المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إستعد لإستقبال شهر الخيرات....


عطاء دائم
02-23-24, 08:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://www.arabsharing.com/do.php?img=326321


سلسلة إستعد

لإستقبال شهر الخيرات

الحلقة الاولى:

أخوة الإيمان بعد أيام قلائل ان شاء الله سيظلكُم شهرٌ كريمٌ، وموسمٌ عظيمٌ، فها هو يطرقُ الأبواب٠٠٠٠

فلا أله إلا الله، ما أسرع تعاقب الليالي والأيام، وما أعجل دوران رحى الزمانِ٠٠٠٠

فالليالي والأيامُ تُطوى، والأعمارُ والأعوامُ تفنى، ويبقى وجهُ ربك ذو الجلالِ والإكرام، لكل أجلٍ كتابٌ٠٠٠

{فإِذا جاء أجلُهُم لا يستأخِرُون ساعةً ولا يستقدِمُون}
فهذا مولودٌ يبكي
وهذا مقبورٌ يُبكى
وكلُ الناسِ يغدو
فبائعٌ نفسه إلى ربه ومولاه فمعتقُها
وبائعٌ نفسه للشيطان وهواه فمُهلِكُها.

اخوتاه٠٠٠٠

إن خير مااستقبلتم به شهر رمضان المبارك التوبةُ الصادقةُ والدموعُ الهاميةُ على التفريط والتقصيرِ {وتُوبُوا إلى اللهِ جمِيعاً أيُها المُؤمِنُون لعلكُم تُفلِحُون}

فإن من لم يتب فأولئك هم الظالمون.

وفي" صحيح البخاري" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
واللهِ إني لأستغفِرُ الله وأتُوبُ إليهِ في اليومِ أكثر من سبعِين مرة.

أخوتاه...

إن التوبة الصادقة المقبولة لا تكون إلا بالندمِ على ما فرط من السيئات
وإقلاعِ فوراً عن الخطايا والموبقاتِ
والعزمِ على عدمِ مواقعة الذنوبِ والمهلكاتِ
وردّ المظالمِ
والتحللِ من أصحاب الحقوقِ والجناياتِ.٠٠٠

نتابع إن شاء الله....

عطاء دائم
02-23-24, 08:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://www.arabsharing.com/do.php?img=326321

سلسلة استعد

لإستقبال شهر الخيرات

الحلقة الثانية:

وإن مما يُستقبلُ به هذا الموسمُ الكريمُ الفرح ببلوغِه وإدراكِه فإن من النعمِ العظيمةِ على العبدِ: أن يبلغه اللهُ مواسم الخيراتِ، ومنازل المغفرةِ والرحماتِ
{قُل بِفضلِ اللهِ وبِرحمتِهِ فبِذلِك فليفرحُوا هُو خيرٌ مِما يجمعُون}.

أخوتاه...

إن المؤمن يفرحُ برمضان، لما فيه من أسبابِ الفوزِ بالجناتِ، والنجاة من النيران٠٠٠٠

ان المؤمن يفرحُ برمضان، يصومُ نهاره، ويقوم ليله، ويسأل ربه ومولاه من خير الدنيا والآخرة، فيحقق بذلك التقوى، التى قال في أهلها

{ألا إن أولِياء اللهِ لا خوفٌ عليهِم ولا هُم يحزنُون • الذين آمنُوا وكانُوا يتقُون}.

يفرح المؤمنُ برمضان،لأنه شهرٌ يربي فيه نفسه على الصبر عن الشهوات، والصبرِ على الطاعات، فيفيده ذلك قوةً في دينه، ورسوخاً في يقينه، وزيادةً في إيمانه، فما أُعطِي أحدٌ عطاءً خيراً، ولا أوسع من الصبر٠٠

يفرح المؤمن برمضان لإنه شهر تتضاعف فيه الأجور وتصفد فيه مردة الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق ابواب النيران فهو شهر خير وبركات٠٠

نتابع ان شاء الله

عطاء دائم
02-24-24, 08:02 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326366

سلسلة استعد
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثالثة:

اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة وعبادة

أعلموا اخوتاه:

أنه منذ صح عزمك في طريقك إلى الله واستقامت، سريرتك ونيتك في سلوك منهج أهل الحق ، وتلمس مواطن النجاة والإبتعاد عن مواطن الهلكة ..
و منذ أن أفلت شمس معصيتك ، وهجرت طريق الشيطان واستنار لك ما يجب عليك تجاه مولاك ..

وجب عليك أن تشمر سواعد الجدِ ، وأن تثبت لله سبحانه صحة النية والعزم..

فإن دعاوى المحبة كثيرة ، وزعم الذين يحسبون أنه ببضع كلمات يصبحون بعدها في ديوان المحبين والمخلصين لله .. فمثل هذا المسلك لا يسري مع الله سبحانه وتعالى..

مثلما قال احد السلف :

أن الله نافذ بصير، يعلم حقائق الأمور ولا تنطلي عليه حيل المخادعين..
والخداع من شيم المنافقين ..

{ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا}

فهذة من أعظم الآيات التي تنكد على الصالحين طاعاتهم وعباداتهم ..

فإن الذي يطيع الله بغير رغبة أكيدة ونية وعزم حقيقي فإنه معدود من المخادعين لله عز وجل٠٠٠
أي من المنافقين والعياذ بالله

{ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)

فإذا قاموا إلى الصلاة يتظاهرون أنهم يصلون .. يتظاهرون أنهم في الطاعة ..
ولكن واقع الأمر أنهم لا يتحمسون للطاعة، ولا يقومون بها كما يريد الله عز وجل ..
لذلك السائر إلي الله عز وجل إذا أراد أن يصح سيره إلى الله، *لابد له من*:
علم موفق صحيح ..

ونيه خالصة لله عز وجل مرفقه بعمل صالح مبرور ، محثوث بعزم وتوفيق من الله ..

حتى يستقيم له السير ويستطيع الوصول الي الله عز وجل..
فإن سبيل الله عز وجل كما قال احد السلف:

ليس بالمشي على الأقدام ..إنما سيرك الى الله عز وجل : بالقلوب
والمراد بالطاعات التي يحضر فيها القلب ..

كما قال النبي صل الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه
إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم
فكيف نجاور بين العمل وبين القلب؟

لأن العمل مهم .. ولا يمكن للإنسان أن يكون صالح القلب بدون عمل ..
قال شيخ الإسلام:

القلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب٠٠

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب
( الراوى.: النعمان بن بشير )
( صحيح مسلم برقم : 1599)

ليس كما يدعي البعض فيقول :

أنا أشعر بأن الله يحبني وأن الله يتولاني ..
ثم تفتش عن عبادته وطاعاته تجد رصيده صفرا 0
فمثل هذا مغرور في زعم محبته ، وغرهُ الشيطان
{ وَغَرَّكُم بِاللهِ الْغَرُورُ)
و الغرور هنا الشيطان ..

فالذي يريد أن يثبت دعوى المحبة لله تعالى، وأن يصحح عزيمة القلب والسير الى الله :

لابد ان يتجاور عمله قلبه ٠٠ فيصحح العمل على وصف الشرع ..
ويصحح القلب على وصف النية السليمة التي يقبلها الله تبارك وتعالى او ما نعرفه بالاخلاص

لان القلب هو محل نظر الإله ، وإذا استقام هذا الأمر في كل الطاعات .. فإنه يتأكد في المواسم التي يصير فيها جود الله وبره ويشمل ويعم كل الخلائق ..

في هذه المواسم التي لابد أن تتضاعف فيها الهمم والطاقات والاعمال ، حتى يثبت الإنسان لربه أنه قاصد ربه قصدا صحيحا أكيدا.....

https://www.arabsharing.com/do.php?img=326367

عطاء دائم
02-25-24, 08:07 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326402

سلسلة استعد
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الرابعة

اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة وعبادة

اعلموا اخوتي:

أن مقتضى أن يبث الله في أيام دهرهِ أوقات ومواسم للطاعة .. أن الله ندب الخلق إلى تشهير عزائمهم في هذه الأوقات وفي هذه المواسم ..
ومقتضى إدبارهم في هذه المواسم دليل أن هذا المبلد المدبر زاهدٌ فيما عند الله عز وجل ..

لأنه حينما تأتي المواسم مثل رمضان أو غيره من المواسم وتجد من نفسك كسلا وفتورا ..

فإعلم ..

أن مقام الله عز وجل في قلبك بخس .. وأنك لا تعظمه ولا توقره ..
وإبن القيم رحمه الله له كلام في «كتاب مفتاح السعادة» :
لو عظموا الله وعرفوا حق عظمته وحدوه وأطاعوه وشكروه فذالك المحب الموفق الموقر لله عز وجل

فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب٠٠٠
فمن آثار توقير الله عز وجل ، أن يجد الانسان في نفسه همة وعزيمة إلى الطاعة ورغبة في فعلها، وفي مواسم الطاعة خاصة٠٠٠
ودائما ما يمثل العلماء هذه المواسم بملوك الدنيا ..

فلكل ملك له موسم يعفو به عن المخطئين ، ويغدق عليهم بالنعم ..
فإذا قيل أن ملكا في اليوم الفلاني سيقف على شرفته وينثر الدنانير من شرفته ، لو قيل للناس ذلك

ماذا يفعل الفقراء المحتاجين الذين يحتاجون الى كل مال وكل درهم وكل دينار ينفقون منه ، ماذا يفعلون ؟!

بالطبع سينتهزوا هذا اليوم ويترصدون له ..
فكيف بمواسم الطاعة التي بث الله عز وجل بين عباد؟

علما أنه يغدق عليهم من البر وجزيل الثواب وعظيم الهبات مالا يغدق في غيرها من الايام

*فمقتضى اقبالك على الله وحبك فيما عنده ورغبتك فيما بيده سبحانه من الجزاء والنعيم ، أن تسعى وأن يكون في قلبك الرغبة والحرص على إستغلال هذه المواسم كبيرا ..

ومن أعظم المواسم التي نثبت لأنفسنا قبل أن نثبت لربنا أننا نحبه سبحانه ، وأننا نسعى أن نقدم له القربان الذي يرضا به عنا..

https://www.arabsharing.com/do.php?img=326403

عطاء دائم
02-26-24, 08:11 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326503

سلسلة استعد
لاستقبال شهر الخير
الحلقة الخامسة

إذاً ..

ماهي علامة صدق الدعوة ، وعلامة صدق ما يدعيه الإنسان ، مع إنه فعلا يريد الإستعداد لشهر رمضان؟!

ومن أجل هذا البيان أقول لحضراتكم أن تعلم مثل هذة القضايا مهم لأمور
أن المسلم يسعى دائماً إلى الترقي في مقامات العبودية٠٠٠
أدنى مقام مقام الإسلام
ثم الإيمان
ثم الإحسان

أولسنا كلنا يسعى إلى تحصيل مقام الإحسان؟
ماهو مقام الإحسان ؟!

أن تعبد الله كأنك تراه
وفي حقيقة الحال ليس هذا تعريف الإحسان !!
انما هو تعريف لثمرة الإحسان .

ماهو تعريف الإحسان إذاً ؟!
الإحسان هو: الإتقان

قال تعالى :

{ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

أي : المتقنين لأعمالهم ولطاعاتهم ..

فإذا أتقن الإنسان طاعته، وصل بهذه الطاعة للثمرة..

فيستشعر بأنه كأنه يرى الله في طاعته ، يعبد الله كأنه يراه٠٠٠٠

فهل تعتقد أن إنسان لا يتقن طاعته، ولا يحسن أدائها ممكن أن يصل إلى هذة الدرجة ؟!

لا لن يصل

اذاً يسبق هذا المقام قيامه بمقتضى الإحسان وهو إتقان العمل
هناك بعض الإخوه والاخوات يقولون : مقام الإحسان ليس بمهم ، أو قد يقول ليست مشكلة مقام الإحسان !!

من أعظم الحجب والحرمان ، أن تعبد الله وأنت منبوذ ومقطوع عن الله سبحانه وتعالى

من أعظم الحجب والحرمان، أن ترفع يديك في الدعاء وأنت لا تشعر أن الله يسمعك

من أعظم الحجب والحرمان، أن تصلي وأن لا تشعر أن الله قَبِلَ صلاتك
مقام الإحسان يُشعرك ، أن الله عز وجل يتقبل طاعاتك٠٠

مقام الإحسان أن تستشعر ، وأن يعطيك الله من الأمارات والعلامات التي تدلك على قبول العمل٠٠٠

لان مقام الاحسان ثمرة يعطيها الله للإنسان٠٠

إذا نتدارس ما يجب أن نستعد به لشهر رمضان هو من مقتضيات سعينا لتحصيل مقام الإحسان....

https://www.arabsharing.com/do.php?img=326504

عطاء دائم
02-27-24, 08:04 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326545

سلسلة استعد
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة السادسة:

قلت لحضراتكم في الحلقة الخامسة أول سبب في أهمية تعلم مثل هذة القضايا قبل دخول موسم الطاعة ..هو الوصول والترقي في درجات العبودية لله تعالى والوصول لدرجة الإحسان لنجني ثمرة هذة الدرجة ..

ثانياً:

أننا نريد أن نعيد أمجاد وماضي سلفنا الصالح في كل ما سطروه من بطولات٠٠
في الجهاد
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
في العلم
من ثم في الطاعة والعبادة ..
نريد أن نوجد للناس المثال الذي به يحتذى، وعلى منواله يسيروا٠٠٠٠
الناس لا يعرفون كيف كان حال السلف، وكيف كانوا يتعبدون لله ويُجِّلونه..
فتحقيق هذا النموذج بين الناس فرض كفاية...

وأهل السنة أجدر وأولى الناس بأن يحققوا هذا الأنموذج في واقعهم٠٠٠
فأمر الإستعداد إلى رمضان لم يعد أمراً مندوباً أو اختيارياً او ترفيهياً لا !!

بل هذا العمل تقوم به لتعليم الناس وإرشادهم ، ولتكون *إماما للمتقين٠٠

أوليس ذلك من مقاصد عباد الرحمن ؟!
كانوا يدعون ربهم ويقولون وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا...

إماما للمتقين في ماذا ؟!

في تعليمهم وإرشادهم ، في تكون نموذج ومنار يستنار به غيرهم من الناس.. فهؤلاء هم عباد الرحمن أو المتقون الحقيقيون ..

ثالثاً:

نستعد من هذا الوقت لأن النفوس مجبولة على الخمول والكسل وتحتاج إلى إستنفار العزم

واستنفار العزم لا يكون في يوم أو يومين٠٠٠
فمثلا إنسان طوال العام لا يقوم الليل ..
هل يعقل أن يأتي عليه رمضان فيقوم ٥ ساعات !!

إنسان لا يقرأ في أيام سنته من القرآن الكريم في اليوم إلا لماما ، أو قد يكون لا يقرأ إلا ما يصلي به..

هل يعقل أن هذا الإنسان يأتي عليه رمضان فيقول: أنا سأقرأ في اليوم ثلاث أو خمس أو عشرة أجزاء ؟!

{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}

فلا يجوز أن يمر الوقت ولم يستعد لشهر رمضان٠٠٠

والاستعداد لابد أن يكون قبله بفترة كافيه حتى تتعود العزائم من الطاعات والعبادات، وما به تقبل على هذا الشهر بنفس والطاعة لها مواتية ..

