أسنانه..
تلك الأسنان هى التى يتذكرها.
“اسمى كونر” يخبرها,”كونر لاستر.”

تتفحصه الممرضة بتعبير لطيف, لكن مدروس..بطريقه قد تكون مقلقة:
”حسنا” تقول,” هكذا قد حدث، وُجدت بطاقة هوية بصورة متفحمة فى الحطام. خصت حارس فى التاسعة عشر اسمه الفيس مولارد. بكل التشوش بعد الانفجار لم يكن حقا دلالة على من يكون من, والكثير منا اتفق أنه سيكون من المؤسف أن تذهب تلك البطاقه سدى, ألا تتفق.” وتميل لتعدل زاوية سرير كونر حتى يجلس بأريحية ”الآن أخبرنى” تسأله:”ماذا كان اسمك مجددا؟”

السهم الأخير
05-10-23, 06:43 AM
الله أكبر ماهذا التشويق !!!!!

يا برودة قلب الدكتوره اللي ترفع الضغط . لمجرد الفرضيه حطيت نفسي بدل السيد كونر لاستر وأول شيء خطر على بالي إني أصرخ : ريسا ريسا أين ريسا وأخليها تضطر تحقنني بمخدر أو منوم وأنا أرجع لسباتي

ريسا لا تذهبي ريسا واناديها حتى اغفو في سبات عميق . شدني مصير ريسا وش صار للبنت ؟

لا تقولوا ماتت في الانفجار أو تشوهت بالكامل ارجوكم .

روايه مشوقه صراحة والترجمة انتاج وتوزيع المبدعه الياسمين . بذمتش لا تموتي ريسا نبغاها تعيش

السهم الأخير
05-10-23, 06:49 AM
تعبير الممرضه لا يفضح أي شيء بالإمكان الاهتمام بكل هذا لاحقا.

شكلها ريسا ميته في الثلاجة المجاورة . ودي أخنق الممرضه حتى تعترف وين ريسا ؟ لكن من وجهة نظر أخرى تصرفها صح هذا اللي فيه كافيه لو سمع خبر سيء بيروح فيها كفايه انه متفكك . هو وش صار له ؟ تفجير ارهابي والا وش بالضبط ؟ انفجار هائل شكلهم الضحايا واجد معد حد حصل جثث الضحايا والمشتبه في اصابتهم . الله يستر بس . عمل رهيب صراحه تخيلت السيناريو كأن به كاميرات كثيرة تغطي الاحداث مدري انا تحمست عشان ادور معهم على ناجين من الانفجار

الْياسَمِينْ
06-02-23, 02:02 PM
يفهم كونر الأمر. ويغلق عينيه ويأخذ نفس عميق ويفتحها مجددا:” هل لدى اسم أوسط؟”
تراجع الممرضة المخطط:”روبرت.”
“اذا اسمى هو إى روبرت مولارد.”
تبتسم الممرضة وترفع يدها لتصافح يده:”سعدت بلقائك يا روبرت.”
كرد فعل يمد كونر يده اليمنى نحوها , ليجد وجع خافت فى كتفه مجددا.
“آسفة” تقول الممرضه:” خطئي ,” وتصافح يده اليسرى بدلا ” ستشعر بألم فى كتفك قليلا حتى يشفى الزرع تماما.”
“ماذا قلت للتو؟”
تتنهد الممرضة :”أنا وفمى الكبير. يريد الأطباء أن يكونوا دائما من يُبلغوا, لكن القطة قد خرجت من الحقيبه الآن,أليس كذلك؟ .. حسنا, الأخبار السيئة هى أننا لم نستطع أن ننقذ ذراعك، ولا عينك اليمنى, والأخبار الجيده هى , كونك أي روبرت مولارد, كنت مؤهلا لزراعه طارئة.. لقد رأيت العين,لا تقلق, إنها ملائمة بجدارة. أما بالنسبة لذراعك, حسنا, الجديدة أكثر قوة من اليسرى, لكن بعض العلاج الطبيعى قد يساوى بينهم فى وقت قصير.”
يترك كونر الأمر يغوص بداخله, يلعب فى أرجاء عقله.. عين. ذراع. علاج طبيعى..
“أعرف أنه كثير لتعتاد عليه” تقول الممرضة.
للمره الأولى ينظر كونر ليده الجديدة.

السهم الأخير
06-02-23, 03:32 PM
يالله وش هالحرب النفسية !!! هذي دكتوره والا قسم تعذيب ؟

متابع بحماس اشوف وش اللي تبقى فالرجل . وين ريسا ؟

الياسمين طولي الحلقة القادمه شوي بذمتش قد لي شهر منتظر الجديد .

روايه رائعه جدا تسلمين ع الترجمه

الْياسَمِينْ
06-03-23, 06:00 PM
يالله وش هالحرب النفسية !!! هذي دكتوره والا قسم تعذيب ؟

متابع بحماس اشوف وش اللي تبقى فالرجل . وين ريسا ؟

الياسمين طولي الحلقة القادمه شوي بذمتش قد لي شهر منتظر الجديد .

روايه رائعه جدا تسلمين ع الترجمه

أكملها بدون إعلانات ؟!
سأخسر :0005:

الْياسَمِينْ
06-03-23, 06:09 PM
يوجد ضمادات تغلف كتفه, وذراعه فى حماله. يثنى أصابعه, ينثنوا، يلف معصمه, يلتف.. تحتاج الأظافر للقص, ومفاصل الأصابع أسمَك من خاصته.
يمرر إبهامه عبر أطراف أصابعة, حاسه اللمس تماما كما كانت. ثم يدير معصمه أكثر قليلا, ثم يتوقف..
يشعر بنوبه هلع تسرى به, واحدة تؤدى إلى عقدة فى عمق داخله.
تبتسم الممرضه بينما تنظر للذراع:” الأجزاء غالبا ما تأتى بشخصياتها الخاصه” تقول,” لا شيء لتقلق بشأنه, انت بالتأكيد جائع. سآتيك ببعض الغذاء.”
“أجل,” يقول كونر.” الغذاء. هذا جيد.”
تتركه وحيدا مع الذراع, ذراعه..
ذراع تمتلك وشم جلى لسمكه قرش النمر.

حياة ريسا كما تعرفها انتهت فى اليوم الذى فجر فيه المصفقون التشوب شوب..
و الجميع فى الأخير قد عرف أنهم كانوا المصفقون و ليس كونر.
الدليل كان دامغ. خاصة بعد اعتراف المصفق الذى نجى.

فعلى عكس كونر, ريسا لم تفقد وعيها ، حتى بالرغم من كونها مثبتة تحت دعامة فولاذية, لقد بقيت مستيقظة تماما. بينما كانت مستلقية هناك فى الحطام، بعض الألم الذى شعرت به حين وقعت الدعامة عليها اختفى. لم تعرف ما إن كانت علامة جيدة أم سيئة. مع ذلك فدالتون كان فى ألم شديد, كان مرعوب ، هدأته ريسا وتحدثت معه, أخبرته أنه لا بأس.. وأن كل شيء سيكون بخير. ظلت تخبره هذا حتى اللحظه التى مات فيها.

عازف الجيتار كان أكثر حظا. كان قادرا على إخراج نفسه من تحت الأنقاض، لكنه لم يستطع أن يحرر ريسا، لذا رحل ، بعد أن وعدها أنه سيرسل المساعدة.
من المؤكد أنه نفذ وعده لأن المساعدة أتت أخيرا بالفعل ، أخذ الأمر ثلاث أشخاص لرفع الدعامة , لكن واحد فقط لحملها خارجا.

الآن هى ترتاح فى غرفه مستشفى, مُكتفة فى جهاز غريب الشكل يبدو أقرب لجهاز تعذيب أكثر من سرير. مغربلة بدبابيس معدنية كدمية فودو بشرية.
الدبابيس مثبتة فى أماكن محددة بسقالة صلبة. بإمكانها رؤية أصابع قدمها, لكنها لا تقدر على الشعور بها. من الآن وصاعدا, فرؤيتهم ستكون كافية.
“لديكِ زائر.”
تقف ممرضة بالباب, وحين تتنحى جانبا..
هو شخص دامى ومضمد, لكن حي للغاية. تمتلئ عيناها فورا بالدموع ، لكنها تعرف أنها لا يجب أن تترك نفسها تبكى بحرقه ، مازال يؤلم بشدة أن تبكى بحرقة.

السهم الأخير
06-03-23, 06:29 PM
أحداث مشوقة جدا ورباطة جأش للطاقم الطبي وصعوبة الجو العام للمستشفى الذي يشهد حالة طوارىء . لحظات صعبة وحياة الجميع على المحك والكل فعلا قريبا جدا من الموت النفسي والفيزيائي .

بصراحه مرت الاحداث سريعة جدا رغم المجهود الراقي للمبدعة الياسمين .

أحس نفسي مثل اللي منتظر عند العناية ما يدري اي خبر راح يجيه وينتظر خروج طبيب أو ممرض لتخفيف الفضول الذي يجتاح أركان فكره المشتت .

مبدعه يا ياسمين لا تحرمينا الجديد ومقدر ظروفك

شكرا جزيلا على هذه الرائعه

الْياسَمِينْ
06-10-23, 08:41 AM
لقد عرفت أنهم يكذبون" تقول " لقد قالوا أنك مت فى الانفجار..
أنك كنت محبوس فى المبنى .. لكنى رأيتك بالخارج، لقد علمت أنهم يكذبون."
“على الأرجح كنت سأموت" يقول كونر" لكن ليف أوقف النزيف، هو أنقذنى.
هو أنقذنى أنا أيضا،" تخبره ريسا" لقد حملنى خارج المبنى..
يبتسم كونر: ليس سيئ بالنسبة لعشر صغير فاشل ..
من النظرة على وجهه، ريسا تعرف أنه لا يعرف أن ليف كان من المصفقين ، الواحد الذى لم ينفجر،تقرر ألا تخبره، مازال يملأ الأخبار، سيعرف قريبا بما يكفى.

يخبرها كونر عن غيبوبته، وحول هويته الجديدة، تخبره ريسا عن أن القليل من هاربون هابى جاك تم القبض عليهم ، وكيف اندفع الأولاد عبر البوابات وهربوا.
تنظر لحمالة ذراعه بينما يتحدثا. الأصابع الخارجة من الحمالة بالتأكيد ليست لكونر. هى تعرف ما قد حدث بالتأكيد, وبإمكانها القول أنه واع للأمر.
"إذا ماذا قالوا؟" يسأل كونر، حول إصاباتك، أعنى.. أنتى ستكونين بخير, صحيح"
تفكر ريسا فى طريقة إخباره, ثم تقرر أن تكون سريعة حول الأمر: يخبرونى أننى مشلولة من الخصر لأسفل …
ينتظر كونر المزيد, لكن هذا كل ما أعطته له ، حسنا..
هذا ليس سئ للغاية, صحيح؟ بإمكانهم إصلاح هذا.. هم دائما يصلحونها.”
"نعم"؟تقول ريسا: يصلحونه باستبدال عمود فقرى متهشم بعمود فقرى لمتفكك. لهذا أنا رفضت العملية."
ينظر لها بعدم تصديق, وهى فى المقابل تشير لذراعه:" كنت ستفعل نفس الشيء لو أعطوك الاختيار.. حسنا, كان لدى اختيار, واتخذته.”
“أنا آسف جدا يا ريسا.”
" لا تكن! فالشيء الوحيد الذى لا تريده من كونر هو الشفقه, ليس بإمكانهم تفكيكى الآن .. يوجد قوانين ضد تفكيك المعاقين.. لكن إن حصلت على العملية, سيفككونى لحظة ما أُشفى. بتلك الطريقة بإمكانى البقاء كجزء واحد، "وتبتسم له فى انتصار" إذا أنت ليس الوحيد الذى تغلب على النظام!
يبتسم لها ويحرك كتفه المضمد, فتتحرك الحمالة, كاشفة عن المزيد من ذراعه الجديد.. ما يكفى للكشف عن الوشم ... يحاول إخفائه ,لكنه قد تأخر.
تراه، تعرفه.. وحين تلاقى عين كونر, ينظر بعيدا فى عار..