يقبل على الطاعة بأريحية ، براحة ، بشوق ، برغبة ، بإقبال على المولى عز وجل وشوق لما عنده من الخير الكثير

ليست عبادة بتكاسل ، فالتكاسل في العباداة من صفة عبادة المنافقين٠٠٠
{ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ}

لابد أن تضع هذا المعيار في كل طاعاتك :
صلاة الفجر
صلاة الجماعة
قراءة القرآن
النوافل
الاذكار
الذكر عموما
الصدقات

وإذا وجدت في نفسك كسلا ، إتهم نفسك بالنفاق..
فالآية تنطبق

لكن إذا وجدت من نفسك نشاطا وإقبالا علي الطاعة ، فهذا دليل الإيمان ..
ولله الحمد والمنه

قبل دخول شهر رمضان سطرت قواعد وصفات وعلامات ونصائح ، بها يستطيع الإنسان أن يتلمس الضوء والسبل الصحيحة التي بها يستطيع تعويد نفسه على الطاعة والإقبال على العبادة بدون كسل وبدون خمول ..

*وهذه القواعد* ستظل رسوم وإشارات ، ستظل كلمات مسطورة مالم تتفاعل معها تفعيلا وتطبيقا ، ومالم توجد في قلبك إستعدادا وشوقا وعزما٠٠٠

اما إذا كانت مجرد كلمات تقرأها ولا تطبقها فلن يجدي هذا الأمر معك شيئا..

فلا تضيع وقتك فى القراءة
لابد من التأكيد أن هذه القواعد ليست
قوانين رياضية

بل هي من باب أحرى تمارين رياضية للنفس
تمارين تحتاج أن تمرن نفسك عليها وتعود نفسك عليها حتى تدخل هذا الشهر وقد وفقك الله عز وجل إلى قلب راغب في العبادة والطاعة٠٠٠
الغرض من هذه القواعد

تأسيس النفسية ذات العزيمة القوية القادرة على إتيان الطاعة في رمضان بدون كسل أو خمول٠٠٠

عطاء دائم
02-27-24, 08:09 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326588

استعد٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة السابعة

اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة وعبادة

رمضان ٠٠٠

من أعظم المواسم التي نثبت فيها حب المولى عز وجل٠٠٠٠
الذي جعله الله معياراً وميزاناً للتفريق بين :

الصادقين في دعاوى المحبة ودعاوى الطاعة والاخبات والإنابة ..
وبين الكاذبين الذين يطلقون الدعاوى والزعومات بدون حساب ..
فالدعوى مجانية.. أنا احب الله وأريد الجنة٠٠٠٠

فإدعاء إرادة الجنة تختزل في ١٠ حروف ، لكن حتى تترجم هذه الحروف إلى عمل تثبت فيها إرادتك للجنة وتثثبت فيها انك تحب الله فتحتاج إلى دماء !

انفقها الصحابة رخيصة لله عز وجل لإثبات صدق محبته سبحانه في قلوبهم ..

*اذاً* الأثمان التي ندفعها لاثبات صدق وحسن رغبتنا فيما عند الله عز وجل أن نصدق في العزم والعمل٠٠٠٠

شهر رمضان مقبل إن شاء الله عز وجل

والإستعداد لهذا الشهر لا بد أن يكون استعداداً يليق به ٠٠
ليس استعدادا كإستعداد أهل الدنيا ..

هنا لا نقصد إستعدادهم بالطعام والشراب والمسلسلات والفوازير فهؤلاء ساقطين من المعايير
لست عن هؤلاء احدثكم٠٠٠٠

انا اقصد بإستعداد أهل الدنيا الذين يقولون:
أنا سأتوب عندما يأتي شهر رمضان ..

سأصلي الجماعة عندما يأتي شهر رمضان ..
ليس من يقول أنا سأصلي عندما يأتي شهر رمضان فهذا ساقط من المعيار أصلا٠٠٠

نحن نوازن بين فريقين :

فريق يدعي أنه يريد أن يبذل ويستقيم في شهر رمضان فيقول :حين يأتي رمضان سوف أقوم الليل واأتم القرآن .. الخ

وفريق آخر يدعي هذه الدعوة أيضا ولكنه يترجمها لإستعداد حقيقي٠٠٠٠
فإن صاحب الدعاوى مالم يقم لها صاحبها بيناتٍ ، فأصحابها : أدعياء !!

أدعياء يعني : كذبه مخادعون ليسوا صادقين في دعاويهم ..
لماذا اقول هذا الكلام ؟!

لأن من يدعون هذه الدعاوى يتبينون كذب مزاعمهم وادعائهم في أول يوم !!
أول يوم يقول : حين يأتي سوف ألتزم صلاة الجماعة في المسجد ، فيأتي المسكين يتسحر ويكثر في الطعام ليستعد للصيام وتضيع عليه صلاة الفجر ،، لماذا ؟!

لأن إستعداده لصلاة الجماعة على هذا النحو إنما هو مجرد دعوة زعم كاذب٠٠٠
تجد الأخ منهم يصلي صلاة التراويح ، ولا يجد لها ثمرة في قلبه ؟!

يخرج منها كما دخل فيها !!

وربما يدخل رمضان ويخرج منه كما دخل !!

لماذا ؟!

لأن الإستعداد للطاعة والإستعداد لأداء وتطبيق العبادة بما يخرج بالثمرة لم يحصل على النحو المطلوب ..

ولكنه أدى الطاعات في شهر رمضان كما أداها في غيره من الأيام !!!!
الصلاة العادية، التي نصليها مالم نستعد لها استعدادات حقيقية لم تنتج الثمرة في القلب ..

صلاة التراويح مثلإ : لا ينبغي أن تأتيها وأنت مكثر في الأكل ، أو وأنت تريد أن تنام ، أو وأنت عندك مشاغل٠٠٠

ضع نصب عينيك إن رمضان إيام معدودات والمشاغل باقية٠٠٠
لا يجب أن يفعل كما يفعل بعض الأخوة ، أن يأتي للتراويح ويضيع صلاة العشاء!!

كيف تضيع فريضة وتهرول الي النافله؟

هذا دليل الحرمان ، وهذا دليل والعياذ بالله أن هؤلاء لم يستعدوا استعدادا جيدا لرمضان .. بل لم يفهموا مقاصد الشرع !!

الرسول صلى الله عليه وسلم قال : مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ...

فيأتي هذا المسكين يضيع صلاة العشاء ، لأن في إعتقاده أنه سيدرك صلاة التراويح٠٠٠٠

وهذا المسكين لا يدرك أنه إستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير !!
صلاة التراويح فيها خير نعم ، ولكن تهاونه في صلاة العشاء دليل حرمان ودليل عدم فقهه في أمور العبادات٠٠٠

إذا الإستعداد للطاعة ولمواسم الطاعة تحتاج إلى تنقية النفس وتحتاج إلى علم وتحتاج إلى فقه وإلى مدارسة٠٠٠٠

اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة وعبادة

عطاء دائم
02-28-24, 08:02 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326588


استعد٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثامنة

اللهم بلغنا رمضان

إعلموا اخوتي:

أنه قد أجمع العلماء والعقلاء المستقدمين منهم والمستأخرين على أن أنفس ما صرفت له الأوقات

هو عبادة رب الأرض والسموات، والسير في طريق الآخرة، وبذل ثمن الجنة، والسعاية للفكاك من النار٠٠٠٠

ولما كان هذا الطريق كغيره من الطرق تكتنفه السهول والوهاد والوديان والجبال ويتربص على جنباته قطاع الطرق ولصوص القلوب٠٠٠٠

احتاج السائر إلى تلمس دليل الحاذق في معرفة الطريق والمسالك ويبصره الدروب الآمنة، والمسالك النافذة، ويعرفه مكامن اللصوص، وأفضل الأزمنة ، أنسب الأوقات للجدّ في السفر٠٠٠

وقد كان هذا هو منهج سلفنا الصالح في النسك، وطرائقهم في السير إلى الله وعباراتهم في الدلالة عليه كانت بحق ، خير مِعْوانٌ على انتحاء جهة الأمان٠٠٠
اللهم إنا نستعين بك أن نعبدك حق عبادتك٠٠

ولهذا سأقدم لحضراتكم واذكر نفسي هذه القواعد لتعيننا على الطاعة في أعظم الشهور وأكثرها خيراً وبركة٠٠

رمضـــان

القاعدة الأولى

بعث واستثارة الشوق إلى الله

على مر الأيام والليالي يَّخلُقُ الإيمان في القلب وتصدأ أركان المحبة ، فتحتاج أيها السائر لربك إلى من يهبك سربالاً إيمانًا جديدًا تستقبل به شهر رمضــــــان.
فإن المعاصي تنقص من قدر الإيمان في قلب العبد وتأكل من عزيمته٠٠٠٠
فإن عافاك الله منها

فمجرد مرور الأيام والليالي والشهور دون إجتهاد يؤدي إلى صدأ القلب ، فانت لم تعتاد الطاعة .. فإذا هممت بها !! تجد كسل وخمول وتجد صعوبة في إتيان الطاعة٠٠٠

فمجرد عدم الإجتهاد يؤدي إلى الخمول٠٠٠٠
فيحتاج الإنسان إلى تجديد هذا الشوق٠٠٠٠
فإن الفرق بين المؤمن والمنافق
أن المنافق يأتي الطاعة وهو كسول
والمؤمن يأتي الطاعة وهو مشتاق٠٠٠

مثال ذلك
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله-
منهم رجل قلبه معلق بالمساجد٠٠٠

أي يخرج من المسجد ليذهب إلى بيته فيجلس فيه فلا يجد قلبه ، فقلبه هناك في المسجد فحينما يدخل المسجد يستريح فقد وجد قلبه يهدأ يسعد يطمئن ..
كما قال النبي صلى الله عليه *المسجد بيت كل تقي
فهذه علامة من علامات التقوى ..

فإذا دخلت المسجد ووجدت ضيقاً في نفسك ورغبة في الخروج من المسجد .. هذا دليل وجود خلل راجع قلبك اجلي صدأه٠٠
فأنت تحتاج إلى مراجعة لصفات التقوى حتى تحصل هذا الأمر في قلبك٠٠٠
وأصل القدرة على فعل الشيء :

معونة الله..
مؤونة العبد..
والمؤونة : رغبته وإرادته

فالله عز وجل لا يوفق العبد للطاعة إلا إذا كان العبد عنده إرادة ٠٠٠٠٠
في الحديث القدسي وكلكم تعرفونه :

ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة*

من المبتدأ
العبد!!!

فهل ابتداء العبد هذا من الممكن أن يحدث بدون شوق٠٠٠٠
لا
فالعبد لا يبادر إلى الفعل إلا اذا كان هناك مصلحة إلى هذا الفعل٠٠٠٠
والمصلحة إما :

مادية
أو معنوية
ونحن نقصد المعنوية .

فالشوق إلى الله عز وجل هو الذي يصحح إرادتك ويعينك على البدء والمبادرة إلى الله عز وجل

وهذه البداءة ( تقرب إليه شبرا ) هي المطلوبة
لتحصل بها المصلحة (((( يتقرب اليك ذراعا)))))

فلابد من إثارة كوامن شوقك إلى الله عز وجل حتى تلين لك الطاعات فتؤديها ذائقًا حلاوتها ولذتها٠٠

وأي لذة يمكن أن تحصلها من قيام الليل ومكابدة السهر ومراوحة الأقدام المتعبة أو ظمأ الهواجر أو ألم جوع البطون إذا لم يكن ذلك مبنياً على *( وعجلت إليك رب لترضى)

هذه قالها موسى لما ناداه ربه واستدعاه ٠٠٠٠

قال ابو حيان في تفسير هذه الآية : لما نهض موسى عليه السلام ببني إسرائيل إلى جانب الطور الأيمن حيث كان الموعد أن يكلم الله موسى بما فيه شرف العاجل والآجل ، رأى على وجه الاجتهاد أن يقدم وحده مبادرا إلى أمر الله وحرصا على القرب منه وشوقا إلى مناجاته ، واستخلف هارون على بني إسرائيل
وقال لهم موسى :

تسيرون إلى جانب الطور فلما انتهى موسى عليه السلام وناجى ربه ، زاده في الأجل عشرا وحينئذ وقفه على استعجاله دون القوم ليخبره موسى أنهم على الأثر ، فأجاب مشيرا إليهم لقربهم منه

(سبق لحضراتكم تفاصيل قصة موسى عليه السلام)
ثم ذكر السبب الذي حمله على العجلة وهو ما تضمنه قوله ( وعجلت إليك رب لترضى)

من طلبه رضا الله تعالى في السبق إلى ما وعده ربه ومعنى ( إليك ) إلى مكان وعدك و ( لترضى ) أي ليدوم رضاك ويستمر ، لأنه تعالى كان عنه راضيا٠٠٠
اذا اخوتي:

الشوق معيار الطاعة٠٠٠

فإذا أذن للصلاة ووجدت في قلبك الشوق لتلبية نداء الله عز وجل، فهذا *دليل* أن عندك من الشوق ما يدفعك للعجلة لربك٠٠٠

أما إذا أتيت الطاعات على كسل على وهن على تواني ، فهذا دليل على ضعف الشوق أو على موته ٠٠٠

وهناك أناس الشوق بينه وبين الله ميت فلا تجده مشتاقا لله عز وجل
فقد سقط الله وحبه من حساباته عياذا بالله٠٠٠٠

الدليل على ذلك أنه عند فوات الطاعة لا يجد في نفسه ندم
أو أثر لفواتها عنه، ولا تجد أنه تغير في أمره أي شيء
فهذا دليل إنعدام شوقه لله عز وجل

وهذا يكون القلوب على حالان.:

إما إنعدام الشوق وموته
أو قد يكون كامنناً ضعيفاً مستتراً يحتاج فقط من يوقظه ويحركه٠٠٠٠
وهذا هو غرض سلسلتي المباركة

والحقيقة كلاهما يحتاج إلى بعثه وإستثارته٠٠

فشوقك لربك ولإرضائه أفنته الشبهات والشهوات وأهلكته جوامح المعاصي ومرور الأزمنة دون كدح إلى الله٠٠٠٠

فتحتاج إلى بعث هذا الشوق من جديد إن كان ميتاً او إستثارته إن كان موجوداً كامنناً٠

طيب كيف نبعث الشوق إلى الله؟

نتابع ان شاء الله

عطاء دائم
02-29-24, 07:53 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326630

استعدوا٠٠
لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة التاسعة

اللهم بلغنا رمضان
بلوغ عبادة وقبول

إذاً اخوتي:

من عوامل بعث الشوق معرفتك بأسماء الله وصفاته والتفاعل معها٠٠٠
ولكن هناك أمور

تفاعلك مع أسماء الله الحسنى، قد يكون من دعوة تدعوا الله بإسم أو أسماء من أسماءه الحسنى ، فيحصل الإيمان ويحصل الشوق لله تعالى في قلبك ..
ولكن قد يكون ليس هذا هو الشوق المطلوب تحصيله

فالشوق يتعاظم على قدر تفاعلك مع هذة الأسماء ، وعلى قدر إستمرارك بالدعاء بهذة الأسماء ، وفي تعبد الله بها وإستحضار معانيها ، في كل أحوالك وفي كل زمان ومكان ، على قدر مايهبك الله سبحانه من علوم ومعارف في هذا الباب
*فمثلإ* إنسان يستحضر إسم الله الرقيب يستحضره في كل أحواله ، فعلى قدر تفاعل الإنسان وإستحضاره لهذا الإسم ، على قدر ما يفتح الله سبحانه وتعالى من بركات هذا الإسم عليه

وعلى قدر غفلتك عن الأسماء على قدر ما تكون مقطوعا عن الشوق لله سبحانه وتعالى ..