السهم الأخير
06-10-23, 07:07 PM
جميل هذا التناغم بين كونر وريسا والاجمل هذه العزيمة والثقة بالنفس . في انتظار المزيد من المفاجآت التي ستبدو واضحة يوما بعد يوم حول الاصابات الحقيقية جراء الحادث .

قد تتفكك الأعضاء ولكن يجب أن لا تتفكك العزيمة والايجابية وإلا فإن الجسد والروح سيعيشان حالة من التشتت الى حد الانتهاء والرحيل .

سرد جميل وتناغم في التفاصيل من ترجمة المبدعة الياسمين .

متابع للفصول القادمة من الرواية المشوقة . شكرا على الجهد والترجمة والابقاء على جمالية الرواية باللغة العربية .

منتظر بشغف للفصول القادمة .

شكرا الياسمين

الْياسَمِينْ
06-12-23, 08:22 PM
" كونر....؟"
"أعدك " يقول :" أنا أعدك أننى لن ألمسك أبدا بتلك اليد."

تعرف ريسا أن تلك لحظة حاسمة لكليهما. تلك الذراع، هى نفسها التى أمسكت بعنقها عرض حائط حمام، كيف تنظر لها الآن بأي شيء سوى التقزز؟
تلك الأصابع التى هددت بأشياء فظيعة ، كيف بإمكانهم إمدادها بأى شعور سوى النفور؟!
لكن حين تنظر لكونر ، كل هذا يتلاشى بعيدا، يوجد هو فقط
"دعنى أراها" تقول..
يتردد كونر، لذا تمد يدها وبرفق تحركها أسفل الحماله: هل تؤلم؟
“قليلا.”
تمرر أصابعها عبر ظهر يده: هل تشعر بهذا؟
يومئ كونر...
ثم بلطف ترفع يده لوجهها ضاغطة كفه على خدها، تمسكها هكذا للحظة تم تتركها، معيدة السيطرة لكونر.

يُحرك يده عبر خدها، ماسحا بإصبعه دمعه .. و بنعومة يداعب عنقها, وتغلق عينيها، تشعر بينما يحرك أنامله عبر شفتيها قبل أن يُبعد يده بعيدا.
تفتح ريسا عينها وتمسك باليد فى يدها, محكمة عليها : أنا أعرف أن تلك هى يدك الآن "تخبره" رونالد لم يكن قط ليلمسنى هكذا.
يبتسم كونر, وتأخذ ريسا لحظة لتنظر نحو القرش على ساعده. لا يسبب لها أى خوف الآن ، لأن القرش تم ترويضه بروح الفتى..
لا.. بروح الرجل..

ابووعبدالله
06-16-23, 08:48 AM
حماك الرب ورعاك "ياسمين"..
وشكرا كثيرا وجدا..لك

وبس

الْياسَمِينْ
06-23-23, 10:44 PM
" كونر....؟"
"أعدك " يقول :" أنا أعدك أننى لن ألمسك أبدا بتلك اليد."

تعرف ريسا أن تلك لحظة حاسمة لكليهما. تلك الذراع، هى نفسها التى أمسكت بعنقها عرض حائط حمام، كيف تنظر لها الآن بأي شيء سوى التقزز؟
تلك الأصابع التى هددت بأشياء فظيعة ، كيف بإمكانهم إمدادها بأى شعور سوى النفور؟!
لكن حين تنظر لكونر ، كل هذا يتلاشى بعيدا، يوجد هو فقط
"دعنى أراها" تقول..
يتردد كونر، لذا تمد يدها وبرفق تحركها أسفل الحماله: هل تؤلم؟
“قليلا.”
تمرر أصابعها عبر ظهر يده: هل تشعر بهذا؟
يومئ كونر...
ثم بلطف ترفع يده لوجهها ضاغطة كفه على خدها، تمسكها هكذا للحظة تم تتركها، معيدة السيطرة لكونر.

يُحرك يده عبر خدها، ماسحا بإصبعه دمعه .. و بنعومة يداعب عنقها, وتغلق عينيها، تشعر بينما يحرك أنامله عبر شفتيها قبل أن يُبعد يده بعيدا.
تفتح ريسا عينها وتمسك باليد فى يدها, محكمة عليها : أنا أعرف أن تلك هى يدك الآن "تخبره" رونالد لم يكن قط ليلمسنى هكذا.
يبتسم كونر, وتأخذ ريسا لحظة لتنظر نحو القرش على ساعده. لا يسبب لها أى خوف الآن ، لأن القرش تم ترويضه بروح الفتى..
لا.. بروح الرجل..


ليف

ليس بعيدا جدا, فى مركز احتجاز فدرالى شديد الحراسة, ليف جيديديا كالدر يكمن فى زنزانة مصممة خصيصا لاحتياجاته الخاصة.

الزنزانة مبطنة, ويوجد باب فولاذى مانع للانفجار سُمكه ثلاث إنشات. درجه حرارة الغرفة مبقية دائما على خمسة وأربعين درجة فهرنهايت لمنع حرارة جسم ليف من الارتفاع .
ليف لا يشعر بالبرد, مع هذا .. فى الواقع هو يشعر بالحر.
لأنه ملفوف بطبقه تلو الأخرى من العوازل المقاومه للنار، يبدو كمومياء ، معلق فى منتصف الهواء ، لكن على عكس المومياوات ، يداه ليست مثنية على صدره, هما ممسوكتان من كل جانب ومثبتتان بعارضة كبيرة حتى لا يقدر على جلب يده قريبا من بعضهما.