فتحتاج إلى تمارين ومواصله في إستعمال هذه الأسماء عبادة وتضرعاً في كل أحوالك٠٠٠

وأيضا تدبر القرآن ، وبالأخص خواتيم الآيات التي تأتي فيها هذة الأسماء والصفات٠٠

خواتيم هذة الآيات تدبرها مع سياق الآيات يعطي في القلب ثمرة إيمانية عظيمة* لا يستطيع أن يلمسها إلا من وقف عليها بالفعل٠٠٠

اقتربوا اخوتاه من الملك وكلامه وتلذذوا وذوقوا نعيم الدنيا ٠٠٠
مثال لمن تفاعل مع أسماء الله عز وجل وتدبر آياته وفقه أفعاله
لاحظوا كيف إستطاع أن يورث الشوق إلى الله عز وجل ..

تأمل /تأملي:

قصة أبي الدحداح في فهمه كلام ربه كيف حرك أريحيَّتُه وألبسه حب البذل.

فعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية:
{ مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ }

قال أبو الدحداح الأنصاري رضي الله عنه:

يا رسول الله وإن الله ليريد منا القرض ؟ قال صلى الله عليه وسلم :نعم يا أبا الدحداح، قال: أرني يدك يا رسول الله، (التفاعل)

قال فناوله رسول الله يده الشريفه ، قال ابا الدحداح فإني أقرضت ربي حائطي
قال: وحائطه له ستمائة نخلة وأم الدحداح فيه وعيالها٠٠٠
قال فجاء أبو الدحداح فنادي يا أم الدحداح!

قالت: لبيك٠٠

قال: أخرجي من الحائط فإني أقرضته ربي عز وجل٠٠٠

وفي رواية أخرى أنها لما سمعته يقول ذلك عمدت إلى صبيانها تُخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم (هي ايضاً علي اهبه الاستعداد)

الله اكبر
فقال النبي صل الله عليه وسلم :كم من عِذْقٍ رَدَاح في الجنة لأبي الدحداح٠٠٠

العذق: من النخل كالعنقود من العنب(عرجون)
رداح: ثقيل لكثرة ما فيه من التمر

⁉️كم مرة قرأت أنا و انت هذة الآية فهل كان تفاعلنا معها كتفاعل أبي الدحداح ؟

فهذا هو التفاعل مع آيات القرآن الكريم
لما نزلت آيات الحجاب

في نفس اللحظه قامت امهات المؤمنين والصحابيات بشق مروطهن والتحفن بها تلبيه لامر الله ورسوله
وكذلك لما نزلت آيات تحريم الخمر

قام الصحابه مهرولين الي آنيه الخمر فأراقوها في شوارع المدينه تلبيه لامر الله ورسوله

وقصص الصحابه والصحابيات رضوان الله عليهم يطول سردها في هذا الباب ولا اريد ان أطيل علي حضراتكم٠٠٠

فالتفاعل مع الآيات ومع أسماء الله وصفاته وأفعاله هذا هو المطلوب من العبد أن يحققه في هذا الباب٠٠٠

فإذا وصلت إلى هذا المقام فهذا دليل أن الشوق يتولد..
وقد لا يتولد التفاعل حين تقرأ الآيات أو تتعلم عن الله عز وجل٠٠٠

فالله يريد أن يختبرك ويمتحنك هل تمل وتترك التقرب إلى ربك أم لا٠٠٠
فمن يمل ويترك هذا كله أنى يمن عليه الله ويمنحه هذا الشوق!

فالمتابعه والإجتهاد هي التي توصلك إلى تولد الشوق إلى الله عز وجل بعد ذلك٠٠
وأيضا قراءة آيات الله بنية إستثارة الشوق لله سبحانه وتعالى له أثر عظيم في إستثارة شوق الله عز وجل ..
ومجربه

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

إجلس بنية أن تكلم الله سبحانه وتعالى بكلامه وأن تخاطبه وأن تشتاق اليه
وعلى قدر التجرد والإخلاص وتمحيص القلب إلى الله عز وجل على قدر ما يعطيك الله ويهبك من الشوق اليه سبحانه٠٠٠

وبهذا نكون قد أنهينا أول وأعظم عامل من عوامل إستثارة الشوق لله سبحانه لإستثارة الهمم والإقبال عليه ..

وهي تدبر كلام الله والتعلم عنه سبحانه

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
02-29-24, 07:58 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326630

استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة العاشرة

اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه

اخوتي:
علمنا ان من أعظم العوامل لبعث وإستثارة الشوق لرب السماوات والأرض .. هي
مطالعة كلام الله* والتعرف على أسماءه وصفاته٠٠٠

من عوامل بعث الشوق واستثارته أيضاً :
2- مطالعة مِنن الله العظيمة وآلائه الجسيمة فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها٠٠٠

ولذلك كثر في القرآن آيات النعم والخلق والفضل

فكلما إزددت علمًا بنعم الله عليك كلما إزددت شوقًا لشكره على نعمائه.

ولكننا غفلنا عن نعم الله تبارك وتعالى ولذلك إبتعدنا عن المنعم سبحانه

فكلما تذكرت نعم الله المتوالية كلما تذكر الله عز وجل..

والا عيب عليك فهو من مقتضيات العبودية والطاعة أن تعد على نفسك في يومك وليلتك نعم الله
{ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}

فحين تذكر النعم ، وتذكر فضل الله عليك ، يتولد في قلبك شوق لشكر الله عز وجل على هذه النعم

بعض الناس يقول: أنا أعلم نعم الله علي، ولكن لا أشعر بمنة الله علي٠٠٠٠

العلاج في ذلك:
أن تستحضر نفسك خاليا من هذه النعم ، فتدرك عظم هذه النعم عليك ..

فلو أنك مريض تتألم هل ستدرك نعمة الصحة ؟!

⁉️لماذا حين المصائب نجزع بشدة ؟!

حين موت أحد يعترض ويجزع وقد يصل إلى الكفر عياذا بالله ؟!

لأنه لم يتصور نفسه يوم من الأيام مسلوباً من هذه النعمة !!

وهذا يا اخوتي يسمي بلاء التعود ٠٠ الانسان يبتلي باعتياد النعم وكأنها امر عادي وطبيعي فيغفل عن شكر المنعم ولا يتلذذ بالنعم اصلاً ٠٠٠

لكن لو إستحضر الإنسان النعمة وأنها زائلة ، يصبر

لذلك استحضار هذه الأمور يساعد على الصبر في وقت الشدائد، فحين حدوث المصيبة بالفعل يكون هو متدرب ومتمرن على مثل هذه الحالات (عافانا الله وإياكم)

وكذلك هذة الأمور تساعدك على إدراك هذه النعمة وهو يتقلب فيها من حيث لا يدري ، وتساعدك على الشوق لربك الذي أنعم عليك إبتداءً ، وهو القادر أن يحفظها عليك ، وهو سبحانه وحده الذي يرزقك الإنتفاع بها ٠٠٠ وقادر علي سلبها ايضاً

اللهم أنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء٠٠٠

فكل نعمة إن لم تزدك شوقا وإقبالا على الله عز وجل ، حري بك أن تقف وتحاسب نفسك على تقصيرك في حق المنعم عز وجل٠٠٠

3- من أسباب إستثارة الشوق وبعثه :
التحسر على فوت الأزمنة في غير طاعة الله، بل قضاؤها في عبادة الهوى..

كم مضى علينا من رمضانات ؟!

كل رمضان مر عليك كان لزاماً عليك أن تخرج منه مغفورا لك ؟!

فانظرإلى السنين التي مرت ، والمواسم التي مرت عليك ، هل مررت بها وحصلت مرادك من طاعة الله عز وجل منها ؟!
أم أنها مرت بدون ثمرة أو فائدة منها ؟!

فلابد أن يتولد عندك شوق .. أن لا يمر عليك رمضان هذا العام كغيره من الرمضانات السابقة ..

فهذا التحسر يولد عندك شوق للطاعة لمواسم الطاعة التي ستمر عليك

قال ابن القيم رحمه الله:
وهذا اللحظ يؤدي به إلى مطالعة الجناية، والوقوف على الخطر فيها، والتشمير لتداركها والتخلص من رقها وطلب النجاة بتمحيصها

قال تعالى:
(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)

فيجب أن يورث لك هذا التحسر، الخجل والإنكسار لله عز وجل، فيما فرَّطت في جنب الله عز وجل في الأزمنة الماضية

4- تذكر سبق السابقين مع تخلفك مع القاعدين
فهذا يورثك تحرقًا للمسابقة والمسارعة والمنافسة .

وكل ذلك أمر الله به قال تعالى { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}

وقال تبارك وتعالي
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ }

وقال عز وجل
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }

فأين نحن من أمر الله ؟!

فلابد أن تستحضر السابقين الذين سبقوك وأصبحوا في منازل الجنات وأنت مازلت لم تدرك ما أدركوا ،ولتسأل نفسك

هل انا من المخلفين ؟!

احد السلف كان يعلق سوطا في بيته ، وكان يقوم الليل ، فإن تعبت قدماه أمسك بالسوط وضرب قدميه، وقال :
أيحسب أصحاب محمد أنهم يسبقوننا به فوالله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا رجالا٠٠٠

وأهل العلم يقولون:
يستحيل أن يأتي جيل مثل جيل الصحابة .. لكن أن يأتي فرد في بعض الأزمان يكون أفضل من بعض الصحابه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا جائز ..

فلنستحضر هذة النية

ولابد للإنسان أن يكون عالي الهمة ، وطامع فيما عند الله٠٠٠

وإن كنا كثيروا الذنوب لابد أن يكون هدفنا كبير ، وغايتنا نفيسة ، وهمتنا عالية ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم أصحابه علمهم أن يسألوا الله الفردوس الأعلى٠٠

وإعلموا:

يا مريدو الخير أن بعث الشوق وظيفة لا ينفك عنها السائر إلى الله عز وجل، ولكن ينبغي مضاعفة هذا الشوق قبل شهر رمضان لتُضاعف الجهد فيه٠٠٠

وهذا الشوق نوع من أنواع النفوذ الايماني التي يحفز على الطاعة ثم يذوق المتعبد طعم عبادته ومناجاته

يتبع بإذن الله.....

عطاء دائم
03-01-24, 07:54 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326687

استعدوا٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الحادية عشر

اللهم بلغنا رمضان
قلت لحضراتكم عوامل بعث وإستثارة الشوق لله تعالى ، وللإقبال على طاعته٠٠٠٠

والآن بحول ﷲ وقوته اعرض :

مجالات الشوق لله
أعظمها وأخطرها

1- الشوق إلى رؤية وجه الله عز وجل٠٠٠

ومن منا لا يريد رؤية وجهه جل جلاله؟

ويمكنك أن تتمرن على قراءة هذا الحديث مع تحديث نفسك بمنزلتها عند الله، وهل ستنال شرف رؤيته أم لا؟

قال صل الله عليه وسلم
إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول ﷲ تبارك وتعالى
تريدون شيئًا أزيدكم؟

فيقولون: ألم تبيّض وجوهنا؟!

ألم تُدخلنا الجنة وتنجّنا من النار؟

فيُكشفُ الحجاب فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم٠٠٠٠
(رواه مسلم)

(اعد القراءة ٠٠٠ ما شعورك)

2- الشوق إلى لقاء الله وإلى جنته ورحمته ورؤية أوليائه في الجنة ، وخاصة الشوق للقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى٠٠٠
اللهم أرزقنا الفردوس الأعلى بفضلك٠٠
وأعلم أن لهذا الشوق لصوصًا وقطاعًا يتعرضون لك٠٠٠

فاحذر الترفه وخاصة في شهر رمضان٠٠
وأحذر فتنة الأموال، والأولاد والأزواج، إجعلهم وراءك ولا تلتفت وأمض حيث تؤمر٠٠٠٠

واجعل شعارك في شهر رمضان
{ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ }

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-01-24, 08:00 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326687

استعدوا٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثانية عشر

اللهم بلغنا رمضان

إذاً اخوتي:

ثاني القواعد التي نستهل بها شهر رمضان هي معرفة فضل مواسم الطاعات ومنة الله فيها ،وفرصة العبد منها٠٠٠

وعلمنا أن منشأ معظم عزيمتنا وهمتنا في شهر رمضان، أو في غيره من المواسم ، منشئه جهلنا التام المركب بحقيقة فضيلة هذه المواسم٠٠٠٠

قد يقول أحدنا:

أن كثير منا يدرك حقيقة هذه المواسم ويحفظها عن ظهر قلب ما الجديد يا اختي٠٠

أقول له أن الأمر لا يخلوا من دعوى معرفة فضيلة الأمر لا يعني أنك تقرأ فضيلة هذا الموسم أو هذة الفضيلة لهذة الطاعة ، فقط

لكن الواجب أن يتفاعل هذا الأمر إيمانيا في قلبك
بهذا المعنى تدرك قول النبي صلى الله عليه وسلم
من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه

إيماناً:
فيما سَخَّر وادخر وذَخِرَ الله عز وجل من الأجر للصُوَّم والقوم

وإحتساباً:

لهذا الأجر

لأن المسألة إن جردناها سرياليا من الثواب ، نجدها مجرد نصب وتعب وجوع وعطش٠٠٠


فهل من يؤدي هذة العبادة بدون ثواب سيأخذ شيء من هذا كله ؟
لا ، لا شيء ..

لذلك الرسول صل الله عليه وسلم نبه على هذا الأمر ، أن الجوع والعطش إذا الإنسان أخلاه من الإيمان والإحتساب لم يُحصّل من ذلك كله إلا الجوع والعطش٠٠٠

فقال صلى الله عليه وسلم : رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر

وقس على ذلك كل الطاعات

إذا أخلاها الإنسان من الجانب الإيماني الذي يرفع به حقيقة التعبد الى منزلة الرغبة فيما عند الله ، وأن هذة الطاعة يرجوا بها رضا الله عز وجل ، وأنه يتعب فعلا وحقيقةً لتحصيل أجر حقيقي٠٠٠

ليس كما يفعل بعض الناس، أنهم يؤدون الطاعة من باب الإحتياط، لو حدث شيء نكون قد صلينا ولو لم يحدث فنحن في مأمن٠٠٠

لا ليست المسألة هكذا ..

فهذه الطاعة لا يحصل بها الإنسان أي ثمرة ولا تزداد قربا من الله عز وجل بهذه النية٠٠٠

بل لابد أن يكون عندك يقين أنك تجني ثمرة حقيقية من هذه الطاعة وهذه العبادة، وجزاء حقيقي وأجر حقيقي من الله عز وجل٠٠٠

والله تعالى حين وعدنا بمثل هذه الجزائات لم يكن عبثاً ولعباً، ولم يكن لهواً ولم تكن دعاوى زائفة ولم يكن يلهينا بأمور .. أبدا وحاشاه

حينما قال عز وجل:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

لم يكن يقصد تجارة صورية ، بل تجارة حقيقية، لها جزاء حقيقي وربح حقيقي٠٠٠٠

وحينما قال تبارك وتعالي

{ إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

لم يكن يقصد العبث إنما قصد شراءً وعقدا حقيقيا ، نبذل فيه أنفسنا وأموالنا ودمائنا لله عز وجل والمقابل الجنة ٠٠٠٠

أكد ذلك بقوله تعالى
{ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ}

وحينما قال النبي صل الله عليه وسلم
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة

قصدها بالفعل فالجنة فعلاً سلعة وفعلاً تحتاج إلى ثمن ، وهذا الثمن لا يجوز أن يكون بهرجا أو أن يكون عملة مزيفة٠٠٠٠

كما أن سلع الدنيا لا تصلح معها الأموال المزيفة كذلك سلعة الله فهي أولى وأجدر٠٠٠٠

سلعة الله لا تصلح معها الأموال الزائفة أقصد بها الطاعات المزيفة ، والعبادات التهريجية العابثة التي لا جد فيها ولا ثمرة ، هذه لا تجدي ثمنا للجنة ٠٠٠
لذلك لا بد من تلمس فضيلة هذه المواسم بحق

إيمانا وإحتسابا

حتى نستطيع أن نؤدي طاعاتنا في هذا الشهر المعظم ، أو في أي موسم من مواسم الطاعة ونحن على يقين وجزم أننا سنحصل جب ذلك عند الله عز وجل
لذلك سيأتي معنا أن في صيام شهر رمضان يعاني بعض الأخوة من طول الصيام٠٠٠٠

مثل هذه القضايا لا يجوز أن تمر هكذا في حياة المسلم الملتزم مرور الكرام ، بل لابد أن يجعل منها مدرسة تربوية يستشف منها عيوبه وآفاته٠٠٠٠

فطول الصيام في شهر رمضان لابد أن يصومه الإنسان رغبة في إدخار هذا الجهد ، وهذا التعب وهذا النصب حتى لا يتعب يوم القيامة في طول قيامه، في عرصات هذا اليوم ، أو في النار والعياذ بالله٠٠٠

أوليس هناك حديث يدل على ذلك ، الم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا
(متفق عليه) وهذا لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم: ((باعَد))

إذا فهو يدخر بهذه العبادة وبهذه الطاعة ما سيعانيه يوم القيامة والعياذ بالله من عنتٍ ورهق و من عذاب ونصب٠٠٠

إذا معرفة فضل المواسم ليس فقط مجرد المعرفة ، وليس فقط مجرد المطالعة ، وإن كانت المطالعة جزء حيوي ومهم ، فلا تخلي أوقات حياتك من مطالعة مستمرة لفضائل الطاعات

أي طاعة حاول أن تكثر من قراءة فضائل الطاعات في كتب السنة٠٠٠٠

وأخص منها كتاب الترغيب والترهيب لأنه حشد النصوص التي ترغب في الطاعات ،«كل الطاعات»

وكذلك طبعا رياض الصالحين وغيرها من كتب السنة المعتمدة٠٠٠٠

ًيتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-02-24, 08:31 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326735

استعدوا٠٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثالثة عشر

اللهم بلغنا رمضان

إذاً.. أخوتي:

الشاهد من مطالعة فضائل الأعمال ، سواء في فضائل الأعمال أو الأقوال ، من شأنها أن ترغب الإنسان في تلك الأقوال وفي تلك الأفعال٠٠٠٠
يبقى بعد ذلك دورهُ في التفاعل مع هذه الفضائل حتى يصل إلى مرتبة اليقين فيما عند الله تبارك وتعالى٠٠

ومن ما ورد من الحث على إغتنام مواسم الطاعات في العمر٠٠
ما رُوي عنه صل الله عليه وسلم مرفوعاً

اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ
الراوى: انس بن مالك
حسنه الالبانى
أو ( أطلبوا الخير مدة عمركم)

وفي الطبراني أيضا من حديث محمد بن مسلمة مرفوعا بسند صحيح قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

إن لله في أيام دهرة نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصببه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا
(صحيح الجامع)

طول أيام العمر أسعى في طلب الخير ، لا تكن مشغولا إلا في طلب طاعة أوهروب من معصية٠٠٠

قال ابن رجب رحمه الله
وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض،

كما قال تعالى:
{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }
وقال تعالى:

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}

إذا ..

لله في أيام السنة نفحات ..ونفحات ، جمع نفحة : وهي زيادة الخير التي تأتي من الكريم ولا تكون كمثيلات أفعاله الأخريات٠٠٠

فالكريم غالباً حين ينفق مثلا يتصدق غالب صدقاته لا تقل صدقة عن ١٠جنيه مثلا"، لكن هذا الكريم له في بعض أوقاته عمره ، مثلا في رمضان أو أوقات الحج أو أوقات الصوم أقل صدقة ينفقها ١٠٠ جنيه
مثلا"

ولله المثل الاعلي
وهؤلاء الفقراء يعلمون أن هذا الكريم له نفحات أوقات معينه يزداد فيها كرما ، فيتعرضون له٠٠٠٠

وأنتم تجدون أن حشود الفقراء والمساكن يحتشدون أمام المساجد في أواخر شهر رمضان .. لماذا؟!

يعلمون أن الكرماء تفيض أريحيتهم بكثير من الصدقات ، بخلاف الأيام العادية في السنة لا تجد فقراء أمام المساجد٠٠٠

ولله المثل الأعلى ..
كذلك الله عز وجل له في بعض أيام دهره نفحات ..
أي مواطن ومواقع يجود فيها الله عز وجل جودا وكرما ومنة وفضلا مالا يجود في غيره من المواسم٠٠٠
اللهم إنا نسألك من فضلك

لكن الكريم في الدنيا الذي ينفق وينثر فلوسه ، هذة الفلوس التي تنثر تقع حيثما وقعت في يد أي أحد وقعت في يده٠٠
نعم في يده

لكن نفحات الله عز وجل لا تقع إلا على المستحقين ، ولو أدنى استحقاق٠٠*
ولكن لابد أن يكون هناك ذلك الأدنى من الاستحقاق أو سبب لوصول تلك النفحات للعبد المحسن٠٠

ولكن غير المتعرض تماما لنفحات الله عز وجل في رمضان ، لا يمكن أن تتنزل عليه ، فلا يمكن أن تتنزل على مخمور مثلا"
المهم لا تعرض انت!
تاهب
واقبل
وستنال
كيف يمكن أن يحصل ذلك ، إذا كان أهل الإيمان يشكون في حصولهم على الثواب أصلا ، فكيف بهؤلاء المطرودين والمبعدين ؟

وهذا كله مآلا ومصيراً إلى أن الله عز وجل حكيم يضع الأمور في نصابها ولا يظلم ربك أحدا٠٠٠

وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه صفه من صفاته يُتقرَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته إليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام٠٠٠
وفي مسند *الإمام أحمد* عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه

ما من يوم يمضي عليك إلا يختم عليه٠٠٠
أي لا سبيل إلى إصلاح ما فاتك ولا تدارك ما انفرط منك٠٠٠

يا. الهى
فالأيام التي تمضي عليك ليست دفاتر حسابات موضوعة على الأرفف تستطيع أن تنزلها وتعدل فيها ما تشاء٠٠٠

إنما هي أعمال يختم عليها، ولا سبيل إلى تداركها٠٠٠

لازم هذا المعنى أنه إذا كان ليس لديك الفرصة في تدارك ما فاتك ، فاحرص على تدارك ما سيأتي عليك٠٠

لأن الذي يأتي عليك الآن ولا شك أنه بعد قليل سيكون فائتاً لا يُتدارك ٠٠٠
فاحرص على إصلاحه واحرص على تداركه، واحرص على اغتنام ما فيه ، حتى لا ينقضي ثم بعد ذلك تندم على ما انقضى وفرط منك

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مجاهد قال:

ما من يوم إلا يقول ابن آدم قد دخلت عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم فانظر ماذا تعمل فيّ، فإذا انقضى طواه، ثم يختم عليه فلا يفك حتى يكون الله هو الذي يَفُضُّ ذلك الخاتم يوم القيامة

ويقول اليوم حين ينقضي: الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها، ولا ليلةٍ تدخل على الناس إلا قالت كذلك٠٠٠

اغتنمـــــــــوا. اعماركم اخوتي....

يُتبع ان شاء الله

عطاء دائم
03-02-24, 08:42 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326735

استعدوا٠٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الرابعة عشر

نتابع اخوتى:

عن عمر بن ابي ذز رضى الله عنه قال.:
اعْمَلُوا لِأَنْفُسِكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي هَذَا اللَّيْلِ وَسَوَادِهِ، فَإِنَّ الْمَغْبُونَ مَنْ غُبِنَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَالْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهُمَا، إِنَّمَا جُعِلَا سَبِيلًا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ، وَوَبَالًا عَلَى الْآخَرِينَ لِلْغَفْلَةِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَأَحْيُوا لِلَّهِ أَنْفُسَكُمْ بِذِكْرِهِ، فَإِنَّمَا تَحْيَا الْقُلُوبُ بِذِكْرِ اللَّهِ
أي : أحيوا أنفسكم بذكر الله
لمن؟!
لله
أي : طلبا لرضى الله
واعلموا رحمني الله وإياكم.. أن معرفة فضل المواسم يكون بمطالعة ما ورد فيها من فضل وبما يحصل للعبد من الجزاء إذا اجتهد٠٠٠٠

لكن هنا لفته وهو أن معرفة فضل هذه المواسم لا يمكن أن يتأتى ، ولا يمكن أن يستشعر الإنسان فيها بالفضل الحقيقي ، إلا بأن يعمل بمقتضاها وإن كان متجردا من معرفة فضلها٠

بمعنى أن عندك خبر بفضيلة قيام الليل أو صيام النهار ، فعلى قدر إيمانك بأن الله عز وجل يحب هذا العمل تتفزع لهذا العمل وتفعله٠٠٠٠

أما إن لم يكن في علمك ثواب أو اجور معينة لهذا العمل وهذة الطاعة، فإن إجتهادك في هذا العمل مع قطع طمعك عن فضيلتها سيؤدي بك مع الله تبارك وتعالى إلى أن يلهمك الله عز وجل في هذه الطاعة من صنوف المعارف والفضائل واللذات والفرحة والطمئنينة والسكينة بفعل هذه الطاعة ، ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى٠٠

كما ذكرت لحضراتكم قبل ذلك في قضية مطالعة الأسماء والصفات، أن مطالعتها تحتاج إلى تفاعل وإلى صب

قد تتضرع لله بإسم أو صفة من الصفات ولا يحضر القلب ٠٠
وسأحدثكم بإذن الله في طريقة تحصيل ثمرة ذكر الله عز وجل واذكرها هنا للمناسبة (قبل ان اسهو عنها)

فبعض الناس قد يذكر الله أو مثلاً يطيع الله ، يصوم يصلي، يذكر الله يقرأ القرآن ولكن قلبه لا يحضر فما العلاج ؟
ابن القيم رحمه الله.

يذكر من طرق تحصيل الثمرة او حضور القلب في (تهذيب مدارج السالكين)
الإستمرار ومجاهدة النفس عليها

عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها، وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه...

فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه

فلم تزل ساجدة حتى قيل لها { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي}
( الفجر: 27-30)

وهكذا يجد العبد لذة غامرة عند مناجاة ربه وأنسًا به وقربًا منه حتى يصير كأنه يخاطبه و يسامره، ويعتذر إليه تارة ويتملقه تارة ويثني عليه تارة حتى يبقى القلب ناطقًا بقوله: *(أنت الله الذي لا إله إلا أنت) بحق وصدق

من غير تكلف له بذلك بل يبقى هذا حالاً له ومقامًا كما قال النبي صل الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه

فالإستمرار

في الطاعة مع عدم حصول الثمرة وحضور القلب والإستمرار فيها والمجاهدة والتعرض لرحمة الله وإثبات أنك لا تطيع إلا لأنك تريد طاعة الله عز وجل سبب قوي لحصول الثمرة المرجوة من هذة العبادة وهذة الطاعة ، فيسجد قلبك لله سجدة لا يقم منها إلا يوم القيامة٠٠٠

وكما ذكرت لحضراتكم أن بعض الناس قد يصلي ، ولا يجد ثمرة للصلاة، فينقطع

هذا دليل على أنه لا يريد أن يتعب لله تبارك وتعالى التعب الذي يستجلب الثمرة، ولكن السبيل الصحيح أنه لا ييأس ، وأن يستمر في طاعته منطرحا على عتباته مستحضرا نفسه كأنه واقف بباب الله تبارك وتعالى يطلب منه الفتح والولوج ويطلب منه الإنعام والستر ..

اخوتي لاتبرحوا عتبه العبوديه حتي تبلغوا
إياااك ان تجد نفسك غير متدبر للتلاوة فتغلق مصحفك!
استمر. حتى تبلغ!

وقس على ذلك جميييع الطاعات٠٠٠

عندما يقبل العبد منا على الطاعة يقعد له ابليس الصراط المستقيم وهذا وعد منه!
فإياك يهزمك ويصدك ٠٠٠٠ انت فى صراع مستمر مع ابليس لازم تنتصر فى معركتك معه بإذن ﷲ

جاهد٠٠٠٠٠

فمثل هذا الإجتهاد هو الحري بأن يدخل الإنسان في زمرة الصالحين والمخلصين لله تعالى٠٠٠٠٠

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-03-24, 08:21 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326763

استعدوا٠٠٠
استقبال شهر الخيرات
الحلقة الخامسة عشر

اللهم بلغنا رمضان

إذاً اخوتي:
معرفة فضل المواسم والتفاعل مع هذه الفضائل ، وتدارك الأوقات والأزمنة التي تقبل على المرء ليحصل له ما ينشده من ربه ، حتى يصل إلى مرتبة اليقين
فيما عند الله تبارك وتعالى ، هي مهمة السائر إلى ربه في الشهر المعظم٠٠٠٠

والإستمرار في الطاعة مع عدم حصول الثمرة وحضور القلب ، والإستمرار فيها والمجاهدة والتعرض لرحمة الله وإثبات أنك لا تطيع إلا لأنك تريد طاعة الله عز وجل

كل هذا يساعد المسلم على نيل ثواب وثمرة فضل هذا الموسم ، وتلك الطاعات ، وهي فرصته من هذة المواسم وتلك النفحات

فعن الحسن بن علي رضي الله عنه كان يقول:
يا ابن آدم اليوم ضيفك، والضيف مرتحل، يحمدك أو يذمُّك، وكذلك ليلتك

وقال ايضاً:
ما من يوم أخرجه الله إلى أهل الدنيا إلا يناد ابن آدم اغتنمني، لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلةٍ إلا تنادي: ابن آدم اغتنمني لعله لا ليلة لك بعدي.

إذاً

المهمة معرفة فضل الشهر العظيم ومنة الله فيه ، وفرصة العبد منه
ما معنى فرصة العبد منه ؟!

لا تدرك هذة القضية إلا بشقين

أن تدرك عظم ذنوبك ، وخطورة موقفك يوم العرض أمام الله عز وجل٠٠
ان تعلم أن هذة المواسم ، مواسم لمغفرة الذنوب السالفة عامة وللنجاة..
إذا حسبنا منذ بلوغنا حتى اليوم كم ذنب اقترفناه، وكم معصية عصينا الله بها ؟!
كثير...
هل ضمنت أن الله عز وجل غفرها لي ؟!

لا لم أضمن٠٠٠
وهذه الطاعات التي فعلتها سابقا نفسها غير مضمونة في القبول فعلا" ما ادراك. اخشي ان نكون من الذين

ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
إذا يقينا عندي معاصي ، ويقينا لابد لي من التخلص منها للنجاة٠٠٠

إذا فرصة العبد بأن يدرك أن هذه المعاصي التي سلفت منه أو انصرفت منه في أيام غفلته وفتوره وبعده عن الله عز وجل ، لا يمكن أن تُتَدارك إلا بتحصيل المغفرة في هذه المواسم لأن لا يوجد مغفرة عامة إلا في هذه المواسم*

قال صل الله عليه وسلم
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

إذا شهر رمضان ، فرصة عظيمة للإنسان أن يمحوا الفضائح والقبائح والعيوب العظيمة التي فعلها في الظلمات وفي النهار ، في السر وفي الجهر ، هذة الذنوب كلها تحتاج إلى تداركها وإلى مغفرتها وإلى تجاوز الله عنها
فعليك أن
تجد
وتجتهد
وتثابر
وتجاهد
في هذا الموسم رجاء
أن يغفر الله لك

( وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ)


يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-03-24, 08:26 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326763

استعدوا٠٠
لاستقبال شهر الخير
الحلقة السادسة عشر

اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة

القاعدة الثالثة
تمارين العزيمة والهمة

ما معنى هذا؟

الرياضيون حين يدخلوا أي نوع من المباريات ، يُصُونَهُ بالتسخين بأنواعه٠٠٠
لكن نحن تسخيننا كيف؟

وما الهدف من التسخين ؟!