كما يرى ليف الأمر, فهم لم يعرفوا هل يصلبوه أم يحنطوه ،لذا فعلوا الأمرين، بتلك الطريقة لا يستطيع التصفيق، ولا الوقوع, ولا تفجير نفسه دون قصد..
وإن فعل لسبب ما، فالزنزانة مصممة لتحتمل الانفجار.!

لقد نقلوا له الدم أربع مرات. ورفضوا إخباره كم مره أخرى سيحتاج حتى تخرج المواد المفجرة من نظامه، أخفوازعنه كل شيء .

العملاء الفيدراليون الذين يزورونه مهتمون فقط بما يمكنه إخبارهم به.

عينوا له محامى، الذى يتحدث عن الجنون كأنه شيء جيد، يظل ليف يخبره أنه ليس مجنون, بالرغم من أنه ليس متأكد بعد الآن .
باب زنزانته يُفتح ، ويتوقع تحقيق آخر, لكن زائره هو شخص جديد، يأخذ ليف لحظه ليعرفه، عامة لأنه لا يلبس زى الكاهن المتواضع ،يرتدى جينزا وقميصا مخططا بأزرّة.
"صباح الخير يا ليف."
"القس دان؟"
ينرزع الباب منغلقا وراءه ،لكنه لا يصدى ، فالجدران الناعمة تمتص الصوت.
يفرك القس دان ذراعيه من البرد، كان يجب عليهم إعلامه بإحضار معطف.
“هل يعاملوك بشكل جيد؟” يسأل !
“أجل” يقول ليف,” الشيء الجيد حول كونك متفجرا هو أن لا أحد بإمكانه ضربك.”
يقدم القس دان ضحكة متكلفة, ثم تسيطر الغرابة على الأجواء.. يجبر نفسه على النظر لعينى ليف:”
أنا أفهم أنهم سيبقوك مربوطا هكذا لعدة أسابيع, حتى تخرج من الأحراش.”
يتساءل ليف أى الأحراش يقصد بالتحديد.
بالتأكيد فحياته الآن ستكون غابة مظلمة داخل أخرى، داخل أخرى.
ليف لا يعرف حتى لماذا القس هنا, أو ماذا يحاول أن يثبت, هل على ليف أن يسعد لرؤيته, أم هل عليه الغضب؟ هذا هو الرجل الذى أخبره دائما أن العشور كان شيئا مقدسا منذ كان طفلا صغيرا.. ومن ثم أخبره أن يهرب منه.
هل القس دان هنا لتذكيره؟ لتهنئته؟ هل أرسله والدي ليف لأنه خطير للغايه الآن أن يأتوا بأنفسهم؟ أو ربما ليف على وشك أن يتم إعدامه وهو هنا لإعطاء الطقوس الأخيرة.
“لماذا فقط لا تنتهى من الأمر؟” يقول ليف.
"أنتهي من ماذا؟"
"أيا كان ما جئت لتفعله, افعله ..واذهب."
لا يوجد كراسى فى الغرفة, لذا يستند القس دان على الحائط المبطن:"ما مقدار ما أخبروك حول ما يحدث بالخارج؟"

الْياسَمِينْ
07-13-23, 10:41 AM
“كل ما أعرفه هو ما يحدث بالداخل. الذى ليس بالكثير.”
يتنهد القس دان, ويفرك عينيه, ويأخذ وقته ليفكر من أين يبدأ:
” أول كل شيء, هل تعرف فتى باسم سايرس فينش؟”
بذكر اسمه يبدأ ليف بالهلع. عرف ليف أنهم سيتحققون من خلفيته وسيتحققون مجددا. هذا ما يحدث للمصفقين .. حياتهم بأسرها تصبح صفحات ملتصقة على حائط يتم مراجعتها, والناس فى حياتهم يصبحوا مشتبهين. بالطبع, يحدث هذا عاده بعدما يصفق المصفق بطريقة للعالم الآخر.
“سايفى ليس لديه أى دخل بهذا!” يقول ليف,:”لا شيء على الإطلاق, لا يمكنهم سحبه لهذا!”
“اهدأ,هو بخير. لقد حدث أنه تقدم وصنع ضجة كبيرة.. وبما أنه يعرفك, فالناس تستمع.”
“ضجة حولى؟”
“حول التفكيك” يقول القس دان, ويقترب للمرة الأولى من ليف:” ماحدث فى مخيم حصاد هابى جاك.. جعل العديد من الناس يتحدثون, الناس الذين كانوا يدفنون رؤوسهم بالرمال.. اندلعت احتجاجات فى واشنطن ضد التفكيك.. حتى سايرس قد شهد أمام الكونجرس.”

يحاول ليف أن يتخيل سايفى أمام لجنة الكونجرس, يحدثهم بلهجة متبجحة فى مسرحية هزلية أومبرية تعود لقبل الحرب.. فكرةالأمر تجعل ليف يبتسم. إنها المرة الأولى الذى ابتسم فيها منذ وقت طويل.