أن العضلات لا تدخل إلى المباراة وهي فاترة مترهلة ،
لأنها إذا بوغتت بجهد شاق سوف يؤدي إلى إضطراب الانسجة فتتعب العضلات ويؤدي إلي مشاكل لدي اللاعب٠٠٠٠

أما إذا دخلت وهي متهيئة متحفزة إلى العمل والجهد بأن تكون ساخنه أصلا" ، فهذا يساعدها على الإستمرار وعلى عدم التعب او اي اضرار٠٠٠

نفس هذا الأمر يسري في العبادات والطاعات وأيضاً في العلوم الشرعية ، فإنك إن لم تمارسها على الدوام تصدأ وتذهب تتلاشى نعم وﷲ٠٠ ٠٠

يُران على القلب عفاكم الله
فمثلا ابن الجزري يقول على تجويد القرآن وقراءة القرآن وترتيل القرآن ، لا يمكن أن يتحصل آلا بالتدرب وبالمرونة بالتمرن ويقول وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ

أي من يتدرب على المخارج والصفات يستطيع بعد ذلك أن يرتل ترتيلا حسنا
أما أن يهجر القرآن تماما، ثم يطمع بعد ذلك أن تكون تلاوتة حسنة أو تلاوته مجودة ، فهذا دونه خرط القتاد٠٠

ومانَيٍل المطَالب بالتمني
وخرط القتاد معناها

القتاد : نوع من الاشجار له أشواك كالإبر٠٠

الخرط :
أن تزيل ورق الشجر بكفيك ، ولا شك أن هذا أمر غاية في الألم فلا يستطيع أحد أن يصبر عليه

كذلك الذي يظن أن الذي لا يقوم الليل البته ولا يقرأ القرآن أبداً ، يظن أن أول ما يدخل الشهر سيقوم الليل مثلا ٣ ساعات٠٠٠

لا يمكن!
هذا مستحيل ولو فعلها ليلة لا يستطيع أن يستمر٠٠٠
اما من يتمرن على هذه الطاعات يصبح الصيام والقيام عنده مسألة سهلة يسيرة ، معتادٌ عليها٠٠

لهذا المعنى نلمح حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الترغيب في صيام شهر شعبان

(وهذة لمحه ثالثة تضاف الي الثلاث اللذين وافيت بهم حضراتكم من صيام الحبيب صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان)

حتى تلج النفس على شهر رمضان وهي مواتيه للصوم ، فالصوم لا يكون مشقة بالنسبة له فيشعر أن الصوم له امر عادي جدا ليس فيه مشقة


ولاحظ أن كثير من الناس لا يستثيرون هذة المشقة في عبودية الله تبارك وتعالى ، لذلك الشرع يساعدهم على أداء الطاعة بدون مشقة ، مع أن المشقة على قدرها يكون الأجر والثواب
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة رضى الله عنها *أجرك على قدر نصبك

ولذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ، لماذا ؟

لأن فيه التضحية العظمى التضحية التي ليس بعدها تضحية ، التي هي التضحية بالنفس والدم ، يضحي الانسان بأعز شيء عنده بأعز ما يملك بل كل ما يملك بحياتة لذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام

فعلى قدر تعبك ونصبك في الطاعات على قدر ما يتضاعف الجزاء والوفاء*
وهذا الاجتهاد لا يمكن أن يتأتى من نفس تعودت والنوم والراحة وشق عليها كل شيئ. أبداً

لذلك الجهاد نفسه يظن البعض أن بمجرد أن يدعو داعي الجهاد للنفير مثلا لجهاد اليهود، يظن أن نفسه ستواتيه ، أبداً هذا ليس بهين ، كثير من الشباب يعيش في خدعة كبرى من هذه القضية

فلا أعتقد أن شاب مسلم لا يستطيع أن يقاوم سرير نومه وفراشه الوفير ليقوم في صلاة الفجر ، لا أعتقد أن هذا اصلا يستطيع أن يترك امرأته يوما ليلبي دعاء الجهاد

لا يمكن
النفس إذا لم تعود على التضحية بالتوالي ، فإنها ستجنح إلى الأنانية ولا شك
لكن تعودها على التضحية رويدا رويدا ، هو الذي سيسهل لها بعد دلك الانخلاع عن ما تحب

لذلك نقول أن التمرن على الطاعات، كل الطاعات التي تريد أن تفعلها في شهر رمضان ، تمرن عليها وتعودها في مثل هذه الأيام جاهد نفسك فيها ، حتى إذا ما جاء الشهر استطعت أن تدخل هذا الشهر وفي نفسك عزيمة صادقة للطاعة وإلى العمل فيه

والاصولييون يعرفون العزيمة أنها ما بنيت على خلاف التيسير ، كالصوم والسفر لمن أطعته

والعزيمة أو العزم عند أهل السلوك هو استجماع قوى الإرادة على الفعل.
وكأن صاحب العزيمة لا رخصة له في التخلف عن القيام بالمهمة، بل هو مطالب باستجماع قوته وشحذها حتى يطيق الأداء.

فالعزيمة ليست شيئا نفسيا محضا يمكن أن يولد رهن الساعة

، لايمكن
فالعزيمة تحتاج إلى استجماع ، تحتاج إلى طلب كل الطاقة والذخر الموجود في جسمك وفي مكنون نفسيتك حتى تولد في قلبك الطاقة والنفسية الموائمة للعمل ضخامة أوعدم ضخامة لأن كل عمل يحتاج إلى إرادة معينة
فلذلك العزيمة تحتاج إلى تمارين وإلى توليد سابق للشهر المعظم
والشرع أشار إلى ذلك باستحباب

فاستحب صوم شعبان لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل أن يبدأ، بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر

وأشار الامام الشاطبي رحمه الله

في الموافقات إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل.

و بين كل أذانين صلاة ؟
فحين تؤدي السنن القبلية للفريضة ، تتأهب النفس استعدادا للفريضة
فحين تؤدي السّنة ، وتمارس المجاهدة -مجاهدة النفس والوساوس تدخل في الفريضة ، وأنت لديك دربة ، متدرب على هذه المقاومة ضد تلك الوساوس
وتمارين العزيمة إخوتاه ، من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه

فلا قوة للنفس ما لم تعد العدة للطاعة ..

يتبع بإذن الله

شبح الشمال
03-03-24, 09:08 AM
التوبه لله والفرح بقدومه وقراة القران

عطاء دائم
03-04-24, 07:49 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326839

استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة السابعة عشر

اللهم بلغنا رمضان


إذاً
القاعدة الثالثة
قلنا تمارين العزيمة والهمة .. وهي من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه٠٠٠٠

والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه ، فتحتاج النفس إلى
المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها
ثم مجاهدة وإرادات ، ودفع العجز والكسل

ولذلك قال الله عن الجهاد
*{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ* }.

ولأنه لا قوة للنفس ما لم تُعِد العدة للطاعة

قال تعالى لائما على المنافقين الذين ادعوا أنهم كانوا يريدون الخروج للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وتخلف المنافقين فيها : { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}.

قاعدة مهمة

أي طاعة تحرم منها هذا دليل حرمان حتى لو كان عندك ظروف؟

هل هذا تشديد منى ؟!
لا ليس تشديدا إنما تهذيب للنفس وترغيب لها على الإستعداد لأي طاعة أخرى حتى لا تفوت٠٠

*لأن لو الإنسان جلس يملي نفسه بالمعاذير لكل طاعة تفوته فإنه أبدا لن يندم على فوات الطاعة*
فلا يصلي الفجر ولا تجد لذلك أثر في نفسه

يفوته درس يمني نفسه أنه سيسمعه أو سيشتري الكتاب او.او. او

مثل هذا مع توالي الأزمنة سيؤدي به إلى زهد في الخير والطاعة٠٠٠

لكن إذا خوف نفسه من ذلك ، فالآية مخيفة جداً *{ كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم }
أي سبب تخلفه من الله فلقد كرهه ربه ، وكرهه خروجه أصلاً٠٠٠

ولم يكره الله انبعاثهم ابتداءً ، لا بل وجدهم متوانين عن طاعته ، بسبب تباطؤهم وعدم صدق نيتهم وعزيمتهم في أن يروا الله عز وجل منهم طاعته ، فالله كره انبعاثهم فثبطهم

ثبطهم : أي أقعدهم وكسلهم عن الخروج

وبهذا تعلم أن كثير من الطاعات التي نحبها ونريد أن نفعلها نجد أمامها احيانا كسل ، هذا الكسل ليس بالضرورة أن يكون آتي منك فقد يكون عقوبة

نعم قد يكون الكسل عقوبة من الله تبارك وتعالى ، لأن هذا الكسل سبقه كسل وعدم جد في طلب الطاعة، فتأتي العقوبة من الله عز وجل للعبد لأنه لم يبادر الى النشاط٠٠٠

وقلت لحضراتكم ان أساس العبادة أن تكون مبنية على
الشوق التام
والحب التام
والذل التام

كما قلت في قصة موسى عليه السلام وقلنا أن لابد أن يكون شعار المسلم
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)

عجلت إليك في أي نداء وفي أي طاعة

فتسمع الأذان للصلاة فيكون شعارك وأنت ذاهب للصلاة وعجلت إليك ربي لترضى
حضور مجالس العلم يقول : لبيك لبيك اللهم لبيك ، وعجلت إليك رب لترضى
يدعوك أحدهم للصدقة أو ترى مسكين فتبادر وتخرج الصدقة وتقول بلسان حالك ومقالك وعجلت إليك ربي لترضى

*هذه المثابره على الإستعجال للطاعة هو الذي يعين الإنسان على الإستمرار في الإقبال على الطاعات*

تأمل قول الله تبارك وتعالي في سورة الكهف
{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

{أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ} أي جعل الله قلبه غافل عن الله وعن الطاعة٠٠

{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } أي: مفرط لا يحصل أمراً لدنياه ولا لآخرته لأنه غفل واتبع هواه٠٠
يا.الهى
اللهم اجرنا من خزى الدنيا وعذاب الاخرة

قد يقول أحدهم أن الله هو الذي أغفل قلبه
فالجواب
لا٠٠
لا٠٠
الله لا يغّفل إنسان إلا إذا كان هو من ابتدأ الغفلة ، كما قال تعالى
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ}

وفي قراءة أخرى ولكنها ليست عشرية :*{أَغفَلَنَا قَلْبَهُ}
فهو الذي غفل عن ربه ، وليس الله من أغفله ، وهو الذي بات بقلبه بعيدا عن ربه ، فتجد ه يرى المؤمنين يتحاشاهم حتى لا يقول له أحدهم : قم فصل ، أو احضر معنا هذا الدرس

وحين يسمع القرآن يغلقه ، حتى لا يُذَكره القرآن ، فيبعد عن ملذاته وشهواته

تجده حين يمر أمام المقابر يقول: أعوذ بالله الحمد لله أني بعيد عن هؤلاء ..وهكذا

لا يريد أن يتذكر أي شيء حتى يبقى منغمس في دنيته ، وفي شهواته فهذه كلها منغصات لقلبه فيبعدها عنه وهو بذلك يبعد عن الله عز وجل

إذا تمارين العزيمة تقتضي الإجتهاد والجد في المثابرة....

عطاء دائم
03-04-24, 07:54 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326839


استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الثامنة عشر

اللهم بلغنا رمضان

إذاً اخوتي
تحدثنا عن تمارين العزيمة للإستعداد لشهر رمضان ، التي تقتضي الإجتهاد والجد في المثابرة

هذه المثابره على الإستعجال للطاعة هو الذي يعين الإنسان على الإستمرار في الإقبال على الطاعات*

قد يقول قائل :
من المفترض أن يكون الإنسان أصلاً لا يفعل طاعة إلا إذا كان مستعدا لها ونشطاً عليها لكن إذا وجد في نفسه كسل أو عدم نشاط ، من المفترض أن يتركها

والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا , وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا , وَإِنْ قَلَّتْ

وقال أيضا صلوات ربي وتسليماته عليه وعلي آله وصحبه وسلم لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ

أي: صلي ما استطيعه ، وحين أجد في نفسي كسل أترك الصلاة ولا أُكمل٠٠٠

الإجاب
من فقه الحديث لا يجوز أن يفهم من الفاظ وحده ، لابد أن تفهم سنة النبي صل الله عليه وسلم متكاملة فلا يجوز أن نجتزأ لان هذا من سيم الزنادقه والعلمانيين والمحاربين لدين الله
مثل من يقول : { لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ } ويسكت على أنه دليل لترك الصلاة٠٠٠

فيأخذ من الحديث ما يأتي على هواه ، وهذا دليل على الهوى وأنه صريع هواه وشهواته وملذاته٠٠٠


لكن المؤمن الراغب فيما عند الله، ليس هذا مسلكه ابداااااً هو يرغب في طاعة الله عز وجل ويبحث عن طاعة الله عز وجل ، لذلك لا يسعى إلى تلمس الرخص و الأدلة التي بها يتأخر عن رضا الله وعن طاعة الله عز وجل بسوء فهمه

إذا كيف نفهم هذة الأحاديث؟

اهل العلم قالوا إنما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الإفراط في التعب الذي يقطع بصاحبه ويقعده٠٠٠

فأراد صلي الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداه بهذة الأحاديث أن يخفف من أولئك المجتهدين جدا في العبادة الذين يثابرون إلى الدرجة التي تنقطع معه مسطاعه ووسعه تماما للطاعة٠٠٠

فمثلا"
اقول لحضرتك خذ بهذة الاحاديث ان كنت تقيم الليل بالقرآن كاملا" اقول لك أرفق بنفسك يا اخي / اختى قليلا"

كما ورد عن بعض السلف أنه قام الليل حتى شُلَّ
وكان يصوم حتى اخضر جسمه من شدة الطاعة والعبادة حتى لامه اصحابه على ذلك

وكان بعض التابعين وبعض السلف يقوم الليل كله حتى لا يستطيع القيام

فالرسول بأبي هو وامي ونفسي وجميع ما املك قصد هؤلاء أن لا يكلفوا من الأعمال فوق طاقتهم الحقيقية

إذاً..
ماهي الطاقة الحقيقية ؟!
هي الوسع الآخِر الذي تستطيع أن تصل إليه

فمثلا لاعب الكرة كم يلعب من الساعات في المباريات ، مثلا ساعة ؟!

فهذا الاعب في طاقته أن يبذل جهد لمدة ساعة فى اللعب ، وحين يقف يصلي يقول لنفسه أنا أكثر طاقتي ١٠ دقائق٠٠

لماذا ؟!
لماذا حين يكون البذل في حق الله يكون هناك الكسل ، هذا دليل على الإزدواجية في المعايير ..

فإستدلالك بالحديث ليس المراد ما تطيق نفسك الكَسِلَة
لا المقصد هنا الطاقة الحقيقية لك يا أيها الكسول٠٠

فالانسان لابد أن يبذل الطاعة ولو كانت نفسه كارهه مثل صلاة الفجر نحن نقوم لها ونحن نريد النوم كارهون للقيام والبرد و و

ولكن هذا الكره الله يبدله حب وطاعة ، فلابد أن تقوم وتجاهد نفسك على كره في إتيان الطاعة مع التعب والمشقة التي قد تكون غير محتملة غالبا فأنت مطالب بإطاقة هذا العمل وعدم التخلي عنه

وإلا كان ذلك دليل على أن ما تفعله لله تبارك وتعالى فقط هو الذي لا تحبه٠٠٠
أي، أي طاقة حين يكون في جنب الله يكرهه..
وهذا دليل خطير على نفاق النفس لأن المنافقين من صفاتهم أنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم

فالإنسان فرضت عليه صلاة الفجر فهو يترك السرير على كره منه لكن هو راغب فيما عند الله من الجزاء هذا لا شيء عليه

لكن من يمضي الأوقات في اللعب واللهو في الليل ، ولا تجده يبذل شيئا في طاعة الله أو في قيام الليل وتجد منه الكسل ، فحينما يكون الأمر في جانب النفس تجد فيه أريحية في البذل لكن في جانب الله تجد كسل!!
مسكيييين غير موفق

هذا يحتاج أن يراجع نفسه فهذا نذير خطرٍ وشؤم شديد ، هذا دليل على أن النفس فيها نقص شديد في محبة الله عز وجل

اثبت أنك تبذل لله عز وجل كما تبذل لشهوتك ولرغبتك

فلابد من مراجعة النفس في هذه الأمور

لذلك قال العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُرِد أن لا تعمل حتى تنشط بحسك للعمل وحتى تقبل عليه وتبادر إليه فإن النفس أصلا كسوووله ثقيلة على فعل الخير بطيئة النهوض إلى أعمال البر

فلو لم تصلي مثلا حتى تدعوك نفسك للصلاة وحتى تنشط إليها وتخف عليها لما صليت إلا قليلا**وربما لن تصلي أبدا ، ولا قامت لك نفسك عن فراشها ولا تركت راحتها ولا لذيذ نومها

ولو انتظرت تلك الليلة التي تنام فيها نشيط ومستعد لقيام الليل لتقوم الليل لن تصلي إلا ايام قليلة في حياتك..

فالعبادة يا اخوتي
تحتاج مصابرة
و مثابرة
ومجاهدة
وهمة
وعزيمه للقيام بها

وفي قوله صل الله عليه وسلم اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ

يُتبع...

عطاء دائم
03-05-24, 08:12 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326893

هلموا٠٠ نستعد ٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات

التاسعة عشر

اقول لحضراتكم في قول الحبيب صل الله عليه وسلم
اكلفوا من الاعمال ما تطيقون

ما يدل على الإجتهاد ويبيح أخذ النفس بما تكره منه ٠٠٠
فإن الإنسان قد يُكره على نوع من العمل ويكسل عنه ، فإذا كُلّفه أطاقه وقام به وتحمل المشقة فيه مع كراهيته له وكسله عنه٠٠٠

فلو قيل لك مثلا أنك كل يوم تقوم صباحا من ٧ ص إلى ٣ م تكتب في الدفاتر وتراجع الحسابات، ما المقابل لا يوجد مقابل٠٠٠
هل ستقوم؟!

لا لن تقوم
فإذا كان إلزاما وتكليفا لك، وعملا تتقاضى عليه راتب..
هل ستقوم؟!

نعم٠٠ وتثابر للقيام به على أكمل وجه وتتمنى ان عملك يحظى بإعجاب رئيسك ٠٠

اذا النفس التي كانت لا تطيق أو تعتقد أنها تقدر أن تفعله بدون أجر وثواب ، سينقلب معها الأمر إلى أمر سهل ولين ويسير وعادي جداً وفي استطاعتها عندما تُوعَد بالثواب ..

فلابد من الحمل على النفس وأخذها بالجِدِ والجَد ، وتخويفها بأن تُسبق إلى الله عز وجل ، وتحذيرها من أن يُستَأثر دونها فيما عند الله٠٠

ولابد من أن يصل العمل بالعمل ، والإجتهاد بالإجتهاد ، حتى يصل إلى الحد الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي يخاف معه الإنقطاع٠٠
وقال أبي الدرداء رضي الله عنه للصبيح رضي الله عنه
يا صبيح تعود العبادة فإن لها عادة

دليل صغير جداً على هذا
بعض الناس ابتلوا بترك الصلاة ، حين تقول له صلِّ يجد مشقه عظيمة جدا في المواظبه على الصلوات الخمس التي هي بالنسبة لك أمر عادي جدا٠٠
لأن الصلوات الخمس أصبحت بالنسبة لك أمر تألفه كالهواء ، لا تستطيع أن تستغني عنه٠٠٠

لكن هذا الآخر ليس بعد ، يحتاج إلى أن يتعود على هذا الأمر الذي لم يتعود عليه قبل٠٠

نعم٠٠ توفيق الله عزوجل
ولكن لابد من الاخد بالاسباب لابد من المجاهدة والمثابرة والمصابرة وتليين النفس وتعويدها وتطويعها علي الطاعة

والجامها عن المعاصي والآثإم٠٠ نسأل الله السلامه والثبات
قس على ذلك كل الطاعات بعض الناس الصيام عندهم أمر عادي جدا ، لأنهم تعوودوه ، فلم يصر شاقا عليهم٠٠

بعض الناس تعودوا قيام الليل فلم يصر شاقا عليهم..
بعض الناس تعودوا النفقة ليس صعبا عليه أن يخرج كل ما في جيبه ينفقه في سبيل الله٠٠
فهو ألفها وفعلها كثيرا

ولكن بعض الناس يصعب عليه ذلك فهو لم يعتد هذه الطاعات مسكين ومحروم وغير موفق

وفقني ﷲ وإياكم لطاعته

يتبع بإذن الله....

عطاء دائم
03-05-24, 08:17 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326893

استعدوا ٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة العشرون

اللهم بلغنا رمضان

نتابع مستعينين بالله

قوله صل الله عليه وسلم

لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ فما أراد الحبيب صلي الله عليه وسلم والله أعلم أن تصلي مادمت على نشاط فإذا خالفك الكسل أن تترك الصلاة ابداً٠٠
وإنما أراد صلى الله عليه وسلم الكسل الذي لا يقدر معه صاحبه على شيء إلا بعد جهد جهيد وحمل على النفس شديد

حتى لو قيل له مثلا صل وقل كذا وكذا لثواب حاضر يعرض عليه ويُرَّغَب فيه لم يقدر٠٠

هذا الحال هو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يترك معه العبادة٠٠
لأنه لايقدر على القيام، فهو يقرأ القرآن ولكن نعس يرغب في النوم لا يستطيع القراءة وسيبدأ يخطيء في القراءة ، وقد يدعوا على نفسه وهو نعسان٠٠

هاهنا يؤمر بالإمساك وعدم الإكمال٠٠٠

لكن إنسان يستطيع أن يقوم وكَسَلُه كسلٌ بسيط ، من الممكن أن يذهب يتوضأ ويكمل٠٠٠

فلو استطاع أن يفعل ذلك فليفعل ، لكن لا يبادر الى الخمول والقعود٠٠٠
والدليل على هذا القول أنه صلى الله عليه وسلم تكلف جَاهِدُ الصلاة حتى تشققت قدماه ، وفي بعض الروايات حتى توّرمت قدماه٠٠٠

فالواجب على الإنسان أن يجتهد في الطاعة في أي وقت وأي عمل ،ولا ينتظر الوقت المناسب أو المكان المناسب٠٠

فمن ينتظر تلك الظروف هم أصحاب الشخصية الكسولة يريد أن يكون له العمل سهل ، والعمل أصلا في أي مجال لا يمكن أن يكون سهل٠٠٠
اللهم انا نعوذ بك من العجز والكسل

وإن كان سهل في البداية فإنه لابد أن يشق ويكون متعب في المآل وفي النهاية٠٠

مقطتفات
من حياة السلف في تمارين العزيمة

لم يكونوا ينتظرون أن تواتي أنفسهم الطاعة ، بل كانوا يجتهدون فيها جد جهدهم
قال الحسن البصري

من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره
وقال المهيبر بن الورد

إن استطعت أن لا يسبقك الى الله أحد ففعل
وقال أحد الُعباد

لو أن رجلا سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غما ماكان ذلك بكثير
وقيل لنافع مولى ابن عمر رضوان الله عليهم ماكان ابن عمر يفعل في منزله ؟! قال : الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما .

وهذه سمة رواد الآخره يفعلوا الغريب والعجيب من الطاعات لا يفعلها العامة٠٠
وكان ابن عمر رضوان الله عليهم إذا فاتته صلاة الجماعة صام يوما ، وأحيى ليلة ، وأعتق رقبة٠٠

واجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته إجتهادا شديدا
فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟

فقال : إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها ، والذي بقي من أجلها أقل من ذلك ، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات٠٠

وعن قتادة قال: قال مورق العجلي ماوجدت للمؤمن في الدنيا مثلاً إلا مثل رجل على خشبة في البحر، وهو يقول "يارب يارب " لعل الله ينجيه..
*وعن أسامة بن يذيد قال

كان من يرى سفيان الثوري يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق، أكثر ما تسمعه يقول: "يا رب سلّم سلّم".

وقال هشيم تلميذ منصور بن زاذان كان لو قيل له إن ملك الموت على الباب ما عنده زيادة في العمل" .

وكان صفوان بن سليم قد تعقدت من طول القيام ، وبلغ من الإجتهاد ما لو قيل له : القيامة غدا ما وجد مزيداً، وكان يقول : اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي.
وعن موسى بن إسماعيل قال لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم ، كان مشغولا بنفسه ، إما أن يحدث وإما أن يقرأ وإما أن يسبح وإما أن يصلي ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال

وعن وكيع معلم نافع رحمهما الله تبارك وتعالى قال كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة٠٠٠

وعن حماد بن سلمة قال
ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعًا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه

مصليًا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوطئًا أو عائدًا أو مشيعًا لجنازة أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل

ﷲاكبر
ﷲاكبر

فهؤلاء هم نموذج السالكين الصادقين فتشبهوا بهم إن لم تكونوا

مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

وهذه كانت بعض سيرتهم في مجاهدة النفس ومغالبة الهوى فاستحضرها عند هبوب ريح الكسل وسل الله حسن العمل


نتابع إن شاء الله

عطاء دائم
03-06-24, 08:10 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326924

استعدوا٠٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الحادي والعشرون

اللهم بلغنا رمضان

القاعدة الرابعة
نبذ الكسالي والمحبطين من اصدقاء السوء ومصاحبة ذوي الهمم العالية والعزيمه الجاده٠٠٠٠

أعلم رحمني ﷲ وإياك٠٠

ان شوقك إلى الله
وهمتك وتمارين عزيمتك
ومعرفتك بفضل المواسم
كل هذا يذهب هباءً منثوراً ، دخانا في الهواء، إذا كان معاك صديق سوء ٠٠٠

صديق واحد فقط٠٠٠

قد يجرك إلى البطالة والكسل والتسويف والإرجاء وينسيك كل هذا٠٠٠

ينسيك شوقك إلى الله ، وينسيك معرفتك بفضل المواسم ، وينسيك تمارين العزيمة، وينسيك نفسك كلها
وقد ينسك انك مسلم اصلاً عياذا بالله
انتبهوا ونبهوا علي اولادكم فالصاحب ساحب
نعم يصحبك إلى حيث شاء٠٠٠
وصدق من لا ينطق عن الهوى حيث قال المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل
(الراوى : ابو هريرة)
( أخرجه أبو داود برقم 4833)
( والترمذي برقم 2378)
( وأحمد برقم 8398)

والعلاج لابد أن يكون متناسق ومتوائم ، فلا يمكن أن يمارس أحد القواعد دون الأخرى..

فهذه القواعد لابد أن يعمل بها متظافرة ، بل هذه القواعد من أعظم القواعد التي يجب أن يطبقها المسلم طول حياته وليس في رمضان فقط٠٠٠ بل حتى يأتيه اليقين٠٠

أن لا يكون أصدقائه وأصحابه وخلانه ورفقائه وجلساءه إلا الذين يطيعون ، ويعينونه على طاعة الله عز وجل٠٠

صديق لا يطيع الله كسول ، وإن كان ملتزم ، وإن كان هَديهُ الظاهر محمدياً ومع ذلك لا يعينك على طاعة الله هذا لا يستحق أن تتخذه جليسا أو خليلا أو صاحبا ، فالسير سير قلوب وليس سمتاً ظاهرياً فلا تخدعنكم المظاهر٠٠٠

واعلم ان جليسك وصاحبك هو الذي يسحبك فانظر إلي إين تريد ان تنسحب؟

الذي لا يعينك على الطاعة تعطيه حقوق الاخوة العادية التي هي حق لكل مسلم٠٠٠

أما حقوق الأخوة الخاصة الأخوة الإيمانيه ، الأخوة فى ﷲ هذه لا تُعطى إلا لأصدقاء الخير ، جلساء الصلاح والإيمان ، الذين يرفعون ميزان الإنسان كل يوم ولا يستدرجونه ويدركونه٠٠٠

نبذ اصدقاء السوء ليست مجرد حل، بل هي سمة ، أن لا ترى مع هؤلاء أن لا ترى إلا مع الصالحين أن لا ترى إلا مع المجتهدين مع المشمرين مع الطائعين٠٠٠

وهذا دليل على صدق عزيمتك ، وصدق رغبتك فيما عند الله عز وجل٠٠

قال الله تبارك وتعالى للنبي صلي الله عليه وسلم الذي يُصلح أُمة، يصلح بشرية !! بإذن الله.، خير الخلق أجمعين !! أن يصحب المجدين في السير إلى الله وترك الغافلين٠٠٠
فقال عز وجل {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}*

أي : اتبع الصالحين وكن معهم ولا تتبع المفرطين والمفسدين٠٠٠٠
وقال عز وجل:
( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)

ليس هناك أشأم على السائر إلى الله من الكسل وصحبة السوء، فالصاحب ساحب، والقرين بالمقارّن يقتدي٠٠٠

بل سيظل راضيا عن نفسه، مَاناً على ربه بتلك الدقائق التي أجهد نفسه فيها

ولكنه لو رأى الأوتاد من حوله تقف الساعات الطوال في تهجد وتبتل وبكاء ، وهم متقالون !!

فأقل أحواله أن يظل حسيرا كسيرا على نفسه

فالذي يذهب ليصلي التراويح مثلا في مسجد يصلي ب حزب من القرآن، يخرج ويحكي عن جمال الصلاة وطولها وكأنه قام بالقرآن كاملا، لماذا ؟!
لأنه لم يرى حوله إلا أناس متواضعين في الطاعة

ولكن إذا ذهب ليصلي مع أناس يصلون ٥ ساعات ب ٦ أجزاء
هذا يتوارى خجلا ولسانه حاله يردد
أنا العبد المخلف عن أناسٍ
حَوَوا من كل معروف نصيباً

فولدك حين يصاحب المتفوقين في الدراسة ، يتفوق دراسيا ، اليس كذلك ؟! والعكس صحيح

وأما العباد من البشر يأتون يوم القيامة ، هذا الذي عبد ربه ٧٠ سنة ، وظل عمره متنسكاً لربه ، يأتي يوم القيامة فيرى الملائكة ، الذين خلقوا منذ خلقت السماوات والأرض سجداً ركعاً قوّماً..

يأتون يوم القيامة فيقولوا:
ربنا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك

فلابد أن يرى نفسه مقصراً في حق الله..