“يوجد كلام أنهم ربما يخفضون السن القانونى للبلوغ من الثامنه عشر للسابعه عشر. هذا سينقذ خُمس الأولاد المحددون للتفكيك.”
“هذا جيد,” يقول ليف.
يضع القس يده فى جيبه ويسحب قط ورق مطوية ويقول:
, لم أكن سأريك هذا, لكن أعتقد أنك تحتاج لرؤيته. أعتقد أنك تحتاج أن تفهم أين وصلت الأمور.”
إنه غلاف مجلة, عليه ليف.
ليس فقط عليه, بل هو الغلاف. إنها صورته من الصف السابع فى فريق البايسبول..القفاز فى يد, ويبتسم للكاميرا,والعنوان يقول:
(لماذا, يا ليف, لماذا؟)

فى كل الوقت الذى كان هنا وحده ليفكر ويفكر فى أفعاله, لم يخطر له قط أن العالم الخارجى كان يفعل الشيء ذاته. هو لا يريد الاهتمام, لكن الآن كما يبدو هو على لسان العالم.
“كنت على أغلفه كل المجلات تقريبا,”
هو لم يرد معرفة ذلك. يأمل أن القس دان لا يملك مجموعه منهم فى جيبه,”إذا ماذا؟” يقول ليف, محاولا التصرف كما لو الأمر لا يهم,” المصفقون دائما يصلوا للأخبار.”
“أفعالهم تصل للأخبار.. الدمار الذى خلفوه.. لكن لا أحد يهتم أبدا بمن كان المصفق. للعامة فكل المصفقون سواسية. لكنك مختلف عنهم يا ليف. فأنت المصفق الذى لم يصفق.”
“لقد أردت " …

النسيم المسافر
07-18-23, 09:42 AM
الله الله يا الياسمين



انت قمة الذوق


والتفردو الجمال

والأحساس


الملهم المذهل



البديع فأبداعك


لا يضاها


بغيره ابدأ


ايه المترفعة

الشامخه

لروحك



الجوري والياسمين

الْياسَمِينْ
07-29-23, 06:43 PM
“كل ما أعرفه هو ما يحدث بالداخل. الذى ليس بالكثير.”
يتنهد القس دان, ويفرك عينيه, ويأخذ وقته ليفكر من أين يبدأ:
” أول كل شيء, هل تعرف فتى باسم سايرس فينش؟”
بذكر اسمه يبدأ ليف بالهلع. عرف ليف أنهم سيتحققون من خلفيته وسيتحققون مجددا. هذا ما يحدث للمصفقين .. حياتهم بأسرها تصبح صفحات ملتصقة على حائط يتم مراجعتها, والناس فى حياتهم يصبحوا مشتبهين. بالطبع, يحدث هذا عاده بعدما يصفق المصفق بطريقة للعالم الآخر.
“سايفى ليس لديه أى دخل بهذا!” يقول ليف,:”لا شيء على الإطلاق, لا يمكنهم سحبه لهذا!”
“اهدأ,هو بخير. لقد حدث أنه تقدم وصنع ضجة كبيرة.. وبما أنه يعرفك, فالناس تستمع.”
“ضجة حولى؟”
“حول التفكيك” يقول القس دان, ويقترب للمرة الأولى من ليف:” ماحدث فى مخيم حصاد هابى جاك.. جعل العديد من الناس يتحدثون, الناس الذين كانوا يدفنون رؤوسهم بالرمال.. اندلعت احتجاجات فى واشنطن ضد التفكيك.. حتى سايرس قد شهد أمام الكونجرس.”

يحاول ليف أن يتخيل سايفى أمام لجنة الكونجرس, يحدثهم بلهجة متبجحة فى مسرحية هزلية أومبرية تعود لقبل الحرب.. فكرةالأمر تجعل ليف يبتسم. إنها المرة الأولى الذى ابتسم فيها منذ وقت طويل.

“يوجد كلام أنهم ربما يخفضون السن القانونى للبلوغ من الثامنه عشر للسابعه عشر. هذا سينقذ خُمس الأولاد المحددون للتفكيك.”
“هذا جيد,” يقول ليف.
يضع القس يده فى جيبه ويسحب قط ورق مطوية ويقول:
, لم أكن سأريك هذا, لكن أعتقد أنك تحتاج لرؤيته. أعتقد أنك تحتاج أن تفهم أين وصلت الأمور.”
إنه غلاف مجلة, عليه ليف.
ليس فقط عليه, بل هو الغلاف. إنها صورته من الصف السابع فى فريق البايسبول..القفاز فى يد, ويبتسم للكاميرا,والعنوان يقول:
(لماذا, يا ليف, لماذا؟)

فى كل الوقت الذى كان هنا وحده ليفكر ويفكر فى أفعاله, لم يخطر له قط أن العالم الخارجى كان يفعل الشيء ذاته. هو لا يريد الاهتمام, لكن الآن كما يبدو هو على لسان العالم.
“كنت على أغلفه كل المجلات تقريبا,”
هو لم يرد معرفة ذلك. يأمل أن القس دان لا يملك مجموعه منهم فى جيبه,”إذا ماذا؟” يقول ليف, محاولا التصرف كما لو الأمر لا يهم,” المصفقون دائما يصلوا للأخبار.”
“أفعالهم تصل للأخبار.. الدمار الذى خلفوه.. لكن لا أحد يهتم أبدا بمن كان المصفق. للعامة فكل المصفقون سواسية. لكنك مختلف عنهم يا ليف. فأنت المصفق الذى لم يصفق.”
“لقد أردت " …

“لو أردتها لفعلتها. لكن بدلا عن ذلك أنت ركضت نحو الحطام وسحبت أربعه أشخاص,”
“ثلاثه.”
“ثلاثه.. لكنك كنت ستكمل لو استطعت. الأعشار الآخرون, جميعهم ظلوا بالخلف. حموا أعضاءهم الثمينة. لكن أنت حقيقه قدت جهود الإنقاذ, لأنه وُجد فظاع قد لحقوا بك لإخراج الناجون.”

يتذكر ليف هذا, حتى بينما كانت العصابة تجتاح البوابات, كان يوجد عشرات المتفككون يرجعون نحو الحطام معه, والقس دان على حق.. كان سيستمر ليف فى الدخول, لكن خطر له أن حركة واحدة خاطئة كفيلة بإشعاله وتدمير بقية التشوب شوب حولهم.
لذا رجع للسجادة الحمراء وجلس بجوار ريسا وكونر حتى أخذتهم الإسعاف، ثم وقف فى منتصف الفوضى واعترف بكونه مصفق.
اعترف مرارا وتكرارا لأي شخص يسمع ،حتى عرض شرطى أخيرا برفق أن يعتقله. كان الشرطي خائف حتى من تكبيل ليف رعبا من أن يُفجره، لكن لا بأس.. لم يكن فى نيته مقاومة الاعتقال.

"ماا فعلته يا ليف.. أربك الناس. لا يعرف أحد ما إن كنت وحش أم بطل."
يفكر ليف حول هذا: "هل يوجد خيار ثالث."
لا يجيبه القس، ربما لا يعلم الإجابة :على أن أصدق أن الأشياء تحدث لسبب اختطافك وتحولك لمصفق ورفضك للتصفيق. ينظر لغلاف المجلة بيده كله أدى لهذا.. لسنوات , كان التفكيك فقط أولاد دون أوجه لا يريدهم أحد.. لكن الآن لقد وضعت وجه على التفكيك.
-هل بإمكانهم وضع وجهى على شيء آخر؟
يبتسم القس مجددا، وتلك المرة ليست مصطنعة كالسابقة.

ينظر لليف كما لو أنه مجرد فتى، وليس شيئا غير بشرى، يجعله يشعر ولو للحظة كفتى طبيعى فى الثالثة عشر. إنه شعور غريب, لأنه حتى فى حياته القديمة لم يكن أبدا فتى طبيعيا. الأعشار لا يكونوا أبدا هكذا.
-إذا ماذا يحدث الآن؟! ليف يسأل!

الْياسَمِينْ
07-30-23, 09:38 PM
“لو أردتها لفعلتها. لكن بدلا عن ذلك أنت ركضت نحو الحطام وسحبت أربعه أشخاص,”
“ثلاثه.”
“ثلاثه.. لكنك كنت ستكمل لو استطعت. الأعشار الآخرون, جميعهم ظلوا بالخلف. حموا أعضاءهم الثمينة. لكن أنت حقيقه قدت جهود الإنقاذ, لأنه وُجد فظاع قد لحقوا بك لإخراج الناجون.”

يتذكر ليف هذا, حتى بينما كانت العصابة تجتاح البوابات, كان يوجد عشرات المتفككون يرجعون نحو الحطام معه, والقس دان على حق.. كان سيستمر ليف فى الدخول, لكن خطر له أن حركة واحدة خاطئة كفيلة بإشعاله وتدمير بقية التشوب شوب حولهم.
لذا رجع للسجادة الحمراء وجلس بجوار ريسا وكونر حتى أخذتهم الإسعاف، ثم وقف فى منتصف الفوضى واعترف بكونه مصفق.
اعترف مرارا وتكرارا لأي شخص يسمع ،حتى عرض شرطى أخيرا برفق أن يعتقله. كان الشرطي خائف حتى من تكبيل ليف رعبا من أن يُفجره، لكن لا بأس.. لم يكن فى نيته مقاومة الاعتقال.

"ماا فعلته يا ليف.. أربك الناس. لا يعرف أحد ما إن كنت وحش أم بطل."
يفكر ليف حول هذا: "هل يوجد خيار ثالث."
لا يجيبه القس، ربما لا يعلم الإجابة :على أن أصدق أن الأشياء تحدث لسبب اختطافك وتحولك لمصفق ورفضك للتصفيق. ينظر لغلاف المجلة بيده كله أدى لهذا.. لسنوات , كان التفكيك فقط أولاد دون أوجه لا يريدهم أحد.. لكن الآن لقد وضعت وجه على التفكيك.
-هل بإمكانهم وضع وجهى على شيء آخر؟
يبتسم القس مجددا، وتلك المرة ليست مصطنعة كالسابقة.

ينظر لليف كما لو أنه مجرد فتى، وليس شيئا غير بشرى، يجعله يشعر ولو للحظة كفتى طبيعى فى الثالثة عشر. إنه شعور غريب, لأنه حتى فى حياته القديمة لم يكن أبدا فتى طبيعيا. الأعشار لا يكونوا أبدا هكذا.
-إذا ماذا يحدث الآن؟! ليف يسأل!

“كما أفهم, سيزيلوا أسوأ المواد المتفجره من دمائك فى عده أسابيع. ستظل عرضه للخطر ,لكن ليس بالسوء السابق. بإمكانك التصفيق كما أردت ولن تنفجر.. لكنى لن ألعب رياضات احتكاكيه لفترة.”
“ومن ثم سيفككونى؟”
يهز القس رأسه:” لن يفككوا مصفق.. تلك المواد لا تغادر نظامك كليا أبدا. كنت أكلم محاميك, لديه إحساس أنهم سيعرضون عليك صفقة.. على كل أنت ساعدتهم بالفعل لإمساك الجماعة التى نقلت لدمك المتفجرات. هؤلاء الناس الذين استخدموك .. سينالوا ما يستحقون،لكن المحاكمات ستراك على الأرجح كضحية.”
“كنت أعرف ما أفعل ” يخبره ليف
“إذًا أخبرنى لماذا فعلت هذا.”

يفتح ليف فمه ليتكلم لكنه ليس بإمكانه صياغته فى كلمات.
الغضب, الخيانة , الحنق من العالم الذى يدعى أنه عادل ومنصف.
لكن هل كان هذا حقا سبب؟ هل ذاك مبرر؟