فحاول أن تستكثر مع إستقلال ما قدمته لربك من طاعات (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)

قال الإمام الشافعي رحمه الله :طلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات، فإن أحدهم لم يزل تعبانا في كل زمان

و قيل لأحد الزهاد
كيف السبيل ليكون المرء من صفوة الله ؟
قال:
إذا خلع الراحة وأعطى المجهود في الطاعة٠٠

أما البحث عن أصحاب الهمم والمروئات وأصحاب الطاعة لله ، فهي بغية كل مخلص في السير إلى الله

قال زين العابدين بن علي رضي الله عنهما
إنما يجلس الرجل لمن ينفعه في دينه

ولما أراد قاتل المائة أن يتوب حقًا قيل له:
اترك أرضك فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم٠٠٠

فلابد لمن أراد تحصيل المغفرة من شهر رمضان أن يترك المُخْلِدين إلى الأرض ويزامل ذوي الهمم العالية٠٠٠

كما قال الجنيد رحمه الله:
سيروا مع الهمم العالية.
وقال الحسن البصري رحمه الله:
إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يُذّكّروننا بالدنيا وإخواننا يُذّكّروننا بالآخرة٠٠

لعمرك ما مالُ الفتى بذخيرة
ولكنَّ إخوان الثقات الذخائرُ

وكان من وصايا السلف انتقاء الصحبة
قال الحسن البصري رحمة الله : إن لك من خليلك نصيبا ، وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت ، فانتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس

فاجتهد أيها الأريب الفطن باحثًا عن أعوان المسيرأصحاب الهمم العالية ، أبحث عنهم في المساجد بالضرورة ، وفي مجالس التقاة ، ولو اقتضى الأمر أن تعلن في الصحف وعلي شبكات التواصل الاجتماعي
مطلوبٌ : معينٌ على الخير في شهر رمضان

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-06-24, 08:13 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326924


استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الثانية والعشرون

اللهم بلغنا رمضان

توقنا امس اخوتاة عند بحثك عن صديق مُعٍين علي الطاعة في رمضان
هل بحثت على من يصحبك في رمضان ؟!
هل جددت العهد بأناس طابت أرواحهم بطاعة المولى عز وجل ؟!
هل وجدت ذلك الذي يوصلك بصحبته للجنة ؟!

مع هذه الصحبه تتحاثون على تدارك الثواني والدقائق٠٠٠*

تعال أخبرْك بحال من اجتمعوا على السير إلى الله أوقاتهم بالذكر وتلاوة القرآن معمورة٠٠

مساجدهم تهتز بضجيج البكاء من خشية الله تراهم ذابلين من خوف الآخرة٠٠٠

وعند العبادة تراهم رواسي شامخات كأنهم ما خلقوا إلا للطاعة٠٠

ليس في قاموسهم: فاتتني صلاة الجماعة ولا حتي فاتتني تكبيرة الاحرام٠٠

دع عنك أصل الصلاة.تراهم في قيامهم وقعودهم مطأطئين على حياء من الله يقولون٠٠
”سبحانك ما عبدناك حق عبادتك“

ليلهم وما أدراك ما ليلهم ؟
نحيب الثكالى يتوارى عند نشيجهم { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ }
بصلاتهم خاشعين ، وبنعيم الأنس هم يتقلبون ..

جنيب
كان من كبار الزهاد والعباد، رأي في منام
فقيل له : ما فعل بك يا جنيب ؟!
قال : والله ذهبت الرسوم والإشارات ، وتلاشت الكلمات والعبارات، وما نفعنا إلا
ركعات الليل ..

واعلم أيها النبيه الفطن إن من تمام سعيك لتحصيل المغفرة من شهر رمضان أن تبحث لك عن شيخ مربّ أريبٍ٠٠٠

قد يكون عالمًا أو طالب علم٠٠

وشرط انتفاعك بهم ليس فقط أن يكونوا من أهل السنة والنسك السلفي ولكن لابد ان يكون ربانياً ومحمدياً قلباً وقالباً فهؤلاء هم أمنة الأمة وهداتها٠٠٠.

ومثل هؤلاء تنتفع بهديهم ودلهم وسمتهم وبفعالهم قبل أقوالهم٠٠٠

تراهم في الصلاة نموذجًا للرهبوت والتبتل والتنسك، تكبيرتهم في الصلاة وإن خفتت بها أصواتهم فكأنها صرخة في مجرات الكون بحقيقة ٠٠٠ الله اكبر ٠٠*

اللهم إنا نسألك صحبة الصالحين وألحقنا بهم في جنات النعيم٠٠٠

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-07-24, 08:11 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326975

استعدوا٠٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الثالثة والعشرون

اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه

رمضان بين الربح والخسران
اخوة العقيدة٠٠٠ ذّكّرت نفسي وإياكم سابقاً في سلسلتنا المباركة بالنقاط التالية٠٠٠٠

1- بعث واستثارة الشوق إلى الله عز وجل، وذكرنا عوامل بعث الشوق إلى الله ، ومنها مطالعة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ، ومطالعة منن الله عز وجل ونعمه والتحسر على فوات الأزمنة في غير طاعة الله ، وتذّكر سبق السابقين وتخلفك مع القاعدين٠٠

2- معرفة فضل المواسم (مواسم الطاعة) ، ومنة الله فيها وفرصة العبد منها٠٠٠

3- تمارين العزيمة والهمة ، وذكرت معنى تمارين العزيمة وأهميتها وآثار السلف في علو الهمة ٠٠

4- نبذ اصدقاء السوء والمحبطين٠٠٠٠

وبعون من الله عز وجل نتذاكر ما تبقى من القواعد..

القاعدة الخامسة
إعداد كشف بيان عن عيوبك وذنوبك المستعصية وعاداتك القارة في سويداء فؤادك لتبدأ علاجها٠٠٠٠

أعدد كشف بيان بعيوبك لتبدأ علاجها جدياً في رمضان ، وكذا إعداد قائمة بالطاعات التي ستجتهد في أدائها لتحاسب نفسك بعد ذلك عليها٠٠٠
ربنا تبارك وتعالى يقول:
{ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ

ويقول الله عز وجل أيضا
{إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }

والإحسان هو: الإتقان

وإتقان العمل هو:
أن تستوفي كل أسبابه وشروطه ، وأن تنفي عن هذا العمل كل الموانع بينك وبين تحصيل ثمرة العمل أو ثمرة الطاعة٠٠٠

قد يكون الإنسان عنده رغبة في التوبة والإنابة، وعنده رغبة في إخلاص هذه التوبة ، وأن تكون توبة نصوح٠٠٠

فلابد أن يتوافق هذا الإخلاص وهذا الصدق وهذه الرغبة الأكيدة في التوبة ، مع ما يبذله لتحصيل هذه التوبة٠٠٠

وإلا فإن الذي يدعي أنه يرغب في التوبة وأنه يريد أن يتوب توبة نصوح لكنه بعيد كل البعد عن تحصيل وتوفير هذه التوبة النصوح فدعوته كاذبة

فالتوبه مدارها
الإقلاع عن الذنوب
والإنخلاع عنه والندم عليه
والعزم على عدم العودة إليها مرة اخري٠٠٠

اعلم عافاني الله وإياك أن الذنوب والمعاصي والعيوب والآفات القلبيه مثلها مثل الأمراض البدنية ، لا تختلف عنها في قليل أو كثير٠٠٠

واعلم رحمني ﷲ وإياك أيضا أن الذي ينكر أنه عنده مرض من الأمراض هذا لا سبيل إلى علاجه٠٠٠

الذي ينكر مثلا : أن عنده مرض السكر، لا يستطيع علاجه لأنه ينكر حصول المرض أصلاً٠٠٠

فكذلك الذي ينكر أن عنده معاصي مستعصية أو عنده ذنوب وآفات راكزة في سويداء القلب٠٠٠٠

الذي لا يعترف أن عنده آفات وأمراض عظيمة في القلب تحتاج إلى علاج هل هذا يمكن أن يعاللج نفسه ؟!

مستحيل ..

قر واعترف لله عز وجل بمعاصيك وجدد التوبة٠٠

مع تفاقم الأمراض ، وكثرة الذنوب والمعاصي، الإنسان يحتاج إلى أن يحاسب نفسه حسابا دقيقا٠٠

وخاصتاً في هذا العصر الذي تكثر فيه الذنوب والمعاصي والفتن التي تعصف بالقلوب٠٠٠

الإنسان إذا جلس يتوب توبة عامة إلى الله من الذنوب والمعاصي هذا نرجوا أن يجزيء ، ولكنه لن يجدي٠٠

هو يجزىء..
ولكنه لن يجدي في الإقلاع عن الذنوب ..

لماذا ؟!

لأن مع أول بادرة ذنب من هذه الذنوب الخفية التي تأتي عليه إذا تعرض لها ، وهو ليس عنده حصانة من هذا الذنب سرعان ما يقع فيه ٠٠٠

لذلك لا تتعجب أن بعض الناس إن لم نكن كلنا ، يعاني من ذنب مثلا مثل ذنب النظر إلى المحرمات٠٠٠

وهو إذا تاب توبة عامة، ولكنه مثلا لا يتوب من خائنة الأعين !!
نسأل الله لنا ولكم العافية

خائنة الأعين هذة مسألة أدق من مسألة النظر !!

خائنة الأعين هي:
أن ينتهز الإنسان النظرة يختلسها على حين غفلة من الناس غافلا أن الله عز وجل يعلمها !! (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)

هو بين الناس لا ينظر ولكن إذا ما بدرت بادرة ورأى شيء يتبدى له وأتيح له أن ينظر دون شعور من الناس نظر على حين غفلة من الناس !

هذه لم يتب منها أو لم يستحضرها في حين التوبة

فمثل هذه العيوب والآفات كيف يكون علاجها ؟!

بأن تسقط بأن تقيد هذا الذنب أن يتعرف الإنسان ويستحضر الذنوب الكثيرة التي يفعلها، يكتب الذنوب التي يفعلها سواء كانت ذنوب ظاهرة علانية مستجهرة.، أو كانت ذنوب خفيه ذنوب لا يراها أحد ذنوب لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى٠٠

وهذا الأمر له فائدة أخرى وهو أن الإنسان يستعظم الذنب ، وتعظم للإنسان فداحة جرمه في جنب الله تبارك وتعالى٠٠
وغفلة الإنسان وعِظم رجاءه في الله عز وجل على حساب خوفه من الله، لا يحصل إلا حينما يغفل عن الذنوب والمعاصي٠٠٠

لذلك حال الإنسان في الدنيا أنه لا يتذكر إلا الحسنات ، إنما السيئات كم يفعلها وكم من قبائح قارفها في جنب الله ونسيها٠٠*

لكن الحسنات يتذكرها أنا أفعل وأفعل وأفعل أصلي وأتصدق٠٠٠

هذا حال الإنسان في الدنيا وهذا الذي يجعله يسرف في الرجاء تبارك وتعالى، وبالتالي يدعوه إلى الإهمال في أمر التوبة وفي أمر الطاعة٠٠


لكن حينما يستعظم الإنسان الذنوب ، حينما يرى أن صحيفته ملأى بالذنوب ، وحينما يرى أن قضية المعاصي عنده ليست هينة، تحتاج إلى بذل وإلى مزيد عمل ومزيد طاعة هنا لن يتوالى ولن يقصر بل سيستمر٠٠٠

على عكس حال أهل الآخرة ، فهم يتذكرون المعاصي ندما على ما فرطوا في جنب الله٠٠٠

وأيضا أهل الآخرة من المؤمنين سينسون كل الحسنات ويتذكرون المعاصي٠٠

كما ورد في الأثر الصحيح أن الله عز وجل إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي المُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ، قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ اليَوْمَ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ

يدني الله عبده المؤمن فيطلعه على صغائر ذنوبه ، ويقرره بها يقول ألم تفعل هذا الذنب ؟!
والرجل المؤمن مطرق مستحي من الله عز وجل معترف بهذة الذنوب فيقول الله تبارك وتعالى : ألم تفعل ذنب كذا في يوم كذا٠٠٠
فيقول: إي ربي٠٠٠
فيقول فهذة سيئاتك أبدلتها حسنات، والرجل عنده كبائر أخرى لم يرها فيقول يارب إن ثمة سيئات وذنوب لا أراها ها هنا٠٠٠*

هنا فقط يتذكر سيئاته لأنه علم أنها ستنقلب حسنا٠٠٠
(ذكرها الشيخ العثيمين فى الاستذكار برقم : 2/495)

الشاهد أن هذه الذنوب وهذه القبائح واجه بها نفسك ، وليس شرطا أن تضعها في ملف، لا ، لا أقصد ذلك لكن المراد أنها تُدرك أو تُحصى على أقل تقدير..

كما جاء في سنن الداري، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه دخل على أناس يسبحون بالحصى حِلق في المسجد ، فقال لهم : عدوا سيئاتكم وأنا ضامن على أن لا تضيع حسناتكم ..

يااامن من وضعتي مسبحه في اصبعك٠٠٠
وانت يا من امسكت مسبحه نصف متر في يدك ماذا تعد⁉️*
او بمعني ادق بماذا ترائي⁉️
الحق عد ذنوبك ومعاصيك وجدد توبتك ٠٠٠ فذاك افضل

أي الأجزى في حق الإنسان أن يعد سيئاته، لأن عد السيئات هو الذي سيقوده قودا إلى كثرة الطاعات وإلى كثرة العبادات٠٠٠

عطاء دائم
03-07-24, 08:17 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=326975


استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الرابعة والعشرون

اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه

تابع رمضان بين الربح والخسران

اخوتي هل أعددتم تلك القائمة ؟!
هل أحصيتم قبائح ما اقترافتموه؟!
مثل هذه القائمة التي يستحضرها كل منا هي التي تدفعه ولا شك إلى تدارك للأمر٠٠٠٠

وقد تكون هناك ذنوب يحتاج الإنسان لها إلى معالجة خاصة وإلى إجتهاد خاص٠٠٠

بمعنى أن ذنب معين مستعصي قد يصعب عليه أن يعالجه بنفسه٠٠٠

فسطر هذه العيوب يستطيع فيها أن يفرز الذنوب السهلة اليسيرة والذنوب العسيرة التي يحتاج فيها إلى إستشارة يستشير فيها أهل العلم والمربين اللذين تجد عندهم الخبرة في علاج مثل هذه الآفات والأمراض والعيوب ..

لكن لماذا ؟!
لماذا نحرص على سطر هذة الآفات وهذة العيوب؟!
وإحصائها إحصاءً دقيقا ؟!

*لأن همة أبناء الآخرة لا ترضى بالدون ، هم ينشدون الكمال ..

قال صل الله عليه وسلم :
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا*
( رواه البخاري)

كما أمرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم حينما قال ( فسددوا وقاربوا)

سددوا : أي أنشدوا السداد ..
قاربوا : قاربوا الكمال ..

لا ترضوا بالدون والنقص اخوتي٠٠
لم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام

إنسان يستطيع أن يتخلق بالمثل والفضائل لكنه تجده خسيس٠٠

إنسان يستطيع أن ينجح ويحصل على الدرجات العالية لكنه لا يرضى إلا بالرسوب، أو الدرجات القليلة أو التقدير الشعبي كما يقولون ، ولكنه يستطيع أن يجتهد وأن يذاكر ولكن لايفعل٠٠٠٠

إنسان يستطيع أن يعبد الله ويستطيع أن يجتهد في الطاعة ولكنه لا يرضى إلا بالكسل والقعود ، فهو يستطيع أن يصلي الجماعة لكنه يكسل ..

هذا نقصٌ مريب، يدل على خسة ودناءة الهمة..
وعلى قدر نفاسة الهمم تشرئب الأعناق٠٠٠
على قدر ما عندك من همة عالية ، تجد نفسك متحفزة إلى الطاعة ..
وعلى قدر ما همتك خسيسة ودنيئة ، على قدر ما تجدك مترهل متباطيء على الطاعات٠٠
وعلى قدر خساستها تثّاقل إلى الأرض٠٠٠
كما كان حال المنافقين

(مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)

علماء اللغة يقولون : أن تعبيرات القرآن وألفاظه إعجازية و فيها مناسبة عجيبة بين معناها ودلالات حروفها جرسا ولفظا ..