“قد تكون مسئول عن أفعالك” يقول القس دان:” لكنه ليس خطأك أنك لم تكن مستعد نفسيا للحياة خارجا فى العالم الحقيقى. هذا كان خطئي.. وخطأ كل واحد رباك لتصبح عشر ،نحن مذنبون وهؤلاء من ضخوا السم فى دمك بنفس القدر ” وينظر بعيدا فى خزى, يكبح غضبه النامى, لكن ليف يرى أنه ليس غضب موجه له.
يأخذ نفس عميق ويُكمل:”كما يبدو الوضع ,فأنت ستبقى بضع سنين فى سجن الأحداث على الأرجح, ثم بعده سنوات أخرى فى إقا منزلية جبرية.”
يعرف ليف أن عليه أن يرتاح لهذا, لكن الشعور يأتى ببطء ، يفكر فى الإقامة الجبريةويسأل:” منزل من؟”
بإمكانه معرفة أن القس دان يقرأ كل شيء بين سطور هذا السؤال:” عليك أن تفهم يا ليف , والديك هم من النوع الذى لا ينثنى دون أن ينكسر.”
“منزل من؟”
يتنهد القس دان:” حين وقع والديك أمر التفكيك, أصبحت تابعا للولا. وبعد ما حدث فى مخيم الحصاد, عرضت الولا أن تعيد حضانتك لوالديك, لكنهم رفضا .. أنا آسف.”
ليف ليس متفاجئًا .. هو مذعور ، لكن ليس متفاجئًا. الأفكار عن والديه تجلب المشاعر القديمة التى أوصلته للجنون الكافى ليصبح مصفق.
لكن الآن يجد أن ذاك الشعور باليأس ليس عديم الجذور بعد الآن:” إذًا اسمى الأخير الآن هو وارد؟”
“ليس بالضرورة. أخوك ماركوس قدم عريضه للوصاية. لو حصل عليها, ستكون فى رعايته حينما يتركوك تذهب. لذا ستظل كالدر.. هذا, لو أردت.”
يومئ ليف بموافقته, متذكرا حفلة عشورة وكيف كان ماركوس الوحيد الذى وقف بجانبه. لم يفهم ليف الأمر فى ذلك الوقت:” والداى نبذا ماركوس أيضا” .. على الأقل هو يعرف أنه سيكون بصحبه جيدة.

الْياسَمِينْ
08-06-23, 12:45 PM
“كما أفهم, سيزيلوا أسوأ المواد المتفجره من دمائك فى عده أسابيع. ستظل عرضه للخطر ,لكن ليس بالسوء السابق. بإمكانك التصفيق كما أردت ولن تنفجر.. لكنى لن ألعب رياضات احتكاكيه لفترة.”
“ومن ثم سيفككونى؟”
يهز القس رأسه:” لن يفككوا مصفق.. تلك المواد لا تغادر نظامك كليا أبدا. كنت أكلم محاميك, لديه إحساس أنهم سيعرضون عليك صفقة.. على كل أنت ساعدتهم بالفعل لإمساك الجماعة التى نقلت لدمك المتفجرات. هؤلاء الناس الذين استخدموك .. سينالوا ما يستحقون،لكن المحاكمات ستراك على الأرجح كضحية.”
“كنت أعرف ما أفعل ” يخبره ليف
“إذًا أخبرنى لماذا فعلت هذا.”

يفتح ليف فمه ليتكلم لكنه ليس بإمكانه صياغته فى كلمات.
الغضب, الخيانة , الحنق من العالم الذى يدعى أنه عادل ومنصف.
لكن هل كان هذا حقا سبب؟ هل ذاك مبرر؟

“قد تكون مسئول عن أفعالك” يقول القس دان:” لكنه ليس خطأك أنك لم تكن مستعد نفسيا للحياة خارجا فى العالم الحقيقى. هذا كان خطئي.. وخطأ كل واحد رباك لتصبح عشر ،نحن مذنبون وهؤلاء من ضخوا السم فى دمك بنفس القدر ” وينظر بعيدا فى خزى, يكبح غضبه النامى, لكن ليف يرى أنه ليس غضب موجه له.
يأخذ نفس عميق ويُكمل:”كما يبدو الوضع ,فأنت ستبقى بضع سنين فى سجن الأحداث على الأرجح, ثم بعده سنوات أخرى فى إقا منزلية جبرية.”
يعرف ليف أن عليه أن يرتاح لهذا, لكن الشعور يأتى ببطء ، يفكر فى الإقامة الجبريةويسأل:” منزل من؟”
بإمكانه معرفة أن القس دان يقرأ كل شيء بين سطور هذا السؤال:” عليك أن تفهم يا ليف , والديك هم من النوع الذى لا ينثنى دون أن ينكسر.”
“منزل من؟”
يتنهد القس دان:” حين وقع والديك أمر التفكيك, أصبحت تابعا للولا. وبعد ما حدث فى مخيم الحصاد, عرضت الولا أن تعيد حضانتك لوالديك, لكنهم رفضا .. أنا آسف.”
ليف ليس متفاجئًا .. هو مذعور ، لكن ليس متفاجئًا. الأفكار عن والديه تجلب المشاعر القديمة التى أوصلته للجنون الكافى ليصبح مصفق.
لكن الآن يجد أن ذاك الشعور باليأس ليس عديم الجذور بعد الآن:” إذًا اسمى الأخير الآن هو وارد؟”
“ليس بالضرورة. أخوك ماركوس قدم عريضه للوصاية. لو حصل عليها, ستكون فى رعايته حينما يتركوك تذهب. لذا ستظل كالدر.. هذا, لو أردت.”
يومئ ليف بموافقته, متذكرا حفلة عشورة وكيف كان ماركوس الوحيد الذى وقف بجانبه. لم يفهم ليف الأمر فى ذلك الوقت:” والداى نبذا ماركوس أيضا” .. على الأقل هو يعرف أنه سيكون بصحبه جيدة.

يعدّل القس دان قميصه ويرتجف قليلا من البرد. لا يبدو كنفسه حقا اليوم.
فتلك هى المرة الأولى التى يراه فيها ليف بدون ملابسه الكهنوتية :
” لماذا ترتدى كذلك على أيه حال؟”
يأخذ دقيقه قبل أن يجيب:” لقد استقلت من منصبى. تركت الكنيسة.”
فكره كون القس دان أى شيء سوى (القس دان) ترمي ليف فى دوامه:
”أنت... أنت فقدت إيمانك؟”
لا.. فقط قناعاتى. لقد مازلت أؤمن بالرب بشدة..
فقط ليس برب يغفر العشور الإنسانى.”