تجد أن حتى اللفظ الذي يدل على معنى معين في مناسبة معينه هذا المعنى بينه علاقة وبين ثقل الحرف٠٠

فانظر إلى قول الله عز وجل مالكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله إثاقلتم إلى الأرض

تأمل هذة اللفظ :
{انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ}
{ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}

كأنك تحس لفظ الهبوط والدعة والقعود وبالكسل وبالسكون، ولا تشعر فيها أبدا بأي معنى من معاني النشاط !!

وأنظر أيضا إلى المناسبة بين الثقل وبين الأرض ، فهو ليس مجرد ثقيل ويتثاقل إلى الأرض ، كأن شهواته وملذاته التي آثرها وفضلها على الجهاد وعلى طاعة الله أرضية وأن الطاعات سماوية عليا يرنوا إليها يصعد ويسمو ويحلق ..
وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتكبر في عين العظيم العظائم

المهم دنيء الهمة، تأتي له بشيء يقول لك هذا صعب لن أقدر أن أفعله..

عظيم الهمة لو أتيت له بشيء عظيم ، يقول لك سهل من الممكن أن أفعله لأن همته عالية ..

*همته تناطح الجبال يستطيع بهذة الهمة أن يرنوا ببصره وأن يعلو بقدرته وطاقته لينفذ كل صعب ويذلله سهلا يسيرا .

وهذا رد على من يقول في -قضية الهمة- الناس يتفاوتون في الهمه والقدرات ..

لا هذا النقص ليس في التعامل مع الله !

فإن هذة القاعدة -قاعدة النقص وفروق العيب- هذا في التهمة بينك وبين الناس

أما في معاملة النفس فلابد أن تكون مبنية على طلب السمو وطلب العلو وطلب الرقي على الدوام

وكن علي يقين ان ما كلفت به من طاعات وعبادات هي في طاقتك وحدود إمكانياتك

فذلك هو حال السالك إلى الله عز وجل دوما يستكمل عناصر الإيمان كلما علم أن ثمة ثلّمة تداركها ويعزم لذلك عزما، فإذا شرع في الإستكمال يبحث عن نفسه ويجد عيوبه فيجد نقص فيحاول أن يتدارك النقص يسرع إلى سده وإلى تداركه

الإنسان يجد أن عنده عيب مثلا لا يحافظ على صلاة الجماعة ، فيبادر إلى استكمال هذا الباب
فحين يصلي صلاة الجماعة كلها ، يرى نفسه مفرط في النوافل والسنن يبادر إلى سد هذة الثغرة

إستكمل وسد هذة الثغرة ورأى مثلا أن عنده ذنب مثل النظر ، يحاول إلى سد هذه الثغرة بالسد ، بالتوبة منه.

إستكملها ووجد أنه لا ينتقي الألفاظ المناسبة ، يسارع إلى سد هذه الثغرة وإلى تداركها.

فمثل هذا الإنسان لا يرضى أبدا لنفسه بالدون ولا أن يكون متصف بأي عيب..

ثم إنه إذا شرع في الإستكمال وقارب عليه أدرك ضرورة الصفاء فيه وأن يرفأ سربال إيمانه
(يرفأ يعني يخيط)

يخيطه بهذه العزم وتلك الهمه وهذة الطاعات يرفأه ، بجنس ما وهبه الله من خير آنفا

فالمؤمن يكره النشاز

ما النشاز ..؟
يكون مسلم وملتزم ويفعل طاعات ويجتهد في العبادات ومسلكه حسن ، ولكن لديه عيب مثلا لا ينفك عنه ..

والناس تستغل دائما هذة الثغرة لينالوا من المسلمين ومن الإسلام !!

فالمسلم الملتزم لابد أن يكره هذا النشاز.
و لابد أن ينشد الكمال
لابد أن يحرص أن يتبرأ من أي عيب أو أي نقص
فيعزم لذلك عزمة أخرى ليتخلص من تلك الخصلة السيئة ، فثالثة تتبعها رابعة ، في نهضات متوالية حتى يصيب مرادة

هذا هو حال أهل الإيمان
فلا يرضون أبدا أن يكونوا عندهم نقص أو عيب فلا يرضون فعلا أن يكون هذا العيب موجود فيهم بأن يتوبوا منه وأن يتخلصوا من آثارة في نفوسهم

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-09-24, 08:06 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=327034

استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الخامسة والعشرون

اللهم بلغنا رمضان

تابع رمضان بين الربح والخسران

اخوتي هل أعددتم تلك القائمة ؟!

هل أحصيتم قبائح ما اقترفتموه؟!

مثل هذه القائمة التي يستحضرها كل منا هي التي تدفعه ولا شك إلى تدارك للأمر٠٠٠٠

وقد تكون هناك ذنوب يحتاج الإنسان لها إلى معالجة خاصة وإلى إجتهاد خاص٠٠٠

بمعنى أن ذنب معين مستعصي قد يصعب عليه أن يعالجه بنفسه٠٠٠

فسطر هذه العيوب يستطيع فيها أن يفرز الذنوب السهلة اليسيرة والذنوب العسيرة التي يحتاج فيها إلى إستشارة يستشير فيها أهل العلم والمربين اللذين تجد عندهم الخبرة في علاج مثل هذه الآفات والأمراض والعيوب ..

لكن لماذا ؟!
لماذا نحرص على سطر هذة الآفات وهذة العيوب؟!
وإحصائها إحصاءً دقيقا ؟!

لأن همة أبناء الآخرة لا ترضى بالدون ، هم ينشدون الكمال ..

قال صل الله عليه وسلم :
إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا
( رواه البخاري)

كما أمرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم حينما قال ( فسددوا وقاربوا)

سددوا : أي أنشدوا السداد ..
قاربوا : قاربوا الكمال ..

لا ترضوا بالدون والنقص اخوتي...
لم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام

إنسان يستطيع أن يتخلق بالمثل والفضائل لكنه تجده خسيس٠٠

إنسان يستطيع أن ينجح ويحصل على الدرجات العالية لكنه لا يرضى إلا بالرسوب، أو الدرجات القليلة أو التقدير الشعبي كما يقولون ، ولكنه يستطيع أن يجتهد وأن يذاكر ولكن لايفعل٠٠٠٠

إنسان يستطيع أن يعبد الله ويستطيع أن يجتهد في الطاعة ولكنه لا يرضى إلا بالكسل والقعود ، فهو يستطيع أن يصلي الجماعة لكنه يكسل ..

هذا نقصٌ مريب، يدل على خسة ودناءة الهمة..
وعلى قدر نفاسة الهمم تشرئب الأعناق٠٠٠

على قدر ما عندك من همة عالية ، تجد نفسك متحفزة إلى الطاعة ..*
وعلى قدر ما همتك خسيسة ودنيئة ، على قدر ما تجدك مترهل متباطيء على الطاعات٠٠
وعلى قدر خساستها تثّاقل إلى الأرض٠٠٠
كما كان حال المنافقين

(مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)

علماء اللغة يقولون : أن تعبيرات القرآن وألفاظه إعجازية و فيها مناسبة عجيبة بين معناها ودلالات حروفها جرسا ولفظا ..

تجد أن حتى اللفظ الذي يدل على معنى معين في مناسبة معينه هذا المعنى بينه علاقة وبين ثقل الحرف٠٠

فانظر إلى قول الله عز وجل مالكم إذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله ....إثاقلتم إلى الأرض

تأمل هذة اللفظ :
{انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ}
{ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}

كأنك تحس لفظ الهبوط والدعة والقعود وبالكسل وبالسكون، ولا تشعر فيها أبدا بأي معنى من معاني النشاط !!

وأنظر أيضا إلى المناسبة بين الثقل وبين الأرض ، فهو ليس مجرد ثقيل ويتثاقل إلى الأرض ، كأن شهواته وملذاته التي آثرها وفضلها على الجهاد وعلى طاعة الله أرضية وأن الطاعات سماوية عليا يرنوا إليها يصعد ويسمو ويحلق ..

وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتكبر في عين العظيم العظائم

المهم دنيء الهمة، تأتي له بشيء يقول لك هذا صعب لن أقدر أن أفعله..*

عظيم الهمة لو أتيت له بشيء عظيم ، يقول لك سهل من الممكن أن أفعله لأن همته عالية ..

همته تناطح الجبال يستطيع بهذة الهمة أن يرنوا ببصره وأن يعلو بقدرته وطاقته لينفذ كل صعب ويذلله سهلا يسيرا ..

وهذا رد على من يقول في -قضية الهمة- الناس يتفاوتون في الهمه والقدرات ..

لا هذا النقص ليس في التعامل مع الله !!

فإن هذة القاعدة -قاعدة النقص وفروق العيب- هذا في التهمة بينك وبين الناس

أما في معاملة النفس فلابد أن تكون مبنية على طلب السمو وطلب العلو وطلب الرقي على الدوام

وكن علي يقين ان ما كلفت به من طاعات وعبادات هي في طاقتك وحدود إمكانياتك

فذلك هو حال السالك إلى الله عز وجل دوما يستكمل عناصر الإيمان كلما علم أن ثمة ثلّمة تداركها ويعزم لذلك عزما، فإذا شرع في الإستكمال يبحث عن نفسه ويجد عيوبه فيجد نقص فيحاول أن يتدارك النقص يسرع إلى سده وإلى تداركه

الإنسان يجد أن عنده عيب مثلا لا يحافظ على صلاة الجماعة ، فيبادر إلى استكمال هذا الباب

فحين يصلي صلاة الجماعة كلها ، يرى نفسه مفرط في النوافل والسنن يبادر إلى سد هذة الثغرة

إستكمل وسد هذة الثغرة ورأى مثلا أن عنده ذنب مثل النظر ، يحاول إلى سد هذه الثغرة بالسد ، بالتوبة منه.

إستكملها ووجد أنه لا ينتقي الألفاظ المناسبة ، يسارع إلى سد هذه الثغرة وإلى تداركها.

فمثل هذا الإنسان لا يرضى أبدا لنفسه بالدون ولا أن يكون متصف بأي عيب..

ثم إنه إذا شرع في الإستكمال وقارب عليه أدرك ضرورة الصفاء فيه وأن يرفأ سربال إيمانه
(يرفأ يعني يخيط)

يخيطة بهذه العزم وتلك الهمه وهذة الطاعات يرفأه ، بجنس ما وهبه الله من خير آنفا

فالمؤمن يكره النشاز

ما النشاز ..؟؟

يكون مسلم وملتزم ويفعل طاعات ويجتهد في العبادات ومسلكه حسن ، ولكن لديه عيب مثلا لا ينفك عنه ..

والناس تستغل دائما هذة الثغرة لينالوا من المسلمين ومن الإسلام !!

فالمسلم الملتزم لابد أن يكره هذا النشاز.
و لابد أن ينشد الكمال
لابد أن يحرص أن يتبرأ من أي عيب أو أي نقص
فيعزم لذلك عزمة أخرى ليتخلص من تلك الخصلة السيئة ، فثالثة تتبعها رابعة ، في نهضات متوالية حتى يصيب مرادة

هذا هو حال أهل الإيمان
فلا يرضون أبدا أن يكونوا عندهم نقص أو عيب فلا يرضون فعلا أن يكون هذا العيب موجود فيهم بأن يتوبوا منه وأن يتخلصوا من آثارة في نفوسهم

يتبع بإذن الله

عطاء دائم
03-10-24, 07:54 AM
https://www.arabsharing.com/do.php?img=327096

كَيفَ يُستَقبل رَمضَان ويستقبل دخول هذا الشهر المبارك ....

1️⃣ - الفَرح بِدخُول الشَّهر، فكَم مِمن سَبق عَليه الأجل قَبل بلُوغ الشَّهر، وإنَّ مِن شُكرك لِنعمَة اللَّه عَليك فِي بلُوغ هـٰذا الشَّهر العَظيم أنْ تَحرص علىٰ الجَد والاجتَهاد في طَاعة اللَّه فِيه.

2️⃣ - التَّوبة النَّصوح مِن كُل ذَنب وخَطيئة، والتَّوبة النَّصوح لابُد أنْ يتَوفر فِيها الشُّروط:

1️⃣ - النَّدم علىٰ فَعل الذُّنوب.

2️⃣ - والعَزم علىٰ عَدم العَودة إليهَٰا.

3️⃣ - والإقلاع عَنهَٰا تمامًا.

4️⃣ - إعادة الحُقوق إلىٰ أهلهَٰا أو يَتحلّلهٖم مِنهَٰا.

قالَ بَعضُ السَّلَفِ

« كَانُوا يَدعُونَ اللَّهَ سِتَّةَ أَشهُرٍ أنْ يُبَلِّغَهُم شَهْرَ رَمَضَانَ، ثُمَّ يَدعُونَ اللَّهَ سِتَّةَ أَشهُرٍ أنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنهُم ».

لَطَائِفُ المَعَارِف(صـ٤٧٥)

غيّر حياتك قبل شهر رمضان المبارك

إذا كنت مقصراً في صلاتك فإبدأ من الان وعاهد الله أن لا تقصر في صلاتك مهما كان السبب، لا نعلم متى يتوقف قلبنا عن النبض ونرحل عن الحياة...

إذا كنت من المدخنين إسأل الله أن يصرف عنك هذا الأمر واتركه لله والله سوف يعوضك خيرا...

إذا كنت مخاصماً لأخيك أو قريبك أو قاطع للرحم الآن أفتح هاتفك وأرسل له رسالة وكن خيراً منه وأبدأه بالسلام إعمل هذا الأمر لله...*

إذا كنت من أصحاب المعاصي الخفية فإنتبه لنفسك وتب إلى الله وعاهد الله أن لا تعود والله سوف يعينك ويكرمك...

إذا كنت من أصحاب الأموال تصدق غداً على فقير أو يتيم أو عائلة لا تجد طعام لأطفالها ولك الأجر والثواب عند الله....

اشغل وقتك بذكر الله

يقول ابن القيم رحمه الله :
أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله ؛ فأفضل الصُوَّام أكثرهم ذكراً لله في صومهم ، وأفضل الحُجاج أكثرهم ذكرًا لله ، وهكذا.
الوابل الصيب لابن القيم 152

قال ابن تيمية رحمه الله :

أفضل الأعمال بعد الفرائض؛ فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه، وما يناسب أوقاتهم، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل أحد.

لكن مما هو كالإجماع بين العلماء أن ملازمة ذكر الله دائمًا هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
وعلى ذلك دل حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم: (سبق المفردون، قالوا يا رسول الله: ومن المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)

وفيما رواه أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال: {ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله}

والدلائل القرآنية والإيمانية بصراً وخبراً ونظراً على ذلك كثيرة.
وأقل ذلك أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين صلّ الله عليه وسلم ، كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره، وعند أخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام، وأدبار الصلوات.

والأذكار المقيدة، مثل ما يقال عند الأكل والشرب، واللباس والجماع، ودخول المنزل والمسجد، والخلاء والخروج من ذلك.

ثم يعلم أن كل ما تكلم به اللسان وتصوره القلب، مما يقرب إلى الله، من تعلم علم وتعليمه، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، فهو من ذكر الله.

ولهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض أو جلس مجلسا يتفقه أو يفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقها فهذا أيضا من أفضل ذكر الله...

تقبل الله منا ومنكم كل عمل خالص لوجهه الكريم
وكل عام وأنتم بخير...


SEO by vBSEO 3.6.1