يجد ليف نفسه مختنقا بفيضان من المشاعر الغير متوقعة, كل المشاعر التى تراكمت بداخله خلال حديثهما ، خلال الأسابيع، وصلت مع بعضها, كقنبله صوتية:
- لم أعرف قط أن هذا كان اختيار.

طوال حياته, وُجد شيء واحد فقط كان على ليف تصديقه.
لقد أحاطه ،شرنقة، قيّده بنفس النعومة الخانقة كالطبقات العازلة حوله الآن.
للمرة الأولى فى حياته, يشعر ليف بالقيود التى تحاوط روحه تبدأ فى الارتخاء.
أتعتقد أن بإمكانى الإيمان بهذا الرب أيضا؟
يُتبع

الْياسَمِينْ
01-23-24, 04:08 PM
يعدّل القس دان قميصه ويرتجف قليلا من البرد. لا يبدو كنفسه حقا اليوم.
فتلك هى المرة الأولى التى يراه فيها ليف بدون ملابسه الكهنوتية :
” لماذا ترتدى كذلك على أيه حال؟”
يأخذ دقيقه قبل أن يجيب:” لقد استقلت من منصبى. تركت الكنيسة.”
فكره كون القس دان أى شيء سوى (القس دان) ترمي ليف فى دوامه:
”أنت... أنت فقدت إيمانك؟”
لا.. فقط قناعاتى. لقد مازلت أؤمن بالرب بشدة..
فقط ليس برب يغفر العشور الإنسانى.”

يجد ليف نفسه مختنقا بفيضان من المشاعر الغير متوقعة, كل المشاعر التى تراكمت بداخله خلال حديثهما ، خلال الأسابيع، وصلت مع بعضها, كقنبله صوتية:
- لم أعرف قط أن هذا كان اختيار.

طوال حياته, وُجد شيء واحد فقط كان على ليف تصديقه.
لقد أحاطه ،شرنقة، قيّده بنفس النعومة الخانقة كالطبقات العازلة حوله الآن.
للمرة الأولى فى حياته, يشعر ليف بالقيود التى تحاوط روحه تبدأ فى الارتخاء.
أتعتقد أن بإمكانى الإيمان بهذا الرب أيضا؟
يُتبع

فى نفس الوقت, على بعد ست مائه ميل غربا, تهبط طائرة عريضة الهيكل فى مقبرة للطائرات.
الطائرة مليئة بالصناديق, وكل صندوق يحوى أربعة متفككين.
بينما تُفتح الصناديق, يختلس فتى مراهق النظر من خارج أحدها, ليس متأكدا مما يتوقع. يجد ضوء كشاف يقابله, وحين ينخفض الضوء يجد أنه ليس بالغ من فتح الصندوق, لكنه فتى آخر. يرتدى ملابس كاكية ويبتسم لهم, مظهرا دعامات على مجموعة من الأسنان التى لا تبدو بحاجتها:” مرحبا, اسمى هايدن وسأكون منقذكم لليوم” يُعلن:” هل كل شخص سليم ومعافى هنا؟”
“نحن بخير,”يقول المتفكك الصغير:”أين نحن؟”
“المطهر” يقول هايدن:” يُعرف أيضا كآيرزونا.”
يخطو المتفكك الصغير خارج الصندوق, مرعوبا مما يمكن أن يكون فى انتظاره ،و يقف فى موكب الأولاد الذين يتم تجميعهم, و ضد تحذير هايدن, يخبط برأسه عرض باب المستودع بينما يخرج.

ضوء النهار الساطع والحرارة اللاذعة تهجم عليه بينما ينزل سلم الطائرة نحو الأرض. بإمكانه القول أن هذا ليس مطارا,ومع ذلك فيوجد طائرات فى كل مكان.

على بعد, عربه جولف تسير نحوهم, مخلفة دخان أحمر. يصمت الحشد بينما تقترب. وبينما تتوقف, يترجل السائق, هو رجل بندبة سيئة عبر نصف وجهه.
يتكلم الرجل بهدوء للحظة مع هايدن, ثم يتوجه للحشد.
حينها يُدرك المتفكك الصغير أن هذا ليس رجل بل فقط فتى آخر, واحد ليس أكبر بكثير منه هو. ربما هى تلك الندبة على وجهه التى جعلته يبدو أكبر .. أو ربما هى الطريقة التى يتصرف بها.

“دعونى أكون أول من يرحب بكم فى المقبرة” يقول:” رسميا, اسمى هو إى روبرت ميلارد...” ويبتسم,” لكن الجميع يدعوننى كونر”

يتبع….

الْياسَمِينْ
01-30-24, 08:25 PM
الأدميرال لم يرجع قط للمقبرة, فصحته لن تسمح بذلك. بدلا عن ذلك, فهو فى مزرعه عائلته فى تكساس, فى رعايه زوجته التى تركته منذ سنوات.
بالرغم من ضعفه وعدم قدرته على السفر بعد الآن, فهو لم يتغير كثيرا.
“يقول الأطباء أن 25% فقط من قلبى مازال حيا,” يقول لكل من يسأل:” سيفى هذا بالغرض.”

ما أبقاه حيا أكثر من أى شيءآخر هو تصور حفله هارلن الكبرى. بإمكانك قول أن تلك القصص المرعبه حول (هامفرى دانفى) حقيقية. ففى النهاية, كل أجزاءه تم إيجادها, كل المتلقون تم جمعهم. لكن لن يتواجد جراحون هنا.. فبالرغم من الإشاعات, فإعادة بناء هارلن جزءا تلو الآخر لم يكن أبدا الخطة. لكن عائله دانفى يضعون ابنهم سويا بالطريقه الوحيدة التى يعرفوها ذات معنى..

أنثى الضوء
04-22-24, 03:55 PM
قصة مشوقة تستهويني هذه النوعية من القصص

الياسمين

هل لها من تكملة؟!


SEO by vBSEO 3.6.1